العلاقة بالآخر بين الثقة والحذر ؟       تأثير التشابه والاختلاف في بناء علاقاتنا؟؟؟

 

ما نتفق فيه يقوي وحدتنا، وما قد نختلف فيه لا يفرق شملنا؛ فالأصل قدسية احترام الآخر وصدقية التعبير وحريته

 

تيسير عبدالجبار الآلوسي

 

هل على أحدنا أن يقدم الخشية والقلق والتوجس وحتى الريبة وانعدام الثقة بالآخر  في يومياتنا وعلاقاتنا؟ أم  العكس إذ ينبغي علينا أن نقدم الثقة وأن نكبح جماح عدائية الحذر وتحوله لقوة مثيرة للخلاف ولمنزلقات التقاطع والتناقض وحسابات إمراض علاقاتنا!؟

لا مشكلة في وضع الحذر موضع النباهة ولكن الأصل في علاقاتنا احترام الآخر والثقة به بوصفه إنسانا يحمل ما نحمل من جوهرالأنسنة وما فيها من احتمال ممارسة الصواب و\أو الخطأ وربما الوقوع في غلط  عن قصد أو غير قصد... والمشكلة هنا في رفع نسبة درجات الحذر حتى تطغى وتتحول إلى روح عدائي يقع بمحاذير ارتكاب الشر...

 

إنَّنا نحن من يصنع فضاء حياتنا الإنسانية ويمنح العلاقات مكانها ومكانتها وأولوية وجودها قبل أن نتحول إلى جزر منعزلة تقع في حال من الخشية والحذر من محيط غريب منقطع!! وإننا نحن من يبني جسور العلاقات ولا يسمح بقسوة الحياة أن تلغي إنسانيتنا بفضاء العلاقات الحميمة المنتظرة..  فإن عمَّدنا تلك العلاقات بانتباه للإيجابي ورعيناها بالخير ومفرداته وبالتسامح وقيمه وبحسن النية وبالشروع دوما بتلك العلاقات مبادرين لا منتظرين لمبادرة الآخر وإن عالجنا علاقاتنا وتناولناها من زاوية نظر سليمة، نجحنا في ضوء توجهنا هذا بخلق أرضية علاقاتنا إنسانية صادقة مكينة.. وإن اختلفت الصورة وجرت الممارسة مغايرة بتقديم التوجس والمبالغة بحذرنا واعتماد زاوية نظر غير طيبة فإننا لا نجد سوى التقاطعات والتقلب والهزات والصدمات...

 

فهلا نبهنا أنفسنا فرديا وجمعيا إلى صواب أن نؤسس للعلاقات المتينة إنسانيا بقيمها؟ وهلا تذكرنا أن علاقاتنا لا تنبني على أساس وجود من يطابقنا في الصفات والممارسات والأهداف والآليات؟؟ كي لا نحاسب الآخر بمقاسات مغلوطة! ذلك أن البحث عن نسخة طبق الأصل لنا حتى إن وُجِد شكليا فإن الأمر سيكتنفه انتفاء صدقية ويكون مسدود النهاية! والصواب أن نحترم بصمات الآخر وهويته وطبائعه وطابع وجوده بكل تفاصيله..

إن اللقاء وجسور العلاقات لا تقوم على تطابق فكري سياسي فلسفي بل على قيم  وجودنا الإنساني حيث تعدد بصماتنا وكل منا له بصمته وعلى تعدد هوياتنا القومية والدينية والمذهبية والفكرية والسياسية والفلسفية وكل منا له انتماؤه وحتى له ما يخص تفاصيل تلك التي تجسد ممارساتنا اليومية... ويوم نحترم وجود الآخر بهذه الصفات سنجد جسور العلاقات مفتوحة مع الجميع ويوم نستثمر التسامح في ممارساتنا وصلاتنا فإن جسور العلائق تزداد متانة وسعة وتتعاظم صلابة وتتسع بساتين عيشنا الأكثر هدوءا والأكثر إشراقا بشموس الأنفاس الإنسانية الزكية..

 

ربما  قدمتُ هنا محورا آخر للحوار يركز على ضرورة صنع التوازن بين الثقة والحذر وصنع كل التوازنات المناسبة المؤملة في حيواتنا من أجلنا والآخر على حد سواء.. حيث لا استقرار لنا من دون محيط مستقر ومن دون جسور مفتوحة على الآخر وبه وبفضاءاته... أليست الفكرة  جديرة بأن توصينا بمزيد مراجعة بين فينة وأخرى بما نمارسه تجاه أنفسنا من خلال مواقفنا من الآخر؟؟؟

 

لنبني عالما جديدا بدءا من ذواتنا ومن ثم عائلتنا الصغيرة فالأكبر حيث المدرسة ودائرة العمل حقلا مزرعة معملا مصنعا وفي إطارنا المجتمعي من منظمات ومكونات وجماعات كبرى... ولتكن ثقتنا بالآخر فرصة تعني ثقتنا بأنفسنا في دلالتها وتعني صنع التعايش المؤنسن بقيمه وآلياته..

 

شكرا لتفاعلاتكم وإضافاتكم وبالخير للجميع وبجسور مفتوحة واسعة كبيرة متينة بعدد وجودنا الإنساني..

 

 

صفحة فيس بوك ابحث عن (تيسير عبدالجبار الآلوسي) أو تفضل بزيارة الصفحة بهذا الرابط:            https://www.facebook.com/alalousiarchive

يرجى تفضلكم بمشاركتنا ملتقى لاهاي للتسامح\ الكرنفال الأممي للتسامح بهذا الرابط:     https://www.facebook.com/events/172243396292904/

والكرتفال العراقي للتسامح بهذا الرابط:                                               https://www.facebook.com/events/166807190172116/?ref=22