لنحتفل برحيل آلهة الشر والظلام, وليحلَّ  بأرض الرافدين السلام

الدكتور تيسير عبدالجبار الآلوسي

أكاديمي ومحلّل سياسي \ ناشط في حقوق الإنسان

2003\  12 \  15

E-MAIL:  tayseer54@maktoob.com

 

لنحتفل بمجد النور الذي أزاح الظلام وعلى أرضنا الطاهرة المباركة السلام. لنحتفل بإزاحة رمز العتمة والموت والدمار, ولنبدأ عهد الإشراقة والحياة والعمار. لتعُدْ البسمة مرتسمة على الشفاه عريضة وليتخرج إشراقات أهل الرافدين صافية ساطعة منيرة. لنحتفل بانتصار إرادة النور وقهر إرادة الظلام وإزاحتها...

اليوم تبدأ محاكمة جرائم العبث بأمن البلاد والاستهتار بحيوات العباد, وتأذن شرعية أهلنا المحتفلين بل شرعية الإنسانية التي لا تحفل بزعيق المتباكين على شرعيتهم المهزومة شرعية الطغاة وقوانينهم وشرعية تقطيع أرض الله على أملاك ومقاطعات خاصة بعبث عتاة المجرمين..

فأين تلك الشرعية التي يبكونها ويزعقون في فضائياتهم ومنابرهم من كرامات البشر المنتهكة من الطاغية المهزوم؟ وأينها من كلِّ جرائم القتل التي طاولت لا العشرات ولا المئات ولا الآلاف بل الملايين من عراقيين بل من غير العراقيين أيضا من أبناء أرض الله الواسعة؟ وأين كان [المتباكيــــــــن لا رُفِع لهم اسم ولا ذكر] عن حقوق البشر؟

صبيحة اليوم تعاود منابرهم لتسمعنا صوت الطاغية المبحوح يكبِّر ويتلو الآيات ونحن نذكّر بأنَّ المنافقين أشدّ كفرا.. وأيّ  (رجل) يصفون ويبكون؟ وأي عادل مؤمن يرسمون.. أهو عدل توزيع الآلام على الناس وعدل توزيع الجريمة على البشرية؟ وإيمان اللهو والمجون الذي افتضح وتكشّف؟  أما عن الرجل فليس أدعى من الحقيقة التي رأوها على رؤوس الأشهاد؟ وسيرونها في محكمته؟

وعن أيّ استقلال يتحدثون؟ أليس هو الذي باع البلاد والعباد؟ ألم يكن الذي ضحى بكل شئ من أجل نزواته وأسياده أرباب الحروب؟ فباع أراضِ ِ ودمَّر أخرى ألا يرون خراب أهوارنا وبساتين فلاحينا وقراهم ومدن شادها عمالنا ومصانع وصروح علم أقامها علماؤنا؟ أبعد كلّ ذلك يطبلون ويزمرون .. إذا كنت لا تستحي فـ.....

نحن العراقيين أدرى بما نريد وأعرف بما نتجه إليه وما يدور حولنا .. نحن لا نسبّح بحمد أحد وقدسنا بلادنا العراق وادي الرافدين والخصب والنماء والسلام.. وقدسنا أهلنا الذين مُرِّغوا واليوم يغتسلون بمياه عذب فرات من جنان روافد تعمّد طهرها من ملايين شهدائنا ..

ألا يحق للعراقي بعد كلّ ذاك الاحتفال وبدء عهد البسمة والإشراق وعلى أرضه يحلّ نور السلام ليزيح  حلكة العتمة وهندس الظلام.. لنحتفل ولنفرح ولترقص اشجار البلاد ولتغرّد أطيارها.. وسيدوم حفلنا هذا مع سواعد البناء والإعمار سواعد شرفاء البلاد فلقد زال مصطلحا حيث كان يُقال للظلام عباد فما عاد في البلاد عباد لأصنام الفساد أو لجلاد..

الحرية نستكملها بعمار الأنفس والاستقلال نبنيه بإرادة الحياة ووحدتها ومتانتها وحكمة العقل ورشده ولن يضحك بعد اليوم خبيث أو جبار عنيد كريه فالصورة أبهى وأسطع وأوضح حلَّ النور بهيا وسطع الضياء  قويا وعلا صوت الشعب وقضائه العادل .. وسنحتفل ليس بعيدا بكل ما نريد ونبتغي لشعبنا بكل شئ وليس بعيدا رغم أنف أنصار المهزومين المخلوعين وبقاياه..

 لنحتفل بمجد النور الذي أزاح الظلام وعلى أرضنا الطاهرة المباركة السلام.. لا توقفوا الحفل أبناء شعب العمل والاحتفال السومري الخالد بالحياة وربيعها الدائم ولتعبق بأريج حقولها ولتدر آلات البناء والإعمار .. المجد لشعبنا وعلى أرضه السلام...

1