نداء إلى قوى التنوير لعقد مؤتمرها وإعلان جبهتها الآن وبلا تأخير

في الطريق لمكافحة وجود وسائل تفكيك دولنا وتخريب مؤسساتها والنيل من وحدة شعوبنا يتطلع هذا النداء إلى انعقاد مؤتمر لقوى التنوير التي تعمل وسط شعوبنا لمجابهة مخططاتت مركز العداء وأفاعيله باستراتيجية موحدة تقوم على توظيف العقل العلمي وتنويريته مرجعية بديلة لما يُفرض كرها وقسرا وتضليلا على بعض فئات وسط شعوبنا بقصد تمزيقها والتمكن من استعبادها واستعادة إمبراطوريات التخلف والظلم والظلام بينما تستحق شعوبنا الحرية والسلام لإطلاق مشروعات البناء والتنمية والتقدم فهلا تنبهنا وتوجهنا من فورنا إلى المؤتمر لإعلان استراتيجية العمل الذي تستحقه شعوبنا؟

نداءإلى قوى التنوير لعقد مؤتمرها وإعلان جبهتها الآن بلا تأخير

نداء إلى أبناء العراق، سوريا، لبنان، ليبيا واليمن لمجابهة استراتيجية الإرهاب الميليشياوي

منذ حوالي ربع القرن وأكثر ضخّت قوى الظلام وسلطة الإسلام السياسي بمنطقة الشرق الأوسط، أضاليلها لزرع بذور تشكيل الأرضية المناسبة لإرسال ميليشياتها التي أسستها ودربتها في بلديها بإيران وتركيا بوقت سابق. وهكذا استغلت أول فرص الانهيار بالأوضاع العامة لتخترق مناطق تراجع الاستقرار ودفع تلك رؤوس تلك القوى المرضية إلى داخل بلداننا مرة بعد 2003 في العراق وأخرى بعد ثورات (الربيع) العربي حيث تغذية الفوضى من جهة ونشر منطق الخرافة مستغلة هشاشة الموقف العام…

ولقد تمّ ضخ مليارات الدولارات لتسويق ظلاميات الفكر وتخلفه مثلما تنظيم فعاليات ترعى جذب أوسع جمهور ومحاولة السطو عليه بخزعبلات [قشمريات] منح المواطن حريات التعبير والاعتقاد؛ ذاك الذي استغلوه في تمرير (الخرافة) على أنها القدسية الدينية وعلى منح العصمة الباطلة بإسقاط قدسية متوهمة على مرتزقة كانوا ومازالوا مجرد حصان طروادة في ارتكاب جرائم التخريب والتدمير وجرثومة الوباء الراعي لسطوة طبقة كربتوقراط يتلفح تقية التدين الكاذب المزعوم…

في تلك الأجواء ومع الانهيارات الاقتصادية والاجتماعية التي تمكن من خلقها تفاقم الوجود الميليشياوي الإرهابي بإجهازه على الأمن والسلم الأهلي وأي شكل للاستقرار وتعمده تفكيك الدولة ومؤسساتها، تم تحقيق سرقة الدولة بين تشكيل دولة داخل دولة كما في لبنان والعراق أو بالانقلاب في صنعاء أو باحتلال مناطق وعزلها عن البلاد كما في سوريا يوم عسكروا الثورة وقضوا على سلميتها لتسهيل السطو الميليشياوي عليها ويوم فصلوا طرابلس ومصراتة وبعض الغرب الليبي وقدموه على طبق من فضة لأردوغان ومرتزقته…

فماذا جلب تبني الميليشيات (المقدسة) التي تدعي تمثيلها الحصري للإله والدين يوم التحق بها بضع أنفار مضلَّلين أو يوم خضعت لهم بعض مدن ومحافظات مثل إدلب أو صنعاء!؟ أليس ما حصل ويحصل يتمثل في التخريب البنيوي للمجتمع والاعتداء على منظومته القيمية وإشاعة جرائم الاغتصاب والاغتيال والتصفية  مع الهدم والتجويع ومن ثمّ الاستعباد مقابل فُتات بقايا ما ينهبون!!؟

أؤكد وأكرر بصيغة التساؤل.. وإجابته معروفة لديكنّ ولديكم من واقع العيش والمشاهدة بالملموس:  كم من فلذات أكباد والديهم تم سوقهم تضليلا ومخادعة لتلك الميليشيات [تجنيد الأطفال!]؟ كم فتاة وامرأة جرى اختطافها واغتصابها!؟ كم منهن جرى الاتجار الجنسي بها، بمسمى شرعنة دينية بفتاوى (جهاد النكاح)!؟ واي قيم لقدسية العائلة والأسرة تبقت في ظل تلك المفاهيم الغريبة على مجمل الحياة الإنسانية وليس على معتقد الناس فقط؟

كم مدينة وقرية تمّ هدمها وتخريب بنيتها التحتية بالكامل أو تركوا أهلها في عراء التهجير القسري وعسف الاضطرار!؟ كم نسبة البطالة التي تسببت بها نُظُم (إسلامهم) السياسي المزعوم كونه (هو الحل) أدت سياستهم إليه!؟ وكم نسبة الفقر وما حجم فجوة الفقر أو الفقر المدقع الذي تسببوا فيه!؟

وماذا فعلت نُظُم مرجعيتهم العليا (المقدسة) و\أو (المعصومة) من قطع شرايين الحياة للإنسان والحيوان والنبات كما فعلوا مع دجلة والفرات وعشرات الأنهار والجداول التي غيروا مسالكها عن مجاريها!!؟

كم من البنوك سطوا عليها أو أسسوها لتهريب ما تنتجه شعوبنا إلى مراجعهم في قم وطهران وأنقرة دعما لإرهابها ومطامعها وأحلامها المتوهمة في بناء إمبراطوريات تهديد العالم بفاشيات جديدة!؟

ألم يرهنوا (كل) الثروة العراقية بيد أسيادهم بطهران وكم افتضح مما يشرقون وينهبون!؟ ألم يسلموا حركة الاقتصاد الليبي بيد ابن أردوغان حصرياً ويسلموه مفاتيح خزائن طرابلس ليحرموا منها أبناء ليبيا الأحرار الكرام ممن لم يخضع للجريمة وابتزازها!؟ ألم يرهنوا قوت اللاجئ السوري واليمني وخبز اللبنانيين بأيدي تلك المجموعات المافيو- ميليشياوية!؟

فإليكنّ وإليكم؛ أبناء العراق، سوريا، لبنان، ليبيا واليمن وكل شعوب منطقة الشرق الأوسط المستهدفة وجودياً، إلى الدميع منكنّ ومنكم هذا النداء

لنجتمع معاً وسوياً في مجابهة هذا المشروع التصفوي الموجه ضد شعوبنا ودولنا. ولنشخّص طبيعة المنهج مع أنه واضح تماماً في اعتماد نهج المرتزقة وتشكيلات المجموعات المسلحة بوصفها الحرس الثوري والجندرمة الانكشارية يحميان مآرب نظامين يحلمان باجترار إمبراطوريتهما من مجاهل تاريخ منقرض..

ولأنّ الجوهر في أدواتهما التي ينسقون الفعل فيها، هو فرض سطوة مافيوية ببلطجة ميليشياوية مفضوحة ترتكب جرائمها جهاراً نهاراً ولأنّ ذلك يتم بخديعة المقدس المزعوم بأضاليله وأباطيله وبفتاوى إباحة تخريب منظومات شعوبنا القيمية وبناها الاجتماعية الأساس عبر المخدرات بأشكالها ولأن الأمور تعتاش على نهج اللصوصية التي تنقل جلّ الثروات للنظامين الإسلامويين الصفوي والأخواني، لكل ذلك فإن الرد على ذاك التنسيق بين جناحي العداء بالتنسيق بين قيادات شعوبنا من القوى الوطنية التنويرية التي تضم العَلماني الديموقراطي والتقدمي والليبرالي في جبهة شعبية تنويرية عريضة تضع ملامح استراتيجية الرد القائمة عللا فعل شعوبنا لا مجرد رد الفعل القائم على الانفعال والحماسة بل على التخطيط ومنطق العقل العلمي بالضد من العتمة وظلامها وما تهيئ من خديعة…

إنني أدعو للمتؤم الشعبي التنويري لشعوبنا التي تتقاسم الظرف المشترك من الاستهداف لنعلن بيان الانعتاق والتحرر وطريق تحقيق السلام وإطلاق مسيرة البناء والتنمية والتقدم التي تستحقها شعوبنا..

ومن دون ذلك سنبقى نخضع للعبة تمزيقنا بمستوى إقليم وجودنا الإنساني القومي والوطني بكل شعوبنا وحظر الحديث علينا باي معنى لإخاء وتعاضد فيما يتحدون ضدنا ويقسمونا بينهم غنيمةً! كما يوغلون بالتقسيم والشرذمة وصنع التشظي والتمزق داخل شعوبنا!!

فلنتحد اليوم قبل الغد، الآن حيث مازال فينا فرصة قرار وتلبيته قبل أن يضعونا رهائن العبودية في أقفاص إذلالنا التاريخية كما فعلوا لمئات الأعوام والسنوات!!

إلى كل القوى والحركات الحزبية والجمعوية التنويرية لا تركنوا إلى أولويات لن تنفعنا جميعا ولا أي منا في التقدم نحو إعلاء صوت الشعب بل أصوات شعوبنا.. ولكن لنُطلق نداء مؤتمر التنوير لشعوب الشرق الأوسط وها أنا ذا أرسل واحداً من أصوات النداءات التنويرية الهادرة عسى تتلقى صداها بأعلى مستويات العمل الشعبي التنويري..

لنقل: إنَّ أبناء وبنات شعوبنا ليسوا خرافاً ولا قطعان بهائم تحمل لهم أسلحة التخريب والهدم والانتحار تقتيلا في أهاليهم! إنهن وإنهم لن يكنّ ولن يكونوا مرتزقة للهدم والتدمير والتقتيل ولكننا نحن معاً وسوياً،  بناة وجودنا وحماة خيراتنا التي نُنتج.. فلماذا يبيع بعضنا ممن ضلّ الطريق والحقيقة وبالمجان وجودنا الإنساني الصائب الصحيح!؟ لماذا يقع بعضنا بفخاخ أضاليلهم كما يوهمون ويدفعون إليه دجلا ومخادعة!؟

لتكن الصرخة المدووية: كفى.. كفى.. كفى وهذا بيان تحالف شعبي شامل مانع جامع لكل قوانا (التنويرية) ضد مشروع شرذمتنا واذلالنا واستعبادنا….  فلا طورانية ولا صفوية ولا تبعية لأي منهما.. نحن (حركة تنوير) وشموسها فينا ومنا، تسطع لتزيح منذ انطلاقتنا اليوم والآن، الظلمَ والظلامية…  أُسائلكنَّ وأسائلكم جميعا بلا استثناء أن نتفكر ونتدبر ونتحاور

فماذا تقرأ أنت وكيف قرأ الأمور؟ قل رأيك بصراحة، وعبِّر عنه، اختلافا واتفاقا؟ ولنكن معاً الفعل مغيِّراً مؤثراً وليس الاستسلام لا انكساراً ولا احباطاً ولا سلبية.. ذلك أنَّ تحرير أنفسنا لا يعني أنّنا نعادي أحداً في وجوده (إنسانياً) ولا أن ننتهج نهج أحدهم يوم يريد استغفالنا وتضليلنا وتحويلنا لغنيمة أو قطيع لمذبحه! ولكننا بخلاف ذلك، إنما نسعى لإعلاء خطاب التعايش السلمي ومنطقق الحوار ومبدأ المساواة والتحرر والتعاضد بجهود البناء إننا بمؤتمر شعوب الشرق الأوسط قواها التنويرية نريد أن نفرض إرادة السلام لنتفرغ للبناء لا ننشغل بالهدم حروبا و\أو اضطرارا كما قد يحدث لو استسلمنا وخضعنا لاستعبادهم إيانا لقرون جديدة أخرى!!

فليحيا طريق الحرية والسلام طريق البناء والتنمية وإنما نشير هنا إلى ندائنا قوى التنوير لإعلاء مشروع العقل العلمي مرجعية تزيح مرجعية الخرافة والتخلف والتجهيل وتعيد للشعوب الحرة فرصتها في طريق لا عتمة ولا ظلمة ولا ظلام فيه بل التنوير للتغيير..

فهلا تنبهنا وتفكرنا وتدبرنا، ندائي يتطلع أن نشرع بتلبيته عاجلا كما تستدعي الحاجة الماسة وليس مجرد الرغبة والمزاج ولا حتى لإيمان بقضية ولكن أكرر هنا لأن الظرف لم يعد يسمح بالتماهل والتلكؤ

 

***************************

المعالجة بموقعي الفرعي في الحوار المتمدن تفضل بالضغط هنا  

***************************

اضغط على الصورة للانتقال إلى الموقع ومعالجاته

********************يمكنكم التسجيل للحصول على ما يُنشر أولا بأول***********************

تيسير عبدالجبار الآلوسي
https://www.facebook.com/alalousiarchive/

سجِّل صداقتك ومتابعتك الصفحة توكيداً لموقف نبيل في تبني أنسنة وجودنا وإعلاء صوت حركة النوير والتغيير

للوصول إلى كتابات تيسير الآلوسي في مواقع التواصل الاجتماعي اضغط هنا رجاءً

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *