في زمن قاع الهاوية، من يكون المنقذ والقادر على التغيير الحقيقي؟

انتخابات مجالس المحافظات في العراق طريقا للانعتاق

أ.د. تيسير عبدالجبار الآلوسي

رئيس البرلمان الثقافي العراقي في المهجر

رئيس المرصد السومري لحقوق الإنسان

tayseer54@hotmail.com

 

 

مازال من يتحكم بالأمور بعد عشر سنين يحاول كسب ودّ الناخب في أيام الانتخابات. فتلك القوى مازالت لا تملك مصادرة الأصوات ما لم تمارس التضليل. وعلى الرغم من أن الأوضاع باتت في قاع الهاوية وأن الناس تشبّعوا بالأزمات والكوارث من نمط انعدام الخدمات والعيش في بيئة من الخراب إلا أن تلك القوى الحاكمة تدري أنها لا تملك أمام الجموع الغفيرة للجماهير فرصة بقاء في كرسي الحكم إذا ما اختارت الجموع الناخبة التغيير بوساطة البديل.

ومن هنا فحكام العشر العجاف ومن وضع البلاد والعباد في تلك الكوارث يستغلون أدوات الضغط غير المباشرة حيث بيدهم توزيع الفتات من (المكرمات) و(العطايا) بمناسبة الانتخابات والوعد بحصص من وظائف (الحكومة) بمواجهة البطالة فضلا عن استغلال الميليشيات والبلطجة حيث وسائل الضغط المباشرة عنفا باشكاله ومستوياته المعروفة.

وتستطيع ماكنة الدجل أن تؤثر في وسط الجهل والتخلف وأمراض السحق الإنساني مع سطوة على الصندوق بوسائل اللعب (القانوني) بصيغة أخرى استغلال الثغرات في القوانين وآليات الأداء الانتخابي.

لكن كل ذلك لن يستطيع الوقوف بوجه تأثير الواقع على المواطن، إذ لا يمكن طمطمة على ظروف يحياها يوميا، ولن يستطيع تضليل أن يقف بين الناخب إنسانا ومعاناته الفعلية. ومن هنا فإن كل الوعود والعهود التي ستطلقها ماكنة التضليل لن تكون قادرة على تضليل وعي الفقراء ءعمن وعدوا ومرروا وعودهم طوال العشر العجاف بلا أي تغيير ولو جزئيا أو نسبيا وما حصل سوى مزيد من التدهور والضغوط والأزمات...

هل بات التغيير واجبا؟ ومن كان السبب في كل تلك المآسي التي وضعت الناس في كوارث متصلة بلا نهاية؟

ما كان يحصل من مآس يكمن في أعلى نسبة فساسد مع بلطجة أعى قوى الجريمة إرهابا للناس وتعرضا لهم في حيواتهم وفي مصالحهم ومطالبهم. وللتعرف لجريمتي الفساد والإرهاب يمكن للمواطن أن يرى المجرم ليس في الموظف الصغير لأن النهب والسرقة يجري بمستويات لا تقف عند حدود آلاف أو ملايين من ثروات المحافظة بل مليارات ولآخر قطعة نقد يحتاجها المواطن للبناء ولتفاصيل عيشه. وهذا إن جرى فإنما يجري بشراكة غير ممكنة النفي من أعلى مستويات المسؤولية وحتى لو كانت النيات طيبة وكان الحاكم الحالي ليس مجرما مباشرة، فإنه في الحقيقة وبأقل توصيف، قد فشل في أداء مهمة إزالة الجريمة والوقوف بوجهها، ومن ثمّ فلابد من تغييره، بمعنى أصبح التغيير واجبا. ووجب عدم تكرار اختياره لمهمة لم يستطع إنجاز شيء مفيد فيها. ومن ثمَّ فأولا وبشكل قاطع لابد من التغيير وعدم إعادة الأسماء التي كانت في مجالس المحافظات طوال العشر العجاف لأنّ تكرار الاختيار يعني تكرار مواصلة الجريمة بحق الناس واستلاب لا لثرواتهم بل لحيواتهم.

والآن، من يمكنه أن يكون البديل؟

في ظل التعمية والتضليل وأبواق تعزف ليل نهار وفعاليات وجعجعة بلا طحن. واستدرار عطف ومشاعر وركوب موجة الدفاع عن الفقراء واستغلال القدسية الدينية وعباءة رجل الدين وعمامته، وغيرها من ألاعيب، في ظل كل ذلك لا يمكن للضمير الحي أن يقبل لنفسه إعادة أي صوت شارك في سلطة السنوات العشر العجاف. وعليه فالبديل الذي يبحث عنه المواطن  يتمثل في المصداقيةي والنزاهة وفي الكفاءة والأمانة...

فمن يتسم بهذه السمات؟ لو تفكر الناس وتدبروا أمرهم فإنّ كل مواطن يعرف أن الشعب العراقي برمته كان تاريخيا ومازال عبر تجربته في السنوات العجاف يعرف أنّ جهة بعينها تحديدا هي التي أطلقوا عليها ((أصحاب الأيادي البيضاء)) وأنّ هذه الجهة لفقرها المادي لأنها لم تفسد ولم تنهب ولأنها من وسط الناس الفقراء أنفسهم، لم تمتلك فضائيات ووسائل إعلام ورشى للمطبلين والزاعقين ولكنها تمتلك صوتا أعلى وسط عالم النزاهة والمصداقية أنها القوة الوحيدة التي دخلت المسيرة ولم تنهب، وأنها حافظت على القيم السامية النبيلة...

وهذا يعني أنّ الشعب بكل محافظة يمكنه اليوم بعد أن تأكد من واجب التغيير ألا ييأس وأن يبحث كل مواطن بنفسه عن القائمة التي  تمثل (أصحاب الأيادي البيضاء) ويمكنه الوصول إليها على الرغم من التعتيم والتضليل والزعيق وتشويشه. فببساطة مسؤولية المواطن ألا يكرر من أفسد أو جرى في ظل سلطته الفساد وأن يبحث عن هذا البديل الجوهري بعيدا عن كل تفاصيل تضليلية من قبيل الخضوع للعبة التكفير من جهة ولعبة إسقاط القدسية وحتى لعبة الطائفية وخطابها فلقد شبع الناس فقرا من وراء كل تلك الآلاعيب!!!

وللوصول إلى ((أصحاب الأيادي البيضاء)) وفي الحقيقة الضمائر الحية والقلوب الأنصع بياضا ليروا من يشير إليهم  أصحاب العقول الرشيدة من الأكاديميين والكتّاب والمفكرين والأدباء والفنانين. وبهذا يعيد الناس تصحيح المواقف ويعطوا الخبز للخباز كما يقول مثلهم الدارج والخبير أي أن يكلفوا الكفاءات القادرة على إنجاز المهام الوظيفية والتصدي للمسؤوليات الكبيرة بعقل وعلم ينتمي لتشغيل المصانع واستصلاح المزارع وتقديم الخدمات فذلكم مما لا يمكن لجاهل أو فاسد زور شهادته أن ينهض به، لكنه ممكن فقط بوساطة الكفاءة الحقيقية بخاصة تلك التي تتسم بالأمانة والنزاهة.

أنا مع تلك العقول العراقية الأصيلة الخبيرة النبيلة، لا نقبل أن نقف على الحياد بين جعجعة وتضليل يريد تكرار من مرّت في ظلالهم جرائم الفساد والتقتيل ودموية العنف وإشاعة الخراب وبين من يمكنه أن يتصدى للجريمة ويعيد لحيوات الناس الأمن والأمان والتمتع بالحرية والكرامة وبكامل الحقوق والمطالب. ومن هنا فإنّ الحياة السلبي بين قوى الفساد وقوى النزاهة هو انحياز لصالح الفساد. وترجيح لكفة التضليل.

وعليه فقد أعلن أصحاب العقول ومنطق العلم وحكمة التجربة البشرية أنهم بلا تردد يدعمون التغيير ممثلا في قائمة أصحاب الأيادي والقلوب البيضاء والضمائر الحية التي تحتضن الكفاءة من جهة وتتسم وتتمسك بالنزاهة حقا والأمانة فعلا وممارسة وهي اليوم تدخل السباق الانتخابي لمجالس المحافظات باسم ((تحالف العدالة والديموقراطية422)) في بغداد وإننا لنضع قائمة التيار المدني الديموقراطي؛ تيار يقدم الكفاءات القادرة فعليا على التغيير، لتمسكها بالنزاهة والأمانة، نضعها بين أيديكم... وخيارنا هنا لم يكن عاطفيا ولا حزبويا ضيقا؛ فنحن أكاديميون جامعيون مستقلون؛ ومن هنا فإنَّ انحيازنا يبقى ثابتا لا يحيد عن مصالح الشعب والوطن كونها الأولوية وكونها فوق كل اعتبار..

فلا تنسوا أن تختاروا من يدير برامج البناء بدقة وموضوعية. لأنَّ أصواتكم أمانة في العنق وموقف للضمير الصادق الأمين.. ، تجاه أنفسكم وعوائلكم وبناتكم وأبنائكم. أنتم تعبرون عن وعي بمطالبكم ومن يمكنه أن يلبيها حقيقة وممارسة.

إنَّ خياركم الانتخابي يفرض أن توظفوا العقل والمنطق وحكمتهما وسدادهما وما منحتكم إياه تجربة عشر سنوات عجاف؛ فلا تجعلوا انتماءكم لحزب أو تجمع أو طائفة أو طرف، سببا يفرض عليكم إعادة فاسد أو من أهمل وقصَّر وكان بابا للجريمة بل لتكن التجربة الأليمة الفاجعة التي عشاموها طوال تلك العشر العجاف، سببا لقرار التغيير: فهلا تحدينا أنفسنا والظروف الصعبة واتخذنا قرار التغيير بلا تردد يوقعنا بعشر سنوات أخرى من الآلام والنكبات!!!؟؟؟

أنتم الأوعى والأجرأ على اتخاذ القرار الأنجع.

فإلى كل من يقرأ هذه الكلمات، إلى من يحيا بحب الوطن والناس، واجبنا معا وسويا أن ندلَّ الجميع على خيار (النزاهة ، الأمانة، وبالتأكيد الكفاءة)) وهذه السمات وعن تجربة يدركها الشعب ليست متوافرة فعليا سوى في أصحاب الأيادي البيضاء... إنّ تحول ممثليكم إلى كبار لا يأتي إلا من اختياركم لأنفسكم ومصالحكم لتكونوا الكبار بوجه التجبر الذي طغى وتكبر. اليوم ممثليكم الحقيقيين خلف الأستار ولكن من يقدمهم ويضعهم في سدة المسؤولية لكي ينهضوا بمهامهم هم أنتم فالتغيير بأيديكم غذ لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. ومن عملنا ومن خياراتنا يأتي التغيير ونحظى بحياة حرة كريمة نريدها ونتطلع للعيش فيها.

واختزالا نضع هنا بين أيديكم التي ستؤشر على خياركم للبديل حقا حيث التغيير جديا ونوعيا وجوهريا، قائمة بالمحافظات وقائمة بأسماء الائتلافات ورقم كل قائمة من قوائم (ترى أن التغيير بين أيديكم)، قوائم التيار المدني الديموقراطي الذي اتسم بشهادة الشعب بالكفاءة والنزاهة والأمانة.. فلنختر هذه القوائم كل حسب محافظته، واحترامنا وتقديرنا لكل الخيارات النابعة من الضمائر الحية.

المحافظة                  اسم الائتلاف                   رقم القائمة

بغداد             تحالف العدالة والديمقراطية العراقي     422

صلاح الدين    تحالف العدالة والديمقراطية العراقي     422

كربلاء          تحالف العدالة والديمقراطية العراقي      422

الانبار          عابرون                                         497

البصرة         تحالف البصرة المدني                       432

ميسان          تحالف ميسان المدني                         426

بابل             تحالف بابل المدني                            477

النجف          تحالف النجف المدني                         510

الديوانية        تحالف الديوانية المدني                      415

المثنى          تحالف المثنى للتغيير والبناء                500

ذي قار        الائتلاف المدني الديمقراطي                  512

واسط          التحالف المدني الديمقراطي في واسط      493

الموصل       قائمة تحالف التأخي والتعايش               469

ديالى           قائمة تحالف التأخي والتعايش              469