بيان

 

من أجل وقف مآسي الحرب وكوارثها الإنسانية في العراق

      

                   رحل الدكتاتور الطاغية غير مأسوف عليه بعد أنْ ورّط بلادنا وشعبنا بحرب مدمرة أخرى , هي آخر ما جرّته أعماله المعادية لمصالح شعبنا وتطلعاته إلى خلاص من حكم دموي غاشم وإلى بناء حياة السلم والديموقراطية ومشاركة شعوب المنطقة والعالم مسيرة التعايش والتقدم وتبادل المصالح الإنسانية المشتركة. رحل ولم يتخلص شعبنا بعد من آثار جرائمه التي شملت جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة الجماعية فتجاوزت بذلك مجموع أبناء الرافدين لتطاول بوقعها الكارثي شعوب المنطقة والعالم ؛ ولطالما هدّدت جرائمُه تلك, البشريةَ جمعاء.

                  لقد رحل ذلك الوباء ولكننا نجابهُ اليوم مخاطر جمة تتفاعل مع وقع الأحداث المأساوية التي تتخذ من عراقنا ميدانا لفعالياتها الكارثية. وإذْ تنهار مؤسسات الطاغية وتهرب مخليةَ َ الميدان لقوات الاحتلال التي كانت تلك المؤسسات الإرهابية ذريعة لاجتياح بلادنا , فإنّنا نطالب هذه القوات المنتشرة في أرض الوطن بواجباتها التي تلزِمُها بها المواثيق والقوانين الدولية, في ضبط الأمن وتوفير الاحتياجات الإنسانية الطارئة ذات الطبيعة العاجلة وفسح المجال للمنظمات المتخصصة للعمل على تطمينها على الفور حيث لا مجال لتأخيرها في لحظات تشتدّ دواعي الاستجابة لانقاذ جرحى الحرب والحالات المرضية الطارئة والعاجلة ومثل ذلك تستدعي الأمور توفير المياه والغذاء ومتطلبات إسكان الذين هَدّمت بيوتهم الأعمالُ الحربية وأعمال تفجير الأسلحة والأعتدة في  المناطق المأهولة بالسكان  في جريمة متعمدة بحقهم ..

                    إنَّ أعضاء رابطة بابل للكتّاب والفنانين العراقيين في هولندا  من أكاديميين وكتّاب وصحفيين وفنانين ومثقفين بوصفهم جزءا من شعب الحضارة الذي أعلى من شأن العلوم والفنون والآداب, يجمعون على نداء إلى كل المثقفين في جميع أنحاء العالم لرفع صوتهم الآن  لإدانة الجرائم التي تُرتكب بحق شعبنا ولوقفها الفوري ومن أجل إجبار قوات الاحتلال على القيام بواجبات حفظ الأمن وسلامة أرواح المواطنين وتطمين الحاجات الإنسانية العاجلة وعلى منع تلك القوات من الاستمرار في أعمالها العسكرية بخاصة منها التي تطال السكان الآمنين في حياتهم من دون أنْ يكون لتلك الأعمال مسوغات جدية كما حصل مع تفجير مئات أطنان من الأعتدة والصواريخ في الأحياء السكنية.. وكما هو الحال مع غضِّ الطرف عن أعمال السلب التي تتعرض لها  المؤسسات العامة بما يشكّل جريمة بحق أدوات الإعمار ومستقبل البلاد القريب والبعيد.. فسرقة المكتبات والمتاحف أمر وسرقة وثائق مشاريع الإعمار والبناء والإحصاء المدني وما إليه أمر خطير آخر لا يوجد ما يسوغه بأي حال من الأحوال إلا  الإمعان في عملية انتقامية من حضارتنا ووجودنا وكياننا .. إننا نرفض بشدة ما يجري تحت سمع وبصر قوات الاحتلال ونشدِّد مؤكدين على ضرورة  ووجوب وقفه فورا وعدِّه جريمة من الجرائم التي تتحمل مسؤوليتها تلك القوات... إنَّ قيم الثقافة والمعرفة الإنسانية هي قيم الحضارة التي لاتقوم إلا في أجواء السلام لا الحرب, والحرية لا الاحتلال, والديموقراطية لا المصادرة والاستلاب. ومن هذا المنطلق فإننا نؤكد على حق شعبنا في الحرية والسلام وعلى حقه في إدارة نفسه عبر سلطة تنبع منه وتمثل تطلعاته الحضارية التي تمتد جذورها لعشرة آلاف عام من إبداع المعارف والعلوم والثقافة.  كما نؤكد على أنَّ شعبَنا في الوقت الذي يرفض الاحتلال ويطالب برحيل قواته  فإنَّه سيسائلُه عن كلِّ ما ارتكب من أعمال غير مسوغة وعن كل ما يجري تحت سلطته من أفعال تدينها الأعراف الإنسانية والمواثيق الدولية.. 

 

 

 

           رابطة بابل للكتّاب والفنانين العراقيين في هولندا

                             2003/04/09

 

Website: www.geocities.com/Modern_Somerian_Slates

 E-Mail:www.babil-nl.org   

 

1