الأعزاء عضوات وأعضاء المؤتمر الوطني المحترمين \ بغداد أواخر تموز 2004

تحية عراقية صادقة  صميم

وبعد

نتابع معكم باهتمام مجريات الأوضاع في بلادنا ونعمل على توظيف كل جهود جالياتنا العراقية في المنافي والمهاجر من أجل دعم كل خطوة بنـَّاءة وإيجابية في مسيرة إعادة هيكلة مؤسسات مجتمعنا العراقي. وتأتي مسألة تأليف الجمعية الوطنية عبر مؤتمرنا الوطني العراقي العام لتشكل الحجر الأساس والدعامة المتينة في طريق النهوض بمهام جسام في المرحلة الانتقالية؛ وهي مهام لن تكون مقصورة كما نرى على آليات محدودة بمتابعة أعمال الحكومة المؤقتة ومفردات برامجها ومعالجة البدائل التي تطفو على السطح, بل سيكون من جوهر مهامنا التعامل مع الفعل البرلماني الديموقراطي التعددي والتفاعل معه من منطلق توفير أجواء التعددية والتداول السلمي للسلطة فضلا عن حقيقة ترسيخ مشاركة أوسع فئات شعبنا ومكوناته وأطيافه القومية والدينية والسياسية من دون أية حالة من حالات الإقصاء أو الاستبعاد أو الاستثناء ما يعني التأسيس لعراقنا الجديد عراق ديموقراطي تعددي فديرالي موحد...

وفي مثل هذه المهام والتوجهات وجدنا نحن المجتمعين هنا في مؤتمرات الجاليات العراقية في الخارج أنَّ من واجبنا نقل مطالب عراقيينا الذين هجَّرهم ونفاهم النظام الدكتاتوري المنهار ووقعت عليهم فوق ذلك كل مصاعب الغربة ومتاعبها وقسوة قرارات الدول في التعامل معهم ومع ذلك ما زالوا يحملون بين الجوانح مشاعر الروح الوطني النبيل وما زالوا في حالة من الالتحام والتفاعل والانتماء للوطن والعمل من أجله ومن أجل مصالح شعبنا العراقي العليا بكل أطيافه من كرد وعرب ومن كلدو آشور سريان وتركمان ومن مسيحيين وصابئة وأيزيديين ومسلمين شيعة وسنـّة موحّدين في طريق إعلاء اسم بلادنا وشعبنا ورفعتهما...

إنَّنا إذ نضع ثقتنا في تمثيلكم أطياف شعبنا وفي حملكم أمانة النهوض بالمسؤولية الوطنية المنتظرة في جهودكم المباركة, نودّ التأكيد على القاسم المشترك بيننا جميعا نحن العراقيين ألا وهو وحدتنا الراسخة وامتناع تقسيمنا بين أقاليم أو فئات متنافرة أو بين داخل وخارج مختلفين بل سنبقى في حالة أعمق تماسكا وأشد توحدا وانتماء لبعضنا بعضا.. وما ينجم عن ذلك من التوجه نحو عدم استبعاد أي عراقي عن التمثـّل في جمعيتنا الوطنية..

وإذا كانت الوقائع والأحداث قد سارت بحالة من عدم حضور ممثلين لملايين العراقيين من جالياتنا المنتشرة في شتات الأرض في المؤتمر الوطني الحالي, فإنَّنا نتطلع باسم هذه الملايين ذات الانتماء الوطني الراسخ الأكيد ليظل صوتها حاضرا من خلالكم ومن خلال مفردات عملكم وأول ذلك شمول جميع عراقيي المهاجر بالإحصاء السكاني القادم ومن ثمَّ في الانتخابات الوطنية المزمع إجراؤها على أساس من كفالة دستورنا المتمثل في قانون إدارة الدولة وما كفله من حق كل عراقي في تلك  المسؤولية الوطنية العظمى والمشاركة الأكيدة فيها..

وسيكون من الصائب أن تؤكدوا عبر التزامكم بهذا الحق المشروع للعراقيين كافة نبل ما تنهضون به من واجبات الجمعية الوطنية بوصفها أول برلمان عراقي يتمثل فيه الصوت العراقي من دون إقصاءات أو استثناءات.

وفي هذا الإطار ستكون منظمات المجتمع المدني العراقية الموجودة  بين عراقيي المهاجر على تواصل واتصال دائمين معكم وتضع كل طاقاتها وخبراتها في مختلف الشؤون في خدمة بلادنا وعبركم في خدمة مسارات شعبنا نحو توكيد مسيرة رشيدة وطيدة من أجل عراق الغد الأفضل..

إنَّنا نشدّد هنا على خطأ استبعاد عراقيي المنافي الذين ما وُجِدوا في هذا الشتات إلا لتمسكهم بوطنيتهم ودفاعهم عن مطالب شعبنا وحملهم رايات العمل المنظم ضد دكتاتورية الأمس وهم اليوم يحملون رايات الحرية والديموقراطية والسلام الاجتماعي ورفعة اسم بلادنا وسموها وتقدمها.. ونحن متأكدون من موافقة [وتأييد] ممثلي أبناء شعبنا في جمعيتكم الوطنية الموقرة من كل القوى والأطياف لعدم استبعاد ممثلي ملايين عراقيينا في الخارج في المؤتمرات والأنشطة القابلة في بلادنا وأهمها وأبرزها مسألة الاستعداد والمشاركة في الإحصاء السكاني والانتخابات الوطنية وهي قضية لا نتردد في التوكيد عليها بقوة بالضد من بعض محاولات الاستبعاد بحجج واهية وذرائع غير موضوعية...        

ونحن هنا نوجه خطابنا إلى الممثلين المنتخبين بإرادة حرة ولغاية سامية ونضع إمكانات المشاركة الفعلية الناشطة لكل منظماتنا العراقية ومعروفة الخبرات العراقية التخصصية الكبيرة المتوافرة عند عراقيينا في المنافي وما يمكنها أنْ تساهم فيه في مناحي الحياة كافة وإعادة تأهيل بلادنا وهي بالأساس تبقى  خبرات وطنية ينبغي أنْ تصب في خدمة بلادنا عبر نقل الأنشطة إلى الداخل حيث ينتظرنا الوطن, فضلا عن المساهمات التي تقدمها اليوم في خدمة الإنسانية في المهاجر..

نحيي جهودكم ومؤتمركم الوطني ونشد على أياديكم ونحن معكم روحا مسؤولا عن كل القرارات التي تنهض بالمهام الصعبة المعقدة في راهن بلادنا وشعبنا من أجل غده المشرق الآمن في عراق ديموقراطي تعددي فديرالي موحد...

 

عن مؤتمر متابعة مشاركة عراقيي الخارج في الإحصاء السكاني والانتخابات الوطنية

لجنة المتابعة في هولندا \ لاهاي في العشرين من تموز 2004

 

إمضاء أعضاء لجنة المتابعة:  

1.      الدكتور تيسير عبدالجبار الآلوسي  رئيس رابطة بابل للكتّاب والفنانين الديموقراطيين العراقيين في هولندا وعن المنظمة الوطنية للمجتمع المدني وحقوق العراقيين

2.      السيدة باسمة بغدادي  سكرتير البرلمان الثقافي العراقي في هولندا وعن البيت العراقي  ـ لاهاي

3.      السيد فيصل نصر رئيس اتحاد الجمعيات العراقية في هولندا [البلاتفورم العراقي]

4.      السيدة بلقيس حميد حسن رئيس المنظمة العراقية للدفاع عن حقوق الإنسان في هولندا

5.      السيد عبدالرزاق حاجم سكرتير النادي العراقي آرنهم هولندا

6.      السيد أبوجعفر البدري رئيس المركز الثقافي الإسلامي هولندا

7.      السيد حميد حداد البرلمان الثقافي العراقي هولندا