البحث عن "محسن" في العراق؟!!

الدكتور تيسير عبدالجبار الآلوسي

أكاديمي ومحلّل سياسي \ ناشط في حقوق الإنسان

           2004\  06 \ 04

E-MAIL:  tayseer54@maktoob.com

 

 

عندما تلقيت رسالة الزميلة رئيسة منظمة حقوق الإنسان العراقية في هولندا عن حملة تضامنية قررت فورا البدء بها ووضعت الرسالة في قلب الصفحة الرئيسة من موقع ألواح بابلية.. لماذا؟ لأنَّ الموقع يخص الكتّاب العراقيين والحملة تتضامن مع كاتب عراقي تحتجزه قوات داخل الأرض العراقية منذ أول ايام الحرب بين الطاغية وقوات التحالف..

ما الذي جرى للزميل الروائي؟ لا أحد يعرف أو هكذا وردتني الأمور وهي كل ما أعلمه حتى اللحظة على الرغم من محاولتي البحث في القضية.. ولعل جهودي هي القاصرة في الوصول إلى الحقيقة كاملة ولعل الجهد الفردي لا يكفي في ظروفنا القائمة.. وها هي رسالة تصلني من الداخل من أقرب مكان للمحتجـَز حيث يزوره أصحابه ويتحدثون إليه ويرسلوا بمطالب الحق والعدل..

وأضعها هي الأخرى حيث ينبغي أنْ يقرأها الزملاء والمتلقين ولأنني أجد عشرات الزوار بل مئاتهم يوميا للموقع فلابد أنَّ عددا منهم استوقفه قراءة ما بصدر الصفحة الرئيسة ولابد تساءل عن الأمر وحملته نخوّته وزمالة القلم في البحث عن وضع الاسم حيث حملة التضامن من أجل الحريات في بلاد الرافدين التي تنعتق اليوم من زمن الطغيان والاستلاب...

هنا أود أن يكون من ديدن وزارة حقوق الإنسان متابعة ما تنشره الصحف والإعلام العراقي لأنَّ الزمن تغير وأن نتعرف إلى الحقائق وأن يُستجاب للحق حيثما كان طلبا للعدل والإنصاف وإعادة ذياك الحق لأصحابه.. والكشف عن أية جريمة يمكنها أن تكون موجودة بيننا ولا ندري تفاصيلها.

هنا أشير إلى قضيتين على حد سواء دور وزارة حقوق الإنسان ومن ثمَّ الحكومة الوطنية الجديدة وتسويغها طبيعة جهودها ونوعيتها والأخرى موقع الصحافة الوطنية وأهمية دورها وتأثيرها في الوقائع الجارية في بلادنا في ظرفنا الراهني الجديد..

وآمل في الأمر الآخر الذي أعالجه تخصيصا وتعميما أنْ تتعزز حملة التوقيعات بما يضمن التكاتف والتأثير لمصلحة كشف الحقيقة والانتصاف للمظلوم وإزالة الظلم حيثما وقع في بلادنا في عراقنا الجديد.. وسيكون من الغريب ألآ يتفاعل المثقفون مع زميل لهم وإن اختلفوا معه في الرأي ولكنه يظل أديبا ومثقفا مثلهم فكيف بهم إذا كان هذا المثقف الأديب منهم ومن صفوفهم حيث كل تاريخ العمل من أجل حاضرنا الجديد..

كيف بنا والزميل الذي نتحدث عنه طاوله ظلم الطاغية واليوم يطاوله ظلم آخر؟ أجدد دعوتي وأهيب بكل زملاء القلم أنْ يسيروا في طريق إعلاء كلمة الحق وألا يتهاونوا في التناشد من أجل حرية الثقافة وانعتاق المثقف من قيده من أجل غدنا بلا جراح ولا آلام يخلقها الموقف من بعضنا بعضا .. وسيكون انتصارنا في أمر زميل جزءا من انتصارنا من أجل حرية الكلمة وحرية التعبير وحرية الثقافة وحرية بلادنا وحريات شعبنا.. فهل نحن فاعلون؟

هنا أختتم كلمتي العجلى بالربط بين الثقافة وحقوق الإنسان وأهمية دور المثقف في إعلاء شأن الحق وإعلاء صوته بما يثر في خلق أرضية قوية متينة لثقافة حقوق الإنسان في بلادنا وليكن موقف المثقف من الحريات موقفا يجذب إليه كل قوى شعبنا من أجل غد نظيف نزيه خالِ ِ من الظلم والعسف وقيود العبودية والمصادرة.. فهل ثقافتنا ومثقفنا بملتفتِ ِ إلى دوره الخطير هذا؟؟؟

الجواب في فعالية وفاعلية حملاتنا من أجل رفع المظالم وإعادة الحق إلى نصابه وتحرير مثقفنا وانعتاق ثقافتنا وإلى ملتقى على لوح الحرية بأن ينقش أحرارنا اسماءهم بقلم ورثوه من سومر وبابل وآشور...