أمطار بغداد وغرق بيوت الفقراء بين التذمر والسلبية وإعلان الموقف والتوجه للمعالجة

توطئة: لا أشتم ولا أتذمر ولا أقرع أحدا ولا أسوط نفسا ولا أجلد ذاتا.. بل أقدس أننا مستخلفون على الأرض كي نبنيها جنانا لوجودنا ولأنسنة هذا الوجود. ولنتحمل الكلمة ونتقصى ما تريد بدل تسطيحها وتأويلها سلبا كما يفعل بعضهم بقصد ومن دون قصد.. وعسى الرسالة واضحة....................وإليكم ما دعت صور بغدادنا هذا القلم ليكتب كلمة عساها هي الأخرى عساها فعلا للتغيير.

الرسالة:

تتكرر سنويا ظاهرة غرق بغداد بأبسط زخات المطر بعد أن تهالكت مجاري الصرف الصحي وانتهت صلاحياتها وبعد أن توقفت أعمال جدية جوهرية فاعلة، منتظرة منذ عقود، لمعالجة المشكلة الحقيقية؛ وبقيت في إطار الترقيعات التي يتطاير عجاجها ويتصاعد غبارها في فصول السنة ذرا للرماد في العيون واستغلالا للموقف لنهب ما يمكن نهبه مما قسمه الله عفوا ونستغفر الله فالصحيح مما قسمه مكر الفساد  وألاعيبه وتفننه في النهب والسرقة في الخفاء والعلن!

هذا في الفصول الثلاثة من شدائد السنة ممتلئة الشدائد بكل فضولها؛ أما في الفصل الرابع أي الشتاء.. فعفوا، لا تترقبوا قولا بهذه الرسالة، يعلن عن فاصل ونواصل أو استراحة الظهيرة ولا قيلولة في هجيع الليل حيث تنقلب الأمور وتصحو الناس على بلل الأمواه التي تفيض في المنازل.. في غرف النوم والاستقبال والمطابخ والحمامات ولا يتبقى سوى السطوح! ففي هذا الفصل يأتي بلاء يفضح ما تخفى تحت عجاج الصيف وغبار الخريف.. تأتي الأمطار ببشائرها تدريجا وليس مرة واحدة فأول الغرق غرق الشوارع والضواحي ثم غرق البيوت ومنازل الصفيح التي عادت كما لو أن العراق في نهاية الخمسينات قبل بناء مدينة الثورة [ثورة الفقراء] ببغداد...

 

ماذا ترينا الصور؟ وماذا ترينا الوجوه عابسة مكفهرة؟ ماذا نرى على الوجوه؟ غير مزيد مشاعر الاحباط ترسم البرم من (الطبيعة)!؟ مع أن الطبيعة تعطي الخير وتترك أمر تطويعها لما ينفع الناس أو يضرهم، بحسب عبارة هذا ما جنيناه من طابع تفاعلنا، أي بحسب موقفنا وجهدنا عمليا.. فإن اكتفينا بالبرم وصببنا جام غضبنا على الطبيعة وتركنا السبب الحقيقي  يلهو بنا ويسخر منا ويمتهن كراماتنا صباح مساء، وتركنا كلمة السر في استمرار المشكلة من حلها، فإننا لن نلقى إلا ما نراه يوميا سنويا.

أما كلمة السرّ في الحل من عدمه، تلك الكلمة السحرية حقا فهي كامنة في ألا نكتفي بالتذمر وألا نستكين لاحباط وفشل وانكسار؛ بل أن نسعى كي نزيح الفساد وإلا فإنّ من يفرضه علينا؛ نحن الذين نتخذ منه طاغية يتحكم  بنا وبمصائرنا وبظروفنا...............؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

وإني لأعجب ممن يرى الفساد يلتهم حقوقه و يغتال أطفاله ويدنس بيته ويغتصب الشرف فيه ولا يخرج شاهرا (سيفه) أو (ذراعه) ضده!!!!؟

أية حياة تلك التي لا نمتلك فيها ما نضحي من أجله ولو اقتصر على كرامتنا وشرفنا الإنساني وهما وحدهما يكفيان لانتفاضة عارمة!؟

أية حياة تلك التي نرى فيها ثلاثي الاستغلال يمتهننا ويمرغ وجوهنا لا في التراب بل في وحل الأمطار مختلطا بمجاري الصرف الصحي ونحن الخانعين للطائفية (السياسية) نستبدل ديننا بطقوسها ونُسْقِط قدسية إلهنا على مراجع تلك ((الطائفية السياسية)) وأفكارها الظلامية العفنة خاضعين لأوامرها ونواهيها بمختلف الذرائع التي نبرر فيها لأنفسنا وقوفنا خلف من يستغلنا في كل شيء، أيها السادة في كل شيء هل تعرفون معنى كل شيء!!!

في لحظات الشدة كما في حرب أو غيرها لم يؤذّن إمام لصلاة وتأجلت الصلوات حتى ينتصر الناس للسلم والاستقرار وللبناء ولحل المعضلات.. فيما (الطائفية السياسية) التي تحتل فينا مساحة الإيمان بدين توقف كل عمل لأجل طقوسها المصطنعة؛ طقوس لا تحترمها هي ولا تمارسها وهي غير معنية بها حقيقة لكنها معنية بأنها تعطّل عقول الناس وأحاسيسهم الإنسانية وتفاعلاتهم العقلانية لحيواتهم ولإعمار الأرض التي استخلفهم الله عليها.. فأيّ بلاء فينا هذا الذي يخضعنا للسياسة (الطائفية) تصير بديلا للدين الصحيح لتكون سببا في امنهان كل وجودنا وتفاصيله!!؟

ومن ثلاثي الاستغلال الذي يغرقنا بزخة مطر من خير طبيعة لا تريد لنا ولأرضنا، أن نحيا الجفاف حيث كل شيء حي من الماء، نجد جناحين آخرين: هما الفساد ومافياته والإرهاب وبلطجته. فالأول لا يسرق منا المال والثروة حسب هل تردكون؟ وهل تبصرون؟ إنه ينهب منا الضمير والموقف وإنسانيتنا وشعورنا بإنسانيتنا وبكرامتنا، حتى تهون علينا كل هذه (القيم) بل تهون الأنفس ذاتها ولا يبقى ما نتأسى عليه وما يدفعنا لاحترام ذات ووجود وقيمة ومبدأ فنقبل بكل شيء.. كل ما نفعله أمام الضوائق المادية الملموسة كما غرقنا في المطر هو التذمر والتبرم!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

ها هو العقل السياسي الذي وضعناه في سدة الحكم والسلطة أو وُضِع لنا فوق كرسي الإرادة العلية، يسوقنا بفكر طائفي نستبدل به الدين فيما الدين من كل ما يجري براء فهو علاقة بيننا وبين من ينبغي أن نؤمن به خالقا إلها فوق كل شيء وليس علاقة بحاكم!! وطبعا هذه الطائفية السياسية التي تتحكم فينا،

تسد الأفواه بجزرة عفنة فاسدة في الأفواه نمضغها بلا تحسس بعفونتها أو ربما يتحسس (البعض) ويصمت

وتسوقنا بـ عصا الإرهاب سواء بتمثيلية عصابات الإرهاب وقواه المسلحة أم بإرهاب الدولة التي باتت تديرها أم بإرهاب الفكر الطائفي الذي يسوطنا بالتكفير؛ تكفير ديني قدسي باسم الإله، تكفير في كل شيء حتى عندما يطعم المرء بيده اليسرى لأنه أعسر وحتى عندما يقدم ساقه اليسرى لحظة ينطلق ماشيا بل يكفرون الناس حين يتزوجون استجابة لمشاعر وضمير وخيار لوجودهم الإنساني ويفرض البغاة الطغاة على الناس أتاوة الاستغلال الجنسي أن تمر البكر على شيخ أو سيد قبل أن تذهب لزوجها إذا سُمح لها وله بالاختيار........................ ولا عجب بخاصة عندما نستبدل صحيح الدين بالإيمان بهذا الأرعن المستغل المدعي تمثيله الله في أرضه!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

تلك هي الفضيحة التي تكشفها الأمطار وتهتك ستر ما تم هتكه من ثلاثي الطائفية الفساد الإرهاب

وطبعا تعرّي الأنفس المتخبئة خلف جلودنا  العارية المعروضة في كل لحظة لتهديد أعين ثلاثي الطائفية الفساد الإرهاب ولرغبات ومآرب من يتحسس الآن مواضع امتهنها ويمتهنها الأوباش وصمت حتى عن إعلان ألمه من اغتصاب.......................

زخة مطر تفضح سلبيتنا فأما لا تسمح لنفسك بأن تكون برما ولا حتى محبطا حيث لا نفع للتشكي ولن يقبل الله منك شكوى في أمر أنت مكلف به أمر إعمار الأرض وإعمار الأنفس بقيم العمل والبناء..  ببناء الأرض جنانا والوقوف بوجه من يهدم ويدمر ويخرب ويمتهن ويجور ويظلم، أو تمارس دورك وتنهض بكلمة حق هي الكلمة الفعل فتدافع عن البديل الكامن فيك وفي اختيارك وفي فعلك... وقد قيل: البركة بالحركة...

فهل من حراك كحراك أمواه سالت في شوارعنا تطهرها من رجس الفساد ولكنها أغرقت بيوت من سكت، صمت، استكان، خنع، خضع، تبع، سلَّم أمره لطائفي فاسد وبلطجي إرهابي مسؤول في الحكومة أو متبطل خارجها وكلهم واحد هو الممتهن لإنسانيتنا

الرد في أن نخرج لمعالجة أمرنا وأن نجد الحل البديل وألا نستكين وألا نحبط وألا نفقد الأمل فنحن نتنفس وتحيا أجسادنا فلا نميتنّ أرواحنا ولا نجمد أنفسنا ولا نوقف عقولنا ولا نعطل إرادتنا بل لنتحرك ولنقم بعمل مهما كان بسيطا من أجلنا من أجل وجودنا إنسانيا

أما حكومة ثلاثي الطائفية الفساد الإرهاب وتحت زخات المطر التي تنزل مدرارا، فأقول : احترامي للحرامي ودامت بغداد العز دارا للسلام لهم وكرسي خادم بغداد عرشا يدوم ويبقى للفساد!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

وكل زخة مطر وأمانة العاصمة وحكومة البلاد أعلى مراتب عالميا في كل  ما يثير الضجر والبرم والتذمر في أهلها وما يتمتع به الفاسد والفساد...

حتى نلتقي في ساحة التحرير

نحرر: عقولنا المستلبة، ضمائرنا المنوّمة، مشاعرنا المطموسة غرقا، مواقفنا المحرّفة تذرعا، إراداتنا المشلولة عمدا مع سبق الإصرار والترصد

فنستعيد شرف الكلمة الفعل

وتكون زخات المطر  بشائر خير لزرعنا لا بشائر برم بفضيحة نحن جزء من جريمة ارتكابها

وعسى الرسالة عبرت الحواجز وأنهار الأمواه الآسنة وغاصت لتجد ضالتها