مشكلات وقضايا مجتمعية بين الفردي والجمعي من الممارسات والأمور القيمية السلوكية وآثار سلبية لتركها سبهللة من دون حسم أو ردّ

تيسير عبدالجبار الآلوسي

النظام المجتمعي العام أمميا، بات تحت فلسفة شمولية للبنى الاقتصا اجتماعية السائدة بطابعها الاستغلالي الوحشي سواء منها الخاضعة لفلسفة الليبرالية للمحافظين الجدد أم تلك التشوهات الانعكاسية الارتدادية الموجودة ببلدان ما سُميّ يوما (العالم الثالث) أو (النامي) وما عاد اليوم عالما ثالثا بالمعنى الذي استخدم يومها ولا ناميا، حقيقة، لافتقاده السياسة التنموية ببعدها أو عمقها الاستراتيجي. وهذا النظام المجتمعي صار يتحكم بالوعي العام من جهة تقديم الفردي على الجمعي بطابعه النفعي وفرض أولوية مفتعلة أشاعت وتشيع أمراض المجتمع المادي الاستهلاكي ومعايير النفعية الانتهازية وتفاصيل القيم السلوكية وتمظهراتها سلبيا في إطار ما ربما يمثل انهيارا قيميا.

وإذا كان من الصحيح سلوكيا أن  تلتزم الشخصية الإنسانية وتحديدا منها الشخصية العامة بقبول النقد الاجتماعي الموضوعي السليم، من منطلق عدم وجود العصمة والكمال ومن منطلق الاستفادة من التفاعلات المجتمعية البنَّاءة، فمن الصحيح أيضا أن نلاحظ سيادة حالات الشخصنة وخطابات متدنية من التجريح الذي يدعي كونه نقدا ولكنه ليس سوى إفراز جلسات القيل والقال بمختلف تمظهراتها. وهذا الأمر ينتشر اليوم مع شيوع الأمية باشكالها وحالات العطالة والبطالة وحجم الفراغ والشلل في العطاء وفي قدرات الإنتاج الفكري الإيجابي.. وكذلك مع حال تردي القيم السلوكية وربما انهيارها في بعض جغرافيا وجودنا الإنساني.. ذاك الانهيار المتأتي بفعل السحق والطحن الذي تمارسه الآلة الجهنمية لنظم استغلالية معروفة...

وإذا تناولتُ فكرة حاجتنا لقبول النقد الاجتماعي، فإن ذلك سيؤكد ما كتبتُه وأكتبه بشأن قبول الآخر وتعزيز التفاعل معه وفتح الجسور بين الطرفين إيجابيا. مع اهتمام بموضوعية النقد من جهة وابتعاده عن التجريح والمآرب التسقيطية أو القائمة على الحط من الآخر واختلاق  سجالات تبقى مرضية تخريبية من بوابة التشويه والتضليل أكثر منها نقدية مفيدة.. ولكن ذلك لا يمنع من وجود مواضع الصواب وأهمية البحث دائما وباستمرار في وسائل الاستفادة من تلك الخطابات النقدية حتى منها التجريحية السلبية، التي ربما نجد في ثناياها ما يفيد مما جرى تنحيته بسبب السلوب ومآربه.. وثقتي أنّ كثيرا من شخصياتنا العامة تستفيد من هذه الممارسات الرفيعة المهمة.

أما بتناول الموضوع من اتجاه آخر، فيمكننا الحديث عن تفسير ظاهرة التعرض للشخصية العامة بخطاب غير مستقيم. وهو أمر بدأنا الإشارة إليه بمدخل فلسفي فكري واسع ولكننا هنا يمكن أن نناقش معا بعض الأسباب والمبررات لظاهرة التجريح وربما لبعض نتائجها السلبية. وكثير مما يطغى بسجالات الجلسات الاجتماعية من كلام (على) فلانة وفلان، إنَّما يأتي بتداعيات مختلفة لكنها الممتاحة من موائد جلسات فارغة من مناقشة موضوعية أو معالجة قضايا عامة بلا شخصنة. والمشكلة أن بعض الحوارات تشمل شخصيات عامة معرضة هي الأخرى لذات التشريح والنقد السطحي الفارغ!

وعادة ما تبدأ الأمور ببسيطها، حيث يطرح أحدهم فكرة أو توصيفا  بالاستناد إلى تقويم فردي يمثل تجربته الخاصة ويجسد انطباعه النفسي السلوكي، أكثر منه تقويما يناقش حدثا أو قضية أو موضوعا أو ما شابه. وبسبب تفاعل الآخر الذي يحضر الجلسة في ذات الاتجاه وبسبب المجاملة  مرة والتنافس في تبيان معرفة معلومات لا يعرفها الآخر، يتبارى اثنان أو أكثر في (التجريح) و (الطعن) بالطرف الثالث الغائب سواء كان له علاقة اجتماعية بالمتحاورين أم لم تكن! وتستدرج التداعيات مبالغة من جهة وانحدارا ناجما عن ورطة  القبول بفتح تلك السجالات لا الحوارات، ربما لعدم اعتياد الارتقاء بمستوى الحوار ومنحه فرصة مناقشات موضوعية ذات أهمية؛ الأمر الذي قد يعود لخواء في العمق الثقافي ولأمور أخرى...

المشكلة أن التداعيات التي تجرّ للتورط بمثل تلك الممارسات والدخول في سجالات القيل والقال، أنها تمنح فرصا لاستناد بعضهم في (تحليلاته) التي يتحفنا بإدخال قدراته المعرفية! وخبراته الاجتماعية! إلى مصادر لا تخرج عن ممارسة القيل والقال.. ومع تراكم الجلسات تصير تلك (الأقاويل) حقيقة ومصدرا يُستند إليه بالنظر إلى مشاركة شخصية أو أخرى ممن يعتمد على تزكياتها وشهاداتها ولكنها الموروطة في الاستشهاد!! وهكذا يجري اتخاذ أو تبني مواقف لا اجتماعية تجاه شخصية يجري مهاجمتها حسب بل واتخاذ مواقف فكرية فلسفية تجاهها أيضا!!!؟

إنَّ ظاهرة التورط في مشاركة بعض المعارف وتبني ما يورد في جلساتهم، من جلسات (الفراغ) وجلسات الحماسة المشتعلة حوارا في أثناء لعبة الطاولة باتت تتسع لأسباب مختلفة. وربما كان (أحيانا) تورط بعضهم في الاستماع قسريا لمصادفة وجودهم في جلسة من تلك الجلسات..  والكارثة الأنكى هنا هو أن عدم ردهم الحازم والحاسم يضعهم بمصاف شاهد الزور.. فالطرف الممارس بفعالية لـ(خطاب القشبة والنميمة والغيبة) مما يعدّونه نقدا وتقويما! سيتعزز اندفاعه مع انتقاله لجلسة جديدة أخرى يبدع فيها في إيراد ما تراكم  عنده من دوال وشواهد منها (تأسيسا) و(استنادا) وجود فلان وفلان معهم يوم ناقشوا فيتحول قيلهم وقالهم إلى حقائق بهذه الفبركات..

ألا يضع هذا واجبا كبيرا على بعض شخصياتنا العامة بل على كل من يحضر جلسة القيل والقال كي يبدي رأيه إن لم يوقف الممارسة السلبية!؟؟؟

وقبل أنْ نُجِيبَ ونتحدث عن معالجة، ليسمح لنا من يشاركنا القراءة هنا في تبيان علامات أخرى مما يدخل في إطار التشويه والتشويش واختلاق الإساءات.. فخلط الفردي بالجمعي، أو خلط العلاقة الإنسانية الخاصة بعلاقات العمل العامة؛ أمر يوقع ببعض تلك الممارسات المرضية.. تحديدا ما نود التركيز عليه من آثار ظاهرة جلسات القيل والقال. ومثل هذا الخلط يؤدي إلى الحكم على أمر بمقاييس أمر آخر وإلغاء المعايير الصائبة من قائمة الحوار والتقييم والتقويم..

وفي سبب آخر يمكننا أن نرصد حالات التساهل مع ما يصلنا من مرض الأخبار المتوهمة.. أو التساهل مع التأويلات المبتسرة من دون تمييز ومن دون استئذان وسؤال مباشر للمعني بالموضوع الذي يرِدُ عليه الكلام سلبيا! وبالنتيجة تُشِيع ظاهرة القال والقيل خللا خطيرا مجتمعيا بخاصة في العلاقات من جهة وفي إيجاد ضغوط مرضية على الطرف المستهدف بالكلام وتهجماته المرضية وتُختلق أوضاع قيمية مرضية ويجري تعزيزها يوما فآخر...

على أننا في وقت نقرّ بأن الإنسان ليس معصوما من الخطأ، فإننا ندرك أنه أحيانا تمر بعض الأمور سهوا أو تمر أخرى بنواقص ومثالب هامشية أو ثانوية وليست من حالات تعمد خطأ وارتكاب ممارسة بحق المحيط؛ وهنا تزداد خطورة جلسات القال والقيل لأنها تستند لمفردة موجودة فعلا. وصحيح الأمور أن تجري مكاشفة مع الطرف المعني تفاعلا بنيويا بما يفيد في التكامل بين الأطراف بنائيا بل الأمر لا يوصف بالمكاشفة وإنما بواجب تنبيه الصديق والزميل والآخر بعامة بما سها عنه أو فاته الانتياه عليه أو ما وقع به من مثلبة أو غلط أو خطأ... في حين جلسات القال والقيل واندفاعات ملتصقة بها لا تفعل هذا بقدر ما تتعمد التهجم والتجريح والحط من الآخر بطريقة سلبية مرضية مقيتة، إنها فرصة للصيد في المياه العكرة.....

إن هذه الممارسة تستند إلى تضخيم الأمور وشخصنتها ووضعها في سياقات ليست سياقاتها الأولى وهنا الكارثة بخاصة عندما تجد تجاوبا من طرف ثالث وفي ظروف مجتمعاتنا سيكون الطرف الثالث حشد من المعارف وربما ممن ليس له صلة بالموضوع وأطرافه! إنّ هذا يكون اسهل بالاستناد لسمات تخص الغيرة ومنها ما تمت تسميته غيرة العلماء وغيرة تجري بين من ينتمي لذات المجال الإنساني الإبداعي أو النشاط المهني وما أشبه...  وهنا ينميها حال التنافس السلبي وشيوعه وإن تمت حال تغليفها وتزويقها بطرق كثيرة...

ولا يمارس هذا السلوك سوى من لا يملك عملا وإن امتلك العمل فإنه لا يمتلك منجزا وطبعا لا يمتلك إبداعا وتميزا ولهذا السبب يتجه لاعتماد  التجريح والتشويش والشوشرة على الآخر النظير سواء بوعي وقصد وإدراك أم بتأثير مرضي نفسي أو استسهالا لسلوك نشير إليه هنا..  وما يسمح بالاستسهال هو قبول مجتمعي واسع لتعريض الشخصية العامة لما يعتقدونه تشريحا مشروعا يتم بطرق مختلفة تضع تلك الشخصية موضع الاتهام؛ بسبب طابع التشريح المشار إليه ومن يقوم به؟ ولماذا؟

وبالنتيجة نصل إلى ترك مناقشة القضية الأساس والتحدث في قضايا هامشية تركن للشخصي الخاص مما لايجوز قبول تدخل الآخر فيه حيث القوانين التي تحمي الخصوصية والأمور الشخصية ..   وأبعد من هذا أن الشخصنة تتم ليبرر الكلام على هذا وذاك بالإساءة من دون ضبط وربط.. ويتسع الفعل السلبي وآثاره، عندما يكون موجها (ضد) الإنسان المتسامح [بادعاء أنّ طرفين يغتابانه إنما يمارسان تجاهه (التقويم)!].. وعليه يستسهل (بعضـ)ـهم مباشرته أو مهاجمته بالتجريح وليس النقد ويمرَّر موضوع تشويه صورته بلا إدراك للواقعة وجوهرها وآلياتها....

فأما الإنسان المنغمس بهموم المجتمع ومحاولة تقديم مقترحاته للحل، أما ذاك الغارق انشغالا في العمل العام، فلا يملك وقتا للتفاعلات الشخصية المباشرة مع هذا وذاك من جلساء التهجم والتجريح ممن يجدون فرصتهم وفضاءهم في تفرغهم للقال والقيل..........!؟

وفي النهاية مطلوب ممن يعمل للقضايا الإنسانية العامة، أن يتوقف عند صورة ما يشاع حوله، للإجابة عن هذه الصفة وتلك أو هذه القضية المشكلة التي أُلْصِقت به!  وأن يخضع لمحكمة المشاغبين أو المشوِّهين أو مرضى الفراغ والعطالة ولعبة الطاولة وما يدور حولها من أقاويل تحت تأثير حماسة اللعبة...

المشكلة أنّ الإلزام الذي تقع فيه الشخصية التي تتعرض للمهاجمة يأتي من حقيقة نعرفها جميعا ونؤمن بها هي أنّ طبيعة الإنسان كونه ليس إلها ولا ملاكا أي ليس معصوما ومن ثمّ فإن وجود هفوة هنا أو هناك عنده قد يأخذها المتأني الحكيم تبريرا لما يرده من أقوايل متضخمة مهوَّلة مبالغ بها ويرى أنها من الواقع إن لم يرها واقعا، تحت شعار لا دخان بلا نار وليس معقولا أن يُجمع كل هذا العدد على أمر!!؟

ولكن بمجرد أن يسأل المرء:  ما الأمر في أصله؟؟ أين الموضوع؟ سنجد أن لا وجود لقضية عامة محتجبة تنتظر المعالجة. لأنه من السهولة بمكان أن تحسم أية منظمة أو تجمع أو رابطة أو اتحاد القضية [إن وُجِدت] بالتصويت بعد المداولة ويمضي الأمر محسوما.. ولكن المشكلة ستفتضح بكونها مشكلة شخصنة مخلوطة بالشللية وبالارتياحات وبجلسات الحوار الثنائية والثلاثية الخارجة على أصول ومحددات العلاقات الإنسانية الخاصة والعامة فلكل علاقة ضوابطها... فهل نقبل بأن تتحول الشخصية العامة لموضوع للتجريح والتقويم  بجلسات خاصة؟ وهل مقبول فرض المعايير الخاصة لطرف على آخر؟ وهل يُقبل هنا التجريح فيه أم هل يقبل أن تكون مناقشة أمور شخصية لامرئ  لمجرد أنه موجود مع آخرين بتجمع أو علاقة مباشرة أو غير مباشرة؟

هنا تنكشف الأمور على حقيقتها

ويظهر أنَّ كل أو جلّ ما مطروح ينحصر بالشخصي ولا يتجاوز أنّ شخصا ما، ربما لظرف مخصوص، لم يستطع أداء واجبات زيارة مريض أو مواصلة مبادلة زيارات اجتماعية في مناسبة أو أخرى من دون أن ننظر إلى ظرفه المانع الخاص ولا إلى حجم مشغولياته وموانعه في اللحظة التي لا نكتفي بعتب بل بــ لوم وتقريع وزعل وافتعال قصص وحكايات تهجمية! ولا يعذر هذا المحكي عليه أنه كان مريضا وفي مستشفى و\أو له وعنده خصوصياته التي لا يستطيع أن يبوح بها، ليس حرجا ولكنها قد ترتبط بآخرين وخصوصياتهم أو أنه لا يريد أن يحمِّل الآخر بخاصة القريب معاناة له...

ويظهر أيضا، أن هذه الممارسة الشخصية مفتعلة بسبب من قال وقلت وهي من مؤلفات جلسات التبطل والعطالة أو حتى من لقاءات (رسمية) لا تجد موضوعها الرئيس فتتركه لتفرعات الشخصنة ويصبح الفلان المتهجم عليه أو الذي يخضعونه للتشريح، مرتكبا لموبقات ما تم تأليفه سواء عن حسن نية أم عن قصد؛ أو عن معرفة أم جهل؛ أو عن تورط أم تأويل أم افتعال

هذه الخلطة ستقتلنا جميعا ولن تستثني منا أحدا فالحريق الذي نشعله لن يقف عند تخوم طرف بل سيمتد وسط عواصف القال والقيل..

إن استمرار استفحال الظاهرة التي كانت محدودة بالأمس بسبب الطيبة وبسبب الأعراف والأساليب التي سادت تاريخيا في المجتمعات القديمة، ستكون كارثية في ظروف وجود وسائل اتصال مفتوحة من إنترنت وهواتف وغيرهما.. إن استفحال الظاهرة سيواصل دفع المبدعات والمبدعين للانكفاء على ذواتهم وممارساتهم الإبداعية (فرديا) بانعزال وابتعاد عن اللقاء بالآخر خشية من القال والقيل ولكنهم حتى بعزلتهم لن يسلموا، فكثيرا ما وجدنا أن امرءا معتزلا المدن واللقاءات عندما يتصل لأي أمر أو سبب يجد أنه معروض في سوق العرض والطلب لتهجمات من استسهل لجلساته الخاصة تناول الآخرين بالتشويه وبغيره...

وهكذا سنجد الشخصيات العامة أو عددا منها أما  تنكفي على الذات والعزلة التامة [وهم غير سالمين وليسوا بمنأى عن التهجم أيضا] أو يواصلون جهودهم ولكنهم يواصلون العمل تحت ضغوط تحدّ من تأثيرهم الفعلي  وقدراتهم وطاقات العطاء والتغير الإيجابي...

 

أي بديل ننتظر؟

 

ليس سوى صحوة قيمية ترفض القبول بتداعيات جلسات التبطل وما فيها من قال وقيل وكلام أو تقوّل على الآخر.. وللمقربين يمكن لكل من له ملاحظة موضوعية أن يباشرها مع المعني وألا يقعد منشغلا بنشرها يمنة ويسرة ليستعرض بطولة لتقويماته العدائية المرضية.. وأن نمضي لقيم التسامح والشروع بمسيرة تتجدد دائما بالخير وطي الصفحة على سلبيات الأمس..

لن نستطيع انتزاع جلدنا ولا العيش خارج مجتمعاتنا ولكننا نستطيع أن نصحح أو نغير ما بأنفسنا كيما تتغير علائقنا وجسور الارتباط بيننا لتكون جسور الممارسات الأجمل والأفضل حيث بتكاملنا نسد معايب وثغرات ونعالج أخطاء وأغلاطا بدل تحويلها لما تلوكه ألسن الغيبة والنميمة والطعن في الآخر..

ربما هذه الحال الوسيلة الأنجع للرد على انهيار القيم

وأتمنى على الشخصيات العامة ذاتها أن تخرج من شرنقة التورط بسلوكيات من هذا القبيل كيما نتابع وننشر ذات السلوك الإيجابي البديل بين عامة محيطنا بأوسع امتداداته.

وعن صاحب هذه الأسطر فإنه يدرك أولا أن لا كمال في معالجته هذه ولا في غيرها من معالجاته وهو دائما ينتظر التفاعل الذي ينضِّج أو يقدِّم البديل الأنجع عن اية معالجة بعينها. وهو يدرك أيضا أنه ليس ممن يسلم من دوائر القال والقيل وتهجماتها وتشويهاتها فهو يحيا هذه الحياة ولكنه يعلن مجددا كما دائما أنه يسامح بهذا الخصوص قدر ما يصح فيه المسامحة.. إنما يجدد الطلب إلى من يريد الإشارة لأمر أو لخصلة أو سمة أو تصرف أو موقف أو إشكال أو مشكلة أن يفاتحه مباشرة. ويثق صاحب الأسطر أنه لم يردّ امرءا ولم يهمل إصغاء أو انصاتا للآخر بل كان ويبقى دوما ممن يبحث عن تهيئة فرص تبادل الحوار الأنجع إنسانيا...

شكرا لقارئتي وقارئي

وكبير امتنان لمن تفهم المعالجة من منظور عام لا شخصنة فيه .. من منظور يريد الإفادة من التجاريب والاستفادة

وطبعا وبالتأكيد شكرا لكل تفاعل ينضِّج ويطوِّر وينمِّي ويعزِّز وحتى ذاك الذي يضع البديل إذ ليس بالضرورة ما أكتب يصيب في تناوله  سواء كليا أو جزئيا

ومودتي وانحناءة احترام