الانطلاقة المتسامية المستمرة للأكاديمية العربية المفتوحة في الدانمارك ومحاولات وقف مشروع لنهضة العراقيين؟

الدكتور تيسير عبدالجبار الآلوسي

أكاديمي ومحلّل سياسي \ ناشط في حقوق الإنسان

           2005  09\ \25

E-MAIL:  tayseer54@hotmail.com

 

واصل الدكتور عادل الكفيشي يتكلم باسم أساتذة وأكاديميين صمتوا طوال  الأيام الماضية ولم ينبسوا بحرف واحد وعلى الرغم من محاولتي الاتصال بالزميل الدكتور منديل إلا أنه بعد سفره إلى الشام عاد ليسافر إلى مالمو كما أجابوني عند محاوليت الاتصال به في منزله.. أما الزميل الدكتور المشري فبين مواقفه الكريمة في التعاطف مع محاولات الإبقاء على الأكاديمية ومحاولات الزملاء النبيلة وبين تصريحات الكفيشي يقف من دون تعليق على عديد من الأمور التي ترد موقعة باسمه إلى جانب مدبِّج الرسائل الكتور  عادل الكفيشي.. في حين نُغجأ بالزميل غاضل سوداني وهو يتحدث عن أمور لم يكن يطرحها قبل ليلة واحدة من تفجر الأمور الشخصية للسيد الكفيشي وتحويلها إلى أمور تلعب بأعصاب عشرات الأساتذة والطلبة..

يقول الدكتور الكفيشي إنه يرى النهاية المؤلمة للأكاديمية.. وبحشد أسماء عدد من الزملاء على أساس تطابق آراءئهم تماما معه ثم يحشد جملة من الأمور التي سبق أن أجبنا عنها في سياق الحوار داخل الأكاديمية ويحمِّلها بطريقة استعراضية تشهيرية اتهامات بعيدة للدكتور وليد الحيالي وحتى لو صحت كل تلك الاتهامات فإن الأكاديمية ليست دكانا لنفتحه اليوم ونغلقه غدا؟؟!!!!

والمشكلة أننا دعوناه للحوار الهادئ الموضوعي لكي يقدم تصوراته بصدد عمل رئيس الجامعة وما ينبغي أن نعمله في إطار الأكاديمية رسميا إلا أنه أصر على رفض أي معالجة ورفض أية استجابات للحوار والمناقشة والانتهاء من اية أخطاء يمكن أن تكون موجودة.. وعندما أقول دعوناه فإنني أشير إلى مجموع الزملاء أعضاء هيأة التدريس بأغلبية الأصوات التي واصلت الاتصال في متابعة للمشكلة التي افتعلها واختلقها السيد الكفيشي..

وبالعودة إلى مقالته التعريضية فإنَّه يشير إلى اسماء ويفترض مطابقتها لرأيه ويصف المجموعة بالشرفاء في تقصد واضح لاتهام أكثر من خمسين زميلا في الأكاديمية بأنهم ليسوا كذلك ما داموا باقين في العمل وبعد شتمهم يدعوهم إلى التخلي عن الأكاديمية معتبرا أن الحل الوحيد هو ما يراه بنفسه في حل الأكاديمية وإعادة المبالغ التي دفعها الطلبة وكأن المشكلة مادية بحتة!!!

إن شخصا يرى جامعة سجل فيها عشرات الأساتذة والطلبة ومئات المشاركين والمتطلعين لغدها مجرد دكان يمكن إفلاقه بناء على أهوائه بل يجب تفكيكه بناء على مزاجه لهو شخص لا يعني معنى زيادة إحباط العراقيين في يومهم وغدهم.. بل هو ناشط واضح التقصد لتخريب المشروع الوطني لإعادة إعمار الذات العراقية...

لقد أورد السيد الكفيشي جملة أرقام ومعلومات لا تمت إلى الواقع بصلة فهو يستعرض أرقاما تخص الأمور المالية بناء على متابعة شفهية شهرا فآخر والأمر لا يمكن متابعته بهذه الكيفية بل أبسط ساذج يعرف أن مؤسسة لابد أن يكون لها محاسب وأن تقدم الحسابات في مواعيدها ولكنه يستبق الأمور وقبل موعد انتهاء الفصل الدراسي حيث ينبغي في حينه تقديم الحسابات في مؤتمر عام لمجلس الجامعة ومجلس الأمناء وحينها يمكن محاسبة كل شخص مقصر أو مذنب أو متهم وتقديمه للقانون ونحن في مؤسسة أكاديمية محترمة..

أما السيد الكفيشي فيفترض سلفا أن رجلا يلعب من وراء ظهر الجامعة وأنه يمكن أو يحتمل أن يخون الأمانة وأنه يمكن أن يفعل كذا وكذا وسلفا بناء على قراءة النيات أو الفنجان أو الكف!!! وحين يتحدث عن تسجيل الجامعة بجافي الواقع إذ أعلن الدكتور الحيالي في مراسلة موجودة وموثقة إلى جميع الأساتذة لمن يريد المشاركة في تسجيل الجامعة من الجهة المالية ولم يتقدم طرف بالخصوص بل ترك الزملاء هناك في الدانمارك مسألة التسجيل باسمه وهكذا تحمل الدكتور الحيالي الجانب المالي لوحده وما زال مسؤولا عن هذا الأمر بصفة التسجيل الرسمي..

ومع ذلك أيضا فإن الأكاديمية لها تسجيل واضح وعدد الطلبة تمَّ تحويله لقسم المتابعة والتسجيل وهو موجود أيضا في قسم القبول والتسجيل بشكل رسمي وبملفات رسمية متكاملة.. وعليه فإن الادعاء بأن الرجل يخفي عدد الطلبة أمر فارغ تماما.. ومن جهة أخرى فإن الموازنة المالية والموارد والمصروفات يجب أن تقدم في نهاية يناير من قبل محاسب قانوني يشكك السيد الكفيشي في نواهته سلفا وهذا أمر بينه وبين المعني وما يعني الجامعة أن تتخذ قرارا بتغيير المحاسب وليس بالشوشرة والاحتجاجات الاتهامية التعريضية بالناس التي تخص القضاء بالتحديد وسأكون مع السيد الكفيشي لو أنه قدم دليلا بخصوص ما يقول وجلب لي قرارا قضائيا وليس أقاويل وافتراضات...

يقول السيد الكفيشي أنه اتصل بدائرة الضرائب ليكتشف أن الجامعة مسجلة باسم الدكتور وليد وهو أمر آخر غير صائب تماما.. ففي محادثتي مع الأخ الدكتور الشمري (مجلس الجامعة) قال أنهم قبلوا بتسجيل الجامعة باسم الدكتور الحيالي من باب الثقة ومن باب عدم الاستجابة للإعلان عن طلب أي مشارك في التسجيل الذي سبق أن اشرت إليه في أعلاه.. وعليه ما بال الدكتور الكفيشي يرتب الأمور بطريقة كيدية متقصدة لأمر في نفسه؟!!

وموضوع الانفراد بقرارات الإدارة من طرف بعيته ليس سببا كافيا ليدعونا السيد الكفيشي لحل الجامعة وتفكيكها وحرمان الطلبة من رسم مستقبلهم.. ولنا في الأكاديمية مجلس علمي ومجلس أمناء لهما مواعيد اجتماع ويمكنهما تعديل الأمور خارج الإجراءات الفردية والشخصية... وإذا كان صحيحا وجود بعض الأخطاء فإن الأمر لا يتعدى ذلك ليكون تفردا ودكتاتورية وما شابه من توصيفات لا تليق بعملنا الأكاديمي.. وسبق في مخاطبات داخلية بين الأساتذة أن تمت معالجة الأمر وتمت الإشارة إلى أن العلاج الحقيقي ليس في التشهير وإنَّما في المعالجة بإطار هادئ وفحص الأمر ومراجعته وتحديد البدائل..

 

وبخصوص التطوع والعمل التعاضدي فقد جرى التوافق في أول انطلاق عملنا على أن نعمل تطوعيا لسنتي البداية إلا إذا جرت تطورات حينها سنتدرج بعمل عقود جزئية لرؤساء الأقسام والعاملين كل على وفق ما يقدم ويجري التعديل بحسب التطورات.. ولكن يبدو أن الأمور لا تجري على وفق الاتفاق وأن زملاء بعينهم في وقت يعلنون عدم تركيزهم على الأمر المادي يركزون عرض قضيتهم من هذا المنطلق البحت وهو أمر غير صائب تماما.. إذ الصحيح أن نعود إلى تقرير المحاسب القانوني فإذا وجدنا أمرا يمكننا الاحتكام إلى الإجراءات القانونية في مثل هذه الأحوال..

وبخلافه ما معنى طرح أرقام افتراضية واتهامات مسبقة قبل أن نشهد أمرا بعينه؟ وما القصد من وراء هذا التهويل والتضخيم لأمر غير موجود اصلا؟ من يقول أن فلانا قد سرق فإننا لسنا في غابة سنحاسبه بطريقة قانونية لا تشهيرية استعراضية ومتى ثبت شئ سيكون جزاءه واضحا ولسنا في ميدان الاحترابات.. وحتى حين يحاسب الشخص فليس خذا سببا لوقف الأكاديمية فهي الآن أتمت توفير أغلب الأمور والمطالب للطلبة وهي بصدد توفير حاجات مضافة من نمط المكتبة الألكترونية وتطوير المكتبة الجامعية بآلاف الكتب وليبس كما زعم السيد الكفيشي..

ومن جهة إنشاء أقسام وإلغاء أقسام بأمر من رئيس الجامعة فأمر يستدعي مراجعة في مجلس الأكاديمية ومجلس الأمناء وليس البحث عن وسائل غير صائبة في معالجة موضوع قسم اللغة الإنجليزية الذي جرى الاتفاق الرسمي على افتتاحه في الفصل الثاني بعد استكمال الظروف المناسبة وإمكان فتحه للدراسات العليا كاحتمال في الفصل الدراسي الأول.. وهناك مسألأة تتعلق بقسم الأدب المسرحي وهي مسألة وافق على التغييرات فيها رئيس القسم السابق والرئيس الأخير د. فاضل سوداني ووجه إلينا رسائله بوصغه رئيسا للقسم وبدأ ممارسة مهامه حتى  اشتعلت مواقف د. الكفيشي ليفاجئنا د. سوداني بمقالته وموقفه المتردد بين العمل وعدمه وحتى هذه اللحظة لم أنلقَ بوصفس عميدا لكلية الآداب أية رسالة من د. سوداني بالخصوص  لا استقالة ولا استمرارية..

وعلى أية حال فإن السيد الكفيشي يحشو مقالته بأمور كثير منها ليس دقيقا ولا صحيحا كما في ممارسة استاذ واحد للتدريس في كل المراحل ويعرف الجميع أن الأكاديمية تضع السيرة الذاتية للأساتذة على صفحاتها ولا تخفي هذا الأمر وبالمناسبة فهناك مخافات جدية للدكتور الكفيشي كما وصلتني عبر زملائنا سواء في قسم اللغة الإنجليزية أو في غيره ونرجو أن ينتهي من متابعة أعمال تخريبية يعرف أنها مجرد تشويه في أغلبها وأن جميع الزملاء ليسوا على توهم من أن عملنا ما زال في بدايته ويمكنه التطور الأوسع والأرحب وهو راسخ اليوم بفضل عطاء الزملاء جميعا وخبراتهم وهذا يعني أن أخطاء إدارية بعينها ليست من الحجم الذي يجعلنا نستجيب لإلغاء الأكاديمية..

أما موضوع افتتاح فروع للجامعة في كل من العراق والأردن فيعود إلى أن الجامعة تريد تحقيق الامتحانات لطلبتها من تلك البلدان بشكل رسمي وفي مقرات واضحة ومعلومة وليس على الإنترنت كما أن فرع العراق يأتي استجابة لعشرات بل مئات الطلبات من داخل الوطن ونحن لا نستطيع منحهم التاشيرات للسفر وعليه يمكنهم الانتساب من دون السفر إلى مقر جامعتنا وهذا الأمر معمول به الآن في مكاتب اتصال أي مكاتب تنسيق لامتحان الطلبة بإشراف اساتذة الجامعة وتسهيلا لإجراءات السفر والأمور المادية المترتبة على الطلبة في حال سفرهم إلى الدانمارك .. وعليه فرجائي ألا نتلقى الأمور على عواهنها كما يحاول ليَّ عنق الحقيقة وتصويرها بطريقة اتهامية السيد الكفيشي..

ةختاما يدعونا الدكتور الكفيشي إلى تفليش الأكاديمية ولا يعنيه من الأمر سوى أن يوقع المصيبة المالية المادية بحق الدكتور وليد ردا على موقف رئيس الجامعة أي في إطار شخصي فردي بحت فلان شتمني أو أخطأ بحقي وعليه سيدفع الثمن غاليا سأدمره هو ومؤسسته وحتى  عائلته؟!!! فهل هذه أخلاقيات عمل جماعي وجامعي وأكاديمي وعلمي وموضوعي؟ وهل هذه هي الأخلاقيات والمطالب التي يتم التباكي عليها..

 

وبعد فإنني أثق بأن الأساتذة الأفاضل والطلبة النجباء سيردون جميعا على مثل هذه المهاترات ويوقفونها بمواصلة سير العملية التدريسية ونجاح مؤسستهم الجامعية من أجل عراقنا الذي نبنيه بجهودنا المعرفية المتنورة وسنصوِّب ونقوِّم اي أخطاء وأي نواقص ولن يثنينا عن التصدي للتخريب والوقوف مع طلبتنا أية مشكلات شخصية فردية وأية أمور أخرى  ولن نسمح بإثارة الغبار والمشكلات بوجه منجزات مبدعينا وأكاديميينا الوطنية ولنكن على ثقة بأنفسنا ولا نتركنَّ ارتفاع الصوت وجلجلة شخص تؤثر على مجموع الفكر والعقل الجمعي لمؤسسة كبيرة كالأكاديمية العربية المفتوحة في الدانمارك التي ستيقى حية من أجلكم وبكم وليس بفرد أو آخر ولعلي هنا آمل للدكتور الكفيشي أن يعود إلى حيث زملائه ومكانه الصحيح وليس إلى جيش التخريب فقد كفى العراقيين كثرة ما يحيط بهم مما يعرقل جهود بناء البلاد وفائدة العباد...