المسرح مجدداً في الموصل علامة لتمدن أهلها وتفتحهم ورفضهم الدجل وأضاليل الخرافة

في خبر بثته (بعض) وكالات أنباء أُعلِن عن افتتاح منصة تنويرية مهمة كبيرة هي المسرح الكبير لجامعة الموصل وبهذه المناسبة وما تشكله من حدث ضخم ثقافيا فنيا وسياسيا نضع هذه الومضة الموجزة واثقين من تداخلات الجميع دعما ومؤازرة وارتقاء بالمهمة التي جاءت بناء على دعم مهم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي فـ تحية إلى كل من ساهمت وساهم بهذا المنجز الاستثناي البهي المميز

المسرح مجدداً في الموصل

علامةً لتمدن أهلها وتفتحهم ورفضهم الدجل وأضاليل الخرافة

 بعد خراب أصاب المسرح العراقي في نينوى ما بعد 2003! وهي المدينة التي وُلِد في أحضان كنائسها أولى بوادر مسرحنا المعاصر، وذلك في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وكانت لطيف وخوشابا أول مسرحية عراقية العام 1892؛ يكافح المسرحيون والمجتمع المتمدن من أجل استعادة فرص نشاطهم وفعلهم الإبداعي وإبعاد الحظر والتخريب والحرمان من مؤشر مدنيتهم وتنوّرِهم…

فلقد أعادت (جامعة الموصل)، يوم الاثنين السابع من فبراير شباط 2022، ((افتتاح مسرحها الكبير، ليكون بذلك أول مسرح يفتتح في المدينة منذ طرد الإرهابيين الدواعش ومعهم قوى الظلام والتخلف التي حاولت دوماً فرض أضاليلها وقراءاتها على مجتمع نينوى الحضارة)).

وكان هذا المسرح قد تم تعطيل أنشطته ثم تمّ تخريبه، بل تدميره عقب إخضاع الموصل أضحية لبلطجة إرهابيي الدواعش.

يتسع مسرح جامعة الموصل الكبير لقرابة 1500 مقعد، ولقد تمت إعادة إعماره بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي “يو ان دي بي”. ليشهد حفل الافتتاح الرسمي حضور شخصيات أكاديمية وثقافية فضلاً عن طلبة الجامعة وجمهور من أبناء نينوى.

أن يُفتتح (مسرح) نينوى بهذا الحجم، هو انتصار لحركة التنوير في إشادة منصتها التي تؤكد عمق إدراك خيار الناس لمنطق التمدن وإزاحةمنطق الخرافة وضلال تخلفه

أما مراسيم الافتتاح، فتضمنت فقرات خطابية وفنية متنوعة حيث قدمت كلية الفنون الجميلة عرضا مسرحيا بعنوان “بانوراما العودة”، يستعيد عددا من فعاليات خشبة مسرح الجامعة وأعمالها الفنية، التي سبقت ظلام الإرهابيين الدواعش وقوى الإسلام السياسي بكل أجنحتها وهي تخيم على المدينة التي أحالتها إلى أطلال خربة مدمرة.

إنّ عودة المسرح تمثل علامة قوية لاستعادة مسيرة التنوير والتمدن في نينوى وتستعيد حق أهلها بمسيرة التقدم وممارسة أنشطة الثقافة البهية المشرقة التي لا تخضع للعتمة وظلمتها ولا لتخريب العقل الجمعي وسطوة الميليشيات ولعلعة أسلحتها على ميادين تسودها السلام وحركة البناء والتنمية..

تحايا لأهلنا في الموصل أم الربيعين وفيها بيئة الخضرة والنماء وفيها حيث انتعاش قيم الحضارة الباقية على الرغم من كل همجية التخريب والتدمير الذي مارسته قوى الإرهاب الداعشية..

تحية لكل ناشطة وناشط في الإبداع الجمالي المسرحي في نينوى الحضارة وهي تستعيد اليوم مجدها وخلوده بفضل وعي مكين تحمله أنفس جمهور واعٍ يدرك معنى وجود المسرح ودلالة استمرار إنتاجه بصورة يومية دع عنكم مواسم الإنتاج والمسابقات بطريق التألق في خدمة الذائقة الجمعية من جهة والوعي الأعمق بمنطق عقلي علمي متنوّر..

كل الاحتفاء والتقدير والتكريم المجسد لإرادة الشعب وصوته وخياره اعتدادا بفناناته وفنانيه يضارع إنتاجهم اسمى المنجز المسرحي عراقيا بتلونات لغاته ومدارسه ومناهجه وعربيا إقليميا وإنسانيا..

شكراً لكل دعم ينصب على استعادة منصات التنوير وكسر حُجُب الظلام والتخلف وأول ذلك في (المنصة المسرحية) ومازالت الموصل الحدباء بحاجة لمنصات جديدة كثيرة نظيرة فاعلة؛ مثلما هي بحاجة إلى فعاليات تملأ تلك المنصات حيوية وحراكا فنياً مؤمّلاً، والبركة بالحركة..

وعقبى لكل محافظاتنا المحرومة من منصاتها التراثية التي كانت وجودا ماثلا بهيا والعمل جار كفاحاً عنيدا لاستعادتها وبناء جديدها..

https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=746529

*****************************************************************************

اضغط على الصورة للانتقال إلى الموقع ومعالجاته

********************يمكنكم التسجيل للحصول على ما يُنشر أولا بأول***********************

تيسير عبدالجبار الآلوسي
https://www.facebook.com/alalousiarchive/

سجِّل صداقتك ومتابعتك الصفحة توكيداً لموقف نبيل في تبني أنسنة وجودنا وإعلاء صوت حركة النوير والتغيير

للوصول إلى كتابات تيسير الآلوسي في مواقع التواصل الاجتماعي

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *