من أجل مظاهرة وطنية كبرى مشتركة باسم عراقيون من أجل السلام

مكمن الطائفية مراوغتها ولكنها مهما قاومت العلاج فمآلها الانتهاء

 

الصوت المدني الوطني الديموقراطي في العراق اليوم بات عاليا؛ ولكن المشكلة المستجدة أن العراقيين ييجابهون استفحالا للمرض وكونه غائرا عميقا، حيث المرض تفشى في الأنفس  وطغى في فضاءء الخطابات بظل الفوضى والربكة والأمية والجهل والمشاغلة بلقمة العيش وبظواهر انفلات الأمن بكل معاييره..

وها نحن نشاهد أحدهم يقول لنا: إنه ضد الطائفية ولكنه من حيث يدري أو لا يدري يحتفظ بأحادية النظر فيتغافل، عامدا أو حرجا أو سهوا أو لأي ذريعة أو حجة أو سبب، عن انتمائه لقوة طائفية وتأييده لزعاماتها الطائفية ويكتفي [في رفضه للطائفية] بالإشارة إلى عناصر طائفية من لون مذهبي (طائفي) مختلف عنه؛ والأنكى أنه بسبب تلك العناصر المريضة التي يشخصها، يلقي اللوم على الآخر من أتباع مذهب لا ينتمي هو إليه صابغا إياهم بالطائفية وسبب التحريض والمآسي وبأنهم هم الطائفيون!؟

وهنا تكون النكبة الأصل، والوقوع في فخ الطائفية المراوغة حيث أعود لأكرر أداءات طائفية وأخدم زعامات الطائفية وفلسفتهم المرضية التي يريدون اسرنا فيها أبديا.. ليتاجروا بنا قطاعن ضحايا لتجارتهم الرائجة!!

و للتخلص من الطائفية عليّ أن أنزع عن نفسي انتمائي فعليا من الطائفية عبر قبول الآخر، أخا في الدين والوطن وأرتقي بنفسي بعيدا عن خطاب الاتهام المجاني التقسيمي التحريضي لذاك الأخ في الوطن..

إن أول دروب إنهاء الطائفية يكمن في إيماني بأن الأغلبية العظمى من أتباع المذهب الذي أنتمي إليه مثلهم مثل الأغلبية العظمى من أتباع المذهب الآخر، هم جميعا وعلى حد سواء، سواسية في كونهم ضحايا للقلة من الخارجين على أتباع المذهبين. تلك القلة التي تتشكل من المتشددين المتطرفين المرضى بالاحتراب وبحلول لا تقوم إلا على الثأر والدم والتصفية وإلغاء الآخر..

فلننتمِ إلى الأغلبية من المذهبين ولنرفض الأقلية من الطائفيين المرضى.. لنخرج من أحزاب الطائفية وجمعياتها أو لنجمّد وجودنا فيها كي لا نُستغل لمصالهم الدنيئة. ولنبنِ جمعيات مدنية مكينة قوية تمضي بنا معا وسويا أبناء الوطن إلى حيث نبني البلاد جنة لنا معا وسويا.. فالدين لله والوطن للجميع وإنما استخلفكم الله على الأرض لتعمروها لا لتقتتلوا وتخربوا وتدمروا..

وكل من يقود لخصام، مجرد خصام، ولا أقول لاحتراب ليس منا .. نحن أبناء الشعب من البسطاء والنخب، نريد السلم الأهلي والأمن والأمان، كيما نمضي للبناء والعمار،  كما كل شعوب الأرض.

أسجل هذه الومضة مركِّزا على التنبيه بشأن اتخاذ المواقف تجاه الآخر ولا نرى من الطائفيين سوى من يقع خارج مذهبنا والأسوأ اننا لا نرى التحريضض إلا في هذا الجناح من الطائفيين والأكثر سوءا أننا نصبغ الآخرين بتهمة نعمم فيهيا ما يقوم به بعض أنفار من طائفيين مرضى يتخفون وراء انتماء لأتباع مذهب وهم الأبعد عن أولئك.

أسجل الومضة هذه في وقت باتت تظهر دعوات لوقفات ضد الطائفية ولكنها [[ومن دون قصد]] أما محدودة أو ذات منطلق أحادي أو فيه بعض ثغرات وبحاجة لاستكمال أو تقع في أحابيل مراوغة للطائفية..!

 فهلا نضَّجنا حملاتنا ووحدناها وجعلنا منها منبرا نقيا واعيا لدوره كي نخلّص الناس من تلك الوعكة التي استفحلت فصارت مرضا عضالا!!؟

 إنني هنا أعول على النساء، فإنهن اللواتي سيقدن مسيرة السلام والتسامح في العراق الجديد، لأنهن الأقرب لحمل راية السلام كما كل نساء المعمورة؛ ولهذا أدعوهن للنشاط الأكثر فعلا وتأثيرا بمختلف الميادين والمجالات ولا يقبلن محاصرتهن بكتاب الطبخ وأدوات المطبخ ولا الوقوف عند تخوم الزينة والمكياج والأزياء وهي جميعها من كماليات الحياة المطلوبة ولكنها ليست كل الحياة كما أنها غير متاحة في ظل تصاعد غبار الحروب ومعرك الطائفية وحليفيها الإرهاب والفساد .. إن وعي المرأة العراقية من العمق ما يجعلها بحق الرمز والمحرك الفاعل  لقييادة مسيرة جديدة للتسامح والسلام .

لترفع بناتنا وأخواتنا وأمهات مشرقات خيرا، رموز السلام صورا وإيقونات ولتنقل النسسوة موضوعات تعالج وسائل تحقيق السلام ولتضع في أعلى صفحاتهن شعارات السلم الأهلي والتسامح واقوال ماثرة فيها.. ولتتسع ثقافة تحث على خطاب مدني دييموقراطي وطني في الإخاء وفي رفض التقسيم وخانات الطائفية وليكن بين علاقاتنا الساس من جميع مكونات البلاد رفضا لاتشظي والانقسام المرضي...

أما شبيبتنا الذي لا ينتمون لماضي الخراب والظلمة والتخلف فإنهم سيقدمون خطاب العصر ويتحدثون عن قيمه وعن وسائل البناء مقتدين بآباءء ضحوا من أجل الخير والسلام وآليات التسامح. ولا يخدعنكم أحد بأن التسامح ضعف أو إقرار بجريمة أو قبول بوجود مجرم بل التسامح هو تعايشش المكونات سلميا مدنيا ورفض احترابها أما المجرمون فهم أفراد معزولين بوحدتنا محاسبين على جرائمهم على وفق القانون العدل والقضاء النزيه.

هكذا ينبغي أن تنطلق حملة تخطها نساء ضد الطائفية ونساءء من أجل السلام وشبيبة التسامح ومجموعات مدنية قويية ضد تحالف (الطائفية الفساد الإراهب).

وتحية لكل الحملات التي تتبنى إشاعة الاستقرار والأمن والأمان وخطاب التسامح والسلام وهي ليست سلبية لأنها ليست شاملة بل هي إيجابية بما تنهض به. وتنتظر تفاعلاتنا فيها جميعا كونها حملات مهمة للدفاع عن وجودنا الإنساني الكريم..

وآمل أن أجد ولادة عاجلة لجمعيات:

1. نساء من أجل السلام والتنمية.

2. نساء ضد الطائفية.

3. شبيبة ضد الفساد.

4. عراقيات ضد الإرهاب.

5.  منظمة التسامح والسلم الأهلي.

كما آمل أن تنطلق حملات وطنية شاملة

1. حملة ضد الطائفية وحروبها العبثية

2. ضد العنصرية والشوفينية

3. أولوية الوطني على التقسيمات المجتمعية

4. حماية السلم الأهلي

5. حماية الحريات ولتبدأ من حرية التعبير والتظاهر والحريات الإعلامية الصحافية.

6. حماية الحقوق بدءا من حقوق الأرامل والكهول والأيتام والحقوق القومية والدينية والمذهبية بخطابات ثقافية مدنية ناضجة

7. استكمال بنية مؤسسات وقوانين الدولة المدنية والتوجه لانتخابات ديموقراطية نزيهة سليمة.

إنها مجرد ومضة بدأت بكتابتها لتأكيد وسائل خروجنا من قيود وغسار الطائفية التي تغلغلت فينا مرضيا لنعود إلى حضن وجودنا الإنساني الأسلم الذي يمكنه أن يحمينا ويوفر لنا فرص الحياة الحرة الكريمة.

أيتها العراقيات.. أيها العراقيون

من أجل أن تتحول كل تلك الحملات المناهضة للطائفية والعنصرية ولما يمزق النسيج الاجتماعي، من أجل تحويلها لنشاط وطني نوعي كبير لتثمر، كونوا قدر مسؤولية التصدي للجريمة التي يقودونكم إليها فأما حرب لا تبقي ولا تذر أو سلام نحيا فيه بخير وطمأنينة؛ وجميعنا مسؤولون عن الخيار فلا تتركوا من يقود الأوضاع من عناصر تتحكم بالمؤسسة الرسمية أو من أخرى تتحكم بمنظمات متمكنة من مكونات مجتمعية؛ لا تتركوا لهم قيادة دفة السفينة نحو متلاطم هائج البحار وعواصفه.. بل لنخرج بتظاهرات من أجل السلام بوحدتنا الوطنية.

إنني أدعو لتظاهرة تخرج في جميع المدن والقصبات باسم تظاهرة هويتنا عراقية مدنية وطنية لا طائفية ترفض سطوة الفساد والإرهاب. وليكن السنة وسط الشيعة ويتقدموهم والشيعة وسط السنة يتقدموهم وليكن المندائيين والأيزيدية والمسيحيين ورجالات الدين فيهم بأزيائهم يتقدمون الجميع. وليتآزر الجميع في هذه المظاهرة الوطنية التي تخرج بمناسبة ثورة العشرين الوطنية ولنخرج نساء ورجالا  وبكل ألواننا وأطيافنا وهوياتنا وليكن شعار العراق سعفة  وسنابل وورود ورايات بيضاء فقط لا غير. وللجنة تحضيرية بعينها أترك التفاصيل والمحددات، وأدعو لتشكيلها عاجلا وأن يجري التنسيق بين المهجر والوطن بالخصوص.

أ.د. تيسير عبدالجبار الآلوسي  tayseer54@hotmail.com