حوار أجرته وكالة الفرات للأنباء مع الدكتور تيسير الآلوسي

الدكتور الآلوسي: السلطة الأردوغانية تستهدف قيادة الحركة التحررية الديمقراطية الكردية حاء ذلك في إطار لقاء صحفي وحوار مع ممثل وكالة الفرات للأنباء وتجدون النص الكامل في سياق المتابعة هنا كذلك تجدون رابط الوكالة بالخصوص

هذا لقاء صحفي للدكتور تيسير عبدالجبار الآلوسي مع وكالة الفرات للأنباء الناشطة في الشأن الكوردي حيث تمّ تسليط الضوء على إشكالية تدخل في النضال القومي التحرري للكورد وفي قضية في صميم موضوعة الحقوق والحريات بغض النظر عن الاتفاق والاختلاف.. ونحن نشاهد بل نلمس ونرصد انتهاكات خطيرة للحقوق ومدوناتها الأممية وللمواثيق والعهود الدولية وللقانون الدولي والقانون الإنساني بكل المعطيات والدلالات.. ومن هنا وجب تذكير المجتمع الدولي بكل تلك الانتهاكات واستمرارها بمختلف الذرائع التي لا تستند لتسويغ قانوني أكثر من الطابع القمعي بل الفاشي للممارسات المرصودة.. نضع رابط الوكالة في نشرها اللقاء كما نضع صورة الحوار الذي جرى بجانب ضافٍ منه هنا في أدناه:

 

للانتقال إلى رابط اللقاء كما نشرته وكالة الفرات للأنباء يرجى التفضل بالضغط هنا

https://anfarabic.com/%D8%A2%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D9%88%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA/aldktwr-alalwsy-alsltt-alardwghanyt-tsthdf-qyadt-alhrkt-althrryt-aldymqratyt-alkrdyt-82349
أحييكم مجددا في وكالة الفرات للأنباء وأشكر لكم اتصالكم وتسليطكم الضوء على قضية من جواهر الكفاح القومي التحرري للكورد ولمجمل شعوب المنطقة من أجل الديموقراطية والانعتاق وأضع بين أيديكم وقراء منشورات وكالتكم للأنباء هذه التفاعلات الموجزة التي تقف بثبات مع حق تقرير المصير للكورد ومع تلبية الحقوق والحريات ومنها لقادة النضال السلمي في تركيا جديدة تدحر القمع والطابع الفاشي وتنتصر للديموقراطية وللتعايش بين شعوبها..

_  يخضع القائد عبد الله اوجلان لعزلة مشددة تفرضها الحكومة التركية في جزيرة معزولة في امرالي محاولة إعاقة انتشار فكره الديمقراطي الذي يدعو لأخوة الشعوب والعيش المشترك. كيف تقيمون هذا الوضع؟

بدءاً لابد من الإشارة إلى نهج السلطة الأردوغانية التركية التي تعاملت بعدائية سواء مع محددات الاتحاد الأوروبي أم مع لوائح حقوق الإنسان ونصوص القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي بكل معطياتها.. إنّ مجمل المخالفات التي مارستها السلطة التركية جاءت في ضوء استراتيجية انتهجتها بالضد من الحريات والمسار الديموقراطي المؤمل من جهة وبناء على سياسات فاشية الطابع في فلسفة قمعية بررتها دائما بتلاعبات مضللة كما باستغلال ما أسمته المحاولة الانقلابية وحجم القمع الذي تعرضت له شعوب تركيا دع عنكم التركيز الاستبدادي على مصادرة حقوق الكورد والاعتداء على مؤسساتهم وأدوات عملهم السلمي ودفعهم نحو حصار لا يسمح بارتفاع صوت فما بالنا ونيل حق تقرير المصير المكفول أمميا..

في إطار هذا النهج القمعي الفاشي الهوية والطابع تستهدف السلطة الأردوغانية قيادة الحركة التحررية الديموقراطية الكوردية وتسعى لفرض العزلة وقطع الصلة بين القيادة والشعب في وهم تتخيل فيه إمكان القضاء على فرص التحرر وممارسة الحقوق الديموقراطية.. وهذا الاستهداف والعزل يؤكد أن الغاية هي منع انتشار مبادئ التعايش السلمي بين الشعوب في تركيا وإنهاء أية فرصة لثقافة التعددية والتنوع واحترامها وفرض منطق استلاب الهوية ومصادرة الصوت الحر وقيم الديموقراطية…

_ما هو موقفكم من العزلة المفروضة بحق القائد اوجلان؟

إنّ تلك العزلة تخالف بالأساس حقوق المعتقلين الثابتة في القوانين الدولية واللوائح الحقوقية والعهود المعنية ومن ثمّ فهي عزلة لا تمتلك أيّ سند أو مسوّغ قانوني وكونها مخالفة قانونية يلزم للمجتمع الدولي ومنه الاتحاد الأوروبي بقدر تعلق الأمر بالمحددات والمبادئ الإنسانية القانونية التنبيه على وجوب إلغاء تلك التوجهات والعمل بحدود القانون ومقررات لوائحه الحقوقية الإنسانية.. بمعنى أن يعود حق اللقاء بالمقربين وبالمحامين وبمسار تبادل المعلومة مع الشعب على وفق ما يُلزِم به القانون وأن تتم محاسبة من يُصدر تلك التعليمات على أساس مخالفتها القانونية من جهة وتعارضها مع الحقوق ومع النهج الإنساني المصاغ باللوائح والعهود والمواثيق الدولية..

إنني شخصيا أدين نهج العزل السياسي والإنساني وأدعو إلى رفعه الفوري العاجل ومحاسبة مرتكبي تلك الجريمة المعادية لقيم الديموقراطية والتي تصب في بواكير استيلاد نظام فاشي يهدد لا قيادة التحرر وليس شعوب تركيا وتعايشها بل الأمن والسلم الدوليين.. وأعبر هنا عن موقف التجمع العربي لنصرة القضية الكوردية في التضامن مع الأمة الكوردية وشعوبها في امتلاك حق تقرير المصير وبضمنه الحقوق الإنسانية القانونية المكفولة أمميا دوليا بجميع محاورها..

_برأيكم هل ستؤدي هذه العزلة الى حل سلمي وستنقذ تركيا من الازمة السياسية التي تواجهها حالياً ام انها ستلعب دوراً رئيسياً في تفاقمها؟

إنّ وهم عزل القائد التحرري الكوردي السيد أوجلان بل سجنه بالأساس هو جريمة موصوفة قانونيا ولا يمكن أن تلتقي الجريمة ومسارات السلم الأهلي. إن تركيا الجديدة ستجابه بالمقابل عزلة دولية ليس باتجاه رفض الاتحاد الأوروبي لطلبها بسبب مخالفاتها لمحدداته بل والمجتمع الدولي تجاه مجمل فلسفة السلطة ونهجها القمعي اللاديموقراطي وأذكِّر هنا بحجم تدخلاتها وأعمالها العدوانية تجاه دول الجوار ودعمها لقوى الإرهاب المرفوضة المدانة دوليا دع عنكم تفاصيل جرائم تجاه حقوق المعتقلين وحقوق شعوب تركيا في العيش بسلام وفي الحصول على العمل والحياة الحرة الكريمة التي تهاوت مع تهاوي أو انهيار الاقتصاد في ضوء تلك السياسة حيث خوانق وأزمات متفاقمة أشك في أنّ بعض ترقيعات تدعي تغيير النهج قد يدفع دول المنطقة والعالم لتصديق اللعبة ومن ثمّ فإن جوهر النظام وفلسفته هو ما سيحدد موقف دول المنطق والتكتلات القائمة لاتخاذ مواقف الرد الأنسب على مناورات السلطة التركية ومحاولاتها اختراق العزلة الحقيقية التي أحاطت بها بالضد من أشكال العزل السياسي الذي مارسته ضد شعوب تركيا وقياداتها..

_هل للهجمات التي تشنها الدولة التركية ضد الكرد صلة بالعزلة المفروضة بحق القائد عبد الله اوجلان؟

من المؤكد أن أية قوة تجسد سياستها ونهجها بصورة موحدة سواء بإرادة ووعي لاشتغالاتها أم تسرب ما يفضح مسارها عفويا.. وأجد أن نهج العدوانية وما تشنه القوات التركية من اعتداءات أو ترتكبه من جرائم ليس بعيدا عما يصب بذات النهج الذي يمارس القمع والعزل تجاه قيادات التحرر أم تجاه السيد أوجلان شخصيا.. فلنن على يقين من أن القضية لا تنتهي عند أولئك العدوانيين وهويتهم بحدود عزلة تخص شخصية قيادية، بل هي تمتد بمقاصدها إلى مجمل الحراك التحرري المكافح من أجل الحقوق والحريات ومبادئ دمقرطة الحياة والعيش بسلام وكرامة.. من هنا كان لابد من الدفع لتوحيد الحراك لكل شعوب تركيا كيما تتسع فرص التعايش واحترام التعددية والتنوع ومبادئ المساواة والعدالة بدل ما يُفرض من نهج معادي للديموقراطية والوحدة الأمية.. فهلا تنبهنا على هذا كي لا تضعف فرص انتصار الشعوب لحقوقها؟ حتما سيكون ذلك حاضرا باستمرار في الحرة النالية التحررية بما سيكبح من جماح الهمجية العدوانية ويعيد الحقوق لأهلها..

يقف المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الانسان موقف المتفرج ولا يتم اتخاذ اية اجراءات حيال هذه الهجمات. كيف تقيمون هذا؟

المجتمع الدولي ليس سلبيا ولا يقف موقف متفرج عندما تتوافر الشروط الموضوعية والذاتية للتضامن، إذ أنّ كل قضية أو إشكالية تحكمها ظروف وتداخلات لا تقف عند البعدين القانوني والإنساني وعمقه الحقوقي وبسبب من عدد من الأزمات والصراعات الدائرة فإنّ أولويات المجتمع الدولي تأخذ منحى متعدد المحاور ما يتطلب مزيد توضيح لقضايانا وإيصالها إليه بصورة مناسبة يمكنها أن تكسب الدعم التضامني الأنجع لتحقيق الأهداف السامية إنسانيا قانونيا بما يكفل تلبية حق تقرير المصير للشعوب كافة على قدم المساواة ومن دون تمييز أو تأجيل في تسلسل القضايا وأولوياتها..

إننا بحاجة لتفهم مسارات المجتمع الدولي وما ينظر فيه بعمق بما يهيئ توجهاتنا القادرة على كسب الرأي العام وتلبية تحقيق العدالة بعيدا عن التشوش وعن التضليل ومن يقف وراءه..

إنني أجد أن المجتمع الدولي ينهض بالمهام المتنوعة متعددة المحاور لكن أيضا يتطلب الأمر وصولا إليه وعرضا أعمق وأوضح لقضايانا بدءا بإزالة الالتباس والتشوش وانتهاء بتلبية إنصاف كل قضية فرص تحقيق العدالة والانتصار للشعوب كافة ومسيرة الديموقراطية

د. تيسير عبد الجبار الآلوسي

أمين عام التجمع العربي لنصرة القضية الكوردية

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *