حول دعوات تمزيق العراق وشعبه!

الدكتور تيسير عبدالجبار الآلوسي

أكاديمي ومحلّل سياسي \ ناشط في حقوق الإنسان

2004\  07 \ 25

E-MAIL:  t.alalousi@chello.nl

 

تتعالى هذه الأيام دعوات في باطنها وحقيقتها ليست أقل من تمزيق العراق وتفتيت كيانه الوطني ووحدة شعبه التاريخية من سومر وأكد وآشور وحتى عراقنا الجديد الوليد بعد عبودية عقود من الزمن لطاغية دموي خرَّب كثيرا وأورث ترِكة سقيمة عمل جهده على تثبيتها وافتعالها بين أبناء شعبنا الواحد...

ولعلَّ مما ينطلق اليوم من آثار ذاك التخريب دعوات من مثل دعوات لانفصال "طائفة الشيعة" وأخرى لولادة أحزاب سياسية من نمط حزب يرفع لواء "الأممية" ومنوي تأسيسه على قاعدة "قومية بحتة" وهكذا دواليك.. فما دواعي ظهور مثل تلك الدعوات؟ وما أسبابها الحقيقية؟ وما دوافعها؟ وما مستهدفاتها؟ وهل يمكن تعليل الأمر إيجابيا؟؟

في البدء لابد من التأكد من الشخوص الذين يقفون وراء مثل هذه الدعوات؛ ولابد من التعرّف إلى الجهات التي تدعم رؤى كتلك؛ والمنافذ التي تسوِّق الأمر. وفي الحقيقة في ظل الأوضاع الجديدة في العراق علينا أنْ نلاحظ الحريات المتاحة اليوم في الظهور بأية رؤية سياسية وغير سياسية من دون رقيب أو أية ضوابط إجرائية قانونية توافقية  تمثل الدولة وسلطتها التي تعكس أجواء توافق منظمات المجتمع المدني ومؤسساته والصوت الانتخابي العراقي... وهناك في الوضع الراهن منافذ الإنترنت والفضائيات المفتوحة التي لا تقف بوجهها حدود أو معوقات ومحددات.. فضلا عن انفلاش حدودنا العراقية بمعنى انفتاحها بوابة مشرعة على كل مصاريعها لكل من هب ودب!!!

كما ينبغي تذكـّر حقيقة التجهيل والتخلف ومحو الثقافة والتحضر والتمدن من الشارع السياسي العراقي في ظل عقود من الطغيان والانفراد بالسلطة وهو ما مهَّد لظهور تيارات المراهقة السياسية التي تستند لتطلعات شبيبة مندفعة في ظرف راهني مفتوح بغير معرفة على أي مستوى من مستويات الخطاب السياسي سوى الآمال والتطلعات والاندفاع لتوكيد معاني التحرر والانعتاق  وهو حق طبيعي وإنْ شابته آليات التخلف والمعالجات الناقصة...

فظهر على صفحات الإنترنت وفي كثرة من الصحف والأحزاب والمنظمات عناصر تكتب وتنظـِّر وتضع البرامج والرؤى وليس في جعبتها حقيقة أكثر من المعرفة الأبجدية. إذ هي ملفوفة غارقة في أمية حضارية وجهل بالمعارف والعلوم السياسية والاجتماعية والاقتصادية, وعلى الرغم من هذا الجهل فقد أصبحت أسماء معروفة لتدبيجها الخطب والمقالات بل الدراسات التنظيرية على صفحات إنترنت منفلشة من كل ضابط أو محدِّد منطقي يخضع لصواب رؤية أو لموضوعية فكرة!

وهكذا صرنا أمام مشهد صناعة مزيفة تضليلية تدفع إلينا بشخصيات مفتعلة مصنوعة كما يصنعون نجوم التهريج الذين يسمونهم نجوم الفن وأي فن! ولكنَّنا في الحقيقة أمام شخوص آخرين هم من ساسة يمتلكون أهدافا تخريبية تخضع لمستهدفات قوى إقليمية  أو دولية أجنبية أو من المتاجرين بمصير شعبنا ومستقبله من تجار الدعارة السياسية القدامى الجدد..

ومن الطبيعي في مثل هذه الأجواء أنْ يكون داخل المشهد ما يظهر من دُعاة أفكار المراهقة السياسية التي تجد لها أرضية في مثل ما أوضحنا هنا من معالم الصورة فضلا عن وجود تربة تاريخية لدعوات التظلـّم والتشكـّي وشعور يدفع إليه بعض هؤلاء حتى صرنا نقرأ لمن يقول لن تكون من طائفتنا المظلومة ما لم تواصل البكاء وإعلان الألم والشكوى والتظلم!!

وصرنا بص]د طوفان من المقالات والدراسات والتنظيرات يغرق وسطها مفكرونا وسياسيونا حيث المتابع أو القارئ كان تحت حالة من التعتيم ما يجعله لا يعرف شخصياتنا الوطنية التي جرى عليها تعتيم طوال عقود من الاستلاب الفكري والسياسي وهو يقرأ اليوم بعد انقشاع غمة التعتيم بين ملايين مما يسطـِّره خليط من مئات وألوف الكتـَبَة قبل أنْ يتلمس طريقه فيجد صحيح مفكريه وسياسييه, بخاصة وكثير من صحفنا ومواقع إعلامنا تضع أسماء أعلامنا وشخصياتنا الوطنية  وتقدمها كما تقدم أي مبتدِئ لا يعرف الفاعل من المفعول لغة وفكرا فيختلط الحابل بالنابل كما يقولون على متلقينا...

وعلى أية حال فإنَّ الطامة الكبرى فيما نحن بصدده هو توارد كتابات وتصاعد إيقاع العزف على لحن دعوة انفصال الشيعة وانفصال السنّة وانفصال قوميات شعبنا ومكوناته كل في دويلة أو مشيخة أو إطار يقول دعاته إنه الأنسب للمجموعة التي يريدون فصلها عن جسدها وكيف يعيش الجزء أو العضو منفصلا أو بمعزل عن كامل الجسد؟!!

إنَّ وجود شعب العراق بمكوناته وأطيافه ليس وليد الأمس القريب وليس من عمر مراهقي الدعوات الممسوخة ولا من عهد قصر النظر لشخوص تلك التنظيرات المشوهة.. إنَّه يعود لأقدم وجود مجتمع إنساني متمدن حيث سومر الحضارة وما أنشأته من دولة المدينة ومن ثم من دولة الحضارة الحديثة ممثلة في امتداد شمل حوض الرافدين الخالدين بكل مَن عاش فيهما...

ولقد وُجِدت شعوب سومر والكلدان والآشوريين والكرد فالشعوب السامية ومنهم العرب مع شخصية مميزة لكل المجموعات الأثنية العرقية والدينية بكل المذاهب والأطياف والطوائف ومنهم الأيزيديون والصابئة المندائية والمسيحيون بمذاهبهم وطوائفهم والمسلمون من شيعة وسنّة..

ونحن نستذكر يوم لم يكن بين هؤلاء جميعا ومنهم المسلمون أي تقسيم طائفي بقدر ما كانت الأمور لا تعدو عن كونهم من الديانةالمحمدية كلهم يسيرون على سنّته ويشكلون شيعته وحدة واحدة بكل مذاهبهم أو مناهج تفسيراتهم للنص الديني الأول ولتطبيقاته.. ونستذكر معا كيف عشنا سويا وبنينا دولتنا المعاصرة معا وكانت تقاليدنا وطقوسنا وأنشطتنا الاجتماعية وغيرها واحدة موحدة, إذ تزاوج العراقيون جميعا من دون حواجز وتقسيمات ولم تستطع السياسات الطائفية العنصرية والشوفينية القومية للنظم الدكتاتورية اختراق وحدة مجتمعنا أو تفتيته..

وما زلنا شعبا موحدا متكاتفا يناصر بعضه بعضا.. وما زلنا ننظر إلى مصالح جميع مكوناتنا العراقية نظرة واحدة, إلا تلك الفرق والجماعات والأفراد القليلة التي يُشار لمعاداتها مصالح العراق الواحد وطنا وشعبا. وليس من معاني الحريات والمساواة والعدالة وتكافؤ الفرص أنْ يُسمح للعابثين والمراهقين بوضعهم على أجندة التحكم بمصير شعب بملايينه من كرد وعرب وكلدان وآشوريين وسريان وتركمان وأرمن ومن مسيحيين ومسلمين وصابئة وأيزيديين.. فلقد انتهى زمن حكم الجهلة والمرضى من ساديي الدم والتعذيب والتقتيل من مثل الدكتاتور الطاغية الجاهل المهزوم..

إنَّ شعبا بعراقة شعبنا السومري لا يمكن أنْ يقدِّم تلاميذ السياسة ومراهقي الفكر والإدارة ليقودوا مجتمعا عمره عشرة آلاف عام من الحضارة فشعبنا يمتلك من خبراء وحكماء وعلماء ومرجعيات سياسية ودينية وفكرية ما يكفي ليمنح المشورة لشعوب أخرى. ولن تكون حالة فوضى اليوم طريقا لسطوة لصوص الحياة ونهازي الفرص ليتحكموا ببلاد شعبها يمتلك الوعي الكافي للفرز بين الحكيم واللئيم, بين العالم والجاهل..

ومع ذلك ينبغي القول: إنَّ فرصة الحريات ستمنح للجميع بما يجعل العارف يمنح غير العارف خبرته وحكمته ويعطيه تجاريبه وينفعه ويؤهله لامتلاك أدوات التعبير عن تطلعاته.. وكذلك هنا لا تصادر هذه القراءة أي ممارسة للتعبير حتى لو جاءت خطأ ولكنها تحاور ما يُطرح من تناول ومعالجات في الشأن العراقي؛ وتبدي معالجتها على أسس من علوم السياسة والاجتماع وعلى أساس من مصالح جميع مكونات شعبنا ومنهم مَن يزعم [ويدعي زورا وبهتانا] تمثيل طائفة أو مجموعة عراقية وهم في الحقيقة ليسوا أكثر من بضع عناصر تحاول أنْ تؤسس وجودها على تقسيم شعبنا وتشطيره فتشكِّل حركة لهذه الطائفة أو تلك وتنغلق عليها محاولة عزلها عن محيطها الطبيعي ووجودها المكين وسط تاريخها وحاضرها ومستقبلها!؟

إنَّ أية قراءة موضوعية لا تعتمد المصادرة في تناولها لقضية ما؛ ونحن هنا نعمل على تحقيق ذلك ولكن القراءة الموضوعية لا تتوانى بالتأكيد عن فضح ما يحاك في أستار الظلام من مخططات تخدم قوى مرضية سقيمة وتمزق شعبا وتحكم عليه بالموت وقد حصل في تاريخ الشعوب ما يشبه ذلك, فهل نصحو ونتيقظ لما يجري حولنا؟ بالتأكيد وبكل ثقة, عراقيونا يمتلكون الصحوة الكافية لذلك ...

وبعد هذا التناول نتساءل عن سر الحديث عن مصالح طائفة بعينها وبشكل واضح قيام كثرة عددية [كمية فقط] من التشكيلات السياسية التي تزعم تمثيل شيعة العراق وبعضها بدأت طبوله تدعو لتأهيل دولة شيعية منفصلة! فهل بالفعل توجد مقومات حقيقية لانفصال طائفة شيعة العراق؟ وهل حقا يريد شيعة العراق الانفصال؟ وهل من مصلحة شيعة العراق الانفصال؟ وهل صحيح أنَّ مَن يدافع عن الشيعة ليس إلا شيعي من حزب طائفي شيعي أم أن تاريخ الحركة الوطنية العراقية يشير إلى عكس ذلك تماما حيث توحد الجميع في حركات وطنية تدافع عن العراقي وحقوقه التامة الكاملة من دون نظر في طائفته وحسب منطق وجود الدولة العراقية الحديثة؟!!

ومن ثمَّ فسؤالنا الأهم هل من وجود منفصل لشيعة العراق بوصفهم شعبا تفرض خصوصيته قيام دولة مستقلة؟ وهل يعني هذا فكرا ولادة دولة الطوائف عراقيا؟ وولادة دول الطوائف على مستوى المنطقة فيعلن شيعة أيران دولة ويطردون سنتها ويعلن شيعة أفغانستان دولة ويطردون سنتها ويعلن شيعة باكستان دولة ويطردون سنتها بطريقة الفصل العنصري الديني الطائفي؟!!

هل لعاقل أن يتصور المشهد على صعيد مثل هذه الدعوة؟ ولنتصور أيضا ما أرضية مثل دعوة الانفصال؛ هل هي أرضية دينية؟ فالدين لله الواحد وهو يدعو للتوحد لا للانقسام ولم نقرأ سورة أو آية أو حديثا يدعو للانقسام والتشطير! وهل أرضية الدعوة طائفية تريد المحافظة على حق طائفة؟ زمن دول الطوائف انتهى في تاريخ المجتمع البشري من عهد بعيد جدا؛ فهل من الصحيح القبول بإعادتنا إلى ظلام ذاك الزمن الذي يعرف التلميذ مساوئه وقذاراته في إشاعة الاضطراب والخسارة والمرض؟!! أم من الصائب أنْ نجد تحقيق الحقوق والعدل في دولة تتناسب وزمننا الحديث وآليات وجود الدول والمجتمعات الحديثة؟

إنَّ المنطقي اليوم هو قراءة ادعاءات العناصر التي تسخر أجهزتها لدعوات تشطير عراق الحضارة إلى دويلات طوائف هزيلة تتحكم بها قوى إقليمية بل تتبع لها نهائيا وبالمطلق وحينها حتى بقية الثروة الوطنية العراقية تصبح بيد ناهبيها الذين يقفون وراء عمليات التشطير والتقسيم ولن تعود على طرف من أطراف مكونة لشعبنا العراقي..

وبالمناسبة فهذا لا يعني جمودنا على وجود دولة العراق على ما وُلِدت عليه بعيد الحرب الكونية الأولى. بخاصة عندما يتعلق الأمر بالقضية الكردية بوصف الكرد أمة تمَّ تشطيرها قسرا بوعد وأمل لم تلتزم به القوى التي أجلته لظروف تاريخية معروفة. فحيثما تحقق للكرد استقلالهم عن إيران وتركيا كان لكرد العراق حقهم في تقرير مصيرهم وغدهم في دولة كردية موحدة أرضها كردستان التاريخية المقسَّمة بالإكراه بالأمس واليوم..

وهنا يمكننا الحديث عن أسس موضوعية وعن حق تاريخي ما زال يمتلك شخصيته ووجوده ومقتضيات التعامل معه على أساس من حق تقرير المصير للكرد لذا كان خيار الفديرالية العراقية اليوم قائما على القبول بهذا الحق وليس منحه عطاء أو هبة من طرف على آخر بل إقرارا بالعدل. إذ العراق الحديث يتشكل من قوميات متآخية قررت اليوم بملء إرادتها السير بوحدة وطنية بالاستناد إلى التاريخ الحضاري المشترك وإلى انسجام المكونات القومية ومصالحها حاضرا وراهنيا مع وجود عراق فديرالي ديموقراطي موحد..

فإذا كان من المصلحة على صعيد الوجود القومي وحدة العراق وإذا كان من الصائب على صعيد المكونات القومية المستقلة الشخصية أنْ تواصل العيش في ظل وحدة وطنية فمن الأجدى أنْ تكون بقية المكونات مندرجة في وحدتها التاريخية وفي أرض وطنها وترابها الوطني الواحد..

إنَّ جملة من المقتضيات هي شروط ومحددات وجود دولة معاصرة حديثة وليس من بين هذه المقتضيات والشروط الوحدة الطائفية فالطائفة ليست إلا بقايا وجود تاريخي عندما يتعلق الأمر بإقامة دولة ومؤسساتها المنسجمة مع مرحلة تاريخية مختلفة في حياة الإنسانية ففي زمن العولمة ووحدة القوى الإقليمية بل الدولية يمضي بعضهم من ناقصي المعرفة أو من أدعياء مصلحة طرف ليقدموا مشاريع متخلفة عن قراءة معطيات زمن العولمة زمن الوحدة في التنوع.. زمن لقاء الشعوب وتداخلها وتفاعلها وتلاقح الثقافات الإنسانية وتوحدها في نهر الحياة الجديدة..

وإجابتنا على مثل هذه الدعوات فضح فلسفتها التراجعية إلى زمن التخلف والظلمة وتكفي تجاريب العرب في زمن هزيمتهم في الأندلس زمن دويلات الطوائف العجيب الغريب الذي يريدون إعادتنا إليه فكأن الذاكرة ميتة لا تستدعي ما جرى من نوائب من تلك الدويلات! وعرب عراقنا ليسوا أسيري الفكر القومي العروبي وهم ينتمون لعراق الحضارة العتيد وليس لمنطق التبعية والتمهيد لسلخ العراق من العراقيين بمحو شخصيتهم الوطنية وتشويهها والخروج علينا بشعوب منفصلة عن بعضها بعضا وعلينا تشطيرها وإرسالها لاحقا هدايا لدول المنطقة ولو كان في هذا بعض خدمة لأبناء العراق والشعوب المجاورة لقلنا له نعم ولكنه لا يدخل إلا في كيس زبالة البشرية من المعتاشين على معاداة مصالح الإنسان وحقوقه الصميم... فهل من عاقل يوافق على هذا الظلم والنكاية والرجوع إلى زمن الضلال؟!!

إنَّ إجابتنا على أدعياء الحرص الكاذب على مصالح طائفة تكمن في القول: بأنَّ أبناء تلك الطائفة ليسوا في زمن العبودية لمرجعيات أيا كانت تسمياتها السياسية المغرضة ولم يعد الإنسان الجديد عبدا أو بقابل لعبوديته أو تصويته لجهة ما لم تستجب لمصالحه الحقيقية, ونحن نثق بأن أبناء المذاهب العراقية المتنوعة يعرفون أين تكمن مصالحهم ويعرفون أن مصالحهم بوحدتهم لذا كان شعارهم منذ اللحظة الأولى لا سنية ولا شيعية وكذلك لا إسلامية ولا مسيحية بل وحدة وحدة عراقية..

إنَّ قوة شعبنا بوحدته ومصلحته ومستقبله ومصيره وغده في وجوده الوطني الواحد وفي عراق يحيا فيه الجميع بمساواة وعدالة وإخاء في ظل دولة القانون والعهد الجديد عهد الحريات في التعبير عن الشخصية العراقية بكل ما تريده من خصوصيات حيث قوة الوحدة في تنوعها وليس في استلابها ولو مفردة واحدة من خصوصيات التنوع العميق ...

وحيثما تعمق احترام تنوعنا تعمقت وحدتنا بينما حيثما جرى تشطير أطيافنا ومكوناتنا العراقية ذهبت أدراج الريح شخصياتنا وخصوصياتها حيث يجابهنا جميعا استلاب قوى إقليمية ودولية أقوى بوزنها وثقل وجودها الاقتصادي السياسي.. فمن يريد بعد ذاك العيش في دويلة الطوائف وأمراضها الظلامية فيخسر ما تبقى له من وجود؟!