التجمع العربي لنصرة القضية الكوردية باتجاه المؤتمر التأسيسي؟

أ.د. تيسير عبدالجبار الآلوسي

عضو الأمانة العام للتجمع العربي لنصرة القضية الكوردية

tayseer54@hotmail.com

 

مرت سنوات على تاسيس التجمع العربي لنصرة القضية الكوردية.. ومنذ انطلاقة التأسيس ببذرة المبادرة الأولى حتى اليوم انضم إلى التجمع مئات من الشخصيات العربية نساء ورجالا ومارسوا مهاما نضالية، وأدوا أنشطة فاعلة على صعيد تلبية الأهداف الرئيسة للتجمع.. ومن الطبيعي أن تظهر عقبات أمام مثل هكذا تجمع سواء منها الموضوعية أم الذاتية..

وإذا كنا جميعا  نتفهم تلك العقبات الموضوعية وندرك أساليب تجاوزها، فإنّ جانبا واسعا من العقبات الذاتية  يبقى خارج الإرادة أو أنه جرت معالجته مؤقتا على أمل إنجاز الصيغ المناسبة للانتهاء منه في موعد تال. وهكذا جرى اختيار الأمين العام للتجمع مؤقتا كما جرى تنسيق العمل بين أعضاء الأمانة العامة على أسس التفاهم التام والتنسيق والعمل الجمعي المشترك، وعلى أساس من الإجماع الذي اعتدنا على الاجتهاد معا وسويا لتحقيقه باستمرار..

لقد تميز عملنا بوقوعه تحت ضغوط الأنشطة في أكثر من منظمة وبأكثر من خطاب معرفي، سياسي، اجتماعي وثقافي لمجموع أعضاء الأمانة العامة وأعضاء التجمع.. وبناء عليه وفي زحمة تلك الضغوط ولعوامل موضوعية لم نستطع عقد المؤتمر التأسيسي لكننا عقدنا في أربيل اجتماعا موسعا ضم عددا من أعضاء الأمانة العامة وجمهور من متابعي أنشطة التجمع والمهتمين بالقضية الكوردية فضلا عن أنشطة أخرى...

وبعد التطورات التي جرت بكوردستان بخاصة من استخدام بعض القوى المعارضة لتظاهرات شابها العنف في أكثر من موضع سواء من بعض عناصر في السلطات المحلية أم من عناصر متشددة منفعلة في التظاهرات، بعد ذلك قدّم الزميل الأمين العام بروفيسور كاظم حبيب استقالته في محاولة منه لإيصال أصواتنا وموقفنا  تجاه جميع الأطراف التي أدت سياساتها إلى تلك الأحداث وإلى الحاجة للتظاهرات والاحتجاجات أصلا.. كما كانت النية في الاستقالة معبرة عن دعوة صريحة لتطوير عملنا وآليات أدائه بخاصة بشأن ضرورة أن تكون القرارات بالأغلبية وليس بالإجماع [بوجود الفيتو] لدواعي عديدة...

 

إننا بمجابهة ظروف عملنا الداخلي  هذه وبيئة العمل المحيطة صرنا أمام مسؤولية إعادة ترتيب البيت داخليا وذلك مع الموقف الإيجابي الثابت البناء لتفاعلات أعضاء الأمانة العامة جميعا ومنهم الزميل الدكتور كاظم حبيب الذي أبدى حرصه على السير قدما بالعمل المشترك والعودة للأمانة العامة لحين انعقاد المؤتمر التأسيسي..

ومن هنا فإنني أجد الظرف بات مؤاتيا كيما نتخذ قرار عقد المؤتمر باستخدام غرفة مخصوصة في الإنترنت وهي موجودة وجاهزة بأي موعد يتم الاتفاق عليه.. واستجابة لاقتراح أكثر من زميل منهم الزميل الأمين العام، أقترح هنا أن ينعقد المؤتمر في منتصف نوفمبر تشرين الثاني القابل كيما يجري التحضير لأوراق العمل والتداول في داخل هيآت التجمع بالخصوص..   

وأعتقد أن موضوع تهيئة نظام لآليات العمل وأخذ المقترحات التفعيلية بالخصوص تلك المتعلقة بالانتقال من صيغة الإجماع إلى صيغة الأغلبية فضلا عن عدة سمات تنظيمية أخرى، سيكون أمرا مبدئيا مهما.. فيما سيكون لورقة عمل برنامجية ضرورة أخرى موازية بخاصة أن ظروف كوردستان والقضية الكوردية ذات طابع من الخصوصية في كل جزء من أجزاء كوردستان وفي كل مرحلة من المراحل، الأمر الذي يستدعي التعامل بمحددات ومفردات برامجية بعينها في كل مرحلة وكل منطقة وطبيعة ما تواجهه إلى جانب الموقف العام...

لقد فات التجمع في المدة الأخيرة،  الكثير من التفاعلات بسبب ظروف عمل الأمانة العامة المستجدة.. وربما كان ذاك في بعض جوانبه  تسجيلا لموقف بعينه من الأجواء المحيطة.. إذ الصمت هو الآخر خطاب يمنحنا صوته عبر فعل مقصود.. ولكننا لا يمكن أن نستمر بلا انتقالات جديدة للفعل من التعبير الصامت إلى التعبير بخطاب مسجل يلبي أهداف التجمع التضامنية الرساخة مع الشعب الكوردي وقضاياه المشروعة العادلة..

أسجل هنا شكري لمجلة الصوت الآخر الكوردستانية التي احتضنت عددا من المقالات الحوارية لقادة التجمع ومؤسسيه، فذلك يمثل نقلا مباشرا لشفافية الحوار والتفاعل ولروح الموضوعية ولمنطق الحكمة المستخدم في عمل التجمع..

بالمناسبة [وبرأيي الشخصي هنا] أؤكد على أن التجمع يتطلع لعقد مؤتمراته ميدانيا وتحديدا بكوردستان ولكن بحسب الإمكانات المتاحة وبما لا يضغط سلبا على أية جهة يمكن أن تدعم نشاطنا (بلا شروط مسبقة) وأقصد هنا الدعم الرسمي المخصص لمنظمات المجتمع المدني المستقلة وربما أيضا انعقد  مؤتمر أو آخر في رحاب مؤسسة مستقلة وبالتعاون معها...

إنني لأرجو وبشكل مباشر من جميع الزميلات والزملاء في الأمانة العامة وفي عضوية التجمع من الأعضاء الرسميين والمؤازرين أن يتفضلوا بإرسال موقف محدد تأييدا لعقد الاجتماع في منتصف نوفمبر تشرين الثاني 2011 في غرفة بالإنترنت وهي جاهزة كما ذكرت وأن تنهض الأمانة العامة بإعداد ورقة العمل التنظيمي [نظام داخلي أو ورقة محددات آلية العمل] مع برنامج بمفردات محددة قسم كبير منها موجود في تداولاتنا وفي منجز الزميلات والزملاء ومنها كراس الزميل الأمين العام البروفيسور الدكتور كاظم حبيب..

ويمكن أن تكون إيميلات الزملاء في الأمانة العامة مفتوحة لاستقبال الآراء والمقترحات والتفاعلات وتتجمع النتائج في النهاية لدى الأمين العام الدكتور حبيب تنسيقا لأعمال التحضير للمؤتمر..

إن اختيار المؤتمر التأسيسي للانعقاد بغرفة إنترنت حسما لضغط الجوانب المادية المالية من جهة وحسما لظروف الانتقال وانشغالات الزميلات والزملاء في التجمع وربما عدم تمكنهم من ترك أعمالهم المباشرة في موعد المؤتمر..

ويمكننا بعد ذلك وربما قبله عقد اجتماعات موسعة تحضيرية في عدد من الأماكن بحسب وجود الزملاء أعضاء الأمانة العامة وأعضاء التجمع مثلا في القاهرة وفي أربيل  وربما في بغداد وأيضا في أوروبا في لاهاي  و\أو لندن وباريس.. إذ توجد عديد من المناسبات التي يلتقي فيها جمع من الأعضاء وجمهورهم...

وتجريبيا بغية التهيئة لانعقاد المؤتمر على النت .. أوجه الدعوة لأعضاء الأمانة العامة ولأعضاء التجمع في نهاية آب أغسطس وفي منتصف أيلول سبتمبر ومنتصف أكتوبر تشرين أول للقاء الشهري والتداول ومناقشة المقترحات الأولية  وربما إيجاد أرضية جذب الزميلات والزملاء وجمهور التجمع للمناقشات الفاعلة وللاستعداد الأنضج للمؤتمر.. أعتقدنا أيضا اليوم أمام مهمة التفاعل وإعلان موقف تجاه الأحداث المهمة الكبيرة الجارية في المنطقة.. وإنني هنا أحيي جهود الزملاء وتفاعلاتهم الجارية ومناقشاتهم الداخلية  المهمة..

المُتطلَّع إليه هو الإعلان عن تلك التفاعلات الإيجابية والعمل المضني ببلاغات قريبة.. تضم صوت التجمع إلى مجموع الحركة الشعبية والرسمية باتجاه إعادة الإعمار وبناء المسيرة بأفضل أسسها وأكثرها نضجا..