بوش ـ صدام  و الحرب والإرهاب   [من الإرشيف]

ليست الحرب إلا مظهرا من مظاهر السياسة , فإذا كانت هي خيار المؤسسة الصناعية العسكرية في سياق مصالحها وبناء على التنافس في ميدان الأقوى والأكثر تدميرا فإن خيار الشعوب وحركاتها ومنظماتها لا يمكن إلا أن يكون السلام الذي يوفر فرص الاستقرار والبناء والتقدم ويخدم مصالحها في الصراع مع العقد والإشكالات العلمية وآفاق معالجة الأمراض التي تصيب صحة الإنسان ومجتمعه ...

فأين ترى حركتنا السياسيةالمعارضة خيار بوش للحرب في العراق ولمصلحة مَنْ ينوي خوضها؟ في ضوء الإجابة عن تساؤلات مثل : كيف ينظر بوش إلى إرهاب دولة المنظمة السرية وحرب الدكتاتور  على شعب العراق وشعوب المنطقة؟ وهل تلتقي كيفية التغيير التي يبتغيها بوش مع أهداف التغيير التي يتطلع إليها شعبنا وحركته السياسية؟ وبتساؤل آخر مَنْ يلتقي مع مَنْ؟ وهل ستنطبق معادلة عدو عدوي صديقي؟ فيتصادم بوش ـ صدام .. لتقرأ حركة سياسية ما , أن الأول أصبح صديقا لشعبنا!! لأنه سيغزو (بلد صدام حسين!) ولن ينوب شعب ذلك البلد من الحرب المدمرة تلك إلا (الخير) إذ لن تكون خسائره المادية أكثر مما فقده العالم في حروبه السابقة مجتمعة فقط! وبشريا ليست أكثر مما يحصده صدام وحصاره وحصار مَنْ صنعه حاكما مطلقا ؟!! فهل بعد ذلك من يرى في الحرب ضررا على شعب العراق! ومن ثمَّ فهل غير حرب بوش حلاََ لمأساة العراق وشعبه؟! إذ ليست المؤسسة الصناعية العسكرية هي مسببة الحروب ! وما عادت الصهيونية المسيطرة عليها عدوة! طالما سار هؤلاء  في طريق إزاحة (عميل) والمجئ بآخر يناسب زمنهم الجديد وسياستهم متغيرة القناع لا الجوهر .. وجملة القول: إن المقابلة بين هذه المسميات من جهة الجوهر لا يكشف إلا لقاء المصالح بين بوش والحرب ممثلا لمؤسسة امتصاص دماء الشعوب ؛ وبين صدام والإرهاب ممثلا لنظام العصابات الدموي على طريقة كابوي العصر الحديث مالك أسلحة الدمار الشامل ؛ وليس من لقاء من جهة الجوهر بين كل هؤلاء ومصالحهم من جهة وبين شعبنا ومصالحه من جهة أخرى .. ولكن الحياة تظل تحمل في طياتها كل ألوان الطيف وليست تلفاز الأبيض  والأسود وهو ما يحدد خياراتنا من أجل غد نظيف من صدام وأسلحة الدمار وآثار أقدام مؤسستي الحرب و الإرهاب .. وفي الختام ليس إلا انتصار شعبنا وإرادته الحرة وأهدافه النبيلة في السلم والديموقراطية فهو وحده الذي سيقرر كيفية التعامل مع الأحداث الجارية ومستجداتها ومفاجآتها كثيرة التنوع لكنها ليست الغريبة على حركة الشعب العراقي الوطنية.

المحرر السياسي                        [التعليق السياسي جريدة البيت العراقي]

 

 

 

1