يوم مهم في تاريخ المسرح العراقي؟!

العام الستون لاعتلاء الفنان يوسف العاني خشبة المسرح

الدكتور تيسير عبدالجبار الآلوسي

أكاديمي ومحلّل سياسي \ ناشط في حقوق الإنسان

           2004\  02 \ 02

E-MAIL:  TAYSEER1954@naseej.com

 

في الرابع والعشرين من شباط فبراير هذا العام تمرّ الذكرى الستون لاعتلاء المسرحي العراقي المبدع يوسف العاني خشبة المسرح في العام 1944. وإذا لم تخني ذاكرة المنفى اللعين المتعبة فإنَّه ظل يحتفي بمقالة سنوية بهذا اليوم أكثر من احتفائه بيوم ميلاده. وأعتقد جازما أنَّ المسرحي يوسف العاني يظل واحداَ َ من أبرز رواد مسرحنا. إنْ لم يكن أهمهم على الاطلاق متذكرين في كتاباته مراحل مشهودة صنعت عددا من أبرز العلامات والتحولات في مسرحنا..

وسأمر بالذكر الخاطف و”الحديث بالتفاطين” كما يقول المثل العراقي. سأمر على صورة مسرحية مغمورة كتبها في العام 1949 وكانت تمثل نموذج اللامعقول ونعرف أنَّ تأشير ذلك سيكون من الأمور المثيرة في التوثيق لهذه المدرسة العالمية الستينية البداية... وسأمر على أنا أمك ياشاكر وتلك العلاقة العميقة مع الحياة وتحولاتها السياسية وتأثيرها في المحيط وسيكون من ذلك أيضا التحول الذي رسمته مسرحية صورة جديدة ولنراجع فيها كلمات الناقد الكبير الدكتور جميل نصيف الذي سجلها علامة مهمة في المشهد المسرحي العراقي..

وبمواصلة المشوار نستذكر الخرابة والمفتاح وكلاهما اسم خالد في التأسيس لمسرحنا في تحولاته البعيدة. أما سبعينات القرن فقد شهدت إبداعات تسامت عاليا في سماء مسرحنا ونجومها اللامعة فالجومة والشريعة وغيرهما نعدد كثيرا.. فإذا بحثنا في قامة الرجل المسرحي فلقد شخّص العاني عددا هائلا متنوعا من النماذج الواقعية  وسجّل إبهارا لإبداع غبنه التاريخ في الغالب بالعودة إلى سجل السلطات المتعاقبة وموقفها السلبي من المبدعين التويريين كشمعتنا المضيئة دوما الفنان يوسف العاني..

ويكفيني استعارةَ َ  مَن رسمَ صورة العاني كسنديانة الروائي الروسي التي يتأخر ظهور وريقاتها ولكنها حية راسخة تمد جذورها عميقا في التربة مقاومة موت الطبيعة وجليدها وصقيع الحياة طويلا  لتعود يانعة باستمرار.. ليس مكثرا مسرفا ولا هو مقل إنَّه دائم العطاء كل مسرحية كتبها وكل شخصية جسدها هي علامة وهي مؤشر في تاريخ مسرحنا ..

ألا يجدر بنا بعد هذا أنْ نحتفي بالفنان يوسف العاني هذا العام فنكتب عنه المقالة السنوية ليس بأحبارنا بل بمديِّ الروح وأنفاس الإبداع والإشراق .. ليس لنا بعد اليوم ذريعة ها نحن نمتلك إرادة قول ما نريد فإنْ أهملنا تكريم تاريخنا المسرحي بشخص كبير مسرحنا ورائده الباقي في وجدان كل مسرحي عراقي أهملنا التأسيس ليومنا ولغدنا ودخلنا في طريق أومسار خطأ...

ومن أجل الاحتفال بهذا اليوم فلابد من الذهاب لتشكيل لجنة تكريم ومراجعة سريعة من مثل عدِّ هذا اليوم يوما للمسرح العراقي ولاحتفالية سنوية مناسبة ترقى لمستوى المحتفى به. وقد يكون مهرجان العاني السنوي شكلا احتفاليا أو تخصيص جائزة باسم العاني توزع في هذا اليوم على المسرحيين لاحقا في السنوات القادمة .. ومن الأشكال تقديم مسرحية عن العاني وحياته وتاريخه وقصائد ودراسات وإعادة أعمال مهمة من مسرحيات العاني.. وكثيرة أشكال الاحتفاء وأهلنا في الداخل يمكنهم الأخذ بالشكل المناسب لهذا العام على أنْ يتم تطويرها في الأعوام التالية..

تحياتي الحارة لمسرحيينا من أهل الوفاء والإخلاص والحمية والشيمة ولأهلنا في عراقنا في وزارة الثقافة وفي الدوائر المتخصصة وفي الاتحادات والروابط التي ستنهض بالمهمة ويمكن للأدباء والمسرحيين والفنانين والمبدعين عامة وللأكاديميين أنْ يشكلوا اللجنة اليوم قبل الغد..

وبعد فهل للوزارة الشروع بشئ؟ وهل للمعنيين الشروع بشئ؟ أثق وأنظر!!   مع تحيات حارة ووفية وحميم لعزيزي الخالد الحي في الذاكرة فنان الشعب الكبير الأستاذ يوسف العاني...

 

www.rezgar.com

 

1