لن  يُعيدَ عاقل فاسدا أو مجرما للسلطة.. ولا بديل إلا ذوي الأيادي البيضاء

أ.د. تيسير عبدالجبار الآلوسي

رئيس المرصد السومري لحقوق الإنسان

رئيس البرلمان الثقافي العراقي في المهجر

tayseer54@hotmail.com

 

 

هذين اليومين، ستلتقي العوائل وكل الأصدقاء والأصحاب، يراجعون مشهدا عمره عشر سنين عجاف تضخمت بأصوات التفجيرات وتعفنت فضاءاتها بروائح البارود وتناثرت الأشلاء البشرية قرابين للجريمة والمجرمين..! وأقل ما يقال عن الحكومتين المحلية (في محافظاتنا) والاتحادية، أنها عجزت عجزا تاما عن وقاية الناس من آثار الجرائم التصفوية البشعة إن لم يقل الفقراء: إن الساكت عن المجرم شريك في جريمته.

إن جميع المراصد الحقوقية سجلت عجز السلطات المحلية والاتحادية عن حماية الناس وفشلهما في توفير الأمن والأمان.. وكثرما كانت أدوات الحكومتين يستخدمها المجرمون في تنفيذ جرائمهم بحق أبناء الشعب وبناته.. وباتت الجريمة مفضوحة حتى ما عاد الأمر يقف عند بيانات تعلنها تلك المراصد الحقوقية بل بات المواطن يحياها مشاهد مكرورة في تفاصيل يومه العادي. إنه يذهب لأسواق خربة وشوارع مدينته بلا أي شكل للخدمة  ولا بحدودها الدنيا! وتطفح مياه الصرف الصحي وتتكسر لتدخل بيوتنا في أي سحابة مطر تنزل وهي حتى في الصيف الجاف بحيرات آسنة تجلب الأمراض! ولا ماء صالح للشرب ولا كهرباء على الرغم من أن الحكومتين تطلقان الوعود بحل تلك الأزمات في كل عملية انتخابية!!

اليوم تنظر ملايين العوائل الفقيرة بمشاعر لا يحسها غيرهم. ينظرون بحسرات وآهات إلى  مقدار الخراب والأرض اليباب وحجم الدمار والعذاب، ذاك الدمار الذي ألحقته الحكومتين المحلية والاتحادية بدل أن تشق الطرقات وتعبِّدها وبدل ترميم المباني وبناء الجديد حتى أنها هدمت ما كان من بقايا فحولته إلى خرائب كآثار مهملة. وأزمات السكن والافتقار للمستوصفات والمستشفيات والمدارس ودور العلم من معاهد وجامعات هي في انحدار وانهيار.. فلا أمل في جهات همها الأول والأخير السرقة ولا غير..............

وبدل سلامة بيوتنا وبيئتنا ونظافتهما وتطهرهما باتت من التلوث ما فاق أية نسبة يمكن للبشر أن يحيوا فيها، فتفشى بين بناتنا وأبنائنا التسرطن والأمراض الوبائية والمزمنة والفتاكة، ولا من يهتم بوقاية أو علاج...

ولا شيء عالجوه بل زادوا في الأوضاع سوءا وجلبوا الكوارث تلو النوازل حتى بتنا قاب قوسين أو أدنى من جريمة إبادة جماعية شاملة يصبح فيها العراق أرضا يبابا ليس بلا زرع ولاضرع حسب بل بلا بشر أسوياء أصحاء لتنفرد القوى التي تستكمل نهبه بلا حسيب ولا رقيب!!!

أما هذه العوائل التي تلتقي اليوم والتي لا تنظر إلا إلى رزق يومها فستكون غادرت بلا من يقي بناتها وأبنائها من الغوائل ولا من يعيلهم وبلا حتى من يبكي رحيلهم!!!

واليوم، إذا كانت الانتخابات هي أداتنا ووسيبتنا للاختيار ولتكليف من نرى فيه الثقة كي ينهض بالمهام المؤمل فيها من بناء المساكن وشق الطرقات وتقديم الخدمات وتوفير الأمن والأمان وإلى التقدم بالتنمية والقضاء على البطالة والتوجه لمعالجة كل أشكال الخراب، فماذا سنفعل بهذه الأداة، من سنختار بهذه الانتخابات؟

أليس من اللازم والواجب اليوم قبل الغد، أن ننظر جميعا في قول: كفى للجريمة والمجرمين؟

أليس من الصائب والأجدى حتى بأقل وصف لمن أودعناهم الأمانة وفشلوا في تلبية مطلب أن نأتي بغيرهم من البديل المؤمل؟

أليس من العقل والحكمة أن نمنح الخبز للخباز ونأتي بالكفاءات الأنجع في جهود العلاج والبناء؟

أليس من الرشاد والسداد أن نأتي بالنزاهة والأمانة كي نأتمنهم على ما نكلفهم به؟

ألا تكفي جراحات فاغرة طوال عشر سنين من الشدائد والأزمات لنقول كفى؟

أليست ألاعيبهم في القدسية والطهر والتدين والخشوع والكذب ليل نهار علينا وبتبجحهم بصحوات الضمير وبالدفاع عن القيم النبيلة باتت مفضوحة بما يكفي للكشف عن سبب مقاتلنا؟ والتعرف إلى جوهر أولئك الذين حكمونا عشر من البلاء وهم الأقذع والأقذر فسادا والأكثر فجورا وإجراما؟؟؟

من سرق منكم كامل ميزانيات البلاد؟ ومن سرق حيوات العباد؟ هل الفقير الذي يشقى لأجل لقمته هو الذي سرق وأجرم؟ أم شارق ثروات البلاد والمجرم الكبير هو راس السلطة في المحافظة وفي البلاد؟

وحتى لو كان المجرم مجهولا؛ أليس من الصائب أن نكلف شخصا كفءا قادرا على ضبطه ليوقف نزيفنا في حيواتنا ودمائنا وفي أموالنا واغتصاب وجودنا؟؟؟

أليس من الاتعاظ ألا نعيد مجرما أو فاسدا لسلطة وكَّلْناه إياها فخان أمانتها؟  فإلى متى سنعيد من يضحك على الذقون من أدعياء التدين المزعوم؟ إلى متى نظل مغمضي الأعين عن الزيف والتضليل الذي استكلب علينا واستذأب؟ وإلى متى سنعيد إنتاج قتلتنا؟؟؟

 

من يريد مزيدا من الألم والوجع، ويتذرع لتنويم ضميره بأنه ينتخب من يزعم أنه من ورثة الرسل والصحابة الصالحين! فليصمت. لأنه لا علاقة بين الأنبياء والصحابة الصالحين وبين من يدعون الانتساب إليهم كذبا وكل ما جرى من تحت أياديهم هو خرابنا وبؤسنا وانحدار أوضاعنا إلى الحضيض! ألا تكفي كل تلك المؤشرات لتفضح زيف الادعاء وننتهي من لعبة الضحك على الذقون بإسقاط وهم القدسية على كل من هب ودب من الأفاقين والمجرمين!؟ لمن يريد التمسك بعضويته بحزب أو حركة أو جهة كانت ممن تحكم بالسلطة طوال العشر البلاء، فليفعل ويبقى معهم ولكن لا يذهبنَّ للتصويت للمجرم لأنه لا يحيا بهذه البلاد لوحده بل هناك شعب يريد أن يحيا أيامه حرا كريما يريد أن ينعتق من زمن الجريمة وقذارة الفساد، ولا يجوز لمن يصوت أن يشارك المجرم جرائمه بإعادته ..

ولمن يريد التغيير، فالتغيير بين يديه؛ ويستطيع أن يضع البديل ويختاره يوم الانتخاب والتصويت وينتخب لمصلحة أبنائه وسلامة فضاءات حيواتهم على أقل تقدير.. ولا يزايدنّ امرؤ على قشمريات أدرك ويدرك ويعرف بحسه وبتجربته أنها لعبة لم تأت إلا بالجريمة والخراب... وكل الخطب الجوفاء لا العصماء بما تدبج لا تعني شيئا أمام الفعل وأمام الوقاع المزري فالناس لا تُطعم  أبناءها من خطب (السادة) المزعومين.. ولا تعالجهم بالوعود الوهمية التي كرروها عشرا من السنين ولا من حبة دواء! وليقل كل منا أين كنتم في العشر المنصرمة على أنين بناتنا وأبنائنا؟ لماذا لم تنفذوا تلك الوعود ذاتها طوال العشر التي أهلكت أحبتنا وأعزاءنا وفلذات أكبادنا؟ أتريدون عشرات أخرى لمزيد من العبث بمقدراتنا؟؟؟

انتبهوا وعوا، فإنّ الخيار بين أيديكم والتغيير بخياركم وإلا فلات ساعة مندم من إعادة المجرم يتحكم بكم.. فهذه المرة أنتم المقتل الجديد!!!

فلا تعيدوا لا كتلة ولا حزبا ولا حركة ممن حكم في السنوات العشر العجاف.. إنهم يلتقونكم يوميا ويجمعونكم ربما عنوة وربما بجزرة لا تغني ولا تسمن، ويخطبون بكم بوعود مكرورة بلا ضمير وبلا ما يفرض عليهم التزاما واجبا لأنهم يدرون أنكم من الطيبة أنكم أعدتموهم مرات سابقة وربما يفلحوا في إقناع بعضكم لإعادتهم..!!! إن المجرم وشريكه هو ذاته الذي يرتدي عمامة الصلاح وما هي كذلك.. ويلبس جلباب التدين وما هو كذلك.. ويتسمى بعوائل الشهداء وأبطال الأمة وسِفرها الخالد وما له من صلة بهم سوى بالاسم.. لا تنسوا إن كل الذي حكم طوال العشر الدموية البشعة من أي حركة كان سيكون إعادته للحكم جريمة.. فهل فيكم من يريد المشاركة بجريمة نهب وتخريب أو بجريمة قتل أقذر وأبشع!!!؟

فانتبهوا أن يكونوا غيّروا رداءهم وعنوانهم ليعودوا من الشباك بعد أن طردتموهم من أوسع الأبواب وأخرجتموهم من قلوبكم الطيبة.

ها هي الانتخابات آلية الديموقراطية تطل عليكم لتقولوا كلمتكم لا بتأثير الانتماء الطائفي أو العشائري أو العائلي أو الحزبوي أو الفئوي بل هي أداة وضعتها البشرية لكي تختار الأكفأ وتضعه بسدة المسؤولية ولكي الفاسد المجرم قطعا وتمنعه نهائيا من العودة ولكي تغير من يفشل في أداء المهمة أيا كانت العلاقة معه والصلة بحزبه أو حركته. فالانتخاب يجيز لنا بل يوجب علينا أن نغير من أجل عالمنا الإنساني الكريم، ونحن نستحق الأفضل إذا اخترنا الأفضل.

وبهذا فإن البديل بات واضحا حيث نقطع الصلة والنظر في كل من حكم في ماضي يجب أن ينتهي والبديل واضح حيث نشيح بأفئدتنا عن هذا الماذي بكل أمراضه ونلتفت إلى أنفسنا لنختار بديلنا بحق بديل التغيير الذي لا يقوم على الخطب ودجلها بل على الصلة الثابتة بمطالب الناس كصلة الرحم التي لا تنقطع. إنّ هذا اليدل يتمثل في أصحاب الأيادي البيضاء فهي طاهرة بيضاء من كل قرش منهوب وسحت حرام وهي طاهرة نقية بيضاء لم تتلطخ بجريمة ولا بدم فقير أو بألم إنسان ومواجعه وفواجعه... إنهم منكم وإليكم.. هؤلاء  من يجب أن تبحثوا عنهم بين القوائم، لتصلوا  إلى أسمائهم وأرقام قوائمهم..  وبلا تردد اتجهوا إليهم ولا تنسوا العشر الدموية العجاف، كي لا تعيدوا اسما من قوائم الماضي وكي تختاروا جديدكم بديلكم الحاسم..

ومن أجل أن تختاروا بسلامة ونجاعة وحكمة ضعوا هذي الثوابت في الذهن والضمير والفئاد:

1. لا إعادة لجميع من حكم وتحكم طوال العشر الهمجية الوحشية العجاف.

2. لا اختيار لكل القوائم المتخفية بأردية الأسماء اللامعة كذبا وزورا وبهتانا.

3. وبديلكم موجود في ذوي الأيادي البيضاء حيث الكفاءة والنزاهة والأمان وحيث التغيير الأنجع

أما إن سألتم عن قوائم هذا البديل وليس قوائم الادعاء المزيف الكاذب والمضلل وليس المتخفين بالخطب الجوفاء ولا بالادعاءات وإسقاطات من تلطخوا بسرقة أموالنا وبجرائم هدم بيوتنا وتخريب مزارعنا ودمار مصانعنا وجرائم القتل فينا طوال تلك العشر من المآسي والنوازل والكوارث إذا سألتم عن البديل فها هي الأسماء والعناوين والأرقام ففيها من ستجدون فيه الكفاءة والنزاهة والأمانة بحق على وفق تجاريب شعبنا في تاريخه وحاضره فانتخبوا خيار البديل المدني الديموقراطي، انتخبوا الكفاءة والنزاهة وها هي القائمة التي سنختار منها وفيها أسماء  بديلنا ولا من ينظر في اختيارنا سوى ضمائر حية وتمسك بمصالح بناتنا وأبنائنا وحقوقهم علينا في أن نختار من يبني لهم ويوفر لهم حقوقهم ومطالبهم:

 

 المحافظة                  اسم الائتلاف                   رقم القائمة

بغداد             تحالف العدالة والديمقراطية العراقي     422

صلاح الدين    تحالف العدالة والديمقراطية العراقي      422

كربلاء          تحالف العدالة والديمقراطية العراقي      422

الانبار          عابرون                                     497

البصرة         تحالف البصرة المدني                      432

ميسان          تحالف ميسان المدني                       426

بابل             تحالف بابل المدني                          477

النجف          تحالف النجف المدني                       510

الديوانية        تحالف الديوانية المدني                     415

المثنى          تحالف المثنى للتغيير والبناء               500

ذي قار        الائتلاف المدني الديمقراطي                 512

واسط          التحالف المدني الديمقراطي في واسط      493

الموصل       قائمة تحالف التأخي والتعايش               469

ديالى           قائمة تحالف التأخي والتعايش              469