مواقع عراقية تحمل شعار الجمهورية العراقية؟

الدكتور تيسير عبدالجبار الآلوسي

أكاديمي ومحلّل سياسي \ ناشط في حقوق الإنسان

           2004\  11 \  02

E-MAIL:  t.alalousi@chello.nl

 

الجمهورية العراقية هي وليدة إرادة شعبية انتصرت في حركة أبناء الشعب صبيحة الرابع عشر من تموز يوليو 1958, الثورة التي أعلَت من شأن العراقي وكرّمته وأعادت له مكانته تحت الشمس, بعد أن اُستـُلِب طويلا  الحرية وحقوقه الآدمية..

يومها صار لمبدعي العراق مثلما أبناء الشعب فرصة التعبير الحر عن إراداتهم وتصوراتهم وأفكارهم وبرامجهم في مسيرة عراقهم الجمهوري الديموقراطي التعددي الفديرالي.. فقدَّموا في ظلال "الجمهورية الأولى" فنون الإبداع كثيرة متنوعة.. فارتقى المسرح منصته حرا, وعلت رايات الجمهورية خفاقة وارتفع النشيد الوطني وصدحت حناجر أبناء الشعب في مدارسهم ومعاهدهم العلمية بنشيد موطني تكريما لوطن الرافدين الحر المستقل..

ومما ارتسم حينها شعار الجمهورية الذي يعتز به العراقيون اليوم ليس لأنَّهم لا يستطيعون تقديم البديل أو الأفضل أو ما شابه ولكنَّه يعود بهم لأول مرة بعد عقود طويلة من أشكال الحكم الدكتاتورية التوتياليتارية السوداء التي خيَّمت علينا بدمويتها وقمعها لكل الحريات, منذ جاء قطار الموت الأسود بحكام ما زعمت كونها الجمهورية الثانية [جمهورية البعثفاشية الأولى] وفتور الأوضاع عهد الجمهورية الثالثة [المرحلة العارفية] ثم الجمهورية الرابعة [جمهورية البعثفاشية الثانية بمرحلتيها البكرية السوداء والصدامية الأكثر سوادا ودموية في تاريخ العراق منذ أيام احتلاله من العسكر الأجنبي وزوال حضارة سومر وأكد وبابل وآشور ومرورا بحكم الحجاج وأسلافه وأتباعه...] ..

اليوم يعيد الشعب امتلاك جمهوريته, بمعنى إرادته في حكم نفسه بنفسه.. لقد أُطيح بالطاغية إلى الأبد فهل سيترك الشعب الفرصة تضيع هذه المرة من بين يديه؟ ويتردد في تسلّم السلطة والحكم وإعلان إرادته الحرة المستقلة لخدعة جديدة تلهيه أو تضلله! فالخدعة الأولى التي جاء بها البعثفاشيون كانت القوموية والعروبة وبقية اللعبة معروفة؛ والخدعة اليوم يأتون بها على حصان طروادة جديد ليواصلوا استنزاف العراقي وهذه المرة الحصان اسمه الدين والتأسلم واستغلال مشاعر الطائفة المظلومة المضطهدة ولكنَّ ذلك ليس إلا جسرا للعبور وسطوة بل سرقة أخرى صريحة لإرادة الناس وحرياتهم لغرض بات مفضوحا..

واليوم يعيد قادة الشعب من مفكرين وساسة ومثقفين وعلماء جذوة الحركة والتقدم والإبداع ويحاولون تقديم رؤاهم وتصوراتهم وما ينبغي فعله وما لا ينبغي.. ومن خيارات الثقافة والإعلام ما نراه يسير حثيثا من أجل إعلاء شأن كل ما هو عراقي أصيل..

اليوم نجد تمسك كثير من وسائل إعلام الشعب الفقير ماديا الذي يمتلك على سبيل المثال صحف وجرائد ومواقع إنترنيت لا غير وليس فضائيات ودور نشر كبرى ومؤسسات إعلام مهولة, نجد هذه البوابات العراقية الأصيلة تعلن عن طريقها بلمسات واضحة فتضع على صدرها نياشين التاريخ المجيد من إرث الحضارة السومري من زقورة وملوية ومن إبداع فنون المجد من عمارة ومن جميل إبداع الفن السومري البابلي الآشوري وخالده وهي تضع أيضا وساما مكينا وعظيما على صدرها من نصب الحرية ومن شعار الجمهورية الذي يختزل تاريخنا ويتضمنه..

فتحية إلى تلك المواقع العراقية الأصيلة التي بادرت بتوثيق إبداعنا ورفعت شعار جمهوريتنا الحرة الأولى وامتدادها الجديد في جمهورية جديدة حرة مستقلة تُعلي شأو العراقيين وتكون ملكا لهم ولإراداتهم الوطنية النزيهة الشريفة النبيلة.. تحية إلى المواقع التي بادرت وتبادر اليوم بوضع وسام الجمهورية الحرة الديموقراطية الفديرالية على صدر ما تباشر قراءها به..

وليرتفع على صدر وسائلنا الإعلامية شعار الجمهورية العراقية وعلمه الذي يختاره برلمانه المنتخب الأول ولترتفع مع شعارنا وعلمنا الوطني كل أعلام أهلنا ومكونات طيفنا العراقي من الكرد والتركمان والكلدان والآشوريين والسريان والأرمن والأيزيدية والصابئة مشيرا إلى غِنى ثقافات شعبنا ووحدتها في تنوعها وتعددها..

ألا ترون إنَّ تصدُّر شعار الجمهورية لم يكن اعتباطا ولا عبثا  من تلك المواقع العراقية بل رؤية ثقافية وحكمة سياسية بادرت إليها مواقع عراقية صارت معروفة بما ترفع من شعار وحدة العراقيين وحرية جمهوريتهم واستقلالها وديموقراطية إرادتها وسلطتها التي نمتلكها خطوة فخطوة ونحررها جزءا فجزءا معيدين شموخ الجمهورية الأولى في جمهورية خامسة جديدة..

لابد لنا من التفاتة تعزز نهج تلك المواقع وتؤازرها وتومض في أذهان المتلقي العراقي لتذكيره بجذوره وبفنه وإبداعه ومنجزاته الكبيرة بوصفه عراقيا قبل أن يكون جزئية أخرى بوصفه عراقيا في حمل وسام الوجود الإنساني؛ لأنَّ هويته العراقية هي شخصيته الفردية والجمعية وهي طقوسه ودياناته ومذاهبه وتوجهاته..

إنَّ عراقية التوصيف الوطنية الموحدة في تنوعنا بكل مستوياته ستظل قيمتنا الأساس التي نحيا فيها وعليها من دون تردد أو خضوع لتشويه جرى أو يجري لأي سبب كان.. فليكن وسام الجمهورية العراقية شعار جمهوريتنا الديموقراطية الفديرالية وسامنا جميعا من أجل ترسيخ وحدتنا الوطنية ومن أجل اتخاذ الوسام قيمة تربوية وتقليدا متينا عميق الحفر في أنفسنا..

إنَّ شعار الجمهورية هو رمز من رموز وحدتنا الوطنية العراقية إنَّه وسام الفخر فإلى كل ما يعيد إلينا نكهة الأعياد والفرح والسمو والرفعة والسناء وإلى كل ما يرفع من قيمنا العراقية المتنورة لنتجه سويا من أجل رفع رمزنا الوطني العراقي عاليا وليتصدر كل مواقعنا العراقية دليلا هاديا من أجل غدنا..ومبروك لتلك المواقع المبادرة في اتخاذ شعار الجمهورية ورموز العراق الحضارية الخالدة...

 

 

إلى مواقع البيت العراقي والبديل وألواح سومرية

www.albaetaliraqi.com

www.albadeal.com