سؤال لماذا نختار اتحاد الشعب؟

وأسئلة صريحة أخرى..

الدكتور تيسير عبدالجبار الآلوسي

أكاديمي ومحلّل سياسي \ ناشط في حقوق الإنسان

           2005\ 01 \29

E-MAIL:  tayseer54@hotmail.com

 

 

أسئلة صريحة وأجابات مؤمّلة:

 

من نحن؟ سؤال لا يحتاج إلى كثير عناء للتعريف بالفئات الشعبية العريضة التي تتنادى لتثبيت حقوقها ووجودها الإنساني بعد زمن استلاب وضيم.. وتتنادى لتثبيت مشروعها عبر ممثليها المنتخبين. نحن شيبا وشبيبة رجالا ونساء عرب وكرد وتركمان وكلدان وسريان مسلمين ومسيحيين وصابئة وأيزيديين ويهود وكل الطيف العراقي بتنوعاته المعروفة؛ هذا تعريف نحن في السؤال الأول..

السؤال التالي مباشرة ماذا نريد؟ ومَن نريد أو من يمكنه تحقيق ما نريد؟ أما ماذا نريد من العملية الانتخابية فهي أن ندفع بممثلينا لكي يكون لنا دستور ثابت بعد [شخابيط = قوانين] الطغاة ومهاتراتهم المكتوبة وغير المكتوبة. وأن تأخذ المرحلة الانتقالية بنا إلى مرحلة الديمومة أمانا واستقراراَ َ، أمنا أكيدا وسلما وطيدا ولكن مَن القادر على تحقيق مثل هذه الآمال العريضة والتطلعات السديدة؟

إذن نحن بصدد اختيار مَن يمكنه تحقيق مطالب المجموع.. وللوهلة الأولى لابد من القول إنّه لايمكن استثناء قوة أو مجموعة قومية أو دينية أو مذهبية أو عرقية أو غيرها من المشاركة في السلطة السياسية الجديدة إذا أردنا كفالة المعطى الديموقراطي للسلطة. إذ ليس من يمثل طيفا أفضل من وجوده بنفسه في الحياة النيابية نفسها وعلى أساس من احترام وجوده وصوته من دون فسلفة الصغير والكبير أو الأغلبية والأقلية لأن القضية التي نحن بصددها لا تخضع لمثل هذه القياسات بل هي قضية تخضع لمبدأ المساواة والعدل والتوازن الصحي بين القوى لتسجل وجودها الإنساني ..

ولكي يكون الأمر كما قدّمنا لابد من البحث في برامج القوائم التقليدية والعريقة والمحدثة الجديدة أو المبتدئة المنطلقة لأول مرة، كما ينبغي أن نخوض في تمحيص حقيقة كل قائمة ومن يقف وراءها ومن من القوى يحركها أو ما المبدأ الذي تلتزمه ويدفعها في واقع الحال؟

وإذا كان صحيحا ألا نقع في مهاترات أو اتهامات مجانية من طرف لطرف منافس آخر فإنّه من الصحيح أيضا ألا نغفل كشف الحقائق للناس التي تضع ثقتها فينا.. ومن ثم فلابد من قراءات جدية في مجموع القوائم بخصوص ما ورد من تساؤلات هنا، قد يكون القانون الانتخابي قد حاول الإجابة عن بعض الأسئلة ووضع الحلول لها.. وقد حصل هذا في الغالب من قوى متنورة في البلاد ولكنه لم يرتقِ قطعا للمستوى المطلوب ولم يصل إلى الجمهور الواسع الذي نقصده بالعملية الانتخابية.. ولكننا اليوم في لحظة لم يعد أمر التحليلات منتظرا بقدر انتظار الجمهور ليقرأ ماذا طلبت منه المرجعية العلمية المرجعية المعرفية المرجعية الثقافية الروحية وهي المرجعية الأساس التي يرى الشعب فيها ذاته وتضعه بين صفوف الشعوب المتحررة المتنورة عقلا وفكرا..

والسؤال الذي تجيب عنه المرجعية الصحيحة، مرجعية المثقف والأكاديمي والقائد السياسي أي قيادة المجتمع العراقي الجديد هو لماذا نتختار اتحاد الشعب ممثلا لنا في الجمعية الانتقالية التي سيكتب الدستور الدائم عبرها؟ وللإجابة نوزع التفاصيل حيث إجابة كل مجموعة عراقية بالخصوص..

 

المرأة العراقية تختار اتحاد الشعب:

 

إذ تنتخب المرأة العراقية اتحاد الشعب فلأنها القائمة التي سجلت في تاريخها النضالي منذ تأسيس الدولة العراقية قيادة نضال المرأة العراقية عبر رابطة المرأة وكفاحها العتيد ودعم حزب الشغيلة الشيوعي العراقي لتلك النضالات ومباشرته العمل بكل الوسائل ومنها تقدم النساء الشيوعيات العراقيات مسيرة الكفاح من أجل التحرر الاجتماعي والاقتصادي..

ولقد حقق ذياك الكفاح المهني والفئوي مكتسبات كبيرة كان من أبرزها قانون الأحوال الشخصية الذي حاولت بعض القوى الالتفاف عليه عندما وصلت لمدة شهر واحد لسلطة مجلس الحكم فكيف بها إذا كانت ستأتي لتكتب الدستور؟! لولا تضافر نضال المرأة ومنظماتها مرة أخرى لكان السيف سبق العذل وذُبِحت المرأة بسيف جلاد المدعين الزاعمين التديّن زورا!

إن انتخاب قوى التحرر الممثلة في قائمة اتحاد الشعب ضمانة أكيدة لكي لا نقع في سلطة من لايجد همّه إلا في وضع المرأة في لباس جنائزي فهي تولد مقبورة في بيت أبيها لتنقل إلى بيت زوجها بلفافة الحزن السوداء وممنوع عليها التنفس من هواء الحرية إلا بمقدار ما يتفضل به رجل سادي مريض.. كل ما يهمه أن يلف [بضاعته] التي يبيع ويشتري بها في سوقه الأتعس من سوق النخاسين، بلفافة هي [الكونيّة] أو [الكبنك] كما تحكيه العراقية الدارجة!!!

لا يمكن للمرأة العراقية أن تنتخب قوة تمضي بها إلى حتفها أو لعبوديتها حيث تنتقل من عهر الدكتاورية والطاغية وأبناؤه إلى عهر التكفيريين ومزاعمهم وأقنعة الغش التي يرتدون! المرأة العراقية أكثر وعيا ونباهة إلى مصالحها من أنْ تُدفن في أكفان جنازتها فتُقتل حيةَ َ كما وصف قتلها القرآن الكريم "وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت"  والأمر يكرره دعاة التحجيب بالأكفان وليس المقصود هنا لباس الحشمة والاحترام بالمرة بقدر ما هو المقصود مبالغات التطرف للنخاسين من همج عصرنا ومتشدديه…

المرأة العراقية وصلت مكانة لا يمكن أن تتراجع عنه ليدخلونها كهوف الظلمة والتخلف وعبودية الأعمال التي تهمّشها وتضعها في درجات منحطة، تستلبها إرادتها وتتكلم باسمها ولكن بغير مصالحها حتى منها تلك التي تدخل في تفاصيل اليوم العادي، لهذا السبب فالمرأة العراقية تختار اتحاد الشعب...

القائمة التي ارتقت وتقدّمت بالمرأة العراقية بأعلى نسبة بين الذين شكلوا القائمة هي قائمة اتحاد الشعب وعلى الرغم من كل الظروف المحيطة فإنّ قائمة كهذه بعشرات النسوة المتقدمات الصفوف سيكون لهنّ الدور الريادي في التعبير عن المرأة العراقية كونهنّ يعشن الأجواء مباشرة النفسية والاجتماعية والصلات مع قطاع المرأة وتفاصيل ما تؤمِّله النسوة في ممثلاتهن إلى كتابة الدستور وتشكيل الحكومة الانتقالية للتحضير لعصر ديموقراطي يمنع الاستلاب والمصادرة ويحرم كل أشكال الظلم والاضطهاد..

من أجل التحرر والانعتاق الحقيقي ومن أجل وقف قوى الظلم ومن أجل التعبير الصحيح عن الذات وعن مطالب النسوة ومصالحهن تختار نسوة العراق اتحاد الشعب..

 

الشبيبة العراقية تختار اتحاد الشعب

 

أما الشبيبة والطلبة فإنّهم يذكرون السور العمالي الذي حمى مؤتمرهم الأول مؤتمر السباع المعروف ويذكرون معاني النضال الذي تصدت له وتبنته القوى التي تمثلها اليوم قائمة اتحاد الشعب.. وهم يعرفون معنى اختيارهم اتحاد الشعب وضوروته من جهة تحقيق تمثيلهم عبر القائمة التي تُعنى بالشبيبة والطلبة وبرنامجها الذي يلبي طموحاتهم..

إنّ الشبيبة والطلبة يدركون مسألة الاختيار الدقيق لأن التوجه إلى برامج أخرى لا يوقعهم في مطب أو كارثة استلاب وجودهم بل يودي بكل مسارات حياتهم ويضرب في أكفهم قيود عبودية لزاعم المشيخة أو السيادة أو دليلهم المفروض بالإكراه نحو طريق الظلمات لكي لا يفتحوا أعينهم ويسددوا طريقهم بل ليبقوا في كنف القيود والتبعية!

الشبيبة تمتلك الحيوية ووميض الذكاء وحدته وهي المتطلعة إلى عالم السلم والحرية، إلى عالم الديموقراطية ومجتمع التعددية والتنوع بما يكفل حقوقهم وصحة توجهاتهم وخدمة مصالحهم.. وبدلا من تحويلهم الملاعب إلى معتقلات وأماكن تصفية جسدية يختار الطلبة اتحاد الشعب من أجل خيار الحريات ومن أجل أن يمتلكوا حياتهم ووجودهم ومن أجل أن يحضوا بالجامعات ومعاهد العلم وليس أقبية دروس التخلف وسواد يكرههم على البكاء أو العويل المرضي وإيذاء الجسد والنفس طول العمر!

الشبيبة اليوم يرون مغامرات طائشة يخوضونها بهم بقايا أزمنة الخراب والدمار والتخلف وهم يرون بعقولهم وبصيرتهم ما ينبغي فعله واتخاذه قرارا في خيارهم وهو الخيار الذي يضعهم حيث الارتقاء بالمسؤولية وتحمّل أعبائها في بناء الوطن وإعادة إعماره وتشكيله بالطريق التي تضمن الحريات والحقوق الأساس التي تطلعوا إليها عقودا طويلة..

 

القوميات والمجموعات العراقية المتنوعة تختار اتحاد الشعب

 

مضى زمن القمع والحرب الدموية ضد القوميات التي يتشكل منها الشعب العراقي، فلقد كانت القوميات تُعامَل في أحسن الأحوال بوصفها أقليات منقوصة الحقوق.. وكانت القوميات التي بنت الحضارة العراقية منذ سومر وبابل تُعامل على أساس جعلها تابعة يُنظَر إليها من فوق وبتعالي مقصود.. وظلت تحيا في حال من المهانة ومن التهميش في جملة الحياة العامة وتفاصيلها..

من هنا ولكي لا تتكرر المآسي الإجرامية كان لابد من تستقر كل القوميات العراقية الأصيلة كردا وتركمانا وكلدانا وآشوريين وسريان ومن كل الديانات والمجموعات العراقية المذهبية والطائفية جميعهم يختارون اتحاد الشعب للخبرة في التعامل مع منطق الحزب الأممي العلماني الذي احترم بحق وجود التعددية القومية والدينية وناضل من أجل الحريات الأساس الكاملة التامة..

إنّ كل مجموعات الطيف العراقي تدرك حقيقة الزيف والادعاء الذي يتظاهر به بعضهم وهي من هذا المنطلق تؤكد خيارها لاتحاد الشعب بوصفها القائمة التي ضمت الممثلين الحقيقيين لتلك المجموعات العرقية والقومية والدينية، الممثلين الذين يعتمدون برامج جدية ناضجة وواقعية في التعاطي مع هذه المجموعات العراقية التي تمتلك على وفق رؤية اتحاد الشعب كامل الحقوق وعلى أساس من المساواة ومنع التفرقة والتمييز بأي شكل وبأي حال..

إنّ قضية التنوع وإعلان المساواة أمر ليس لفظيا رخيصا بل هو أمر اعتقادي يؤمن بالحقوق البشرية للفرد وللجماعات وهو ما يضمه التحليل العلمي الموضوعي الصادق لاتحاد الشعب وهو الذي أدركته القوى القومية التي تعمل على تحقيق مصالح أطيافها بحق ومن هنا دخلت تلك القوى في التحالف من أجل اتحاد الشعب  في فديرالية تضمن حقوق الجميع حيث وحدة دجلة والفرات أي الكرد والعرب فهما كدجلة والفرات وتحقق للكلدان والسريان وغيرهما من أبناء القوميات والديانة المسيحية مصالحهم فتضعهم حيث مكانهم المشرّف الحقيقي الصحيح وليس غير..

 

العمال والفلاحين والمثقفين والأكاديميين  يختارون اتحاد الشعب

 

إنّ أصحاب الثقافة والوعي وأصحاب المعرفة والعلم وخزين المعلوماتية النابض ثقة،  هم علماؤنا المتخصصون ومثقفونا المبدعون الذين ما زالت أوتارهم تتغني بكل ما يخدم تنويرنا وتوضيح الدرب الذي يختصر المسافات من أجل غدنا الألمع والأفضل.. وهم العمال والفلاحون بخبراتهم وبصيرتهم ووعيهم الطبقي الذي لا يمكن انتزاع أي فرد من جلده فهو يحيا تراكم خبرات نضالات أبناء الكادحين التاريخية المعروفة..

كم هي عظيمة المعارك الطبقية التي خاضها فلاحو عراقنا وعماله منذ أيام الجمعيات والخلايا الأولى للشغيلة في البصرة في الموانئ والسكك الحديد والكهرباء والنفط ومعروفة الثورات والانتفاضات والإضرابات وغيرها من الفعاليات والأنشطة التي نشط فيها قادة حزب الشغيلة والثقافة والآداب والعلوم والفنون وهي منارة ليختاروا اليوم اتحاد الشعب وليعاودوا طريقهم نحو الحياة الأفضل.. إنّها الفرصة لكي نعيد الاتصال بتاريخنا النزيه النظيف..

لا مجال لخيار البين بين فاختيار قوى وسطية لأي سبب أو تجنب وضع اصبع الاختيار على الموضع الدقيق وعدم الاكتفاء بخيارات ناقصة، إنّ ذلك يعني خيار دقيق من أجل حياة حرة رغيدة ومن أجل إزاحة كل المظالم ومن أجل وضع الحلول للبطالة وتلبية مطالب صحة الإنسان وخبزه ومن أجل الحريات الحقة من أجل ريشة الفنان مغموسة بدهب الإبداع لا بدمه وعرقه ومتاعب حياة تستنزفه أو تبتزه حدّ التكفير والتدمير..

 

 

من أجل هذه العلاقات الصادقة بين كل فئات شعبنا وطبقاته الشعبية وقومياته الحرة الأبية وكل أطيافه ووروده وتنوعاته .. تختار الجموع الغفيرة اتحاد الشعب.. من أجل الديموقراطية ومن أجل الفديرالية ومن أجل المجالس البلدية تحكم وترسم الحياة يختار الشعب اتحاد الشعب.. من أجل الفديرالية التي تحترم وجود القوميات كافة وتضمن مصالحهم ، الفديرالية التي تمنح الحق لأهله يختار أبناء الأمة العراقية الواحدة اتحاد الشعب..

إلى خيارنا الحقيقي الذي ينتمي لمشاعرنا ومثلنا وتطلعاتنا ومقاصدنا النبيلة نختار جميعا اتحاد الشعب.. من أجل وطننا يرفل بالحرية وشعبنا يحيا سعيدا نحتار اتحاد الشعب.. من أجل ألا نقع من جديد فريسة سائغة بيد ذئاب الدجل وزيف الأقنعة الكاذبة نختار اتحاد الشعب الأوضح والأصدق وهذا تاريخها النضالي وهذا برنامجها وهؤلاء أبناؤنا الذين خرجوا من صلبنا بأعلى وأمثل تربية فكرية وأخلاقية هؤلاء هم الذين يمثلونا ومن أجل ذلك نختار اتحاد الشعب...