شعبنا والدكتاتورية والحروب؟

 

ثلاثة عقود ونيف وشعبنا يكتوي بنار الدكتاتورية , سجون ومعتقلات ولكن بلا سجناء؛النزيل عند أجهزة النظام لا ينتظر طويلا , فسرعان ما يُرَحَّل إلى العالم الآخر! وإذا تأخر كما حصل في العقد الأول فإنهم يطلقون سراحه في العقد الثاني كما حصل مع أولئك الذين أُطْلِق سراحهم ليوضعوا في السواتر الأمامية لحرب الدكتاتور الأولى مع جيرانه من غير سلاح حماية : إنها مجرد فكرة لطريقة الإرسال إلى العالم الآخر ؟! يرحلون ويبقى النظام , نعم .. ولهذا بقي منهم مَنْ كان يعتقد أنه(يختزنهم ذخرا) ليوم المقايضة فكان أولئك الذين وصلتهم يد الانتفاضة محررة إياهم .. ولكنه مازال باقِِ ولديه مَنْ يناور بهم فأطلق تمثيلية (العفو)! وهي لن تكون الأخيرة لأنه لابد أن يحتفظ بما يقايض به وقد يكون من هؤلاء أسرى من دول الجوار. وتعالوا نفتش , فهل ما تشاهدون علنا هي كل سجون النظام ؟؟ وهل فعلا أطلق سراح الجميع ؟ فأين إذن أبناء أولئك المتظاهرين الذين خرجوا بعد العفو يطالبون بمعرفة مصير أبنائهم الذين انتظروا عودتهم مع ( ذاك العفو العام الشامل الكامل!!!) ؟ لا من مجيب .. إذا كان أسرى دول الجوار هم مفقودون في (الحرب) فأين فُقِد أبناء هؤلاء وقد أخذتهم السلطات القمعية من بين أيدي آبائهم وأمهاتهم وأخوتهم ؟؟ وانظروا في بعض حالات سجناء النظام الديموقراطي!! الذي أجرى استفتاءه للتو ؟ فذاك قادم من محافظة بعيدة لا يدري ما أمر من يزوره فيُعتقَل لأنه يتستر على مجرم؟! وآخر محكوم بعد أن عاد من الأردن إلى (الصف الوطني!) بناء على عفو سابق من الرئيس (نفسه بالطبع صدام فقط لا غير) وليس لشهادتنا ما تقول .. إننا نضع فقط شهادة الواقع المرّ الذي ما زال شعبنا يكتوي به بعد حربين ظالمتين قتلت مئات الآلاف ورمَّلت مثلهم ويتَّمت أضعافهم وعوَّقت وشوهت أضعاف أضعافهم وحصدت مال هارون وقارون ولم تبقِ لا على أخضر ولا على يابس وصار ماتحت أرضنا ملكا لغيرنا وبعد أن كنا أرض السواد صرنا بأرض الرماد!!.. ومازال شعبنا يكتوي بنار الطاغية !! ومازال بعضنا يحاور مشعلي الحروب لإنقاذ الأرض المبتلاة بالحروب والشعب المبتلى بدمارها وخرابها ونيرانها ؟؟.. ولكن يا أصدقائي تعالوا نتساءل: إنْ وقعت النازلة هل وضع مَنْ يفكر بهمِّ الوطن الحر الرغيد خطة طوارئ تجعله فعلا لا ردَّ فعل؟ وهل سيصنع من تضحياته سدّا واقيا للذين وهن العظم منهم من أبناء الشعب المكتوي أزلا ( والأمل ألا يكون ذلك أبدا!)؟ لا أملك إلا بديهة واحدة هي أنّ شعبنا هو وحده صاحب المعرفة بما جرى له , وهو وحده أدرى بما يجري من تمثيليات وأحابيل , وهو وحده الكفيل بحسم الموقف في اللحظة الحاسمة أيضا.. ألم ينتفض بغير ساسته التقليديين ؟ ألم يحارب بغير قادته المنَصَّبين ؟ أليس ذلك بدليل.. لا تنتظروا [السؤال .......] شعبنا بملء هذا الفراغ هو الكفيل.

 

المحرر السياسي

website:www.geocities.com/Modern_Somerian_Slates 

Email:TAYSEER1954@naseej.com

1