قوائم الطائفية أول الطريق غش وتضليل!!؟

ولسان حال شعبنا العراقي يقول: من غشنا ليس منا

الدكتور تيسير عبدالجبار الآلوسي

أكاديمي ومحلّل سياسي \ ناشط في حقوق الإنسان

           2005  12\ \12

E-MAIL:  tayseer54@hotmail.com

 

قوائم معروفة تتفاخر بطائفيتها بذريعة تضليلية تزعم رفع الظلم عن طائفة بعينها؟! ومعروفة قوائم الطائفية بكونها تفرض مصلحة طائفة بالوقيعة بطائفة أخرى والواعي لمصلحته يعرف أن ليس من مصلحة ليس لطائفة حسب بل لكل طرف عندما يكون ذلك بالاعتداء على طرف آخر.  فكل اعتداء على طرف يعني ظلم ليس للآخر بل للطرف الموروط بالاعتداء. ومفضوحة مآسي الطائفية وآفاتها الخطيرة من تقسيم للمجتمع الواحد وتوريط للمجموعة الدينية الواحدة في اعتداءات وانشطارات واختلاق مظالم وعداوات لا طائل لها...

ويعرف عراقيونا اليوم من أين أتت قوائم الطائفية لتخترق مجتمعنا العراقي الواحد الموحد وتصيبه بأمراضها التمزيقية التهديمية.. كما بات يعرف كل عراقي، يخاف على هويته العراقية، ما تريده قوائم الطائفية منه.. فهي لا تريد غير صوته الباكي الشاكي الضعيف المهزوز وليترك لها الباقي.. والباقي ليس غير الاستفراد به وتحطيم أحلامه كما هو واضح بيِّن في أوضاعنا المأزومة المتفجرة الراهنة...

تلك القوائم [الطائفية] بدأت أول طريقها بالتزييف والتضليل والخداع ووبمحاولة غش شعبنا النابه الواعي! فهي تدعي وتزعم أن أنها قوائم المرجعية الدينية تلك السلطة الروحية التي تحظى بموقها الديني البحت بين أبناء شعبنا الذين يعودون في الشأن الديني إليها.. وهكذا فأول غش وتضليل هو باختلاق تدخل رجل الدين في تفاصيل حياة العراقية والعراقي المدنية السياسية منها هنا. ولطالما سمعنا من المرجعية الدينية أنها لا تتدخل في الشأن السياسي الدنيوي كما حذرت تلك المرجعية بأنها لا ترسل بياناتها بغير أختامها الخاصة على عكس ما جرى من تقويل المرجعية بأيدي قوائم الطائفية وهو تزوير مفضوح يحاسبون عليه قانونا..

وقوائم الطائفية تعلن أنها ليست مع ولاية الفقيه وهي تمارس [كما يقول العراقي: عيني عينك] وفي وضح النهار منطق المرجعية المطلق حيث يعيدون إلينا بعبارة هذا أمر السيد  التي صارت متداولة لتمرير كل شاردة وواردة يذكرونا بطغيان الطاغية المهزوم حين كان يُقال بأمر السيد [الرئيس] وما الفرق حين ينزعون إراداتنا وحرياتنا في اتخاذ قرار أو موقف ليفكر نيابة عنا [السيد] ويأمرنا بما يرغب ويريد.. وما أدرانا أن يكون الأمر أمر السيد نفسه والأوامر الفاسدة كثيرة كاثرة ويجري تمريرها بعبارة أمر السيد وآليات تنفيذها المطلقة وبالإكراه؟؟؟؟؟

اليوم في أول طريقهم، الغش والخداع والتضليل يقوم على القول بدفاع القوائم الطائفية عن مظالم هذه الطائفة أو تلك وهم يقيمون دفاعهم على الانتقام من الآخر[عامي شامي من الشين ومن الزين أيضا ومَن الذي قال للزين أن يولد في الطائفة الأخرى] وتصوروا شخصا عاش عمره يدافع عن مجموع الطوائف والفِرق ويسعى لاسترداد حقوق الجميع، يقتصون منه غيلة ليدَّعوا أنهم باغتياله يعيدون الحق للطائفة المظلومة فهل هذا هو ما يعيد العدل إلى الميزان؟؟؟

أول طريق قوائم الطائفية غش وتزييف وخداع فقوائم الطائفية تحمل رايات الحملة الإيمانية التي سبقهم فيها زعيم الطغيان والإرهاب والموت الأسود وفي تكفير المجتمع وفلسفة إقامة الحد عليه فضح لمزاعم ممارساتهم [الديموقراطية] وتعرية لكذب ادعاءاتهم تلك. إنهم يغشون اليوم ويتقنعون بأقنعة الديموقراطية ليمرروا مآربهم على البسطاء السذج ولكن شعبنا من جنوبه حتى شماله يعي معنى الطائفية ومخادعاتها وتضليلها..

أول طريقهم غش ومراءاة فهم يتزلفون لقائمة أو أخرى ويبيّتون لها ولغيرها الشر ولا علاقة لهم بالتداولية ولينظر العراقي إذا كانت قوائم الطائفية يعلنونها صريحة بتكفير كل القوائم [أكرر كل القوائم] إلا قائمة واحدة فماذا سيفعلون غدا؟! ولماذا الانتخابات إذا كان على الشعب فرضا وجبرا وقسرا ألا ينتخب غير قائمتهم الطائفية الوحيدة!!!؟ ولماذا ينتخب شخص من طائفة أخرى مكفَّر سلفا ومبعد مغضوب عليه قائمة الزعم بالدفاع عن طائفة بعينها على حساب طائفته؟

ثم وعلى وفق برامج القائمة الطائفية ذاتها التي تقدم طائفة واحدة فقط، لماذا ينتخب العراقيون قائمة الطائفية التقسيمية المعتدية على كل أبناء الشعب وليس بقية طوائفه الأخرى فقط؟ أليس من الغش والتدليس أن تكون القائمة مخصوصة بطائفة وتحاول إكراه البقية على انتخابها على الصعيد الوطني؟

ثم كيف لأبناء الطائفة أن يثقوا بقادة القائمة وهم يجرونهم إلى حرب مع بقية أبناء شعبهم ودينهم؟ ألا يجد أبناء الطائفة نفسها أن القائمة الطائفية التي تجرهم إلى الاعتداء والظلم إنما هي قائمة تضليلية تغشهم في جوهر ما تضمره لهم بعد الانتهاء من العدوان على الآخرين؟ ألا يجد مجموع العراقيين أن فلسفة التستر خلف أقنعة رفع مظالم الشيعة مثلا هي محاولة غش وخداع فيما الحقيقة التقسيمية التشطيرية مفضوحة؟

أيتها العراقيات .. أيها العراقيون هذه الكلمات لا لبس فيها أنتم تنظرون إلى الوقائع لا إلى الخطب والمخادعات التضليلية وأنتم من يملك إرادته وخياره ولقد عشتم أحلك الأيام وأسوأها طوال المدة القليلة الماضية فضلا عما ضاع من أعماركم في عقود الضيم والظلم.. وأنتم من يعرف أن الديموقراطية التي تنشدونها لا يأتي بها الطائفيون وقوائمهم ونحن نقترح عليكم مراجعة قوائم الديموقراطيين الوطنيين العراقيين لتحسموا أمركم وطريقكم ولتمنعوا محاولات الغش والخداع والتضليل ونقترح لكم ما يقوله لسانكم بأن من غشنا ليس منا...

وفي الوقت الذي يحاولون مخادعتكم وإكراهكم على قائمة واحدة لا غير نقترح عليكم عشرات الخيارات بين المؤمنين بالديموقراطية والتعددية التداولية يمكنكم الاختيار والانتخاب من بينها.. وإذا كنّا نقترح لكم العراقية الوطنية 731 فلأنها هي الأخرى تحالف ديموقراطي متعدد متنوع واسع إذ تضم تحت راياتها طيف كبير من العلمانيين والديموقراطيين والليبراليين والوطنيين التقدميين ومن العشائر العراقية والمتدينين المتنورين فهي تحالف يحمل خطابه جوهر الوحدة الوطنية ومنطق الديموقراطية وآلياتها والرد على غش الطائفية وزيفها وتضليلها...

تذكروا وأنتم ترسمون علامة صح لتثبيت خياركم أن تضعوا العلامة أمام الرقم الصحيح للقائمة العراقية الوطنية التي تريدونها قائمة وحدتنا الوطنية وردنا على التزييف والتضليل  والغش... وملتقانا يوم التصويت ويم تلتئم أول جمعية وطنية منتخبة بإرادتكم...

 

 

 

ملاحظة: من تجربة دولة مصر فازت مناورات قوات أمن وبلطجة قوى "دينية" بمطاويهم وسكاكينهم وأسيافهم واختفت أصوات الغلابة ونسبتهم أكثر من الثلثين.. ولكن تجربتنا الانتخابية العراقية تنتظر وكلها أمل وطيد وأكيد بشعب العراق أن يرفض أبناء شعبنا البلطجة والقسر ومنطق الإكراه بالضغوط الدينية الطائفية وبمحسوبية العلاقات وبتضليل براقع الزيف التي قرأناها للتو وهي [تجربتنا العراقية] ذاتها التي ستتحدى الإرهاب وبلطجة الميليشيات والعصابات المأجورة ولن ترضخ لتهديد الهراوات وسكاكين قوات الـ غدر وأسيافهم وأسياف التكفيريين الملطخة بدمائنا.. لنحسم أمرنا وكفانا دماء وآلاما ومصائب وأوصاب.... لنرفض الخداع وغش قوائم الطائفية وتضليلها وبلطجتها ولننتخب الديموقراطية وهويتنا العراقية الوطنية...