صباح الخير أيّها الإنسان الطيب

إصباحات الخير لكم جميعا، في دورة أسبوع من العمل والأمل

 

 

أفتتح صباحي ابتهالا وقدسية؛ ملامسا  فضاء الإنسان يصحو لتفاصيل يومه، قلقا من احتمالات - ببداية وبلا بداية وهي بلا منتهى أيضا - محاولا أن يزيح بعض ما يشكل هموما وأثقالا على كتفيه!  

وأولا  وبعد ترنيمة صباح الخير والمسرة أقدّم الاعتذار عما ربما سهوت عنه بالأمس وظهر لي في حصيلة ما أراجعه يوميا قبيل نومي.

أما ثانيا فكثيرا ما أصادف سجالات تتسم بالعنف أو بالحدة وربما جرح الآخر بقصد ومن دونه؛ ولكن في جميع الأحوال يكون التعريض بالآخر وإيلامه قد أحدث جرحا فيه – وإن كان مستكينا يتألم بمضض وصمت –وهذه الثانيا وثالثا: أتساءل فيها، أين رحابة الصدر؟ أين الإصغاء والتأمل قبل إطلاق الكلام على عواهنه؟ لِمَ لا يترك المرء تسرعه وتسابقه في إبداء ردود الفعل المتعجلة؟ أين قيم العفو والصفح عما سها فيه محدِّثا وزميلا وصديقا وأخا؟ أين التسامح؟ ألا يتطلب أيّ حوار صبرا وتأنّ وطول إصغاء؟ ألا يتطلب أي تفاعل حِلما وسعة صدر واستيعابا للآخر؟ لماذا نستعجل التعريض فتعلو صراخاتنا بدل معزوفات الهمس زكية النفس؟ لماذا نعدُّ تعريضَنا بالآخر نقدا ونعدُّ نقدَهُ تعريضا سلبيا بنا؟

لعلنا أيتها الصديقات، ايها الأصدقاء أحوج ما نكون لاستعادة تفعيل قيم سلوكية إيجابية مهمة، إذ هي في الحقيقة موجودة ولكنها تنتظر التفاتنا إليها وتفعيلنا إياها وعسى أنْ نروِّضَ أنفسنا التي تغلي اليوم بسبب متاعبنا والضغوط العنيفة التي نتعرض لها، فلا نحيلنَّ تلك الضغوط إلى تفجرات بوجه من لا يستحق منا إلا الخير وأفضل هدوء وجمال في الحوار معه والتفاعل وما ينشده ويقدمه لنا...

أيتها الرائعات، أيها الرائعون عندما نقدّم التسامح ونضمر للآخر قبولا مثلما ننتظر منه قبولا بنا فإننا نصنع فضاء الجنة التي نريد لعيشنا... كما أننا نمكِّن أنفسنا من قوة إرادة وصلابة موقف ضد متاعب أيامنا؛ لأن لنا في الآخر ظهيرا حين نقدّم تعاضدنا معا وسويا على تفرقنا وتناقضنا وربما احترابنا وأشكال انفعالنا سلبيا...

كم سيكون طيبا رائعا أن نملأ معجمنا بمصطلحات الإيجاب بدءا من الإصغاء لشكوى أحبتنا أرواحا جميلة تئن من أحمالها وتحتاج إلى همسة و\أو لمسة تندمل معها أسوأ الجراحات؛ وليس انتهاء بتعزيز قيم أنسنة وجودنا من: تراحم، مودة، صفح، عفو، مغفرة، وتسامح!

عندما نلوّن أصواتنا بعبارة صباح الخير ونطلقها كما التغريد، نصنع بدايات هدوء ومفاتيح طمأنينة.. فلا نبخلنّ السلام على محيطنا...

نحن جميعا تحت ضغوط قيم الشرّ وألاعيبها تدفعنا بغير شعور وربما سهوا وعن غير قصد لمعاجلة قد نسيء بها لأنفسنا قبل الآخر.. فلنروّض النفس على أداء مختلف ولا أقول سلوكا بل أقول أداء، لأنّ أغلبنا يحملون قيم الخير، وسلوك الإيجاب والمحبة والإخاء ومعاني الصدق والصداقة ولكنهم يغفلون سهوا أحيانا وتحت ضغوط قاسية، يغفلون عن طابع أدائهم فيجرحون أنفسهم بجرح الآخر ويصعب لحظتها التراجع لأسباب نفسية واجتماعية وقيمية مختلفة!؟

فهلا قبِل الأحبة  الرائعون جميعا، مني أصبوحة ودّ ومحبة وصداقة وإخاء واعتذارا عن أيّ أمر رأوه فيّ ومني خطأ و\أو غلطا أو إيذاء أو مسّا؟ هلا قبل مني قارئي أو قارئتي دعوتي للتسامح؟

لستُ أدري ما تقوله في نفسك! ولا ما قد يدور بين اثنين أعرفهما أو لا أعرفهما ولكنني هنا أقدّم نفسي كما أنا، كما تعودت أدائي، كما أرغب في حمل رسالة التفاعل بيننا بصراحة وشفافية وأنتظر وأتطلع ألا يتردد أحد في عرض ما يراه فيّ من نقص أو مثلبة أو خطأ أو غلط أو سهو وسأبقى له ممتنا شاكرا مقدّرا فضل التنبيه ولفت النظر والنقد، وكذلك فضل العفو والصفح والتفاعل خيرا.. نحن جميعا بني آدم لسنا معصومين ولسنا جبابرة مع لحظات ضعف ولسنا المثال والكمال ولكننا نسعى باتجاه جمال المثال وصفائه.. إننا في واد واحد يجمعنا بل في بستان وجودنا  الإنساني الجميل؛ فلا نتركنّ سببا لتخريب البستان و\أو تلويث فضائه.

أصبوحة خير للجميع، أصبوحة شموس تشرق ببهاء وجودكم نساء ورجالا، شيبا وشبيبة...  ولنكن معا وسويا في إصغاء لمعزوفات الطبيعة الإنسانية الأجمل والأبهى كيما نحتفظ بطاقاتنا وقدراتنا قوية مكينة لمواجهة ما ينتظرنا من العمل ومواصلة مثابرة في زراعة الأمل..

وشكري ومودتي من قبل ومن بعد.. وانحناءة احترام وتقدير

ولنمضي في أعمالنا بالموفقية والسؤدد لكم جميعا وكافة.

وأصبوحة خير دائمة مكللة بتيجان غار المودة والصداقة ممتلئة بالأنفس الطيبة...  وإلى ملتقى