الغناء العراقي

الغناء التركماني

الحلقة السابعة

في هذه الحلقة سنتطرق إلى لون من ألوان الغناء العراقي وهو الغناء التركماني الذي لم يُعرف كثيراً من بعض القراء الأعزاء.. بخاصة  وهذا اللون من الغناء العراقي يعتمد بالدرجة الأولى على المقام العراقي.   إن الغناء ألتركماني يغنى بالدرجة الأولى في محافظة كركوك وتليها توز خورماتو والتون كوبري فأربيل وقزرباط وقوشتبه وخانقين وأسكي كفري وتلعفر والسعدية.

ومعظم الأغاني التركمانية من أنغام مقامات القوريات والبشيري والمخالف. وقد كنّا تحدثنا عن هذه المصطلحات في حلقات سابقة. أما أشهر الأساتذه الذين عُرِفوا في الفترة الكائنة بين أواخر القرن التاسع عشر وأوائل ألقرن ألعشرين فنذكر منهم:


موجيلا ،مال الله ، شلطاغ ، وأحمد زيدان، وغيرهم . وكان لهؤلاء  أعظم الأثر في التطوير الغناسيقي التركماني في كركوك بصورة خاصة والغناء العراقي بصورة عامة. فقد استطاع كل واحد منهم في إيجاد مقامات جديدة مستخرجة من المقامات العراقية القديمة. لذلك فقد ولدت في كركوك موسيقا ومقامات وأغاني لم يسبق لها مثيل في تاريخ الغناء التركماني. وقد أصبح لهذا اللون الغناسيقي أصوله وقواعده وطابعه المتميز عن ألغناسيقي في دول أذربيجان وتركيا. لذلك تعدّ تلك الفترة (العصر الذهبي) . ومن المطربين التركمان القدامى يمكن أنْ نستذكر:

 
عثمان تبله باش ، ورشيد كولو رضا ، وشكر حيارا ، والملا محمد طوبال وهو أحد قراء المقام التركمان المهمين وسوف نتطرق عن حياته في قراءة المقام العراقي في الحلقة القادمة بعون الله تعالى ، وكل هؤلاء القراء هم من كركوك. أما حين نتذكر من المطربين الذين استحدثوا في الغناء التركماني وبرزوا في أوائل السبعينات فإنّنا نذكر:


سامي رفيق الجلالي، عبد الواحد أحمد ، وعبد الرحمن عمر ، وفخر الدين محمد وهؤلاء من كركوك أيضاً. ومن أربيل نذكر:  محمد أحمد ، والحاج فائق بزركان ، ويونس خياط . ومن التون كوبري: ساطع كوبري ومن الدوز أكرم طوزلو.
وقد تنوعت المقامات التي تغني بها تلك المناطق وتعددت حيث وصل عددها إلى ما يقارب العشرين مقاماً ومن هذه المقامات:


المخالف ، البشيري ، اليتيمي ، الموجيلا ، العمر كله، أحمد دايي ، قره ياغلي، مال الله ،مطري ، كوردو وغيرها.
وقد استخرجت من المقامات ألعراقيةألشهيرة فمثلاً مقام البشيري قد استخرج من مقام الرست ومقام مال الله من مقام ألحجاز ومقام  أحمد دايي من  الجهاركاه. وكما تعدّ موضوعات الأغاني التركمانية حالها حال باقي الألوان الأخرى حيث تختلف مضامينها فمنها العاطفية ومنها ما يعبر عن قساوة الحياة في كل جوانبها  ومن الأغاني التي تغنيها  النساء أثناء عملهن في المغازل اليدوية مثلاً :



إن لي مغزلاً هو كالخال في خده الجميل        لا يغرنكم سكونه لأنه أظلم من عزرائيل

              
كما تنقسم إلى أغاني قصصية مثل( كنج عثمان، كوروغلو، جنا قلعه) ومحاورات غنائية مثل( ها ي هاوار داكرمانجي، حاجي فراجك قزي،أوغلان ياغليغوهاني) وأغاني عاطفية (بنجره دن قادكليور، باتان كون، امان آيشان) وأغاني العمل مثل( هي مامه كالن، جغماغي جاغ، اغلامه جيران بلاسي). وهذه أغنية عاطفية تركمانية كلامها ولحنها قديم وهي من نغم البيات:



أوغلان أوغلان نه كوزه ل أوغلان
قولم سكا ياصتوخ صاجلارم يورغان
نه كوزه ل أوغلان .. يناغي جوبان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أوغلان يابتردم ألتونه ن قاشوخ
اوزرنده يازدردم من سكا عاشق
نه كوزه ل أوغلان .. يناغي جوبان

أعتذر من القراء الأعزاء إذا كان قد ورد هنا  خطأ في هذا كتابة أبيات الشعر لهذه الأغنية وعذري أنّه  غير مقصود لكوني لا أجيد التركمانية مع اعتزازي الكبير بكل القوميات في عراقنا الحبيب. في الحلقة القادمة سنتكلم عن قارئ المقام المقرئ المللا محمد طوبال. كما أقدم كل الشكر والأمتنان إلى الأخ العزيز محمد كوجا لتزويدي بمعلومات قيمة حول قارئ المقام المللا محمد طوبال.

وسام أيوب العزاوي / رئيس اتحاد الموسيقيين العراقيين/أوروبا