بيان رابطة بابل للكتّاب والفنانين الديموقراطيين العراقيين  في هولندا

حول

الاعتداءات الإجرامية النكراء ضد مواطنينا العراقيين من المسيحيين وأماكن عباداتهم المقدسة

 

في مواصلة لجرائم القتل التي طاولت عراقيينا وتدمير معالم بلادنا, تستمر بعناد قوى الإرهاب في أعمالها الإجرامية النكراء. وهذه المرة تتقصد توجيه أسلحتها التخريبية وخنجر الغدر والموت والدمار نحو أبناء العراق من المسيحيين وهم أبناء عراق الحضارات عراق التاريخ وهم بـُناة البلاد الأوائل ومازالوا ينهضون بمهامهم بروح عراقي وطني أصيل, بروح عراقيتهم وانتمائهم إلى تربة بلاد الرافدين..

لذا فجريمة الاعتداء على الكنائس هي جريمة مركبة كونها تخريب متعمد ومساس بمقدسات دينية ووطنية وهي تتقصد الضرب في القلب من عراقنا حيث أبناء السلام والحرية مسيحيينا ورسالتهم الإنسانية في عمار النفوس وسواء سبيلها ورسالتهم الوطنية في الوحدة الأكيدة وتماسك صفوف العراقيين..

ونحن هنا مثقفو العراق ومبدعوه نشدِّد على تلك الرسالة ولقائنا في فحواها حيث الوحدة الوطنية وتماسك أبناء شعبنا وتعاضدهم وإذ نستنكر الجريمة المعادية للإنسانية ولشعبنا بخاصة منهم المسيحيين بكل طوائفهم ومذاهبهم, فإنَّنا نقف بقوة لفضح من يقف وراء الجريمة والعمل على توثيق عرى الوحدة الوطنية الراسخة في نفوس عراقيينا جميعا..

ونحن نشدِّد على أنْ تنهض الحكومة الوطنية المؤقتة بمهمات الحفاظ على أمن العراقيين وأمانهم وسلامتهم في هذه الظروف العصيبة التي تتصاعد فيها شراسة الهجمات الإرهابية بخاصة منها تلك التي تستهدف مسيحيي العراق وهي حملة بدأت فردية متذرِّعة بأنَّها تطارد باعة [ما يسمونه محرمات] وكنّا في حينها حذرنا من امتدادها وتطوراتها..

 وهو ما تحاول اليوم هذه القوى السادية المتطرفة فعله بنقل الجريمة إلى مستويات مفضوحة بمهاجمة كنائس العراق بيوت الله المقدسة وبالتحدديد في أوقات الصلاة لمزيد من إيقاع الضحايا ما يشكل توجها لمطاردة المسيحيين أنفسهم ودفعهم لا إلى الهجرة الداخلية بل إلى دفعهم للهجرة البعيدة ومغادرة الوطن والضغط عليهم في أمور مواقفهم الوطنية من أجل تحقيق تخرصات إجرامية رخيصة..

إنَّ كتابنا وصحفيينا ومفكرينا وفنانينا الديموقراطيين العراقيين يقفون وقفة ثابتة بوجه الجريمة ولا يكتفون بالإدانة وهم ينهضون بمهمات متابعة الوقائع ليقدموا ما ينبغي في مسيرة بناء عراقنا الجديد عراق التعددية والحريات والتسامح بالضد من زمن المصادرة والقمع ومن زمن الفوضى والجريمة ونحن واثقون من انتصار إرادة السلام والحرية والديموقراطية ونقف مع الحكومة المؤقتة وكل قوى شعبنا وتياراته الدينية والسياسية في وحدة وطنية من أجل عراق ديموقراطي تعددي فديرالي موحد يحيا فيه المسيحي الكلداني الآشوري والسرياني والأرمني ومن كل المذاهب حياة مواطن حر يمتلك كامل حقوقه في وطنه العراق وطن آبائه وأجداده وعلى قدم المساواة مع جميع العراقيين من كل قومياته ودياناته وتياراته الفكرية والسياسية..

ومثقفو العراق يدعون إلى مزيد من التشدد بوجه الإرهاب ومرتكبي جرائم التطرف بخاصة منها القادمة من وراء الحدود التي تعمل على زعزعة مسيرة بناء عراق جديد وهي مسؤولية العراقيين أولا وأخيرا وهم بمستوى مسؤولية تحرير بلادهم وتطهيره من رجس الإرهاب وقواه الإجرامية..

ورابطة بابل للكتّاب والفنانين الديموقراطيين العراقيين تؤكد وقوفها المستمر والكامل في مسار شعبنا من أجل غده الأفضل وفي تطمين حقوق مسيحيينا العراقيين وكل فئات شعبنا العراقي وتنوعاته وأطيافه بمزيد من الفعاليات الوطنية التي تشرك أبناء عراقنا الجديد مشددين على دور مسيحيينا من الكلدان الآشوريين والسريان ومن سائر المذاهب والقوميات والديانات في مسيرة عراق جديد..

 

 

عن رابطة بابل للكتاب والفنانين الديموقراطيين العراقيين في هولندا

الدكتور تيسير الآلوسي \ رئيس الرابطة

لاهاي 1 آب أغسطس 2004