حول علاقات القوميات المتآخية في العراق وشؤون أخرى؟

الدكتور تيسير عبدالجبار الآلوسي

أكاديمي ومحلّل سياسي \ ناشط في حقوق الإنسان

           2004\  09 \ 30

E-MAIL:  t.alalousi@chello.nl

 

منذ فجر التاريخ وأبناء وادي الرافدين يعيشون مع بعضهم بعضا سويا بسلامِ ِ وتآخِ ِ يتصدون للمصاعب والكوارث والأزمات ويقتسمون الثروات والخيرات.. ومنذ فجر التاريخ لم تكن شعوب ما بين النهرين في حالة من مجازر الحروب والاقتتال كما يحصل في بقاع أخرى؛ ولكنَّهم تعرضوا سويا لغزاة لطاما قرأنا عن محارقهم وبطشهم بأبناء وادي شمس الحضارة ومنارة المعرفة, أبناء السلم والحرية ووداعة العيش ودعته ...

ومنذ مطلع القرن الماضي ظهرت الدولة العراقية الحديثة؛ الدولة التي حفلت بتنوعاتها القومية الأثنية وبروح التعايش والوحدة الوطنية التي استقرأت التاريخ الحضاري الإنساني من جهة ومعطيات الواقع الجغرافي الذي ضم بين الجوانح مكونات حضارة ما بين النهرين البشرية الغنية...

لقد اغتنى العراقيون بقيم التحضّر والتسامج والتعاضد والتكاتف في ضوء ذياك التنوع القومي والديني والمذهبي وفي ضوء حالة التنوعات الأخرى من سياسية وفكرية وعقائدية واجتماعية. ولقد كان للعراقيين مشاهد ومآثر معروفة في تقديم الدروس الإيجابية الرائعة بخصوص الاستجابة لطبيعة توزّعهم بين تلك المكوِّنات المتعددة..

لقد وجد العراقي نفسه في حال من تربية الذات على التفتح فكان وما زال لا يرى في نفسه حساسية تجاه الأجنبي, بل وجد فيها ما يتعاطى معه من منظور إنساني يلتقي وإياه في حال من المشترك البشري ولا يترك الآخر إلا ووجد لنفسه مع ذاك الآخر أرضية مشتركة ووحدة إنسانية صادقة.. وهو أبعد من ذلك كثرما يضع نفسه موضع التضحية من أجل الآخر في كينونة من إيثار الآخرين على ذاته ومصالحه..

ومن الطبيعي أنْ تكون هذه الفلسفة قائمة على إيمانه الوطيد بالتعددية وعيشه في كنف التنوع بأشكاله وجواهره.. وأمثلة الدفاع عن الوجود الوطني الموحّد للشخصية العراقية كثيرة بلا حصر.. ومنها تلك الدماء الزكية التي ضحّت من أجل أهداف شعبنا العراقي في كينونته الموحّدة عبر نضالات طبقية دافعت عن شغيلة العراق من عمال وفلاحين وكسبة من شغيلة اليد وشغيلة الفكر من دون أنْ  تُربَط تلك التضحيات بقومية أو إثنية أو عرق أو مذهب أو طائفة أو ما شابه..

حيث النضال الوطني من أجل الاستقلال الوطني كان يعني العراق والعراقيين كافة والنضالات الطبقية كانت تعني العراق والعراقيين كافة وهكذا فإنَّ استشهاد مناضل وطني أممي كالخالدين فهد وحازم وصارم وسلام عادل والحيدري وغيرهم يتشرّف به العربي والكردي والتركماني والكلداني والآشوري والسرياني والصابئي والمسيحي واليهودي وكل أطياف العراقيين, وهم جميعا يرفعون أسماء هذه الكوكبة من المضحين النبلاء أعلاما للعراقيين كافة ورايات للعراق بأكمله...

ولم يوجد عبر تاريخنا وطني عراقي ممن قال بوجود عداء بين أطياف عراقنا ومكوِّناته.. بل تعمَّد هذا الإخاء وتلك الوحدة عبر أنهار دم التضحيات في وديان بلادنا وجبالها وسهولها ومواقع كردستان الحبيبة تسجل نضالاتنا الوطنية المشتركة فلم تقتصر شواهد ذرى الجبال الشماء على بطولات البيشمركة بل سطرت بطولات التآخي من أنصار الشيوعيين الذين جاؤوا من بصرة فيحاء ومن مدينة البشائر الناصرية ومن سهوب الخير العمارة ومن أفياء بابل ومن قلب البلاد وبستان أزاهيرها دار السلام بغداد.. أليس في كل تلك السجلات ما يكفي ليتضمَّخ الكف العراقي بحناء المجد الوطني في  الوحدة الراسخة عبر فسيفساء تنوعاته الجميلة؟؟

لكنَّ الأمر لم يخلُ عبر كل ذياك التاريخ من نقط سود؛ أو من لطخ سود؛ أو من لجج تدخلات سافرة وأصابع مسمومة... لقد ظهر في التاريخ الوطني لشعوب الأرض ما ينغص مسيرتها ولسنا نحن الوحيدين نحن العراقيين في وجود شواذ يخرجون عن القواعد السليمة لمسيرة السلام والحرية والوحدة الوطنية...

ولقد رصد شعبنا مثل هذه الحالات التي عادة ما كانت تزداد في ظروف سيادة الأوضاع الشاذة من قبيل زمن الدكتاتورية المطلقة التي تنزع لدق أسفين بين قوى الشعب ومكوناته لأغراض معلومة... ولكنَّ هل ينتهي أمر تلك العناصر المريضة مع زوال الدكتاتورية والطغيان؟ للإجابة عن تساؤلنا لنرَ أيَّ محاولات تجري اليوم لرسم الخريطة السياسية في بلادنا...

ها نحن أمام مجموعة مركبة من الهجمات..  فواحدة موجهة مباشرة إلى المسيحيين لا لسبب إلا لكونهم مسيحيين؛ ونقرأ في متابعة متصلة تلك الحرب التي تُشنّ ضدهم يوميا وبالتحديد لمحاصرتهم في مدن وقرى معزولة, بمحاولة طردهم من مدن عاشوا فيها تاريخا يُقرَأ بمئات بل آلاف السنين كما هو الحال في مقاتل الغزاة في البصرة ومدن الجنوب العراقي وحتى في العاصمة وعدد من المدن الأخرى فليس أقل من تهجيرهم خارج البلاد أو عزلهم في قراهم التاريخية النائية في محاولة لاحقة بالتأكيد لتصفيتهم نهائيا!!!

ومعارك أخرى موجهة إلى الصابئة المندائيين وإلى الأيزيدية كما حصل في جرائم جزّ الرؤوس بسيف التطرف الإرهابي وكما حصل بجرائم تسميم المياه بقصد القتل الجماعي.. وتجري أعمال إجرامية كريهة يساندها إعلام يمثل أرضية الحقد الدفين على أهالي بلاد الخضرة والاستقرار والنماء ومحاولة إكراههم على السير عبيدا لنزعات الاستغلال لأصحاب هذه الممارسات...

ومعركة أخرى موجهة ضد الكرد, ليس لشئ سوى لأنهم كرد. والعداء تجاههم مستحكم مستغلق عند هذه المجموعة الشاذة من الأفاقين والمرضى وصنائع القوى المعادية لعراقنا ولكل مكوناته المتآخية. ويجري هنا محاولات تشويه الكرد بوصفهم قومية وأمة وبوصفهم شعبا وجزءا من شعوب وادي الرافدين في ماضيه وفي حاضره...

 ويجري كذلك تصوير حركة الكرد التحررية بوصفها حركة عنصرية أو (انفصالية) وكأنَّ حالة الوحدة الوطنية العراقية هي دمج بالإكراه بين المكونات الوطنية بشكل أزلي أبدي؛ في نظرة أسوأ من قاصرة أعني تخريبية في النظر إلى حق تقرير المصير وطريقة توصيفه ومعالجته...

ويجري فضلا عن ذلك تشويه الحركة القومية الكردية ونضالاتها بالبحث في أية أخطاء أو ما يُصوَّر على أنَّه أخطاء من أفراد بعينهم ولصق الخطأ الفردي أو الاختلاف مع سياسة زعيم أو قيادة بعينها على أنَّ ذلك هو موقف كل الشعب الكردي.. وهنا يجري اختزال الكرد بحزب أو بقيادة سياسية أو اجتماعية بل بفرد بعينه ومن ثمَّ يبنون على ذلك المواقف من الكرد وحركاتهم التحررية..

إنَّ عملية اختزال شعب بحركة أو حزب أو قيادة أو فرد ليس أمرا مقصورا على خطأ تقدير بل هو منهج سياسي المقصود منه أبعد من تشويه حركة سياسية بعينها؛ حيث نجد من يقف وراء مثل هذه الفعالية يستهدف أمورا جد بعيدة, ليس أقلها شأنا تصفية القضية الكردية.. على وفق منهج استعلائي يمزق تلك الأمة بل يحاول اغتيال الوجود الإنساني لها عبر حروب تصفوية كما جرى في حملات الأنفال والحروب بالأسلحة الكيمياوية وكما جرى في تسميم المياه لقتل أكبرعدد من البشر فضلا عن عمليات التعقيم وما شابه..

والسؤال بعد ذلك هو: مَنْ يقف وراء هذه الحملات؟ هل يوجد عداء بين القوميات التي تحيا في عراقنا؟ هل هناك عداء حقيقي بين العرب والكرد؟ هل يوجد تناحر أو عداء بين الكرد والكلدوآشور؟ هل يوجد عداء بين الكرد والتركمان؟  والإجابة القاطعة تشهد بها كل تلك الوقائع التي سجلت تاريخ شعوب وادي الرافدين من أنَّه لا عداء بينها بالتأكيد بل صداقة وتآخِ ِ ووحدة وتفاعل وتعاضد وتعايش سلمي ولنا في يومنا من تزاوج وعلاقات اجتماعية وطيدة بين مجموع التكوين القومي والديني لكل الأطياف التي تحيا في ما بين النهرين في عراقنا, كلها أمثلة على أعمق علاقة إيجابية بناءة...

إنَّ مَنْ يقف خلف محاولات إثارة النزاعات والخلافات ومحاولة إثارة الاحتراب والتقاطع ومحاولات إثارة الشقاق والقلاقل ليسوا أبناء الشعب ليسوا الكرد وليسوا التركمان وليسوا أيا من قوميات بلادنا فلا عداء ولا تناحر بين أبناء الوطن ولكنهم أنفار من أصحاب المصالح الذين باعوا أنفسهم للشيطان ولا عجب في أمرهم!!

فإنَّ أولئك هم من الذين كانوا يبيعون لدافع أجورهم الطاغية الدموي واليوم حيث انهزم وولى لم يستعصِ عليهم البحث عن دافع جديد لأجورهم؛ ولكنَّه هذه المرة ليس داخل البلاد بل هناك خلف الحدود..

ولأنَّ القضية تخصّ في مثالنا محاولة زرع الشقاق والتقاتل بين الكرد والتركمان فإنَّ الذين نتحدث عنهم بوصفهم مثالا لما نشير إليه هم أولاَ َ: يزعمون انتساب التركمان إلى تركيا قبل العراق بل بلا علاقة بعراقنا جميعا. وثانيا: يزعمون عداوة الكرد ويختلقون الذرائع والأسباب المفتعلة لإيجاد ما يحقق مآربهم في اختلاق أشكال الصراع والأزمات بينهم... وثالثا: يتجنبون مؤقتا إعلان عداء التركمان والعرب في محاولة لجذب قوى عربية لكفة صراعهم المختلق بين الكرد والتركمان معوِّلين على اصوات قومية عربية شوفينية لها مصالحها في إعلان الحرب على الكرد...وهم بعد ذلك يمهدون ويصنِّعون الأرضية التي تناسب استغلالهم حالات الاحتراب المفتعلة وعدم الاستقرار لكي يضعوا الغلة في قـِرَبـِهم المقطوعة..

إنَّ أنفارا من هؤلاء ليسوا إلا أصحاب مصالح ذاتية مريضة من المأجورين الذين لا يهمهم غير البيع والشراء وذممهم مباعة اليوم لقوى إقليمية مختلفة. ولو وقفت غدا تركيا إلى جانب عراق الوحدة الوطنية وعراق الاستقلال والتحرر ومصالح شعبه العليا, فإنَّهم سيتجهون إلى قوى أخرى تدفع لهم ولبرامج وفعاليات تطمِّن غاياتهم الرخيصة...

أسوق هذه القراءة في مثال جرى ويجري في الأيام الأخيرة ويتعلق بمحاولات الإيقاع بين الكرد والتركمان من جهة وهم أصحاب التعايش التاريخي المشترك, ويعول أصحاب هذه المحاولات على قضية كركوك من جهة وعلى وقائع بعينها من يوميات عراقنا الجديد حيث تخترقه قوى إرهابية جاءته من وراء الحدود..

والجديد في الأمر هو تلك التوجهات الإعلامية المحمومة التي تغذي نزعات الاختلاف بين الأطراف المذكورة.. ومن رخيص الهجمات التي تصاعدت ما ورد إلى عدد من شخصياتنا الوطنية العراقية من رسائل تحمل في طياتها هجمات بأسلوب مبتذل يزعم مرسلوها أنَّها جاءت من عناصر تركمانية ما يدعو هذه العناصر إلى الإعلان الصريح عن مواقفهم وإدانة تلك الرسائل الوضيعة لغة وأسلوبا ومضمونا في كونها شتائم رخيصة موجهة للكرد جميعا ولست أدري كيف يسوِّغ نفر لنفسه أن يشتم شعبا بأكمله ويمتلك في فعله بعض حق؟!!!!

ولكن الأمر كما ترون هو محاولة لإذكاء الصراع ولإيجاد فرص لا لإشعال أزمة بين الكرد والتركمان بل لإحراق العراق من جهة وللإيقاع بقومياته وقواه ومكوّناته ومن ثمَّ  استغلال وحشي دموي لمصالح إقليمية لا يهمها حتى ولو من بعيد مصالح لا الكرد بل ولا مصالح التركمان...

وعليه فلابد من تصحيح مواقف بعض الأطراف السياسية بخصوص علاقاتها مع قوى إقليمية كعلاقة الجبهة التركمانية ... بتركيا وكما ورد إليَّ من بريد عن وجود أشكال من الدعم المنتظر لتلك العناصر التي تأتمر بسياسة تركيا وما سيغدق عليها من مخابرات تلك الدلوة؟!!! أو كما ورد إليَّ من تحريض شخصية معروفة في الكتابة على صفحات الأنترنت والإعلام (س.م.) ضد الكرد ومن دعوته لإبادتهم!! طبعا بترك رسائل الشتائم الرخيصة...

إنَّ الوطنية العراقية تدعو إلى وعي كامل من القوى السياسية العراقية كافة بكل تحدراتها الفكرية والأيديولوجية والسياسية لكي تحرص على تقديم مصالح الوطن على كل ماعداها لأنَّ الارتباط بالقوى الأجنبية إنْ جلب موقعا ماديا أو موقعا ذي وجاهة وتقدم على الآخرين في الميدان السياسي فإنَّه لن يمتد زمن هذه الماكنة إذ القوى الأجنبية لا تبغي من دعمها إلا ما تراه آنيا يخصها وغدا ستسحب الغطاء من تلك القى..

والوطنية العراقية تعني أن القوى الأجنبية تريد من التابع أنْ يأتمر بأمرها حتى إذا وجدت من يزايد عليه لفظته واتخذت جانب الآخر الذي بزَّه في التعاطي مع تلك القوى الأجنبية.. وفي النهاية لن يتبقي من العراق ما يؤخذ أو ما يتطلب دفع أجور تلك العناصر وحينها سيكون السقوط أبعد من التصور ولن ينقذ الأجير للأجنبي نذاكيه وتشاطره على زمنه...

الوطنية العراقية تعني التعاطي مع العراقيين كافة من حال تبادل وتفاعل واشتراك في السراء والضراء.. ومن يزعم حرصه على مصالح فئة تحيا في بلادنا أو قومية تعيش على أرضها فعليه أنْ يرى مصالح تلك المجموعة في مصالح الآخرين وفي الحرص على مصالح الآخر الذي يحيا معه في الوطن...

إنَّ زمننا يحتاج أنْ نوجد لأنفسنا منافذ العيش المشترك والتوحد مع أعلى تحقق للحريات وللحقوق الإنسانية والقومية لمجموع أطيافنا العراقية وليس هذا بمتحقق بإذكاء الاحتراب والتقاتل ولا بالهجمات التحريضية الإعلامية الرخيصة..

ولكنني هنا أود تأكيد وعي شعبنا بقومياته وإرادة الحركة الكردية التحررية القوية الراسخة على تجاوز كل الاستفزازات التي تحاول جرها إلى حيث الوقوع في مطب حرب خاسرة مدمرة تضر بالتأكيد بالكرد وتشمل في ضيرها وتخريبها كل وجودنا العراقي ومنه التركماني الذي تدعي تلك الرسائل أنها صادرة عن شخصيات تركمانية!

وهذا ما يدعونا للطلب من تلك الشخصيات لتحديد مواقفها من حرب التحريض على الحرب واختلاق الأزمات من جهة ولكي تتجه تلك الشخصيات إلى سياسة عقلانية وإرادة سلام عراقية صميم لا تنحدر إلى حضيض التخريب والتدمير كما هو حال ما يُعلن وما وصلنا وما يصلنا من خطابات..

وتبقى القضية القومية في العراق من الإشكالات التي تحتاج إلى عناية معالجة جدية وتركيز وإلى تخصيص وزارة للقوميات في عراق فديرالي نتجه إليه بخطى حثيثة.. وإلى مؤسسات تعمل على دراسة ما يطفو من مشكلات وما تحاول قوى إقليمية غرسه بين قوانا ولوقف تلك الهجمات لابد من إعلان صوتنا سويا وجماعيا ضد حروب الأفاقين الرخيصة..

بلى لن ترهبنا مثل تلك الخطابات ولكنها قد تفعل فعلها التراكمي في خطابها مع البسطاء وهي قد تستفز وقد يتولد عنها ما لا يحمد عقباه عندما تنزلق قوى إلى تفاعلات سلبية خطيرة تالية ناجمة عن زيادة التركيز على نقاط الضعف ومواضع الخلاف وعندها لا ينفع علاج ونحن بحاجة إلى وأد تلك الجريمة وإخراجها بعيدا عن ميدان التأثير في بلادنا ومكوناتنا العراقية كافة بفضح الشخوص الذين يقفون وراء تلك الخطابات وبعزل القوى التي تتعامل مع قوى إقليمية من منظور التخريب والضرب في وحدتنا الوطنية وتشكيل جبهة عريضة لقوانا التحررية الوطنية المؤمنة بعراق ديموقراطي فديرالي موحد...

خاص بجريدة الأهالي