لننتخب البديل الديموقراطي القادر على التغيير

لنتتخب اتحاد الأيادي البيضاء، لنوحِّد أصواتنا في اتحاد الشعب 363

أ.د. تيسير عبدالجبار الآلوسي

باحث سياسي أكاديمي\ناشط في مجال حقوق الإنسان

 رئيس جامعة ابن رشد في هولندا

tayseer54@hotmail.com

 

 

توطئة:

بدءا لابد من التوكيد على أن الانتخابات آلية ديموقراطية يمكن أن تمرِّر أدوات وعناصر مضرة بالحريات وبمصالح الفئات الشعبية، ذلك عندما يتم تمرير قوى  تستغل هذه الآلية ولكنها لا تؤمن  بمعطياتها الدلالية في التعبير عن مصالح الأغلبية وحماية الأقلية. ويحصل هذا الخرق عندما نتجه إلى الانتخاب وممارسة حقنا ولكننا نستسهل اتخاذ قرار الاختيار ونمنح الصوت أما بجهل يأتي عن تضليل أو نقص في كفاية التعرف للمرشحين أو نتيجة ضغوط غير طبيعية أو الخضوع لظاهرة سلبية تفرز خيارا مستعجلا غير مصيب...

نذكر هنا ما جرى في الانتخابات العراقية السابقة، عندما تحدى الشعب ضغوطا متنوعة كبيرة، فاتجهت فئات منه للتصويت تحت ضغوط ضيق فسحة التعرف على المرشحين بعد فترة انقطاع بين الجمهور وأحزابه السياسية [المدنية الديموقراطية منها تحديدا] في ظروف الدكتاتورية والقمع وبعد فسحة لم تفِ للتعريف بهذه الأحزاب وبرامجها للجيل الجديد المشارك بالانتخابات وبعد تشوبش وتضليل مورس بضغوط مختلفة منها حال استغلال الرموز الدينية  والعواطف الإنسانية وردود الفعل المباشرة فضلا عن سطوة أشكال من العنف والتزوير وخلط الأوراق وتبديلها...

وهكذا جاءت قوى وأحزاب طائفية لم تستطع توفير الركائز الصحية لتطبيع الأجواء العامة ولا حل مشكلاتها فكان مثلث (الطائفية – الفساد – الإرهاب) الذي تحكَّمَ بالسنوات المنصرمة حتى أنه جرى تفويت الوقت وإضاعته [بتقصد] بعيدا عن سن القوانين الضابطة لوجود الأحزاب وآليات عملها مثلما جرى اللعب على اسطوانة التخويف وتحويل مبدأ منع البعثفاشية من العودة إلى مجرد عقدة مرضية وبعبع رعب للضغط على الناخب بالقول إن لم يصوِّت الناخب لأحزاب الطائفية فإنه سيساهم في إعادة طغيان البعث! وهذا تضليل يحصر تمثيل الشعب بقوتين مرضيتين: فأما الإرهابيين والبعثفاشية أو الطائفيين وأحزاب جرى في ظلال حكمها نهب الثروة الوطنية وفرض حرب القتل على الهوية...

اليوم ونحن ندخل عملية  انتخابية جديدة فإننا نستذكر أمرين: أولهما الاختلاقات وأساليب إدارة الحملة الانتخابية من قوى الطائفية وسواها بكل ما استطاعت فعله من تمرير قوانين وتبييت إجراءات وأفعال واتخاذ قرارات لتفصيل الأمور على هواها وثانيهما أنه على الرغم من قصر مدة التحضير بما يمنع من التعرف إلى الشخصيات المرشحة فإن مسلسل الفضائح التي جرت طوال السنوات السابقة وجملة الجرائم تظل عينة مهمة للتفكير ألف مرة قبل إعادة القوائم التي تحكمت بالوضع وممثليها أيا كانت الادعاءات التي يتمظهروا بها اليوم بتغيير ارتداء قمصان الوطنية والشعبية في محاولة لتغطية حقيقتهم الطائفية التي تطفوا في كل تعبيراتهم ومصطلحاتهم وخطاباتهم وأفعالهم التي افتضحت جهارا نهارا بالخصوص...

فمن سننتخب هذه المرة في ضوء ما بين أيدينا من محصلة؟

آلام وعذابات دورة انتخاب أحزاب الطائفية:

حتى نجيب بوضوح وبدقة وموضوعية وبفسحة حقيقية من الروح الديموقراطي الحقيقي لا الموارب التضليلي، سنمر على الفئات الشعبية كافة وعلى جملة تفاصيل حيواتنا... فللننظر إلى المدينة العراقية بدءا من العاصمة الخربة بغداد حتى أقصى جنوبنا ومنفذنا الوحيد إلى البحر حيث البصرة المبتلاة بكل النواقص والأمراض، المهددة بكل المخاطر؛ وليتطلع المواطن إلى مدينته.. هل يرضى بما هي الحال عليه في المدينة أو الضاحية أو الحي أو الشارع؟! لينظر إلى الخدمات.. هل يصله ماء صالح للشرب؟ أو كهرباء وطنية وغير وطنية؟ وهل الصرف الصحي متوافر بما يفي أم أن طوفان التلوث قاب قوسين أو أدنى من القضاء على الحياة الصحية السليمة للبشر؟؟؟

لمن ستصوت مثل هكذا مدينة هل ستصوت لنفس الجهة التي خربتها وأهملتها؟ هل ستصوت لمن ستكون عودته مواصلة ماساة الخراب؟؟

ولننظر إلى ريف أرض السواد.. ونتبيّن كوارث الفقر والتخلف والإهمال للإنسان والأرض والزرع والحيوان فهذه كارثة إبادة ثروة مهمة كالنخيل والتراجع من أكثر من 30 مليون نخلة وأكثر من 425 نوع إلى ما دون الثلث.. ومن ريف يغذي البلاد ويفيض ليصدر الحبوب الاستراتيجية إلى وضع يكاد يقارب العدم ومن أمواه وأنهار ومسطحات مائية إلى جفاف تام للروافد وضآلة مياه النهرين حتى كادت بعض مدننا تدخل طور الكارثة كما هو البصرة ومدن الجنوب!!!

لمن سيصوت مثل هذا الريف؟ هل سيصوت لمن تركه فريسة التلوث وقطع مياه الحياة وتجفيف أنهره؟ هل سيصوت لمن تركه فريسة أمراض الزرع والضرع؟

والاقتصاد مشلول لا في زراعته حسب بل في صناعته  بفروعها وصرنا نستورد كل شيء.. فيما البطالة تضرب نسبا خيالية من مواطنينا وتعكف الاستثمارات عن ولوج ميادين الإنتاج كافة! أين يذهب العاطلون عن العمل؟ وماذا يفعلون لتوفير لقمة العيش؟ وما الأزمات الناجمة عن تلك البطالة؟ وماذا تغذي العطالة عن العمل من مشكلات وجرائم وانحرافات؟؟

لمن سيصوت العمال؟ هل سيصوت العامل لمن تركه فريسة التبطل والعطالة؟ لمن تركه فريسة لضروب الأزمات وأشكال الاستغلال؟

المرأة العراقية التي فاقت نسبة تكوينها لمجتمعنا الـ 60%  تعاني من مشكلات التبطل ومن مشكلات الحيف الاجتماعي والسياسي ومن مشكلات تدني نسب الزواج وتأخره ومن مشكلات الترمل بعد أن فاق حجم الأرامل الملايين الثلاث ومعهن الخمسة ملايين يتيما!! ومن مشكلات فاغرة الفاه في كل اتجاه إلا اتجاه الحل الحقيقي.. وكل ما طرحته وتطرحه أحزاب الطائفية هو الحديث عن ملابس المرأة والحشمة والمحرم فيما تدفع سياستها البائسة لمزيد من عمليات الاختطاف والاغتصاب والعنف الأسري والعام  ومطالبة لهنّ بالصمت على مظالمهنّ...!!!

لمن ستصوت النسوة؟ لمن بدأ مشواره بإلغاء قانون يمنحها الحقوق ويضع بديلا يسلبها حقوقها وإنسانيتها؟ هل ستصوت المرأة لمن أمعن في اضطهادها؟ لمن فتح كل آفاق استغلالها والنهش في لحمها وكرامتها ووجودها؟؟!

ويضيع الطلبة والشبيبة  وتضيع مطالبهم وتحترق نتاجات المثقفين والمبدعين ويجري تصفية الأكاديميين من أساتذة وعلماء ومتخصصين سواء تصفية جسدية بشعة أم تصفية أدبية معنوية معرفية بقطعهم عن مزاولة تخصصاتهم ومنع البحوث ومحاصرة مؤسساتهم وإفسادها بالتزوير وتنصيب الإدرارات الفاشلة الممالئة لقوى الطائفية والتفكير الظلامي الذي لا يعترف به قانون ولا يقبله دين!

لمن سيصوت طلبتنا الذين تركوا خارج مدارسهم ومعاهدهم؟ لمن سيصوت الطلبة الذين لا يمتلكون كتابا منهجيا ولا مصدرا ولا أدوات دراسة ولا مباني ولا فرصا لمتابعة تحصيلهم؟

أما الفن فلا مسرح مدعوم ممتلك لحرياته وأدواته ولا تشكيل يعاد إلى صالاته ولا سينما تزهو بها دورها ولا موسيقا أو غناء يستعيد به الإنسان صحته الروحية كل ما هنالك رعب وتكفير وإقامة حدود الموت  على كل قيمة إبداعية بإصدار فتاوى  ما أنزل الله بها من سلطان ولا في أي دين أو مذهب..!

لمن سيصوت الفنان ومسرح بغداد الذي انطلقت منه أروع آيات الإبداع الجمالي الروحي الأغنى؟ لمن سيصوت هؤلاء ومسارحنا مدور السينما مهملة مغلقة وممنوعة من العمل؟

والأدهى وبكل مرارة يتحدث (ممثلو أحزاب الطائفية) إلى الناس ويريدون أصواتهم في زمن تم فيه نهب مئات المليارات كان يمكن بها توفير مواصلات واتصالات وليس في العراق تصوروا ليس في العراق هواتف ولا إنترنت ولا أي شكل للاتصال كما هو موجود لا في أوروبا بل في الصومال وبعد هذا لا يريدوننا أن نتعجب ونحتج ونرفض! والطرقات والأزقة بلا تسوية ولا تبليط في بلاد المواد الأساس بكل أنواعها للتبليط ورصف الشوارع والأرصفة موفورة وليس من كهرباء في بلد يمتلك الوقود التقليدي وأكثر منه  مصادر الطاقة البديلة من هواء وشمس وغيرهما!! وليس من صرف صحي لأن الخراب حل بكل زاوية حتى في أنابيب تقادم زمنها بلا إدامة ولا بدائل!

واين صحة أبي وأمي وبناتي وأبنائي وأصدقائي؟ أين مستشفيات تعالج سرطانات الحروب والتلوث البيئي؟ واين من يهتم بتعليمي في زمن يتفاخر زعماء الطائفية بأنهم بنوا مدرسة وهي ليست أكثر من بناية طينية مبنية بجهود الأهالي وتبرعاتهم فيما أموال البناية المشروع في جيوب الناهبين السارقين المراقين! أين التعليم العالي في جامعات لا اعتراف بها من اليونسكو بعد أن كانت من مئات السنين وعشراتها من خيرة جامعات العصر! كيف يمكن لجامعة أن تنشغل بصراعات عدد من الرؤساء ولا شغل لها بالعلم ومختبراته!!؟

وحين تسأل (ممثلي أحزاب الطائفية) سيتذرعون وسيلجأ كل منهم لوعود  لن يتحقق منها ولا حتى تبليط متر واحد أو تصليح أنبوب أو توفير طاقة بل ولا توفير لقمة خبز وانظروا كيف سنوا قوانين لمرتباتهم الفارهة ولحصانات أبدية لهم وعوائلهم ولمناصب ومسؤوليات طبعا إلى جانب كل ما تم نهبه؟؟!!!

وبعد

فهل نجا المهجرون في الداخل والخارج؟ هل نجا العراقي في أصقاع شتات الأرض من مطاردة طائفيي زمن الكهوف والمغاور؟ وهل أفلت من قوانين غابهم؟ ها هم الملايين الخمسة بلا حق لممثل لهم وبلا حق لتصويت يحقق العدل لهم فقد تم تفصيل الأمور لوضعهم في الخانة التي يريدونها!

ومثل ملايين المهجريين وحافل مشكلاتهم ومعاناتهم فإن أبناء المجموعات القومية والدينية ليسوا في نظر قادة زمن الجهل والتخلف في الألفية الثالثة سوى أقليات لا يحق لها العيش إلا في كنف قوانينهم وسلطات الاستلاب والمصادرة ومحاصرتهم في كوتا بليدة تتاجر بهم بدل تمثيلهم ومطالبهم وحاجاتهم وحقوقهم في المساواة... كل هذا يجري في ظل لعبة عدم استكمال بناء مؤسسات الدولة وقوانينها.. 

الروتين والرشاوى وتوزيع الوظائف ونهب الثروات مما طبعت الحياة اليوم في ظل أحزاب الطائفية فماذا ينتظر المواطن منها في سنوات أربع أخرى غير مزيد من النهب والذل وطمطمة الجرائم..؟؟؟  لنترك المتابعة فهي تطول بلا نهاية سوى أن نجيب عن سؤالنا بصواب وسؤالنا:

الآن، من سننتخب هذه المرة في ضوء ما بين أيدينا من محصلة؟

أيتها الأرامل، أيها العاطلون عن العمل، أيتها الشبيبة، أيها الطلبة، لا تعيدوا من استلبكم أعز ما تملكون                      بل

انتخبوا الديموقراطية والديموقراطيين انتخبوا الجديد برنامجا ومرشحين..

انتخبوا من يستطيع التغيير جوهريا.. انتخبوا الكفاءات العلمية والعقول المتنورة التي لا تحتاج لعباءة أو طاقية تتخفى تحتهما  

انتخبوا النزاهة والأيادي النظيفة

لا تترددوا في انتخاب النزاهة والشفافية

لا تخشوا شيئا، فالتغيير ليس عداء مع أحد ولا انتقاما من أحد بل ضرورة لحيواتنا جميعا والتغيير الذي ندعوكم إليه سيعمل حتى على إعادة تأهيل المخطئين والمنحرفين وتعديل المسيرة.. ومن بعد هذا وذاك؛ لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وحتى يعملوا بأيديهم ويضعوا علامة الصح على الصحيح.. وكيما لا تضيع أصواتكم هباء وتتوهوا بين عشرات من يرفع الديموقراطية والوطنية ثوبا زيفا وبهتانا فأنتم أعرف بقوائم حكمتكم طويلا ووعدتكم كثيرا وما كان منها سوى جعجعة بلا طحن! بل بل طحنها كان التقتيل فيكم والتجريح والمصادرة والاستلاب لكن البديل  الأمثل القادر على التغيير وعلى تحمل الصعاب هو بين أيديكم وتحت أعينكم وهو في الأفئدة والعقول: إنهم أتحاد الأيادي البيضاء (اتحاد الشعب) إنهم حملة شعلة التنوير وتلبية تطلعاتكم وتحقيق مطالبكم..

فلا تنسوا كلمة السر (اتحاد الشعب) و الرقم هو (363).. إننا نثق في حركة الثقافة ورموزها عبر منظماتها التي تحمل خبرات عشرة ألاف من عمر حضارة سومر العراقية الأصيلة والتي تحمل تجاريب عشرة ألاف عام من العطاء المفعم بصحيح المعارف والأفكار، ومنظمات الثقافة والجهد الأكاديمي والمعرفي هذه، تقترح عليكم خيارا جديدا بجوهره مختلفا نوعيا عميق التمسك بقيمكم النابضة بالخير والروح الإنساني الأصيل، فضعوا ثقتكم بمتنوريكم وخذوا قراركم الآن في التصويت لــ (اتحاد الشعب: 363)، أما لماذا؟ فلأن (اتحاد الشعب) هم  الطيبة والنزاهة والالتزام الأكيد بمصالحكم وبربط القول بالفعل وبصادق العهد وصحيح الوعد.. (اتحاد الشعب: 363) هي القدرة على تنفيذ البرامج الأفضل وتحقيق الغد الأجمل.. فلا تنسوا موعدكم مع التغيير يوم تقرروا حسم تطهير العملية السلمية التي اخترتموها لتكون سلمية بحق نزيهة بحق ولن يطهرها ولن ينزهها إلا صوت الناخب فاحسموا أمركم وصوتوا للتغيير والنزاهة وقدرة تحقيق الأمل.. وحِّدوا كلمتكم ولا تشتتوها ليأتي الحسم وصوتوا لـ (اتحاد الشعب:363)...