كلمة رئيس جامعة ابن رشد في هولندا أ. د. تيسير عبدالجبار الآلوسي في ندوة موسوعة الجنسانية

هذه كلمة رئيس جامعة ابن رشد في هولندا أ. د. تيسير عبدالجبار الآلوسي في ندوة موسوعة الجنسانية وهي ندوة ثقافية  معرفية بتنظيم وتنسيق مركز آفاق للدراسات الثقافية المغربية اليمينية التي بدأت على تمام الساعة السابعة مساءً بتوقيت هولندا وهي تحتفي بالبروفيسور الدكتور محمد عبدالرحمن يونس ومنجزه عن الجنسانية عبر مجموعة بحوث بين دفتي هذا المؤلَّف وإعداده.. جرت الندوة بالتعاون أيضاً مع جامعتي أبين ييمن الحضارة وجامعة ابن رشد جسر الحضارات نحو التواصل والتفاعل وكلية دجلة وعدد من أركان الاشتغال الأكاديمي.. فإلى ذلك ندفع بالتنبيه على مجريات الندوة هذا اليوم الأحد 5 أيلول سبتمبر 2021

تضمنت الكلمة فقرات عن التحدي للإشكالات التقنية التي قد لا تعود لأمور فنية تقنية بل إلى ظروف تتحكم ببعض بلداننا وهو التحدي الذي يمنح شعوبنا قدرات فتح بوابات نحو بناء أسس مستقبل أفضل

شكرا جزيلا لتقديمكم وإني

لأتوجه بالتحية والتقدير للمبادِرات والمبادرين لعقد هذه الندوة المهمة وبالتحية والتثمين لروح أكاديمي أصيل دعا للتنسيق بين مؤسساتنا الأكاديمية وخطاب التنوير الثقافي فيها

تحية لزميلي الفاضل رئيس جامعة أبين يمن الحضارة وإشراقات نور التمدن ومسيرته البهية الأستاذ الدكتور محمود أحمد الميسري وعبره للزميلات والزملاء بجامعة أبين وبجامعات يمن العلوم والآداب والفنون..  

تحية لزميلي الفاضل رئيس كلية دجلة الجامعة بتوجهات التمدن وتاريخ الجذور السومرية وما تعنيه من مدنية واهتمام بالعقل العلمي، أحيي هنا الأستاذ الدكتور سعيد عبدالهادي المرهج

كما أحيي مركز آفاق للدراسات الثقافية المغربية اليمنية بشخص الدكتورة أسماء وردي كاتبة المركز ولدورهم في تبني هذه الندوة الثقافية العلمية وتميز موضوعها بالجرأة والتصدي لإشكالية جد معقدة في حيوات شعوبنا..

لقد التبست قراءة الجنس في الحياة الإنسانية حتى انتقل الالتباس إلى عمق أشكال التعبير الجمالي سواء في الآداب أم الفنون وبات يُقرأ بصورة تقع بمطبات وثغرات كرست إفرازات ظواهر الاستغلال الطبقي فيما تُبقي على وهم إلحاق تقييد قراءة الجنس بصراع مفترض بين المرأة والرجل أو سطوة الفلسفة الذكورية البطرياركية فتوضع النسوة ككل ضد الرجال ككل بصورة لا تلتبس قراءة النتيجة بأسبابها حسب بل تقع بخطل التفسير الناجم عن إغفال الصراع الاجتماعي الحقيقي القائم على نظام اقتصااجتماعي بتشكيلة استغلالية سواء رأسمالية الاستغلال أم ما قبلها من اقطاع وعبودية..

إنّ مثل هذا يدفع لتبريرات والتواءات بمتاهاتها من دون مرور على الجوهر الذي يحكم تسلسل حلقات التطور البشري وتشكيلاتها الاقتصااجتماعية..

من هنا تأتي موسوعة الجنسانية لتضع ولو بعض نقاط على حروف البحث العلمي بهذا الميدان وتضيء معالمه بصورة تكسر منطق التابوات وتلج منطقة هي حتى الآن معتمة مظلمة لكنها تغلي بصورة متفاقمة حتى تكاد تتفجر ما يدعو لضبط مخرجات الأوضاع بصورة موضوعية لا تسمح بالتفجرات التي عادة ما تفرز نتائج سلبية خطيرة..

إن دراسات الآداب والفنون النقدية وأيضا المنجز الجمالي في إطارها ستبقى إضاءاته جد مهمة لتجنب استمرار خسائر المجتمع البشري بسبب من التشوش والتابو أو الحظر الذي يقع بهذا الميدان الإنساني..

من هنا تطفو الأهمية الاستثنائية للدرس العلمي للمنجز الأدبي الفني ولمنتجه الفكري الذي يجسد حركة المجتمع الصحيحة الصائبة منها والمنحرفة.. ونتطلع عادة لالتماس الحلول والبدائل عبر المنجز العلمي وليس عبر أمزجة قد تكون وقعت أسيرة معطيا أزمنة التخلف وسيادة منطق الخرافة وتأويلاتها التي أسقط بعضهم عليها قدسية زائفة فكان من نتائجها الخراب الذي أنتجته قوى انقلابية وأخرى تمارس ترهيب مجتمعنا وترويعه بتدخلاتها التي تطمع بمد سلطان ظلامياتها..

إن مجتمعاتنا تتطلع لمنجز علمائها وبيوت العلم من مختبرا بحث ومراكزه ومن جامعات ومعاهد تحمل رسائل العقول العلمية بلا أي استباق سلبي قد يصادر الاشتغالات الأكثر رصانة وعمقا

من هنا يأتي احتفال اليوم بشخصية علمية ومنجزها في جمع أصوات البحث والتنوير وإزاحة الظلام احتفالا يدخل في صلب العمل الأكاديمي لمكافحة ما انكسر في إطارات أخرى وبتضافر جهود الخيرين سننتصر لشعوبنا ولتطلعاتها في الانعتاق أولا من سطوة قوى ظلامية ترويعية تحاول ترهيب مجتمعاتنا وتكريس سلطان التشوهات في البنى المجتمعية والسياسية ومن منظومة التقاليد البالية واشكال الفهم المشوَّه في التعبيرات الجمالية أدبية وفنية كي نصل منصة خطاب ناضج الشعرية وعميق الجمالية وصحيح الأداءات الفكرية..

فلننظر في كل النصوص والأعمال الجمالية ونستطلع صحيح المعالجات في الأدب بروح علمي أكاديمي أصيل لعلنا بهذا نضع بعض مساهمة في دعم مسيرة الحرية وكسر محظورات المصطنع المزيف في القدسية المصطنعة بمحاولة لأسر شعوبنا والذهنية العامة..

إنني باسم جامعة ابن رشد زميلات وزملاء وقوى البحث العلمي كلنا طلبة العلوم ومنطق الحداثة لأشيد بهذا الجهد المميز وبمن أشرف عليه وما اختار تكريما من أصوات بحثية بظلال جهود زميلنا وصديقنا البروفيسور يونس

اسمحوا لي بتجديد التحايا إليكم جميعا بختم الفلسفة التنويرية الرشدية التي اخترناها عنوانا لمؤسستنا وهي تمد الجسور إليكم لتعزيز المسار

تحية لمغربنا البهي تحية ليمن الحضارة في عدن وأبين وبكل ربوع اليمن السعيد وتحايا لعراق السومريات مهد التراث الإنساني وشعبه الذي يقارع التخلف والخرافة ويعمل على استعادة دوره التاريخي وسنبقى من هنا نحن المهجريين منصة تفتح الجسور واسعة معكم في وطننا الكبير يتحد بمسيرة التقدم والتنمية والانتصار للسلام وللعقل العلمي أداة وحيدة كفيلة بتحقيق المنشود

 

 

 

*****************************************************************************

اضغط على الصورة للانتقال إلى الموقع ومعالجاته

********************يمكنكم التسجيل للحصول على ما يُنشر أولا بأول***********************

تيسير عبدالجبار الآلوسي
https://www.facebook.com/alalousiarchive/

سجِّل صداقتك ومتابعتك الصفحة توكيداً لموقف نبيل في تبني أنسنة وجودنا وإعلاء صوت حركة النوير والتغيير

للوصول إلى كتابات تيسير الآلوسي في مواقع التواصل الاجتماعي

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *