هيروشيما والتجاريب المستفادة!!!

 

الشرق الأوسط ميدانا للشروع بإزالة أسلحة النووي كافة

الدكتور تيسير عبدالجبار الآلوسي

أكاديمي ومحلّل سياسي \ ناشط في حقوق الإنسان

06\08\2007

tayseer54@hotmail.com E-MAIL: 

 

هيروشيما اسم ظل باقيا في ذاكرة الأجيال التي تعاقبت على المشهد الإنساني مذ لحظة الجريمة التي أخذت معها أرواحا بريئة بذريعة حماية تلك الأرواح من شرور الفاشية!!؟ ولم نعرف حتى يومنا هذا كيف نحمي روحا نزهقها بل نمحو كل أثر لها في ثوان معدودات!؟

كان ذلك يوم تمَّ إلقاء القنبلة الذرية الأولى في أول استخدام همجي لأسلحة الدمار الشامل في السادس من آب أغسطس على مدينة هيروشيما اليابانية...
بعد كل تلك العقود يرى بعض العسكريين أن الأمور تمَّ نسيانها وطمسها ويستخدومن اليوم في أراضِ ِ أخرى اليورانيوم بأنماط أسلحة تركت أعرق واد للزرع والنماء بورا لأكثر من 125000 سنة قحط وكل هذه السنوات من الإشعاع الذي ستشبع منه أجيال أبناء الوادي ومحيطهم!!!

من المسؤول؟ لم يعد هو السؤال الشافي الكافي ولكن صرخات ضحايا هيروشيما ما كادت تهدأ وتسكت ولكنها تختلط اليوم بصرخات جديدة من ضحايا مثل هذه الأسلحة التي ينبغي وقف تصنيعها فورا وتفكيك كل أشكالها إذ لم تنهِ قنبلة الذرة على هيروشيما الحرب الكونية الثانية ولا مآسيها ولن ينهِ هذا السلاح ولا عنفه ولا أشكال العنف الهمجي دوامة الصراعات والمآسي بل سيزيدها إيلاما وضربا وطعنا في البشرية ووجودها..

 

ينبغي تعزيز الحملة الدولية ضد الأسلحة الكتلوية أسلحة التدمير الشامل وأولها السلاح النووي ولأننا من وادي الرافدين المصاب ولأننا في منطقة الشرق الأوسط التي تتصاعد فيها وتائر وإن جرت أحيانا خلف الكواليس : نطالب ونعمل على وضع برامج تكون جهة متخصصة إقليميا من دول المنطقة وخبرائها تبدأ دراسة مشروع إخلاء المنطقة من السلاح النووي ومنع التصعيد بشأنه وتتشكل اللجنة بقسميها في الاستخدامات العسكرية والمدنية ولا يتم استثناء أي دولة في المنقطة من هذه اللجنة ومن قرار إخلائها من تلك الأسلحة الفتاكة التي يعد امتلاكها جريمة ضد الإنسانية..

 

وبوضع قانون وتنفيذه على وفق خارطة طريق مناسبة ستكون المنقطة أ،موجا للسلام بدل كونها نقطة التوتر الإقليمي والعالمي نمنع احتمالات نشوب حروب محلية وكبرى جديدة فضلا عن منع تأثيرات القتل الجماعي ونبدأ مشروع معالجة الأرض المصابة بما يعيد الحياة والأمل لأهلها..

 

هل نستفيد من هيروشيما في وقفة الذكرى 62 لهول الكارثة ومأساويتها؟ أم تمر تلك الذكرى بليدة بذهول صدمتها للبشرية؟ هل يبدأ الشرق أوسطيون مسيرة بذرة السلام وإزالة أسلحة الدمار النووي ويضعوا عقدا يكون نواة مماثلة عالميا؟

يمكننا أن نبدأ من علمائنا المتخصصين لننطلق بمؤتمر مخصوص يجري التحضير له الآن ويختار الذكرى السنوية التالية لينطلق في مركب الحلول...
أو يمكن للجنة من دول المنطقة بخاصة النووية لتنهض بمسؤولياتها بالخصوص وقد يكون للأمم المتحدة والمنظمات المتخصصة دورها بشأن بدء المسيرة وحل معضلة النووي في أجسادنا وإنقاذ ما يمكن إنقاذه وتغيير وجه الوضع القائم...

 

إنها رؤية وحلم عسانا نتعاضد للشروع به عملا لا شعارا وقولا

تحية لضحايا هيروشيما تحية لضحايا النووي في كل مكان

وعهدا  أن  نتحرك سويا من أجل غد خال من النووي سلاحا وتأثيرا مرضيا.

 

www.babil-nl.org