مَن يُنصِف عيون العراق وأعلامهم ويرعاهم؟

في عيد الميلاد الـ 75 للباحث والمربي الأستاذ حامد الحمداني

 

عقود من حياة عراقنا المعاصر امتاحت من نفحات سومر الحضارة وبناء المدينة ومجد الإنسان المتمدن.. عقود شادتها جهود عيون العراق الجديد عبر نضالات وتضحيات جسام وعبر أعمال ومنجزات ثرَّة تمثلت في عطاء العقل العلمي التنويري الذي لم يبرح يغذي تلك الحياة النابضة وجودا عظيما اسمه العراق...

من تلك العيون الأكثر تميزا ووضحا في منافحتها عن اسم العراق ووجوده وكيانه الإنساني المتحضر ضد كل هجمات الظلام وعنفه وساديته، شيخ من شيوخ العلم يعتلي دوما منبر المحبة ويحمل راية السلم والديموقراطية والعلمانية: إنَّه المربي الجليل الأستاذ حامد شريف سليمان الحمداني مواليد نينوى التاريخ المجيد، موصل الحدباء الشامخة  1932...

وهو المنتمي لتفعيل حركة اليسار والديموقراطية في العراق وفي حركة أنصار السلام، ممثلا مدينته في المؤتمر التأسيسي لحركة السلم يوم كان أعداء العراق وأهله يريدون حرقه وهو الذي شارك بتمثيل العراق في مؤتمر السلام العالمي في مدينة هلسنكي  عالم ما بعد الحرب والخراب... المشارك في انتفاضة 1948 مع طلبة الوطن يوم أسسوا اتحاد الطلبة والداخل في عمق ثورة الشعب وشرايينها العام 1958 والسائر في طريق حمل مشعل الديموقراطية لوطن الحضارة، الوطن الذي صنع أول دولة مدينة وأول بذرة عمل مؤسساتي نمت في رحمها ديموقراطية الحياة لاحقا..

الحمداني بعد رحلة مطاردات من سلطة الدم والسادية ومن سلطة الظلام والتضليل والدجل الفكري والديني، الحمداني الذي حُرِم في وطنه من إصدار مقال أو دراسة وظل يتخفى بين جبال الوطن وسهوله.. لم تلوِ عزيمته الريح الصرصر العاتية ليواصل وينجز عددا من تلك المؤلفات في كتب تظل غذاء الروح المتنور والأنفس المتفتحة المتعطشة لمواصلة درب مسيرة الإناسنية  وحضارتها ومئات من الدراسات والمقالات التي تعطي يوميا رحيقها لعقول تمتاح منها فخار الوجود البشري...

يبلغ الشيخ حامد الحمداني اليوم الـ   75  سنسميها [75 سنة] في شدائدها وأخطارها وأوصابها التي طاولته وسنسميها [75 عاما] في عطائه فيها نضالات مهنية نقابية وسياسية وطنية ومنجزات فكرية ودروس في التربية والتاريخ وعلوم الحياة الإنسانية... نحتفل نحن اليوم بعيد ميلاده الـ 75 وهو الراعي لأهله وشعبه ووطنه وهو الراعي من بلاد غربته لمسيرة العراق الجديد يحفظها بين الجوانح وشغاف القلب ينبض قلبه لعراق جديد يغذ السير لبناء دولة مؤسسات شرعتها حضارته وديموقراطية تأسست على مدنيتها فتكون أكف الحمداني المتجمدة في أصقاع جليد الغربة المشتعلة بمحبة الوطن والناس هي الأكف التي تمسح غبار الزمن عن عراقنا الجديد..

لميلادك أيها العالم الجليل الأستاذ حامد الحمداني شموع المحبة وشموع التنوير بل شموس تضيء ليل لحظتنا وهي تخيم على أهلنا الذين تضعهم هناك في مخيم الضمير والعقل والفؤاد حيث أنتم تنبضون بالخير لعراقنا وليس في هذه اللحظة من يذكر عيون العراق وأعلامه ويرعاهم..

فليكن احتفالك يا عزيز عراق المجد موصولا بولادة البرلمان الثقافي الذي لابد أن يكون بلسما لعيون العراق تكتحل به يوم يولد ليكون ضمير كل العيون العراقية المتكلم  وليكون وسيلة رعاية تلك العيون والأعلام بعد غدر أزمنة أو عهود الظلمة.. وسنحتفي بك أيها العزيز في كل يوم تكتب لأهلنا درسا من دروس الحياة وتشعل به شمسا لزمن يأتي بالتأكيد..

لميلادك الخامس والسبعين أيها العقل العراقي التنويري ويا شعلة الخير والمحبة والسلم والديموقراطية تحايا عراقية سومرية وقبى لك بأعوام عطاء متصلة وبالصحة والعافية وبديلك عن إغفال عهد آخر لعيون العراق بديلك بمحبة العراقيين وإجلالهم لأعلامهم ومفكريهم وباحتفائهم بعيون مدنيتهم وحضارتهم وأنت الذي ترى اليدي والأقلام بل القلوب تعزف أغنية ميلاد متصلة وكفى بشعبنا محبا بكبير الإجلال لقامات شامخة ترعى ويرعاها الشعب اليوم ويخلدها أبدا...

فلتكن كلمتك هي البدء دوما في فعل الحياة كما كانت الكلمة هي البدء في حياة البشرية وفي حياة سومر وفي حياة آشور ونينوى التي ولدتك فتلِد لها اليوم أبناء وبنات من عائلة منجزك المكين.. وتلك شموع احتفالنا بك وحتى تحتفي دولتنا الديموقراطية التي تطلعنا إليها سويا سنبقى نغتي للحياة الإنسانية الكريمة وسنؤكد دوما احتفاءنا بعيوننا وعيون بلادنا ولو في أقاصي الشتات لنحتفي بكم في ميلادكم التالي في بغداد ونينوى في وطن العز والاستقرار والسلم والحرية الذي يُعلي مكانة أبنائه فكيف بعلمائه ومفكريه كما أنتم أيها العالم والمربي الجليل الحمداني...

وبعد فهذه كلمة حق في عين عراقية كشمس من شموسه من أجل الالتفات إلى مبدعينا ومفكرينا ومثقفينا ورعايتهم بعد زمن الشتات والغربة والمطاردة والمصادرة والألم.. وهي دعوة تؤكد أننا في زمن إذا لم يبدأ بتكريم أعلامه وعيونه ورعايتهم ودعمهم ومنحهم فرص الإنجاز فلن تكون لنا بداية صائبة لبناء أسس عراقنا الجديد... فلنلتفت إليهم قبل ما لاينبغي ذكره هنا.. ولنشرع في رعاية حقة صائبة صحيحة مكينة وليبدأ إعلامنا بالأمر وليتابع مشروعنا الثقافي مطالبه وليستكمل الأمر بتغيير على مستوى المسؤولية... فهل نحن فاعلون؟ وهل سنشهد ذلك بأمّ أعيننا أو ستكون آثارنا هي الشاهد الوحيد؟؟

 

وهذه محبة وسلامات من أهل العراق في الوطن والمهجر وهذه تحية إجلال وتمنيات بعيد ميلاد مجيد لكم من رابطة الكتاب والفنانين الديموقراطيين العراقيين في هولندا ومن البرلمان الثقافي العراقي في المهجر الذي شاركت وما زلت في صنعهما ومن كتّاب العراق في أصقاع الغربات السبع ومن قلب الوطن الفاغر جرحه ينتظر أن يندمل ببلسم من عودتكم تكتحل بكم عيون الوطن ذاته...

 

أ‌.      د. تيسير الآلوسي

رابطة بابل للكتّاب والفنانين الديموقراطيين العراقيين في هولندا

                                                 البرلمان الثقافي العراقي في المهجر

                                                 لجنة الأكاديميين العراقيين في المهجر

2007  02\ \15

tayseer54@hotmail.com E-MAIL:

 

بعض كتابات الأستاذ الحمداني:

لمحات من تأريخ حركة التحرر الكوردية في العراق

نوري السعيد رجل المهمات البريطانية الكبرى

دراسات تربوية كيف نربي أبنائنا

صفحات من تاريخ العراق الحديث الكتاب الأول

صفحات من تاريخ العراق الحديث الكتاب الثاني

ثورة 14 تموز في نهوضها وانتكاستها واغتيالها

الإرهاب في العراق

سنوات الجحيم