برنامج البرلمان الثقافي العراقي

مهام عاجلة أمام المثقفين العراقيين

                         

 

                                    

  منذ أكثر من سنة وعراقنا يجابه ظروفا شديدة التعقيد متشابكة في آثارها السلبية التي طَفَتْ على السطح, فأولا عرَّضَ الطاغية المهزومُ بلادَنا لحربِِ جديدة لم يتركْ للشعبِ فرصة الإفادة من بعض نتائجها وبالتحديد حالة هزيمته وسقوطه وخلاص وادي الرافدين والإنسانية من وجوده المَرَضي الكارثي؛إذْ عاث أيتام نظامه المقبور في البلاد فسادا.. ومن ذلك جرائم كثيرة كان من بين أخطرها تعريض أمن المواطنين للمخاطر والاستمرار في تهديدهم في حياتهم, ونهب آثار سومر وبابل وأكد وآشور والعمل على تهريبها عبر عصابات منظمة هي التركة التي لم يألُ النظام الدكتاتوري البائد جهدا لتشكيلها وتركها تترعرع خدمة لمصالحه ومصالح أزلامه..

                             وفي ظل هذه الأوضاع الاستثنائية, تقف أمام ثقافتنا مهمات كبيرة.. وعليه فإنَّ مثقفينا يتحملون مسؤولية تاريخية بمواجهة مثل هكذا قضايا معقدة شائكة. ذلك أنَّ الأمر لن يقف عند مسألة إصدار بيانات شجب واستنكار للجرائم المرتكبة. فمن دون عودة كلِّ الآثار المنهوبة ومن دون إعادة إعمار كلِّ ما تمَّ تخريبه من صروح حضارتنا وثقافتنا العراقية, ذات الجذور التاريخية التي تمثل تراث الإنسانية جمعاء, لايمكن لعراقنا أنْ يستعيد مسار حركة تطوره وحياته الطبيعية. إنَّ مهماتنا تكمن في البدء بتركيز الجهود التي تنادت هنا وهناك بهذا الشأن. وتطوير الأنشطة الفردية إلى فعاليات جمعية والتحول النوعي بها وذلك عبر توحيد جدي وحقيقي يصبّ في حملة دولية متكاملة محدَّدة المسار والخطوات ويتقاسم مثقفونا وتجمّعاتهم النوعية الأدوار المتعاضدة المتكافلة .. وفي هذا الإطار يمكن أنْ نقرأ المهام الآتية بوصفها من أولويات عملنا الحالي:ــ

 

   أنْ يستجيب البرلمان للوضع القائم في بلادنا وأول ذلك أنْ تعقد سلسلة ندوات ومحاور نقاش تركز على ما يمكن أنْ يقدمه المثقفون للوطن والشعب, على أنْ يؤخذ بعين الاعتبار مسألة جدلية العلاقة في الحوار بين رؤيتين عراقيتين وما يعكسه ذلك من تصورات في كيفية صياغة مشروع إعادة إعمار بلادنا التي خرّبها النظام الدكتاتوري المنهار, الذي تواصل بقاياه المهزومة محاولات تخريبها اليوم..

   التأكيد على ضرورة التشديد بقوة على مسألة إظهار اهتمام حقيقي كافي بثقافات وادي الرافدين القديمة والاهتمام بالخصوص بالثقافة الكردية وبالكلدوـ آشورية وبكل تنوعات ثقافة بلادنا بلا استثناء أو إقصاء أو إغفال أو إهمال.. وبهذا الخصوص يجب إدراج أنشطة متنوعة تلبي تحقيق هذا الطموح العادل..

   اهتمام واجب بدور المرأة وتفعيله بشكل لا يقف عند الشعارات أو المجاملة ووضع فقرات تجميلية تكميلية للبرنامج العام بل لابد من وجودها بمقدار يستجيب لأهمية دورها في بناء صرح ثقافتنا وحضارتنا المتفتحة..

   عمل استبيانات متواصلة وذلك بتكليف شخص بالأمر أو لجنة لقياس اتجاهات الرأي العام الثقافي العراقي.. على أنْ يتم ذلك دوريا أو بما يستجيب للأحداث الجارية ..

    اتخاذ موقع للبرلمان [موقع البرلمان الثقافي الموجود حاليا على صفحات البرلمان العراقي] ومقر معيَّن للمراسلة وليكن عنوان أحد الزملاء من أعضاء لجنة المتابعة وتزويده بالأجهزة المناسبة..

6ـ التوثيق لكل أعمال البرلمان السابقة واللاحقة وتكليف شخص أو لجنة بهذا الخصوص.. وإصدار كراس بهذه الأعمال..

7ـ إصدار أجندة عراقية هنا تتضمن تعريفا بعراقنا فضلا عن ملحق تعريفي بمبدعينا بكل التخصصات الأكاديمية والإعلامية والفنية المسرحية والتشكيلية والسينمائية والموسيقية وغيرها باللغتين العربية والكردية..

8ـ توحيد جهود الجمعيات والروابط والاتحادات الشبيهة من جهة الأهداف وذلك بغية زيادة التأثير وقدرات الإنجاز.. مع تجاوز سلبيات الماضي والاختلافات بخاصة منها غير الموضوعية أو الفردية\الشخصية في أبعادها.. على أنْ يكون زميل بعينه مسؤولا عن التنسيق لكي لا يتم الحديث عنها وتنسى بلا متابعة..

9ـ الاهتمام بمشروع تكريم المبدعين وفتح آفاقه على الداخل والمشروع موجود بين أيديكم مرفق مع هذه الورقة بغية الدراسة والإغناء والإقرار ..

10ـ العودة لدورية الأنشطة وإدامة الاتصال بجمهور البرلمان بشكل شهري في أقل تقدير كأنْ يُصار إلى ندوة الشهر في أول سبت من كل شهر على البالتولك.. مع تنويع الحوارات والملتقيات وإغنائها ..

11ـ   احتفالية الصحافة هي المفردة المهمة التي غابت أو غُيِّبت من برنامج الرابطة ولم يكن بإمكان مقترح ما أنْ يرى النور من دون دعم البرلمان وهو ما لم يحصل في واقع الأمر, هنا تنوِّه الورقة إلى خطورة الموضوع في حياتنا الجديدة ولذا تقترح أنْ يُصار إلى جلسة موّسعة تتناول الفقرات الآتية:

           ا ـ   دورياتنا بين الواقع والطموح يُدعى إليها هيئات تحرير الصحف العراقية في الخارج ((جريدة البيت العراقي \ مجلة ألواح بابلية معاصرة \ مجلة البلاتفورم العراقي \ بلاد الرافدين \ حمورابي من هولندا وأخريات من السويد وألمانيا وبريطانيا)) أو أية إصدارات عراقية معروفة في الخارج..

          ب ـ  مستقبل الصحافة العراقية في عالم متغيِّر..(عالم الإنترنت). وما مقترحات الحضور بشأن التطوير اللاحق ورفد صحافة الداخل بالدعم المناسب ومن ذلك النشر الصحفي في دورياتنا في باب يُتفق على تسميته بشكل موحّد في كل دورياتنا الصادرة هنا, فضلا عن التطوّع لإرسال المواد لإصدارات الداخل حتى انفتاح أفق جديد لها,التساؤل هنا هل يمكن لتجمع مواقع الإنترنت العراقية أنْ يقدم شيئا لو (لو فقط) جرت تغييرات تطويرية عليه؟

 

12 ـ   الحصول من المنظمات الدولية المختصة على قرار ـ يوزَّع على جميع الدول الأعضاء والمؤسسات ذات العلاقة مثل المتاحف وما إليها ـ ينصّ على منع تداول الآثار العراقية بيعا وشراء.

13 ـ   دعوة الدول التي لم توقع على المعاهدة الدولية لمنع الاتجّار بالآثار المسروقة, لكي توقع عليها, وهي حاليا حوالي 87 دولة (ومنها عدد من الدول الأوروبية) وذلك بحملة ضغط جدية وفاعلة بهذا الشأن.. ومن ذلك تطوير حملة جمع التواقيع لهذا الغرض..

14ـ   تشكيل لجنة من المثقفين العراقيين الاختصاص في كلّ أنحاء العالم حيثما أمكن ذلك تكون مهمتها دعم المؤسسات العراقية المختصة داخل بلادنا بخصوص استرجاع تلك الجواهر الثمينة المسروقة من تاج الرافدين..

15 ـ   تلتزم تلك اللجان بالاتصال بالمؤسسات المعنية ـ من متاحف ومزادات متخصصة ـ  وتتباحث معها في السبل الكفيلة بالكشف عن آثارنا المنهوبة وتوفير المعلومات الضرورية بالخصوص, مع إدخال مسألة قراءة سجلات القطع الموجودة بالفعل في عدد من المتاحف العالمية.

16 ـ    كما تنسّق تلك اللجان جهودها مع الخطط الموضوعة لهذا الهدف من قبل متاحفنا العراقية ومؤسسات الثقافة العراقية في الداخل والخارج..

17ـ    ويمكن بالخصوص إصدار أجندات سنوية باسم المنظمات العراقية في الدول الأوروبية وغيرها تحمل صور القطع الأثرية المسروقة, إعلانا عنها وتعريفا ومساعدة في ملاحقة سارقيها ومتابعة خطوات الكشف عن تلك الجرائم..

18ـ    عمل أفلام وثائقية ونشر الموجود منها والعمل على عرضها في الفضائيات العربية والأجنبية ووضع التعليقات المناسبة التي تدعم الحملة الدولية بالخصوص..

19 ـ   تتكفل دورياتنا والمواقع الموجودة على الإنترنت بعرض فقرات في الإطار نفسه ووضع الزوايا المناسبة ودعم الحملات الموجودة بالإمكانات المتاحة..

20 ـ    تلتزم المنظمات والجمعيات الثقافية العراقية وأعضاؤها بعقد الاتصالات الكافية بهذا الشأن وعلى سبيل المثال أنْ يلتزم كل مبدع بدعوة عشرة أشخاص للتوقيع على الحملات الموجودة..

وهي حملة لتوقيع الدول على معاهدة منع تداول الآثار المسروقة والتعامل بها؛ وحملة التضامن لإعادة الآثار العراقية المسروقة؛ وحملة تدعو لمحاكمة كل من لعب دورا في سرقة الآثار أو تدميرها أو تخريبها أمام القضاء العراقي بوصف ذلك جريمة بحق الوطن والشعب وجريمة ضد تراث الإنسانية وحضارتها..

21 ـ   وليس بعيدا عن هذه الجريمة أنْ نستذكر جريمة حرق المكتبات ودور التوثيق الوطنية وسرقة الإرشيف الوطني ومنه إرشيف الإعلام العراقي. وأنْ يقوم مثقفونا بمخاطبة مبرمجة بحملة منظمة وذلك عبر عقد الصلات مع المكتبات العالمية المعروفة وكذلك أية مساهمة كانت بالتبرع لمكتبات العراق الأساسية ومكتبات الجامعات والكليات وبالاتصال بالدوريات العلمية في الجامعات التي نحن على صلة بها لكي تنظّم دعما عينيا وماليا سنويا على أقل تقدير على مدى السنتين القادمتين .. 

22 ـ   دعم النتاجات المسرحية والسينمائية والتشكيلية وكل الأعمال الإبداعية حسب برنامج عمل يُتفـَق عليه وبتم تنفيذه بالتعاون مع المؤسسات الدولية المعنية بمثل هكذا مهمات.. على سبيل المثال أنْ تقيم بعض المؤسسات مهرجاناتها أو عروضها في بغداد ومدن العراق الأخرى وفي الإطار تقدّم الدعم الممكن لنشاط عراقي مماثل, ويمكن للجمعيات والمنتديات الثقافية العراقية في الخارج تأدية مثل هذا الدور..

23 ـ   القيام بمهرجانات الثقافة العراقية في بلدان المهجر ومدنه مع دعوة فرق أو جماعات الثقافة من الداخل لتقديم العروض أو للمشاركة في المهرجانات الدولية وذلك عبر عقد الصلات المناسبة لتنفيذ هذا النشاط..

24.أنْ ينهض البرلمان الثقافي  بمهام الدفاع عن الحقوق الثقافية للقوميات العراقية المتآخية والاهتمام بمسألة التعليم باللغات القومية السريانية والتركمانية وبالخصوص باللغة الكردية كونها اللغة التي تمثل وادا من جناحي الفديرالية العراقية العربية الكردية...

25.الاهتمام بالثقافة الكردية وتعزيز المشروعات المناسبة لدعم الأنشطة بالخصوص والتعريف بها في المحافل الثقافية الدولية وبخصوصية الهوية واستقلاليتها بإزالة التشويش والتضليل الذي جرى من قبل بعض القومويين العروبيين تجاه الشخصية الثقافية الكردية...

26.العمل على تعزيز ثقافة السلم والتآخي والتعاضد بين أبناء الطيف العراقي القومي جميعا..

27.العمل على تعزيز ثقافة الديموقراطية والتعددية والتداولية في العراق الجديد عبر الصلات المناسبة مع الداخل العراقي وبالتحديد من ذلك احترام الوجود القومي ليس بوصفه الآخر الهامشي أو الثانوي بل الشريك الرئيس الذي يمتلك حق المساواة والإنصاف والعدل سواء بسواء مع كل الطيف القومي العراقي من غير فكرة  الأحجام الكمية الهشة الرخيصة التي تتحدث عن الأخ الأكبر والأخوة التابعين الصغار...

28.دعم أوثق العلاقات مع الاتحادات الكردية والسريانية الكلدوآشورية والتركمانية والعراقية الأخرى بما يكفل تحقيق الدفاع عن الوجود الثقافي التعددي في بلادنا ويعكس ذلك للقوى الدولية الرديفة بشكل يتناسب مع الحقيقة...

29.وضع مفردات برامجية لرفع الحيف الذي لحق بالثقافة الوطنية جراء التشويه والتضليل ومصادرة حق المثقفين الكرد والتركمان والكلدوآشور في التعبير الصادق عن ثقافاتهم القومية وهوياتها الخاصة..

             ولعـلَّ مهماتنا ستغتني تنفيذا وتأثيرا لصالح أرضية ثقافية إنسانية حرة  متفتحة عندما نضع كل هذا وغيره من إغناءات الآخر موضع التنفيذ والعمل وذلك أول معاني الإبداع الحقيقي الذي تميّزت به حضارة العريقة الخالدة.