المحبة من خصالنا الإنسانية الأسمى التي نحتفي بها اليوم وغدا

رسائل حب من تيسير الآلوسي

تلك المشاعر التي تعمر بها الأفئدة، ليست مجرد انفعال عابر، ولكنها تجسد عمقنا الإنساني وطبيعة وجودنا. تقول الأغنية البليغة: "الحب يعني الناس يعني أنا وأنت". بمعنى أنّ الحب يعني وجود الآخر في حيواتنا ووجودنا في حياته.. طبعا الوجود المؤنسن حيث التسامح وحيث السكينة وحيث المودة والوفاءء والاستقرار وحيث التعايش بأجواء السلام. الحب بين اثنين يموت إذا أُلْعي أحدهما أو يتحول إلى خصلة نقيضة لا علاقة لها به. الحب بطرفيه أسمى صفات وجودنا. فنحن لا نقيم وجودنا العائلي بلا حب أو أن الرتابة والسقم وإلغاء وجود العائلة  وتحولها لمؤسسة من نمط آخر حيثما صادفت إلغاء الحب أو لم تتأسس عليه.. وبلا حب لا يبنى الوطن فحب الوطن جناح وحب الناس جناح آخر لكي نكون شعبا بسمات ومحددات يرانا في ضوئها الآخرون...

الأجواء التي تستلب الحب وتصادره هي بفعل طرف يناقض وجودنا الإنساني.. يناقض وجودنا شعبا في وطن ويقف نقيضا لوجود الوطن بيتنا الدافئ، ويحيله إلى دمار أو خرابة تحتضن المآسي!! فهل نقبل لأنفسنا أن يفرض طرف علينا أن نحيا في خرابة؟ لماذا نقبل لأحد أن يصادر فينا مشاعرنا الدفينة في القلوب؟ إنها دفينة في القلوب لأنها لا تحيا إلا بدفء فضائها.. وهي لا تخرج إلا إلى فضاءات دافئة مشمسة.. فنصنع اليوم عيدا للحب كي نوجِد أجواء الدفء ونحيا بشمس ذياك العيد ونشعل شموع الخضر له كي تُلبى أمنياتنا وآمالنا..

ومثل هذا لا يتم إلا حيث كنا معا وسويا

وسنكون معا وسويا اليوم في ميدان التحرير حيث النصب الذي يجسد مسيرة تاريخنا الساطعة وما تركه له تراث الإنسانية المنطلق من حضارة سومر العريقة.. الميدان الذي يجسد حاضرنا ووجودنا ويرمز لوطننا بيتنا جميعا.. هناك نلتقي وفي ميادين الوطن نحولها إلى ميادين المحبة المودة التسامح السلام.. نعلن أننا إذ يُحب بعضنا بعضا فذلكم من محبة الوطن والناس ومن محبة أنسنة حيواتنا وآدمييتنا وحقوقنا في إعلان  انتمائنا لإنسانيتنا التي لا يمكن أن يستلبها طرف أو يصادرها أو يغتالها.. فليحيا الحب بـ عيده تنطلق زغاريد الفرح تشدو بها شبيبتنا؛ ويا لسعادتنا بوردة حمراء يقدمها أحد أبناء الوطن لصديقته فتصير جسرا ومن مجموع الجسور بين أبنائنا وبناتنا ننسج وجودنا شعبا يحتفل بعامر الوطن وغامر ثروة هي الأعلى والأغلى وهي الأسمى لأنها أثمن رأس مال لأنها رأسمالنا البشري يتجدد بالمحبة..

اليوم تصدح حناجر بنات الوطن وأبنائه بمحبة وجودهم ، بمحبة الوطن الغالي  وبأنهم ينسجون أحلامهم بين جنباته ليعمروه بالسواعد الحرة والأنفس الأبية

تحية لكم شبيبتنا .. تحية لك وطننا بيتنا العراق ولتخفق رايات الحب ولتعلو أزاهير بساتيننا و ورودها حمراء زاهية...

فـ رسالة حب لمن نحتضنهم في القلب ورحلوا عنا إلى عالم الأبدية، رسالة حب إلى الذين يسكنون القلوب وهم بعيدين من الأهل والأصدقاء والأقرباء والأصحاب والمعارف والطيبات والطيبين جميعا، رسالة حب إلى الجيران والأصدقاء الذين يحيون في جغرافيا عيشنا فيمنحوننا دفء استذكار الوطن والناس، رسالة حب لمن استقبلنا فعشنا معه في وطن يحترم إنسانيتنا ويؤمِّن مطالب آدميتنا صحة وسلامة وخير عيش ووحدة شعوب وتفاعل بين بني البشر بالمحبة والسلام... رسالة حب إلى كل من  يقبل أن يضع يده بيد الآخر من أجل البناء والتقدم وأنسنة الحياة.. رسالة حب للطفولة في بلادي والعالم ورسالة حب للنسوة ينعتقن من كل البالي ومن كل قيود التخلف ورسالة حب إلى الفقراء ينعتقون من ربقة الفقر وأوصابه ورسالة حب للشعوب التي تصحو اليوم مطالبة بحقوقها وحرياتها وباقة من رسالة الحب إلى أحرار شعوبنا من الراحلين ممن دفعوا غالي وجودهم شهادة لوجودنا وإلى المناضلات والمناضلين يبنون جسور العيش الأجمل و رسالة حب إلى عائلتي من زميلاتي وزملائي في جامعات  كوكبنا الأزرق ورسالة حب إلى طالباتي وطلابي ينتشرون في المعمورة بحثا ودرسا في تجاريب الحياة. و رسالة حب إلى أهلي شعبنا بأطيافه ومكوناته ممن أتشرف بنبل صداقتهم حبا إلى أهلي في الوطن بكل أقاليمه ومدنه وقراه وجغرافيا وجوده وفي المهجر بكل أقاصي بلدانه وبساتين عطاءاتهم فيه... و رسالة حب إلى أهلي عائلتي الصغيرة لهم السلامة والصحة والحياة الهانئة؛ وليس آخرا بل إلى من مرَّت وتمر معي تخط كل تلك الرسائل من رسائلي بعيد الحب أخطّ رسالة حب بسمفونية بعمر لقائنا وعيشنا رسالة حب لرفيقة العمر زوجتي حبيبتي وردتي قرنفلتي الحمراء البهية، وإلى ابنيّ وابنتي أزاهير وجودي من الرازقي البغدادي الأصيل، أحتفي بهم لأرى أفراح الناس وأعيادها بهية ساطعة تنجلي اليوم لتجلو عن وجه الوطن والناس آخر مسحة ألم قد تكون أصابتهم في هزيع شتاء سينقضي ليأتي ربيع الدفئ والسلام والحب................

وكل عام ووطننا يزهو بكم وبأحلامكم تتفتح صبيحة عيد للحب، صبيحة مودة ومحبة وسلام