ديوالي هو عيد تفعيل إضاءة عالمنا، فهنيئاً لأحبتنا في الهند والعالم أدوارهم في نشر قيم التنوير

أتقدم هنا بالتهنئة بمناسبة ديوالي؛ آملاً وصول التهنئة للأحبة في الهند صاحبة الكرنفال الأم ومعانيه ومقاصده السامية لتحمل تهنئتي تطلعاتي للإشراقة الكرنفالية البهية التي أتمنى أن تصير عيداً كرنفاليا لشعوبنا كافة. إنّ توظيف الأضواء تنويراً لدروب مسيرة شعوبنا، تلك التي أعتمت بسبب تسيّد قوى الظلام، يمنحنا جميعاً وسائل كسب المعارف والعلوم بوصفها (أنوار) العقول والأنفس والأرواح البشرية ومن ثمّ أداة طرد عتمة و\أو ظلمة اخترقت في غفلة من الزمن فضاءاتنا الروحية ومحيطنا الأشمل أيضاً. فلنحتفي بتلك الأنوار وفعلها الإنساني الأسمى بقدسية حقة لا مزيفة لطقوس التنوير وفعلها ضد التخندقات المستغلقة وأشكال ما تثيره من خلافات واحترابات؛ فعل التنوير ضد فساد بعض أنفس وعلاقاتها ومع تمكين جسور المحبة والتسامح والصداقة والإخاء

عيد ديوالي هو عيد إضاءة عالمنا لنشر قيم التنوير

إنه كرنفال الأنوار تعيد تمكين الإيجاب وإنهاء السلب والسلبية

22-26 أكتوبر هو كرنفال نشر الأنوار بإيقاد الشموع

ديوالي بالسنسكريتية هو: صفوف الأنوار يتم توظيفها بمهرجان الضوء، ويرمز العيد لانتصار الخير على الشر برمز يجسده انتصار النور على الظلام وبصيغة أخرى انتصار الإنسان على قوى الظلام والتخلف روحيا بأنوار العلم يملأ العقل ومعارفه تزيح التخلف والجهل وأسباب استغلال البشرية. * المعنى مقتبس

    البوستر منقول 

ومن هنا يأتي تمسكنا بنداء أن نتحول بالعيد من أطره المحلية إلى العالمية مؤكدين هنا أنَّ التهنئة باحتفال عيد ديوالي تجسد احتراما لرائع ما تفعله الهند وشعوبها وما ترسله من أهمية مميزة المعنى في أجواء عالمنا وما أصابه من تراجعات ومن نشر منظومات الشرور ومنطقها الظلامي لنشاركهم العيد قصد التصدي للظلام ومعانيه ومخرجاته..

تحتفل الهند وتنوعات شعبها الملياري التعداد، بعيد (ديوالي) في واحد من أشهر المهرجانات التي تختزن معاني ثرة غنية بمضامين (الإشراق). إنّ منطلق الكرنفال يؤكد معنى (الضوء الروحي) للإنسان ينتصر على (الظلام) ومنظومة قيمه السلوكية المعتمة وما تخبّئ من مساوئ ورداءة. إنه عيد يحتفي بانتصار قيم الإيجاب على السلب بفحوى شرورها..

أما كيف يكون ديوالي انتصاراً لمنظومة الأنسنة الأسمى، فلأنّ أنواره تفضح المساوئ أداتها في ذلك أنّ (المعرفة) تنتصر على (الجهل)؛ إذ يتم هنا التخلص من معالم التخلف ومنظومته السلوكية الأدائية.. حيث ينتهي الإنسان هنا من قيم التخلف بكنسها من الذات الإنساني المحتفِل بعيد الأنوار، عيد ديوالي..

إن احتفال الهند بديوالي لا يقتصر على معابدهم التي تضع قدسية (الأنوار) على (الظلاميات) ومساوئ شرورها، بل ينتشر الاحتفال بين أبناء الشعب ليكون احتفالا كرنفالياً جماهيريا.. ففي بيوت المحتفلين ومنازلهم وفي المتاجر والمكاتب والأبنية ومؤسسات ذياك الوجود بتنوعاته كافة تزخر كلها بأضواء زاهية الألوان؛ فيما تنطلق الاستعدادات قبل مدة من موعد الكرنفال\العيد الذي يكون على مدى خمسة أيام أبرزها اليوم الثالث للعيد. إن فكرة العناية الأبهى والأروع بالتنظيف وارتداء الأزياء الأجمل في الاحتفالية هي جزئية أولية من الإيمان بالتنوير ومعانيه المشرقة في حيوات الناس وتحولاتها… بإعلاء سلوك إنساني يضفي إشراقة الأمل ومعاني ذلك ومقاصده

وفي هذا العيد يتم ترسيخ التآزر المجتمعي وفتح صفحات تبادل رموز احترام الآخر والصفح والتسامح بتقديم روائع الهدايا بتنوعاتها واختلاف دلالاتها.

إن تلك الممارسات ليس قضية اعتباطية عبثية أو عشوائية، بل هي بصورة واعية فعل لصنع معالم طقسية مجتمعية للتمسك بمنظومات قيم الخير والسلام وأنوار كشف الخطابا والمثالب والتخلص من كل شر ومثلبة وسوء.. إذ يجري الاحتفال شعبيا في ميادين مفتوحة بكل تفاصيل تلك الميادين وعائليا يمثل العيد الكرنفالي قيمة ((ثقافية)) تشكّل وجوداً فكريا روحيا يحفر معانيه عميقاً في الوجدان ليُعنى بـ(التنوير والعقل العلمي)…

إنّ ديوالي يتحول بقصد وبوعي إلى رمز كبير مميز لكنس مخلفات الجهل والفكر الظلامي، كيفما وأينما ظهرت وبأي قيمة أو سلوك تجسدت. لهذا يكون عيد ديوالي كرنفالا يمتد جماهيريا لكن عبر ما يتضمنه من تخصيص أيامه الخمسة للـ((علاقات العائلية: بدءاً باليوم الأول: دانتيراس مرورا باليوم الثاني: سوتي ديوالي فاليوم الثالث: وهو جوهرة ديوالي وقمة الكرنفال واحتفاليته)) ونحن نلمس هنا اهتماما معنويا روحيا؛ إذن، بالعائلة وعلاقاتها مثلما تخصيص يوم للعلاقة بين الزوجة والزوج.. ويوم آخر بين الأخت والأخ [اليوم الخامس: بهاي دوج] ومن ثمَّ أيضاً لما بين الأصدقاء[اليوم الرابع: جوفاردان بوجا]…

هنيئا لكُنّ أيتها النسوة ولكم أيها الرجال، هنيئاً للجميع والكافة بعيد التنوير ولنؤكد أننا إذ أشعلنا الشموع ليلة 24 أكتوبر على 25 منه إنما أعلنا مشاركة بعيد إنساني بهيّ لسيادة أنواره تطرد الظلام وما يعنيه من معالم..

وكل عام وأحبتنا جميعا في الهند طبعا لمبادرتهم البهية المهمة وفي العالم لأننا نسعى لجذب هذا الطقس وممارسته بجوهر معانيه عالميا، فاسمحوا لي بأنْ أقول للإنسانية جمعاء: كل عام والجميع بخير يتمتع بشجاعة الاحتفال، بل ممارسة تلك المعاني الدالة النبيلة في خطى أنسنة وجودنا وإزاحة ما علق بنا من شوائب الشرور ومعانيه..

عراقياً أدعو أحبتي لهذا الاحتفال الكرنفالي لنكرس به تعلقنا، بل تمسكنا بالآخر بدءاً من علاقاتنا الفردية المباشرة ومعاناتها من كثير أوصاب وأمراض ومرورا نحو علاقاتنا الجمعية المبتلاة بالشحناء واشكال اقتتال مصطنعة اختلقت شروخا زلزالية جد عميقة فأعتمت وأظلمت لكننا نضيئها اليوم بمثال استلهام ثورة أكتوبر بحركة احتجاج سلمية جماهيرية بأوسع امتداد لها وهي تحمل بهذا قيما بديلة تغتني باكتساب معرفة تدلنا إلى الصواب وإلى صحيح السلوك المؤدي للأنسنة ..

شكرا لأحبتنا في الهند وتمنياتنا لهم جميعا عيد ديوالي مشرق بأنواره وأضوائه…

تيسير الآلوسي

***************************
المداخلة منشورة بموقعي الفرعي في الحوار المتمدن
https://www.ahewar.org/

***************************

اضغط على الصورة للانتقال إلى الموقع ومعالجاته

********************يمكنكم التسجيل للحصول على ما يُنشر أولا بأول***********************

تيسير عبدالجبار الآلوسي
https://www.facebook.com/alalousiarchive/

سجِّل صداقتك ومتابعتك الصفحة توكيداً لموقف نبيل في تبني أنسنةوجودنا وإعلاء صوت حركة التنوير والتغيير

للوصول إلى كتابات تيسير الآلوسي في مواقع التواصل الاجتماعي

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *