نداء ضد التدخلات الإقليمية في شؤون العراق الداخلية

 

                           لقد جرَّ النظام الدكتاتوري الدموي على عراقنا المآسي والكوارث المتوالية؛ كان آخرُها قبيل انهياره ورحيله إلى غير رجعة, تقديمَه الذرائع المناسبة لحرب جديدة , معروفة تلك النتائج التي خلَّفتها على أرض الواقع بعد ما يناهز الشهر على اندلاعها.. وفي مثل هذه الظروف المعقدة تتوارد الأنباء كاشفة عن تدخلات سافرة في شؤون العراق الداخلية من قوى إقليمية ومن بعض دول الجوار.

                           لقد تلقى المثقفون العراقيون مع أبناء شعبنا تصريحات عدد من المسؤولين الأتراك ـ بشأن قضايا عراقية داخلية صرفة ـ  باشمئزاز وغضب شديدين, إذ كان من المنتظر أنْ تكون المواقف في ظل أوضاع طارئة وصعبة متجسِّدةََ في أعمق تضامن مع شعبنا الجريح المبتلى, وليس في استغلال أوضاعه الشاذة القائمة والصيد في المياه العكرة .. حيث ادّعتْ حرصها على تطمين مصالح  تركمان العراق , محاولة بذلك إثارة الصدع وخلق شرخ خطير بالنيل من وحدة شعبنا العراقي بجميع فئاته وطوائفه وقومياته التي ظلت طوال ماضيها متمسكة بوحدة العراق وربطت مصيرها جميعا بأعمق علاقة بوجودها الوطني في عراق اتسع (على مدى تاريخه) لكل أبنائه بروح المساواة والتآخي والتعايش في نطاق الوطن الواحد , العراق, من دون أنْ تسمح كلّ القوى العراقية الصادقة لأية قوة أجنبية بالتدخل في شؤونها وشؤون وطنها العراق.

                             إنّ مسألة كركوك والتركمان هي مسألة عراقية تخصّ العراقيين وحدهم ؛ وهم أنفسهم المسؤولين عنها وعن متابعة مستقبلها. ولن يكون مسموحا لأية جهة أجنبية أيّاََ كانت اتخاذها ذريعة للتدخل واحتلال موطئ قدم يطمّن مصالحها في بلادنا. وإنّ السبيل الوحيد لتطمين تلك المصالح هو احترام سيادة العراق ووحدة ترابه والابتعاد عن التدخل في شؤونه الداخلية والتعامل مع العراق الموحّد الفديرالي الديموقراطي التعددي الجديد عبر ممثليه الذين لن يطول الزمن قبل قيام النظام الوطني المنتخب من العراقيين بحرية تامة.

                             إنّ ذلك هو السبيل الوحيد لعلاقات جوار تنسجم مع تطلعات بلداننا في جعلها نموذجاََ إيجابياََ يستند إلى المصالح المشتركة وإلى قاعدة وحدة المصير وإعلاء شأن التعاون والتعاضد بيننا بما يخدم سيادة السلم والأمن في المنطقة والعالم ؛ وليس إلى خلق عوامل الفرقة والعداوة عبر تلك الممارسات التي ترفضها القوانين والمعاهدات الدولية الأمر الذي يخلق بؤر توتر غير مبررة ولا تخدم شعوبنا ومستقبل العلاقات الطبيعية بينها.

                              إنَّ مثقفينا (مع كل قوى شعبنا العراقية الحية) يستنكرون بشدة كل تلك التدخلات السافرة ويشجبونها معبرين عن بالغ استيائهم, وفي الوقت نفسه ينتظرون من المنظمات الدولية والإقليمية ومنها منظمة الأمم المتحدة والجامعة العربية  إعلان موقفها والنهوض بمسؤولياتها في منع تلك الممارسات من  تشديد الضغط على شعبنا في حاضره أكثر مما يتعرض له في ظروفه المأساوية القائمة؛ كما نتطلع إلى صداقتنا التاريخية مع شعوب البلدان المجاورة ومنها الجارة تركيا لتكون سدّاََ منيعاََ ضد ما يثير القلق وعدم الاستقرار في علاقات بلداننا.. كما نحمِّل المسؤولية القانونية في اللحظة القائمة للقوات الأمريكية البريطانية في منع أية تدخلات إقليمية تزيد الوضع تعقيدا وتفتح الباب أمام مشكلات مستعصية مضافة أكثر مما هو موجود على أرض الواقع الحالي حتى لو كان ذلك بوجود رمزي أو شكلي كما هو حال دعوات وجود مراقبين لدولة جوار في بلادنا بحجج وذرائع لا يمكن لنا التسامح معها أو القبول بها وبما تخفيه من نتائج وخيمة على حاضر بلادنا ومستقبلها...    

                     المثقفون الديموقراطيون العراقيون في هولندا

Website: www.geocities.com/Modern_Somerian_Slates

E-Mail:  TAYSEER1954@naseej.com

 

 

 

 

 

 

 

1