رسالة مفتوحة: من أجل حل مشكلات الطلبة الجزائريين حلا عاجلا وحاسما

أ.د. تيسير عبدالجبار الآلوسي*

رئيس جامعة ابن رشد في هولندا

tayseer54@hotmail.com

chancellor@averroesuniversity.org

 

 

نجم عن مستوى الشدّ وبعض التجاذبات التي جرت غب مباريات رياضية بين البلدين الشقيقين مصر والجزائر عديدا من النتائج.. وكان الجميع قد ركز على الجانب السلبي منها سواء على مستوى العلاقة الرسمية أو الشعبية. وقد بدا محرجا في المشهد، وإن كان بصوت طغت عليه أصوات التشنج والتوتر، أقول بدا صوت من عمق التاريخ الذي تعمّد بالتضحيات المشتركة وبالتعاضد النضالي في معارك التحرير في الخمسينات (الجزائر) وفي السبعينات (مصر)..

وإذا ما استطعنا أن نعزز هذا الصوت ونُعلي من أسس وجوده الراسخة في الضمير الإنساني والوطني لشعبي البلدين، فسنبقى جميعا سويا ومعا في طريق بناء فرص التعاون وخدمة مسيرة سلمية من الإخاء والمساواة وإنصاف الحقوق وتلبيتها. صحيح أن هذه المسيرة تعتورها (اليوم) كثير من العقبات والكبوات وأشكال من الاحتدام إلا أن روح الوداد والألفة بين الشعوب هي الأصل.

وثقتي أن ما جرى، على ما أنتجه من ندبة بل جرح غائر، يبقى محدودا بظرف عابر في تاريخ الشعبين. وحتى يتم تعديل الأجواء وإعادتها إلى علائق زمن التضحيات المشتركة في معارك التحرير الجزائرية والمصرية على حد سواء ينبغي ألا نترك الأمور تتهادى بلا توجيه وحلول مناسبة..

وتحديدا هنا في مشكلات طلبة الجزائر [طلبة معهد الدراسات].. إذ لا يمكن تركهم في حيرة من أمرهم؛ ولابد من تجاوز سلبيات تجابههم للالتحاق بدراساتهم مجددا من مثل عقبات الروتين والأخطاء الإدارية وطبيعة تفاعلات بعض الإدارات مع القضية. وينبغي هنا أن ندعم جهود وزارة التعليم العالي الجزائرية في التصدي للمهمة الكبيرة التي حلـَّت بشكل مفاجئ ومن دون سابق انذار وفرص استعداد موضوعية..

ونحن في جامعة ابن رشد  Averroes univ. in Hollandومن منطلق الشعور بواجب التعاضد الأكاديمي الذي ينبغي أن تتحمله  كافة الجامعات العربية بتنسيق ينهض به اتحاد الجامعات العربية والجهات النقابية والاتحادية الأكاديمية المعنية في مجموع البلدان من دون استثناء، نؤكد تفاعلنا إيجابا مع جهود وزارة التعليم العالي في الجزائر ونضع إمكاناتنا المتواضعة بخدمة طلبتنا والعمل الجدي الملموس لحل مشكلاتهم وننتظر أية واجبات تراها الوزارة لتغطية الطلبات الكبيرة علما أن الدراسة لدينا تتم بطريق التعليم الألكتروني الأمر الذي قد يساعد في المعالجة إذا ما ارتأى الطلبة استكمال دراساتهم بهذا النظام الدراسي وإذا ما  توافرت موافقة مخصوصة من وزارة التعليم العالي بهذا الشأن..

إننا نجد  واجب التعاطي العاجل وبتعاضد جهود وفية لمصالح الطلبة هو في مقدمة الأمور، ولا نعتقد بأن هذا المطلب يمكن حله بتحميل الأجواء الحلول التي يمكن أن تعقد المسار بدل تطبيعه وسيكون الانتقال لجامعات جزائرية وعربية وغيرها فرصة لتخفيف الاحتقان وتبني وسائل بديلة لإزالة الكبوة التي حدثت ولا تتحملها الشعوب والدول بقدر ما هي عارضة طارئة ستزول في زمن غير بعيد..


تمنياتنا في جميع الأحوال أن يتمّ الحسم النهائي للطلبات وبالتوفيق والسؤدد لجميع الطالبات والطلاب ولهذه الكبوة بين البلدين بالحل الموضوعي الهادئ بما يعبر عن معدن الشعبين الشقيقين وحكمة تعاطي القيادتين السياسيتين وبمزيد من التفعيل لمسار التآخي..

على أننا نؤكد بأنه من الواجب التعويض النفسي والأدبي أولا برفع أعلام ورموز البلدين في المحافل المحلية والدولية بما يمنح دفعا جديا للعلاقات الإيجابية واستعادتها..  في أقرب الآجال.. فضلا عن جملة إجراءات منتظرة من الأطراف كافة بضمنها القريبة من الطرفين في صورة الأمور الأشمل وفي خصوص موضوع خطير ومهم يتعلق بمصثير الطلبة ومنع تخلف قسم منهم لأي سبب كان..


تحايا من القلب للجميع وثقة وطيدة بمعالجة الأمور واحدة فأخرى ومنها أولا وعاجلا الانتهاء الأكيد من جميع طلبات الدارسين والباحثين وتسوية أمورهم بلا تأخير..ذلكم أن ترك باحث ينقطع عن جهده العلمي مؤداه شديد السلبية فما بالنا بمئات منهم على مستوى الدراسات العليا! إننا هنا في وقت نتتبع وسائل الحل وتلبية حقوق الطلبة لمصلحتهم ولمصلحة الوطن والشعب  فإننا نشيد بالجهد الاستثنائي الكبير لوزارة التعليم العالي الجزائرية ولمثابرة الطلبة في البحث عن حلول مناسبة لأوضاعهم بصبر وتأن وهدوء.. ونتطلع سويا  لتحقيق هذه الجموع تطلعاتها وتطلعات أسرهم وشعبهم.