لماذا نوقّع حملة المطالبة بتطبيق القانون والمساءلة القضائية ضد التحريض وخطاب التضليل الشوفيني؟

دعوة لازاحة التردد والمشاركة الفاعلة في رسم وجودنا ومستقبلنا

أ.د. تيسير عبدالجبار الآلوسي

رئيس جامعة ابن رشد في هولندا

باحث أكاديمي في العلوم السياسية

tayseer54@hotmail.com

 

 

على خلفية تكرار تصريحات أدخل في غايات الخطاب السياسي منها العقائدي الديني، على الرغم من كونها مارست استغلال صيغ التستر بالخطاب الديني تصدى عدد من قادة الفكر التنويري لحالات إدخال خطاب الخرافة على الخطاب الديني [فضلا عن تسييسه] من أجل الظهور بقدسية الخطاب (الديني) زورا وبهتانا، وبالتأكيد بغاية تمرير مآرب شريرة وخطيرة في أذهان بعض البسطاء المحتمل وجودهم.. نقول على خلفية تلك التصريحات التي أطلقها السيد جلال الدين الصغير انطلقت منذ يومين حملة إدانة وشجب لخطاب التحريض والاستعلاء الشوفيني ضد أحد مكونات الشعب العراقي تحديدا هنا الكورد، شعبا يستحق الحياة الحرة الكريمة مثل كل مكونات العراق ومثل كل شعوب الأرض...

ومجددا، ها هي بين أياديكم حملتنا بنصها المعبر عن إرادتكم، تتطلع لمشاركة أصحاب العقول النيِّرة تسطع مزيحة الظلام وأضاليله.. ونحن متأكدون من أنكم لن تقبلوا أن تكونوا في صفوف الصمت السلبي ولا الوقوف على قارعة الطريق وأرصفة التبطل والتعطل والشلل ولن تقبلوا بوضعكم في صفوف الاستسلام للتحريض على الانقسام والاحتراب؛ فأنتم أصحاب وحدة الكلمة والتمسك بهوية شعب مستنير، يحترم التنوع والتعددية ويقدّس بصمات أبنائه جميعا بلا استثناء ولا إقصاء ولا مصادرة أو نظرات استعلاء شوفينية.

إنكم بتوقيعكم هنا تعلنون عن الحق وعن أهدافكم في عراق ديموقراطي فديرالي  يحترم مكوناته.. ويرفض الاعتداء على أيّ من تلك المكونات أو الأطياف أو الأبناء.. أنتم تمتلكون ((الشجاعة)) للتعبير عن وجودكم وتمتلكون ((الوعي)) للمشاركة في الحملة المتمسكة بالقانون وبمهام القضاء العادل.. فكونوا هنا من عرب وكورد، كلدان، آشوريين، سريان، أرمن، تركمان، مسلمين ومسيحيين شيعة وسنة في مقدم من يوقع الحملة ولا تكتفوا بالتطلع للمتضامنين الشرفاء من وطنكم ومن الشعوب الأخرى المتضامنة معكم.. فجميعكم يحمل هوية الوطن والحضارة والمدنية.. ولا يقبل للخرافة ودجلها وأضاليل بعض المرضى أن تستلبه حق الإعلان عن وجوده الحر وهويته الإنسانية السامية..

إنّ نسيان واجب التوقيع هنا أو التغافل عنه والتردد فيه يعني مزيدا من ممارسة السلبية وترك واجب المساهمة في بناء عراق مدني ديموقراطي. ويعني مزيدا من السلبية التي تسمح باستغلالنا وتمنح أعداء الحياة الحرة الكريمة فرصا إضافية للتمكن من رقابنا ومن تفاصيل حيواتنا يتدخلون فيها ويحددون لنا ما يمكن وما لا يمكن وإذا ما ترددنا في توقيع هذه الحملة وغيرها فسيعني هذا أننا نطلق لتلك العناصر أن تكون من الطغاة الذين يأمرون فينا وينهون ويتحكمون حتى في وجودنا الشخصي..

إذا لم نتصدَّ لهم وهم في أول طريق مأسسة الطغيان والاستغلال، فإننا سنصبح على ظلام دامس أكثر من العتمة المفروضة قسرا وكرها علينا اليوم.. وسنسمح أن يُصنع طاغية  مستبد جديد؛ هو من يزوّجنا وهو من يطلـّقنا من نسائنا.. وهو من يمنحنا رخصة ممارسة الحياة أو يحرّمها.. فهل نقبل باستمرار مزيد من السخرية بعقولنا وبوجودنا الإنساني الكريم؟!

قضية توقيع حملات التنوير هذه تعود أيضا إلى أننا ما كنا سنضطر إليها [أي إلى الحملات هذه] لولا القصور والانتقاص الخطير في مسؤولية من وضعناه في سدة الحكم ليطبق القوانين التي أردناها في ضوء دستور أصدرناه بتضحياتنا.. ولكننا نجد أن مؤسسات الدولة مفرغة من مهامها لموضوعات ومشاغلات ليس من بينها مطالبنا نحن أبناء الشعب.. لذا التجأنا إلى الحملات كيما تحقق تلك المطالب.

هذا يعني أن صياغة الحملة قد تكون مهمة مناطة بالنخب وقادة المجتمع ومتنوريه، وهم دوما عند واجبهم بل هم يتصدون بقوة وبتضحيات كبيرة للظالم وظلاميته ولطالما قدموا قرابين التضحيات من أرواح فرسان الكلمة النبلاء منهم كما حصل لكامل شياع وهادي المهدي وغيرهما. ولكن نجاح الحملات، لا يقف عند تضحيات المفكرين والمبدعين وقادة الثقافة التنويرية حسب بل يعود أيضا إلى التفاف جموع الشعب وفئاته، أبنائه وبناته، حول كلمتهم الحق التي تطالب بتلبية حاجاتهم المادية والتمسك بقيمهم الروحية السليمة من دينية وعقيدية وفكرية وفلسفية وسياسية .. هنا يلزم أن تظهر الجموع في تواقيعها..

إن الحملات ليست جملة اعتراضية لا محل لها من الإعراب إنها ممارسة جمعية  مؤسسية، إنها كلمة الشعب الذي اختار لنفسه العقد الاجتماعي ممثلا بالدستور ويوم يُخترق الدستور بقوانين تتعارض وخيارات الشعب وتطلعاته في المساواة والعدل وفي حق التعبير وفي  كفالة التنوع والتعددية وضمان احترامهما، فإن الشعب يسترد المسؤولية بالتعبير المباشر عبر ممارسات منها التظاهرات الاحتجاجية ومنها ظهور صوته عاليا واضحا في سلطته الرابعة ومنها هذه الحملات التي  تعبر عن إرادة الشعب.. الحملة إذن جهاز مؤسسي رسمي من حق الشعب أن يستخدمه ومن واجبنا نحن جميعا أن نشترك فيه كيما لا نندب حظنا العاثر في جريمة استغلالنا وقيادتنا نحو حروب عبثية أخرى ونحو احتقانات وصراعات ليس لنا نحن أبناء الشعب فيها لا ناقة ولا جمل!

الحملات، باتت تشمل كثيرا من مفاصل العمل وتفاصيل حيواتنا لأنها وسيلتنا التي اضطررنا إليها وهي مؤسستنا في التعبير عن إرادتنا. فلا يسكتنّ امرؤ رجلا أو امرأة، شابا أو كهلا عن واجب توقيع الحملات ويقول إنّ أصوات الآخرين كفاية .. كلا ، لابد لنا من تحويل الحملات بوعي ناضج إلى مؤسسة تتصدى لكل الانعراجات الخطيرة في مسيرة المؤسسة الحكومية التي شملها الفساد حتى قمتها..

ولا يقولنّ أحد هذه الحملة تتعرض لحركتي أو حزبي أو جماعتي أو شخصية أقف وراءها بل ليتساءل هل مضمون الحملة صحيح؟ هل مطالب الحملة سليمة؟ هل الحملة قانونية تخضع لمنطق الدستور؟ هل الحملة بمنطق عقلي سديد؟ هل الحملة تريد السلام الاجتماعي والتقدم؟ هل الحملة تفيد في حل معضلة؟ هل أشارك في الحملة أم أميل للصمت السلبي؟ هل أشارك في الحملة و أناصر الحق اليوم أم أنتظر أن يحيق بي ظلم من تتصدى له الحملة اليوم؟ وهل يومها سأستطيع التصدي للظلم أم سأعض على أصابع الندم؟

فأنْ أوقع الحملة ضد عنصر سلبي خطير هو منهج وجودي الإنساني الأنضج والأسلم وهو صواب أن أكون ابن العصر ومنطق الحكمة والرشاد دينا ودنيا. أما أن أقبع خلف ترسانة التبريرات فإنني مساهم فعلي في تبرير الجرائم ومعاداة الإنسان والإنسانية وفي الخنوع للخطيئة والرذيلة والفساد!! ومصلحة حزبي أن أصحح مسيرته وبرامجه وأن أطهره من العناصر الفاسدة إلا إذا كنتُ ممن اختار الانتهازية وفلسفة الطغاة وجرائمهم!!!

 

أيتها السيدات.. أيها السادة، لماذا نوقع هذه الحملة؟ لأنّنا ببساطة ندرك ما يعترينا في مسيرتنا من شوائب وأمراض واختراقات.. وعليه فإننا لا نتوجه بها لطرف من دون آخر بل نرسلها حتى لأعضاء الحزب الذي ينضوي فيه من يطلق تصريحات التحريض ويمارس آليات الاستعداء وإثارة نعرات الانتقام والثأر وافتعال كل ما له علاقة بمعاداة الاستقرار والسلم الأهلي! نتوجه إلى أعضاء هذا الحزب ونقول لمن يحمل فيه الروح الوطني والإنساني والعقيدي، أنَّ عليه أنْ يتخلص من العناصر السلبية الموتورة المتشددة تلك فيه.. وأنّ عليه أنْ يمتلك ((الشجاعة)) للمحاسبة والمساءلة حتى لأبعد العناصر سلطة فيه، لأن تلك الممارسة ستوجه رسالة قوية إلى أن الحزب مؤسسة وهي تخضع للقانون بقواعده ومواده وبأعرافه وليس بتحكمات فردية لشخص أو آخر.. ومن ثمَّ ليس جسرا للمارقين وأصحاب الخرافات والدجل والتضليل..

من هنا فالدعوة لحملة إدانة التحريض التي نضع رابطها هنا، تشمل الواعين الناضجين الذين ينتمون للتيار المدني الديموقراطي بل أيضا الذين ينتمون حتى لحركات وأحزاب تيار الإسلام السياسي، ضد ممارسات أشخاص أو عناصر باتت في واجهة الحدث ويأبى منطق العقل أن يسلمها قيادة المجتمع إلى حيث الخراب والدمار الذي تقوده إليه... إن توقيع الحملة يجب أن يكون جماهيريا لأنها حملة الناس من أجل السلام والتقدم ومن أجل إحلال إرادة القانون وسلامة المسيرة ونزاهتها.. فتفضلوا معنا وأدلوا بأصواتكم.. إن التوقيع خيار لأنفسكم ومن أجلها وليس ضد صواب عقل ومنطقه.. وهذه الحملات وأخريات ليست مزايدة بين حركات سياسية بل هي كلمة الحق نتمسك بها معا وسويا......

وبقية الكلام أنتم تسطرونه مع توقيعاتكم التي تتفق تماما مع صيغة حملة أو أخرى أو تلك التي تتحفظ جزئيا.. فلا تبخلوا على أنفسكم كلمة الحق ولا تحرموا الأبناء من مستقبل نظيف من هوجاء الضلال والظلاميات....

 

لتوقيع حملة: إدانة ثقافة التحريض والاستعداء ضد الكورد والمطالبة بمحاسبة قضائية لمطلقيها

http://www.ahewar.org/camp/i.asp?id=369

 

 

 

 

 

 

لتوقيع حملات العراق دولة مدنية لا دولة ثيوقراطية؛ دولة ديموقراطية لا أوتوقراطية.. يرجى التفضل بالاطلاع والمشاركة في الحملات الآتية:

لتوقيع حملة: نداء من أجل إيقاف التدخل في استقلال المؤسسات القضائية ومفوضية الانتخابات المستقلة

http://www.ahewar.org/camp/i.asp?id=367

 

لتوقيع حملة: من أجل إحترام الناخبين وصيانة أصواتهم بعدم تحويلها الى غير مستحقيها

http://al-nnas.com/al-nnas_petition9/index.php

 

 

لتوقيع حملة: حملة تواقيع من أجل إنتخابات عادلة وفق الأسس الديمقراطية

http://al-nnas.com/al-nnas_petition8/index.php

 

لتوقيع حملة: حملة دعم الديموقراطية في العراق \ لا تسرق صوتي

http://infocenteriq.com/Sign_Details.php?n=0&ID=2