14 تموز يوليو يوما لأبرز الأعياد العراقية القديمة ورمزا لأعياد الاحتفال بمنجز الناس وحصاد ثمار ما زرعوا

14 ديموزي هو عيد التسامح والسلام عند السومريين

أ.د. تيسير عبدالجبار الآلوسي

رئيس جامعة ابن رشد في هولندا

رئيس البرلمان الثقافي العراقي في المهجر

tayseer54@hotmail.com

 

 

 

لآلاف السنوات والأعوام، وفي مختلف ظروف الشعوب السومرية، احتفلت تلك الشعوب جميعا في منتصف تموز يوليو بالعيد الأهم عندهم؛ إنه عيد حصاد ما زرعوه لتجنيه أياديهم خيرا مؤونة لعامهم. ولعل المدة التي انقطع فيها الاحتفال بهذا العيد أقل بكثير من مدة الاحتفال به إذا ما حسبنا آلاف السنوات من عمر تلك الحضارة التي احتفلت بالعيد توكيدا لهويتها المدنية، وحضارتها المتنورة المتفتحة، الحضارة التي لم تكبّل نفسها بقيود تعادي إنسانية الوجود. ولم يكن ذلك التفتح لانفلات سلوكي قيمي أخلاقي لتلك الشعوب بل كانت تلك الشعوب هي التي كتبت أول القوانين ومارست أول  طقوس تهذيب وتثقيف وأنسنة وتحضر مجتمعها.

اليوم وقد وجد العراقيون أنفسهم وسط طوفان من الطقوس المتخلفة الظلامية، الطقوس المصطنعة لتكبيل المجتمع وتقييده بقيم ما أنزل الله بها من سلطان؛ اليوم وقد تحالفت قوى الظلام، من ثلاثي (الطائفية الفساد الإرهاب)، لتنزل عليهم في سلسلة جهنمية من جرائم التمزيق والتشتيت واختلاق الاحتراب والتناحر فإنه ليحق لهم من أجل توكيد وجودهم الوطني وهويتهم الوطنية بعمقها المدني الإنساني، يحق لهم من أجل ذلك استعادة الاحتفال بيومهم الذي احتفلت تاريخيا به شعوب سومر، العراقية القديمة، كونه العيد الأبهى والأهم والأبرز لديهم.

إنّه عيد لم يكن مقصورا على احتفال بثمرة حصاد، ولا برمزية تجدد ولادة؛ ولا حتى ما أسقطوا عليه التأليه والتقديس أي ولادة ديموزي أو تموز رمزا لولادة الحياة وتجددها عندهم بل كان الاحتفال أشمل من ذلك وأبعد معبرا عنه بــ (عيد السلام) عند السومريين أو العراقيين القدامى.

فعند الحصاد يلتقي الجميع لتجديد التآلف والتكاتف والتعاضد لجني مازرعته السواعد، ومن أجل الاحتفال بثمار الجهود والعمل يحمِّلون المعاني القدسية للعمل لكونه أداة أنسنة وتمدن، ومن ثمّ لكونه توكيدا على ولادتهم من جديد بعد جدب وممات! ولأنّ الاحتفال بهذا العيد يقتضي تناسي كل الاختلافات والتجاذبات والتعارضات وربما الصراعات فقد حمَّلوه معاني (السلام) مستولدة من المحبة والتسامح ومن عقلية متمدنة تُعلي من قيمة العمل وتمنحه القدسية كونه سبب الأنسنة والوجود المجتمعي.

وهكذا كانت أبرز سياقات الاحتفال ورموزه منتصف العام السومري القمري (14تموز) هي رموز ((السلام)) وما تتضمنه من فضاء التآخي والتعاضد وتوكيد الهوية المشتركة ومضامينها المدنية المتحضرة، التي تتفتح على كل معاني الخير والمحبة والاعتراف بالآخر والتسامح وإجراء طقوس مخصوصة  للمصالحات والاعتذار والصفح والتسامح بالمعنى الأشمل للمصطلح وإعلان انطلاق الاحتفال بيوم السلام.

إنّ هذا اليوم له رمزيته الخاصة في تاريخنا القديم وله رمزيته الخاصة عند كثير من الشعوب. إلا أننا يمكن أن نتذكر أنه كان يوما بارزا ومهما في تاريخنا الحديث أيضا فهو يوم تحقق فيه الانعتاق من الأحلاف العسكرية ومن التبعية لأجنبي في أمر أو آخر وتمّ فيه استعادة أكثر من 99% من الأرض العراقية من سطوة شركات امتصته طويلا  كما كان يوما لإطلاق جهود التعليم ومحو الأمية وإسكان الفقراء وبناء الركائز الأساس لعراق جديد.

ومن الطبيعي، أن يأخذ الناس المعنى الجمعي والدلالة الأشمل والأعمق لرمزية يوم، فيحتفلون به على وفق هذا السياق. بمعنى ألا يكون بعض ما حصل لفرد أو مجموعة أو جهة مما صادف في ذات هذا اليوم عبر آلاف السنين في تاريخنا القديم أو عبر تاريخنا المعاصر سببا لإلغاء المقصد التاريخي الذي ترسخ في وجدان الشعب وهويته الحضارية، من دون أن يتعارض هذا أو يفرض قسرا على أحد أن يمارس طقسا مخالفا لوضعه المخصوص.

إن الاحتفال بيوم 14 تموز هذا العام، سيكون له دلالة مختلفة نوعيا في ظرف يجابه العراقيون وضعا معقدا بتحدياته وتهديداته لهم. لقد أفضت التداعيات الناجمة عن تراكم أخطاء بمستوى نوعي خطير لوضع العراقيين على حافة هاوية الاندثار وخراب لا تقوم لهم بعده قائمة! الأمر الذي يدعوهم جميعا  للعمل معا وسويا من أجل حاضر زاهر يستجيب لمطالبهم وحقوقهم ويلبي حرياتهم فيما يمكّنهم من التوجه صوب غد أفضل وأمثل وأجمل.

إن الامتياح من ثقافة تنويرية، ثقافة سومر المدنية وسومر التحضر ومنطق العقل والعلم، هو إحياء فعلي لهذا الإرث الضخم الذي استفادت منه البشرية فوصلت بوساطة التمسك به إلى ما وصلت إليه اليوم.. بينما كان تراجعنا بسبب من أن كثيرا منا ولَّى وجهه صوب رجال فلسفة الكهوف والخرائب، تلك الفلسفة الظلامية التي أسقطت على نفسها القدسية زيفا وزورا وبهتانا وتضليلا ينبغي ألا يغيب عن بال أحدنا وأن نكتشفه من النظر إلى ما نحن فيه من أوضاع مزرية بالية!!؟

إن مجرد النظر إلى أنفسنا نحن العراقيين سنجد دولتنا في ذيل القائمة عالميا في يومنا! مع أننا نملك ثروة علمية بشرية فائقة القدرات ومئات آلاف من العقول العراقية تبني في بلدان أخرى مضطرة للعيش في المهاجر وملايين من طاقاتنا العلمية وطاقات العمل والبناء معطلة مستلبة الإرادة محجور عليها في أروقة محاجر ومؤسسات تسوق الجميع قسرا نحو وجهة غير وجهة العمل وغير وجهة البناء وغير وجهة التقدم ومن ثمّ غير وجهة المسرة والاحتفال بالفرح!

إن قضية الاحتفال بيوم السلام العراقي، يوم التعاضد والتآلف والتآخي، يوم المحبة والوفاء، بيوم وطني للهوية الإنسانية لوجودنا ولتمدننا وتحضرنا وسلميتنا هو توكيد لرفضنا همجية الجريمة التي تجتاح وطننا.  إن الظرف العراقي وما يتهدده من جريمة التفكيك وإثارة الاحتراب بين مكوناته وجغرافيا تقسيماته يدعو لتوكيد ردّ العراقيين على هذه الجريمة وتقديمها باحتفالية شعبية بأوسع نطاق هي احتفالية اليوم العراقي للسلام.

إنها دعوتي موجهة إلى الشعب العراقي بكل مكوناته وأطيافه بالمعنى الوجودي لتركيبته وتكوينه بخاصة هنا المجموعات القومية والدينية التي تنتمي للأصل العراقي الأقدم حيث هي وريثة الشعوب السومرية العراقية القديمة، وحيث تتعرض للجريمة بطريقة الإبادة. إن دعوتي موجهة إلى كل عراقية وعراقي يحترمان نفسيهما ويريدان تلبية حقوقهما وحرياتهما ووجودهما الإنساني المنتمي للعصر لا لأزمنة التخلف ولا الانقياد لقوى الظلام. إن دعوتي موجهة لكل من يرفض العنف ويتطلع إلى تحقيق السلام.

من جهة أخرى فإن البحث عن عيد يجمعنا نحن العراقيين بألواننا وأطيافنا ويحقق تجسيدا للسلام، لن يكون بخيار عيد مجموعة أو أخرى بل يجب أن يكون عيدا وطنيا إنسانيا محفورا عميقا في الضمائر وفي الوجدان والعقول والأفئدة عبر آلاف السنين... وهو في واقع الحال موجود بهذا العيد التاريخي المتجذر، العيد الذي نحي مفرداته وطقوسه من جديد ونحن أولى بممارسته واستعادة المسرة والسلم الأهلي فضاء لها.

أيتها السيدات والآنسات أيها السادة ياعراقيي يومنا

لنحتفل بعيد يليق بوجودنا، فكل الأجيال صنعت لها تقاليدها وعاداتها وأعيادها واحتفالاتها، وكل الشعوب لها  مناسباتها المعبرة عن طبيعتها وعن خصوصيتها  ولطالما امتلك العراقيون أروع وأبهى الأعياد تحتفل بوجودهم وتعبر عن هويتهم الإنسانية المتفتحة.

لماذا لا نمارس طقوسنا طقوس آبائنا وأجدادنا، طقوس الفرح والحياة وطقوس قيم التمدن والتحضر، طقوس العمل وحصاد ثماره، طقوس الانتفاض على التبطل الذي يفرضونه علينا كرها وقسرا ونكاية، طقوس استعادة فتح جسور الود والمحبة والوفاء مع تاريخنا المشرق وبيننا جميعا وكافة ...   ففتح الجسور عموديا أفقيا يبقى منطلق رئيس للتمسك بوجودنا العراقي المكين وبالانتصار لاستعادة خيراتنا لمصلحتنا نحن العراقيين لا لمصلحة السارقين الناهبين والقتلة المجرمين...؟؟؟؟؟؟؟

أيتها العراقيات، أيها العراقيون،  الاحتفال لا يكلفنا شيئا، لكن الاقتتال يكلفنا أنفسنا أو أرواح فلذات أكبادنا ونقعد ثكالى بأعز ما عندنا!!!

أيتها العراقيات، أيها العراقيون،  دعوتي لاختيار 14 تموز ليست من افتعال أو اصطناع  بل من ارتباط 14تموز بوجودنا الذي ولدنا فيه عبر آلاف سني وأعوام وجودنا عراقيا وعبر تاريخنا الحديث... وفي كليهما يمكننا أن نبحث لوجودنا عن قيمة وموطئ قدم وسط الإنسانية ومجتمعاتها. لا تستكثروا إطلالة من نافذة بجواركم هي نافذة 14تموز البهية بعبق سومريتها وأصالة تاريخها العريق والمعاصر.

لو بيد أحدنا أموال كرنفال شعبي يمتد من أور حتى آشور ومن بابل حتى أربيل! مجرد أمنية لكن ما هو أهم من تلك الأمنية ولا تجذبه الأموال هو الأنفس التي تختار الاحتفال بهية بِـ طلـَّتِها بحلتها بخيارها المسرة والتفتح ورفضها الأسى والعتمة والظلمة. هذي الأنفس هي نحن يمكننا أن نحتفل بمختلف الأشكال.

ومن أجل تحقيق ذلك لا يتردد امرؤ منا سيدات وآنسات أو كهولا وشبيبة من المشاركة. ألا يجد أي منا مسؤوليته في صنع فرحة وتلبية خطوة في التعبير عن هويتنا الجمعية وعن وجودنا المشترك وعن قيمنا في تبني مسيرة الفرح والاحتفال بقيم التآخي والوفاء والمحبة والتسامح وبالسلام فضاء لوجودنا؟

من أجل تحقيق ذلك ألا نرى أننا معا وسويا يمكن أن نلبي الاحتفال ونمارس طقوس العيد ونؤكد هويتنا بهذا الاحتفال ونعلن عمليا فعليا رفض ما يستلبنا أفراحنا ومسراتنا؟ ألم يتساءل كثير منا: اين ذهب احتفالنا بعضنا ببعض؟ اين ذهب اهتمامنا بعضنا ببعض؟ أين ذهبت أولوية الاحتفال بأعيادنا؟ وأننا تربينا على سلوك وممارسة تؤكد لكل الأجيال أن للعيد واجب الحضور وواجب المشاركة وواجب أن نؤجل كل أمر فردي مخصوص لمصلحة أداء طقوس الاحتفال وممارسته وتقديمه أولوية على كل أمر آخر؟ هل نسي بعضنا أن الاحتفال مقدس الطقوس والممارسة؟

 

ومن أجل ممارسة عملية واستعادة لأبرز أعيادنا التاريخية وأبرز مناسباتنا التي تقدس العمل وأنسنة وجودنا وتحتفل بتجدد أنشطتنا وحيويتنا، أقترح على الجميع الآتي:

1.   أن نبدأ معا وسويا وبأوسع نطاق مشاركتنا بوضع علم 14تموز في صدر صفحاتنا بوسائل التواصل الاجتماعي بكل تنوعاتها.  رز والأهم لدى السومريين.. ومن أجل ذلك فلنرفع جميعا بهذه المناسبة أعلام العراق في تلك الأعوام الخمسة ولنضع صور الزعيم الذي أحبته الملايين ونضع صور منظمات مدنية وجهودها وكل وثائق الحياة والتنوير في بلادنا فضحا للتراجع والظلاميات الجارية بوساطة حلف ثلاثي الطائفية الفساد الإرهاب.علما أن رفع هذا العلم مثلما احتضن عراق 14تموز تنوعات الطيف العراقي ولم يقتصر على طرف أو جهة لن يعني اليوم أنه يعبر عن فئة أو طرف بل يعني رمزيا الإشارة لليوم والمناسبة بعمقها التاريخي لآلاف سنواتها التي احتفلت بهذا اليوم المقدس عراقيا بخاصة بشان الشمس السومرية التي تتوسط علم 14تموز.

2.   أن تبدأ الصحف والمجلات والفضائيات ومحطات الراديو والتلفزة بوضع شارات بصرية سمعية باتجاه الاحتفال بالمناسبة، ومن ذلك وجود علم 14تموز.

3.   أن تهيئ المؤسسات الرسمية وشبه الرسمية الحكومية وغير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني وغيرهما صيغا للاحتفال المخصوص.

4.  أن توجد أشكال احتفال كرنفالي، مسرحي، غناسيقي، تشكيلي، أدبي وبكل مفردات الاحتفال التي تجسد استعادة فعلية لتلك الممارسة العراقية الأصيلة في وجدان العراق والعراقيين.

5.  أن تعمد الشركات لاستثمار دعاياتها وعروض إعلاناتها بوضع شارات يوم 14تموز سواء منها القديمة السومرية أم المعاصرة التي تنتمي ليومنا. ويجري توزيعها منذ الآن احتفالا واستفادة من المناسبة.

6.   يمكن للمنظمات والجهات المؤسسية مباشرة الاستعانة بالفنانين التشكيليين العراقيين لوضع اللوحات والتصميمات المناسبة لميداليات وأوسمة وما شابه مما يمكن حمله بصورة مشتركة عراقيا من الجميع. على سبيل المثال لو أن روابط واتحادات للمرأة والشبيبة والطلبة مارست المهمة مستثمرة غياها لمنح حيوية وخطوة تفعيلية للجهود...

7.  أن توجد لجنة وطنية يتسابق لعضويتها ممثلو مكونات شعبنا الأصيلة من أبناء الشعوب السومرية ومن العراقيين المتمسكين بعراقيتهم وبهويتهم وبتاريخ فلسفة التفتح والتمدن، تقوم بمهمة وضع برنامج كرنفال وطني شامل على مدى أسبوع، يشمل المدن التاريخية السومرية البابلية الأكدية الآشورية ثم يستقر بقمته في بغداد. أو أن يستقر سنوياي بمدينة تاريخية.

 

هذه تصورات عامة لاحتفالية عراقية كانت تجري بكل قدسية وبكل سعة شعبية وبكل روح المسرة وغامر الفرح  بمناسبة عيد السلام  متضمنا توكيدا على قيم التآخي، المحبة، التسامح وغيرها من السمات في إطار رمزية السلام  في مجتمع يتفتح على قيم متنورة يحتضنها ويرعاها ويسمو بها وتسمو به.

فهلا توجهنا لتفعيل هذه المهمة النبيلة السامية تلبية لطموح يحترم إنسانية وجودنا وهويتنا المتمدنة؟ هلا توجهنا للنهوض بفعالية تمنحنا إطلالة تدل على أننا  جزء من شعوب المنطقة التي سجل كل شعب منها بطولته وتضحياته وفعاليته بخروج عشرات ملايين من احتفلوا بالانتصار لإرادة وجود الشعب بمكوناته وأطيافه كما  شهدنا والعالم  لشعب متحضر أكد احترامه لوجوده وتاريخه الحضاري العريق الممتد لآلاف السنين؟ ألم تنهض شبيبة مصر بتحشيد تلك الملايين مع قوى الشعب وقياداته الحية؟ ألم يضيئوا شموع بدل العيش بكنف التذمر ولعنة الظلام؟ هل ورثة سومر أقل من غيرهم؟

أين طاقات الشبيبة العراقية؟ هل بالفعل هي مكبلة بطقسيات ظلامية وبكائيات بلا نهاية؟ هل صحيح أن ديانة أو عقيدة أو فكرا أو فلسفة تنص على حجر شعب بأكمله وعلى مدار السنة وأيامها بظلاميات بكاء وحزن واجتراح مناسبات للألم والوجع؟ أم أن النصوص المقدسة جميعا أكدت على قدسية العمل وقدسية الاحتفال فرحا ومسرة  بحياة صحية سليمة آمنة تمضي بمسيرة  من الاستقرار والسلام؟؟؟

أيتها النسوة العراقيات أيها الرجال العراقيون

لقد تركت لكم أمهاتكم وترك لكم آباؤكم خصالا من الممارسات السديدة الحكيمة ومن احترام بل قدسية للأعياد أي للفرح والمسرة  وبكل الديانات التي تؤمنون بها وبكل المعتقدات والأفكار وتحديدا باصولها السليمة الصائبة تأكد واجب الاحتفال.. فهل تقبلوا بمن يأسركم اليوم بعيدا عن أي احتفال بوجودكم وهويتكم وإنسانيتكم وتمسككم بقيم المحبة، التآخي، الوفاء، التسام وبالسلام؟؟؟؟؟؟؟

إنني  أتطلع ألا تذهب هذه الدعوة سدى.. وهي كذلك لن تذهب سدى وستحظى باهتمام جميع من يعنيه أن يحتفل العراقيون بهويتهم وطنية إنسانية متمدنة تتسم بقدسية الحركة حيث البركة بالحركة كما قال العراقيون دوما في مأثورهم وقدسية العمل كما فرضت نصوصنا المقدسة وقدسية الاحتفال بالسلام فضاء لوجودنا المغتني بالمسرة والفرح.

من يريد غمة العراقيين وسواد أيامهم فليرفض الدعوة! وليقف بوجه تمسك العراقيات والعراقيين بالاحتفال بأنفسهم وكرامة وجودهم الإنساني! من يريد الضير بالعراقيين فليعمل على تمييع ظهورها أما من يعتقد بأن العراقية والعراقي هما من بني البشر ويستحقان الاحتفال بإنسانيتهما فلن يقبل بالسلبية ولا الركون بعيدا عن هذه الدعوة. وستعلو الأصوات معا وسويا لتحقيق أمل يمثل الجسر نحو توكيد وجودنا الجمعي فاعلا يستعيد خطوة التأسيس للتالي من مسيرة بناء عراق جديد نستحقه خال من الألم والهمّ والغمّ والجريمة ومآسيها.

فلنحتفل باليوم العراقي للسلام اليوم السومري لولادة الحياة وتجددها ولقدسية العمل وقيم التآخي والتعاضد والطيبة والوفاء والتسامح ولكل مفردات السلام وفضائه يسود في عراقنا الذي نصنعه نحن. تذكروا أنه لن يصنع لنا حياتنا وطابعها غيرنا ولن يصنع لنا أعيادنا آخرون، وطوال تاريخ الشعوب بقيت الاحتفالات والأعياد وليدة فعل شعبي غامر.. وكل شعوب الأرض تحتفل وتمارس طقوس الفرح والمسرة وتُكثِر منها إلا عراقنا الجديد فطوال عقد من مسيرته الحديثة امتلأ بسوداوية  تحاول سرقة الفرح والمسرة من عيون أطفالنا وتربيتهم في ظل طقوس للحزن والأسى وتراجيديا الموت!!! فهل من يقبل لنفسه ولعائلته وأبنائه أن يترك الأمور تمضي هكذا يسطو عليها صنّاع الحزن والألم والجريمة ؟ أم أننا مازال فينا نبض حياة للفرح والمسرة؟؟

لنحتفل اليوم وغدأ فنفرض السلام فضاء لمسيرتنا الجديدة، ونستعيد الفرح والمسرة طاقة وزادا للعمل وللبناء والتقدم وليحيا عيد السلام  يحتفل به الشعب نصيرا للسلام.