"من أجل أن نضحك؟!"

الدكتور تيسير عبدالجبار الآلوسي

أكاديمي ومحلّل سياسي \ ناشط في حقوق الإنسان

14 2006/10/

E-MAIL:  tayseer54@hotmail.com

 

 

 

لماذا لا نضحك على الرغم من أوصاب الحياة ومصاعبها؟ هناك ما لا نهاية من وسائل التفعال والاستجابة مختزلة في اثنين ضاحك وحزين.. ما المانع من أن نضحك مع طفل ومشاكسة يافع ودردشة مع كهل أو عجوز فالحياة لعبة تسخر منّا وتطحننا إن لم نضحك فيها ومنها..

هناك قلة من أشرار يصنعون كل هذا الألم وهناك كثرة من بسطاء يستسلم وعيهم لثقافة السائد فتتشوه تصوراتهم ويحيون ويحسون ويتفاعلون على وفق منطق الشر أو الاستغلال ومحق الحياة الإنسانية ومشاعرها الرقيقة الضاحكة

 

هنا نجد أنفسنا بيادق في جيش الاستغلال الخاضع لفلسفة القلة فيما رؤى الحياة الفاضلة تظل محجورا عليها في سجون أنفسنا المشوهة بوعي السائد الاستغلالي ونبقى حبيسي تلك المظاهر تمسخنا فلا نضحك إلا عندما نملك قطعة معدنية تذهب بنا إلى السوق لنشبع حاجة تخص [معدة] أولادنا أولا وآخرا

 

لا نضحك إلا لقطعة معدنية أو ورقية تذهب بنا إلى دكان أو بائع هو الآخر لا يسطيع الفكاك من قوانين السوق في حركته المعيشية وفي مشاعره بالتأكيد التي تخضع كرها وقسرا لقوانين السوق

 

وها هي مشاعرنا أمست رهينة قوانين العرض والطلب سوقيا بأحط قوانين الاقتصاد الاستغلالية وبات في ظل هذه القوانين السائدة المسيطرة [الحزن والألم] وديعة واقعية لأنفسنا فيما الضحك والضاحك حلم وحالم طوباوي ليس لديه أرض يحط رحاله عليها

وحتى وطن الحب، الصديق أو الصديقة اللذين تبادلا خيار العشق وهما يافعان يتحدث هو عن صنع الحياة وتتحدث هي عن العيش على الحصير، يصير الأمر عسيرا عسير حيث الزواج هو الآخر يُقنـَّن بقوانين السوق ويصير الناس بقوانين الفلوس أو العملة أو النقد  في عيشهم مجرد عبيد...

 

لا تستسلموا لمَلَكَة الألم والحزن ولا تترددوا من ممارسة كل ما يعود للطبيعي في حياتنا تحت أحلك الظروف؛ لابد من أن نصنع الضحكة المجلجلة لا البسمة الحيية لا حياء في الفرح والاحتفال والسعادة فقد وَجِدنا لنحيا بأفراح العمل والإنجاز والبناء وتعمير الأرض... فلنمضِ في طريق الأفراح هادرة ضحاتنا من أننا لن نموت ولن يموت فينا الفرح الآتي إن لم يكن الفرح المشرق في وجودنا نتحدى الألم والحزن...

 

 لن نستسلم للنكد والكآبة فهي من تجارة قوانين السوق فينا نحن أبناء الإنسانية المعذبة بقوانين الاستغلال ولكنها الحبلى بضحكات تملأ فضاء الكون لا فضاء الأرض وحدها..

سنسخر من عدونا الذي يمرغ وجودنا بالتراب وسنهزأ من خيالاته المريضة ومن استهتاره بقيم الإنسان والإنسانية لنوجد بديلنا الذي تعلو فيه قيم الخير والفضيلة والصحة ومن ثم السعادة الغامرة وضحك ملء الأشداق لأيام حافلة بالعمل أبيضَ يبني فينا ولنا ولمجد أبنائنا في غد أفضل يشرق بشمسه البهية على الجميع في ظل العدل المساواة الإخاء.. ومن يضحك أخيرا يضحك طويلا..................

 

واضحكوا تضحك لكم الدنيا بأكملها وتنتصر بفرحكم الغامر إرادة الحياة والحب والسعادة.

 

ولهذه الهمسة بقية محبة وحوار...