الغناء  العراقي

الحلقة الثانية

المقام العراقي

2. أسماء المقامات وأماكن أدائها

 

قلنا في الحلقة الماضية: إنَّ المقامات العراقية تغنى بنوعين من الشعر: أحدهما الشعر العربي الفصيح، والآخر الشعر الشعبي العامي [الدارج]. فالنوع الأول كشعر أبي الطيب المتنبي وابن الفارض وغيرهما. والمقامات التي تغنى مع هذا النوع من الشعر هي المقامات الرئيسة السبعة وبعض فروعها أما الأنواع الأخرى فتغنى بالشعر الشعبي ويسمى الموال والزهيري.

وهذا الأخير [الزهيري] يتألف من سبعة أشطر ، الثلاثة الأولى منه تكون منتهية بالجناس  وهو أن تكون الألفاظ متشابة لكنها تختلف في المعنى والأشطر الثلاثة التي تليها تختلف قوافيها عن قوافي الأشطر الثلاثة الأولى،على أن تكون منتهية بالجناس نفسه أيضاً.  أما الشطر السابع فينتهي بمثل ما انتهت به الأشطر الثلاثة الأولى جناساً وقافية... وقد نظمت أبيات  الزهيري بمختلف المناسبات  والمعاني كالأمثال والحكم والعتاب والمدح والغزل وغيرها.

أما الآن فندرج أنواع المقامات الرئيسة والفرعية:

 

المقامات الرئيسة: وعددها سبعة وهي مقام الرست ـــ البيات ـــ السيكاه ـــ الحجاز ديوان ـــ الصبا ـــ العشيران عجم ـــ والحُسيني.

ولكلّ من هذه المقامات مجموعة من المقامات الفرعية تنتمي إليه. وللمقام الرئيس درجاته وألوانه وتحريره ومياناته وقراراته وجواباته وكلماته وموسيقاه وتسليمه وطابعه الخاص. فمنها ما هي إيقاعية كمقام السيكاه. ومنها ليست إيقاعية كمقام البيات والحسيني والعجم عشيران.

وبعضها الآخر ما يرافقها  الأيقاع في بعض ألوانها ومياناتها  كمقام الصبا والرست  والحجاز ديوان.

أما المقامات الفرعية: فهي كثيرة العدد، وقد اشتقت من المقامات السبع الرئيسة وصار لكل منها طابعها الخاص .

وعلى سبيل المثال فإنّ مقام المحمودي والبهيرزاوي والجبوري التي هي من المقامات الفرعية نجد أنها تتبع في درجاتها إلى مسافات مقام البيات الرئيس، ولكنها اختلفت عنه بالبدايات والميانات والألوان والإيقاع والكلام والموسيقا.

وهكذا نجد أن المقامات التى حصلنا عليها كمجموعة من الألحان الرائعة وذات ثروة غنية بأنغامها بحيث يستطيع كل الملحنين العراقيين أن يعتمدوا على المقامات في أساسيات ألحانهم...

ومن المقامات الفرعية ندرج مجموعة لا بأس بها وعذري إلى القارئ العزيز إذا سهوت أحداها:

أسماء المقامات الفرعية: هي الأبراهيمي، البهيرزاوي، الجبوري، المحمودي، الناري، المكابل، المخالف، اللامي، المنصوري، الحديدي، الجمّال، الحليلاوي، العريبون عرب، العريبون عجم، الدشت، الأورفة، الشرقي رست، البنجكاه، الراشدى، الأوشار، السعيدي، الخلوتي، الطاهر، النوى، المدمي، الأوج، الحجاز كار كرد، الحجاز كار، النهاوند، القوريات، التفليس، المسجيــــــن، المثنوي، الحكيمي، الحويزاوي، النوروز عجم، الأرواح، الشرقي أصفهان، العشاق، البلبان، الكلكلي، البشيري، الهفتنكار، الحجاز شيطاني، الحجازالآجغ، الحجازغريب، المخالف كركوك، السعيدي مبرقع، القزاز.

هذه المقامات قرأت من مختلف قراء المقام وكل واحد له خصوصيته بأداء المقام. وكانت المقامات التي تغنى بالشعر العربي الفصيح وهي الرست والبيات والسيكاه والحجاز ديوان والصبا والحُسيني والعجم عشيران والبنجكاه والأوج والخنابات والنوى والمنصوري والعريبون عجم والقورْيَات والبَشيري والتفليس والجمال والنوروز عجم والأورفة والدشت والحويزاوي والحجاز شيطاني والسعيدي والمثنوي والخلوتي والطاهر والأوشار والأرواح والهمايون والعشاق والهفتكار والمخالف كركوك والسيكاه بَلـَبَان والسعيدي مبرقع والحجاز غريب .

 

أما المقامات التى تغنى مع الشعر الشعبي فهي ، الإبراهيمي والبهيرزاوي والمحمودي والناري والمكابل والجبوري والشرقي رست والشرقي دوكاه والشرقي أصفهان والراشدي والكلكلــــــي والحليلاوي والباجلان والحديدي والمسجين والقطر والحكيمي والعريبون عرب والمدمي والمخالف والحجازكاركرد والنهاوند والقزاز والحجازكار واللامي .

هذه نبذة  مختزلة عن المقامات وكيف تغنى وأنواع الأشعار ....

 

أما الأماكن التي كانت تقرأ المقامات فيها فقد كانت [المقامات] في البداية تقرأ في البيوت حيث تقام حفلات الأفراح كالأعراس والختان والمواليد. وبعد ذلك انتقلت إلى المقاهي الخاصة حيث كان في بغداد عدد كبير من المقاهي الخاصة مادتها الرئيسة هي تقديم المقامات  والحفلات الغنائيـة ليليا وفي الصباح الباكر. ومن أبرز تلك المقاهي مقهى العزاوي في شارع الرشيد [الحيدرخانة] الذي خلدته الأغنية العراقية المعروفة (قهوة عزاوي)  ومقهى الميدان وغيرهما... وفي المدة الأخيرة اُشتُهر خان مرجان والمتحف البغدادي...

وقد كان المقام العراقي محبوباً لدى كافة الطبقات  العراقية وكان  المغنون والمتتبعون يجلسون في المقاهي العامة ويتناقشون في تحارير المقامات وألوانها وميادينها وفي كل ما يتعلق بها، وكان الناس يحبونها بشكل كبير.

وكانت تلك المقاهي  بمثابة مدارس لهذا التراث العظيم  فكان يأتيها الناس من شمال العراق وجنوبه  ومن شرقه وغربه ليدرسوا ويتعلموا قواعد المقامات وأصول أدائها. وكان لكل جماعة قارئ يطربها ويرشدها وهو الذي يكون العنصر الأساس في كل مقهي. كما قرأ  المقام العراقي على شواطئ دجلة الجميلة حيث كان الناس يترقبون  الفرص المناسبة لإقامة الحفلات في كل مكان وخاصة في أيام العطل والأعياد الصغيرة والكبيرة.

 

في الحلقة القادمة سنقدم الغناء البدوي وغناء الحداء وغناء الركبانية وبعض نماذج الشعر الذي يغنى به تلك الألوان .

 

الفنان

وسام أيوب العزاوي

رئيس اتحاد الموسيقيين العراقيين في أوروبا

للاتصال والاستفسار

Wesam60@hotmail.com