في (بعض) ما يحكم العلاقات الإنسانية في الإطارين الشخصي والمجتمعي أو الخاص و العام

 

توطئة: استكمالا لبعض القراءات التي أكتبها في وحي العلاقة بين الأنا والآخر، وفي بعض ما يتحكم بمشهد العلاقات الإنسانية وبأسس وجودها الثابتة الراسخة الصحية منها والمؤقتة الطارئة أو المرضية.. في هذا الإطار أتحدث اليوم عن رؤيتي المتواضعة بشأن حال ظهور أوهام بسبب افتراضات سلبية تولد عند (بعض) الناس أو بسبب من يساعد على ولادتها بالنميمة والمكر وممارسة حبك ما يوقع بين طرفين ويهدّ في علاقتهما. واليوم أجد مناسبا إعادة التوكيد على أن ما أضعه يبقى مجرد مقترح قد يصيب وقد يخطئ وأنه يغتني برؤى المتخصصين والمتفاعلين جميعا بغاية الوصول لأسلم المعالجات وأنضجها في باب ما يتم تناوله. أرجو لكم جميعا قراءة طيبة بروح بنّاء متفتح وبتفاعل غيجابي منتظر.

المعالجة:

ينطلق بعض الأشخاص في نظرتهم للعلاقة مع الآخر من منطلقات متنوعة كثيرة؛ تحكم جسورَ العلاقة وطبيعتها وسماتها قيمٌ تجسد الحقيقة وأخرى افتراضية متوهَّمَة. ففي العلاقة بين اثنين يُفترض أنْ ينظرَ كلٌ منهما إلى الآخر من واقع موقفه تجاهه وما يعكسه تفاعله معه ومع تطلعاته ووجوده. وكثيرا ما تُختلق الحساسيات بين اثنين إذا ما جرى النظر في ضوء سوء فهم طرف للآخر. فبعضهم يرى أنَّ الآخر يطغى ويتجبر ويتجاوز عليه ويلغيه، وهو يتوهم هذا في ضوء قوة شخصية الآخر وإشعاعها حيوية وعطاء وتعدد أنشطة. وفي مثل هذه الحال لا يشعر الطرف المتوهِم أنه ينبغي أنْ يطوِّرَ شخصَه وإمكاناته وقدراته بل ربما يشعر بالدونية تجاه الآخر أو يتوهم أن هذا الآخر يتجاوز عليه ويسلبه مكانه ومكانته. ويبدأ بالتصرف على أساس توهمه أنّ الآخر يناصبه العداء والاستصغار والتهميش ويكون ردّه من جنس وهمه في تصور هذا الآخر.. حتى يجد نفسه مندفعا لممارسة كل ما يشين تجاه صاحبه حتى في ممالأة الأعداء أعداءه هو نفسه في استرخاص نفسه بممارسات قيمية سلبية يتوهم أنها ترد له اعتباره ومكانته أو على أقل تقدير يتوهم أنها تجرح في الشخص الذي يريد أن يخدشه بسبب توهمه ما يظنه في صاحبه المميز!

وكيما لا يقف الأمر عند الشخصي الخاص، أؤكد أنّ هذا يحدث في العلاقة بين طرفين ليسا فردين بوجودهما المخصوص بل بين طرفين بوجودهما المجتمعي العام، كالعلاقة بين الشعوب وبين الدول والعلاقة بين أتباع ديانة وأخرى أو بين اتباع مذهب ديني وآخر في ذات الدين والعلاقة بين أبناء مجموعة قومية وأخرى أو بين أبناء فئة أو طبقة وأخرى وبين منظمة أو حزب أو حركة أو تيار أو جمعية أو منتدى وما يقابلها في ذات الوجود.. حيث تبرز في العلاقة بين الطرفين توجسات وحساسيات ومشاعر الدونية أو التفوق وتراجع عناصر الثقة واختلاق الشكوك التي تصل إلى وضع فرضيات متوهمة تضيف العقبات والمشكلات بوجه العلاقة بين الطرفين على الرغم من أن الحقيقة لا تتعدى أن ما يجري إنما يتمّ على وفق منطق سلبي هو منطق الوهم وفروضه المرضية...

ولنقرأ الأمور في الإطارين متحدثين هنا عن الشخصية العينية الفردية أو الرمزية الجمعية باختصار ربما يميل للحديث عن الشخصي الخاص بأمثلة أكثر كونها في النهاية هو ما يشكل الجمعي أيضا. فكثرما لاحظنا أنّ الشخص [فردا أو مجموعة] الأقل وعيا، أو الأقرب إلى ضعف معلوماته وخزينه العلمي والأدنى في خبراته الخاصة والعامة هو من يقع فريسة هذا الوهم أو التوهم.. وبالنتيجة فإن الطرف الأضعف وعيا وإدراكا ومعرفة في العلاقة بين طرفين هو من يتصرف تجاه الآخر الأكثر نضجا وعطاء معرفيا وحيوية تفاعل بروح عدائي غير مبرر سوى بأوهام يتخيلها في أنّ هذا الآخر يصادره ويمحقه ومن ثمّ يعتدي عليه.. فيما هذا الآخر منشغل بحيوية ما ينتظر منه من عطاء مجتمعي فردي أو جمعي، وهو ينتظر تفاعل الآخرين من الطرف الأول أن يمتاحوا منه ما اكتنزه من معارف وعلوم وخبرات وأن يقتدوا به نموذجا للحركة والعطاء ولإبراز السمات الإبداعية في الإنسان وقدراته غير المحدودة في الإنجاز وروعة سماته عندما ينغمر في علاقات بنائية إيجابية مع الآخرين، لا أنْ يمارسوا معه الغدر الذي لا يؤلمه لوحده بل يؤلمه لأنه يرى هذا الطرف يتغمس في رذيلة انتقام مرضي ينتقص منه ومن قيمته ووجوده وشخصه بشكل مركب معقد النتائج..

يحصل هذا في الشأن العام بين فئة وأخرى أومجموعة وأخرى مثلما يحصل كذلك فرديا بين الأخ وأخيه في العائلة الواحدة يختلفان في درجة الخبرة ومستوى الوعي والدرجة العلمية ومثله يحصل بين الزوجين بخاصة في ظل اختلاف مستويات الوعي بين المرأة والرجل في مجتمعاتنا وفي ظل اختلاف قدرات الحركة وربما لأسباب ودواعي أخرى في التفاعلات النفسية والاجتماعية وغيرهما. ويحدث بين زميلين في المدرسة أو الجامعة أو المعمل أو المنظمة حيث حيوية أحدهما ووضوح أو بروز مثابرته وتميزه وضعف الآخر وخمول حركته. في هذه الحال مما يحصل ويجري سنجد أنَّ الطرف الأضعف يناصب الأكثر حيوية موقفا متحسسا ولا يتقبل منه في أبسط تفاعل أيَّ مقترح؛ فعادة ما يحاول الطرف الأنضج صياغة خبراته ودروسها بصيغة مقترحات ولكن يجري تلقيها من ((بعض)) من الطرف الأول بصيغة أوامر يشعر أنها تصادره وتلغيه ولا تكتفي بتهميشه، إذ يرى وضعه (في الغالب) في الدور الثاني، أي في دور المتلقي الذي يجب أن يتعلم وهو الأمر الذي يحاول تغييره لا بالتغيير الداخلي والتعلم والمثابرة بل بالنيل من المجتهِد وإثارة التشويش بوجهه وحوله، ومحاولة تشويه ما ينهض به والتباكي على العدالة المفقودة وحقه المصادَر ووجوده الملغى على وفق توهمه وأبعد من ذلك على وفق ممارسته صراع إثبات وجود عبر النيل من المجتهِد المثابر المعطِي والمضحي العارف والخبير! بالمناسبة بعضهم يتفاعل وهو يؤمن في داخله بانه على حق بسبب جهله ومن ثمّ وهمه أو توهمه ما يفترضه من تحليل ونتائج بالاعتماد على قدرات ضعيفة هزيلة....

وبالتأكيد سينال هذا من مسيرة التطور والتنمية الإنسانية قيميا، وسيقف حجر عثرة بوجه التقدم سواء بوجه إنضاج وعينا أم بوجه علاقاتنا المجتمعية بكل مستوياتها.. وهو بالمناسبة يثير إحباط كثير من الفاعلين مجتمعيا؛ إذ يبدأ بعضهم بالقول: لماذا أجهد نفسي في أناس لا يقدرون معنى تضحياتي من أجلهم؟

من المشكلات التي تحصل نتيجة سلوك الطرف الضعيف خبرة وتجربة ومعرفة، ما يقع في ميدان أبعد من الالتباس في فهم الآخر وتركه يعمل بحرية وبحيوية، فأبعد من ذلك يُحبط الآخر أو يعيقه ويعرقله عن الشأن العام والخاص.. كما يثير مشكلات مباشرة في أجواء العلاقات ويُفقِد الثقة بين الأطراف وتبدأ حسابات جديدة في محاولة تفسير سرّ هذا الموقف العدائي بمستويات فردية في علاقات الزملاء بأيِّ مكان كانوا زملاء فيه وفي علاقات الأخوة في العوائل وبين الأزواج وفي علاقات الصداقة التي تختل على خلفية تلك الممارسات الخاطئة التي تنمو في أرض من الجهل والتخلف ومن سوء النية ورداءة التقدير والحكم ومن أغلاط وأخطاء التوهم في أمور غير صحيحة ولا توجد إلا في مخيلة هزيلة بدل أن تنفتح على الآخر وتنشدّ إليه لتمتاح منه وتتعلم الدروس، بدل ذلك تقف منه المواقف المرضية غير المؤاتية!!

فإذا أخذنا نموذج زميلين في منظمة أو جمعية أو منتدى، فإننا في مجتمعات التخلف أو المجتمعات النامية، كثرما وجدنا الروح الفردي يطغى على حساب الروح الجمعي وكثرما وجدنا الحساسية بين اثنين أو أكثر بسبب من بروز زميل ووضوح نشاطه وتميزه.. الأنكى أنّ عددا من الحالات الضعيفة تتحالف منشغلة ومشاغِلة الآخرين والجهة التي ينتمون إليها بأمراض الوهم التي تثير الشكوك من جهة وتُشِيع انعدام الثقة ثم تنتهي بالإطاحة بالمتميزين بعد محاصرتهم وتشويه أدوارهم من باب الادعاء بالتصويت واستغلال شكلي مظهري سلبي للأغلبية التي تلتقي على أمر مرضيّ كذاك الذي نشير إليه.....!!؟

ومما يزيد الطين بلة أنَّ الناشطين لا يوجد لديهم وقت للجلسات الاجتماعية بخاصة منها التي يكثر فيها القيل والقال وبطولات دونكيشوتية تستخدم ألفاظا وتعبيرات أنصاف المتعلمين ووجهاء يغمرهم أضواء إعلام المشاكل والفضائح. وهناك يجري تشريح هؤلاء الناشطين وتشويه أشكال اشتغالهم ومقترحاتهم ومشروعاتهم المهمة. وكثرما وجدنا تلك المنجزات والأعمال النبيلة تُجْرَش بمطاحن مرضى الوهم وأضاليلهم. ومع أنَّ عدداً من الفاعلين يدركون تلك الأمور ويمررونها بلا اهتمام يؤثر سلبا عليهم إلا أنَّ الأمر لا يقف عند تحملهم الطعنات والاشتباه والتشويه ولكنه يشيع حيث المجتمع المحيط الذي يتلقى الإشاعات وعبارات القال والقيل الرنانة التي يستشهد مطلقوها بمناسبات وشهود من وجهاء إعلام أصفر تنتشر أقاويله انتشار النار في الهشيم!!

من بين أتعس ما يجري للنشطاء من تهجم مرضي هو تسلل قوى الشر إلى محيطهم المباشر عبر أحابيل ومؤامرات خطيرة تنهش في عوائلهم ومحيط علاقاتهم القرابية والصداقية وربما أوقعوا ببعض من أفراد في هذا المحيط. والأنكى حينها أنْ يتمَّ الابتزاز عبر المقربين من الأصدقاء والزملاء وحتى من الأبناء والأخوة وربما الأزواج والزوجات بحسب طبيعة العلاقات وما يكتنفها من هنات وأشكال ضعف أو ثغرات يطاردها ويتصيد فيها أولئك المنشغلون في مطاردة مثل تلك الشخصيات العامة أو المتميزة من ساسة ومن علماء ومبدعين وغيرهم....

ولهذا تأسَى كثيرٌ من العلماء والمفكرين والفلاسفة على أحوال قادة المجتمع الحقيقيين من أصحاب العقول العلمية ولاحظوا أن مثل هؤلاء كثيرا ما طاردتهم لعنة المحاربة مجتمعيا حتى من أقرب المقربين إليهم في علاقاتهم الزوجية والعائلية والصداقية وعلاقات الزمالة دراسة وعملا وفي المنظمات والمنتديات... وطبعا هذه الآلام والأوجاع المثارة بوجههم هي من عقبات مرض الوهم فضلا عن أسباب مركبة أخرى..

إنَّ أبرز ما ينتجه الوهم هو افتراض الاستلاب والمصادرة وإيقاعه على أقرب المقربين من الشخصيات العامة في الحياة الخاصة لتلك الشخصيات ومفردات وجودها المباشرة،  وبدل أنْ يعي الفرد المتوهِم بأن ما يقع عليه ناجم عن وقائع وعلاقات مجتمعية كبيرة مثل عسف الأنظمة السياسية والاجتماعية عسف إرهاب الدولة والعنف المنظم، عسف التقاليد وأساليب القهر المجتمعي العام، عسف المضللين من وجهاء تمّ إسقاط القدسية عليهم زورا وبهتانا وتم فرضهم بطرق ملتوية قادة للمجتمع يتاجرون فيه من وراء أقنعة ويفسدون في الأرض عبر أقنية البيع والشراء في الإنسان وقيمه، بدل ذلك الوعي يبقى جام غضب المتوهمين محصورا عند مسافة بصرهم وأقصر منه مسافة ما تراه بصيرتهم العمياء عن الحقيقة بسبب ضعف الوعي...

إن الفقراء ماديا ماليا، لن يحيوا مشلولين إلا عندما تأسرهم عقلية الجهل والتخلف.. وهم سينعتقون ويحيون بالأمل وبروح متفتح وبنفس زكية نظيفة سليمة وبغامر سعادة بوعيهم وبنضجهم وبتجاريبهم تعتقهم من نير الجهل لتضعهم على طريق الحرية وبناء عالم جديد، عالم بديل يمتلئ مسرة وسلامة لوجودهم.. ويلبي مطالبهم المادية والروحية كافة بفضل تعرفهم إلى من يمكن أن يستندوا إليه في اكتساب معارفهم وفي طلب الحلول لا إلى من يضللهم ويتخفى عن أعينهم باقنعة تزيف الحقيقة...

الحياة ليست رغيف الخبز فليس بالخبز وحده يحيا الإنسان.. وليست السعادة بما يملك الفرد من مال بل بما يملكه من قيمة مجسدة بالوعي بالإدراك بغنى المعارف والعلوم والخبرات بغنى النفس ثقافة وقيما ومبادئ أنسنة وجود. عندها يمكن أن يبني الأفراد علاقات سليمة ولا يطيحون بمن يدافع عنهم وبمن يغنيهم ويريد لهم الانعتاق والتحرر ويحافظ على إنسانيتهم.. وليس صحيحا أن انشغال امرئ بإنجاز أنشطة التوعية والتثقيف وإشاعة العلوم والمعارف هو إهمال أو استلاب أو مصادرة أو تجاوز أو اعتداء أو أي وهم قد يفترضه بعضهم تجاه أقرب الناس إليهم لمجرد أنهم ينغمسون في العمل الجدي المثابر ويضطرون للتضحية بلحظات راحتهم ويبتعدون ربما عن جلسات اجتماعية لا يوجد فيها سوى قتل الوقت بإفراغه من معاني وقيم مفيدة مؤنسنة لوجودنا ولسلوكنا وممارساتنا... كما أننا في المستوى الجمعي يمكننا الإشارة بذات الاتجاه إلى حرمان المنظمات الحقوقية والمدنية والسياسية ايضا تلك التي تضحي من أجل سلامة المجتمع وتقدمه، حرمانها من الاتساع بسبب من مشكلات تقع في ذات الخلفية المرتبطة بضعف الوعي أو بسيادة الجهل والتخلف وما ينجم عنه من أقاويل تضليلية تطيح بمكانة الجهات التنويرية أو تحاصرها بخلاف قوى الفساد السبب الحقيقي لذاك الحصار المرضي.

أقول هذا وفي ذهني قارئان اثنان: أولئك الذين يعانون بسبب موقعهم الذي يشغلهم في الشان العام وباتوا يجدون أنفسهم في مجابهة مع التشويه حتى وصل محيطهم الأقرب!! كيما يواصلوا المسيرة عطاء وتميزا ويجدوا منفذا مناسبا لتعزيز إمكانات التحدي النفسي والاجتماعي ويقطعوا سبل الاحباط في جهودهم وفي الشخصية العامة التي تتجسد على سبيل المثال في منظمة أو تيار أو حركة ليجابه احباطات المحاصرة المرضية وما يتعرض له من تشويه من جمهوره المغيب المضلل المسروق صوته وإرادته... وقارئ آخر ربما لا يعي بالضبط ما يمارسه في حياته فلربما ساعدت هذه الكلمة على دفعه ليراجع بعض توهماته وافتراضاته ويقف مع الصائب الصحيح وينسحب منسلا من انتسابه للوهم في نفسه ومن ثم لقرارات غير صائبة اتخذها ويمارسها ويجد فيها تبريرا لردوده ولأشكال انتقامه وتبرير أفعال قد يخون فيها زميله وصديقه ورفيقه أو يغدر به مبررا الأمر برد الاعتبار لشخصه في ضوء افتراضاته ومرض الوهم المنتمي لقلة وعيه أو لسهو أو لدسيسة أو لافتعال أو لاصطناع أو ما شابه من مبررات وخلفياتها. وفي الشأن العام لينسحب من ركضه ولهاثه خلف مقنَّع تضليلي من الأدعياء ويعيد حسابات انتمائه والتحامه مع الطرف الذي يعبر عنه ويريد صالحه.....

فلا تقعوا في وهم ما يصلكم من وسوسة داخلية تفترض أوهاما أو ما يصلكم من نميمة أو ما يحثكم على ممالأة لشللية أو إشاعات أو أحاسيس غير مبررة.. فالمصارحة، والشفافية والحوار المباشر مع العناصر الواعية يمنحكم مكانة أكبر ويرتقي بشخوصكم ويضعها في مكان ومكانة مميزة ويجعلها تعتق من السلوكيات القيمية السلبية وتنعتق من نير مرض الوهم وافتراضاته وتتحرر من مشاعر المصادرة والاستلاب وتحيا مرتاحة البال والضمير والابتعاد عن تأنيب داخلي بعد ممارسة مرضية من أيّ شكل ولا تصل بكم المسارات والانزلاقات نحو انعدام إحساس ضميري بانحراف تغمضون عنه صواب العقل وحكمه!!

وحتى مَن أخطأ يوما بحق صديق أو زميل أو امرئ ما في حياته فإن صواب الأمور ألا يواصل منزلقه في الموقف منه وأن يستبدله بما يعيده لصواب الحكمة وقرارها وربما الحصول على منجز للتسامح في دروب بناء جديد العلاقات وصحيحها وصحيّها وصائبها.. وبشأن موقفه من تيار أو حركة أو وجود تنظيمي يمكنه إعادة الانتساب بعد قطع الصلة مع من ثبت بالقطع وبالتجربة أنه يرتدي قناع التضليل والدجل وأنه هو من أوقع بين المرء وصحيح التيار الذي ينبغي أن يلتقي به لا أن يشارك بتشويهه فيضر بنفسه وبالآخرين...

 

فهلا تنبَّهَ أولئك الطيبون الساعون إلى أنسنة وجودهم والحصول على احترام النفس والآخر  بخاصة من سليمي النيات والمتطلعين لعالم جديد يمتلئ مسرة وصواب مسيرة...؟؟؟

لديّ شخصيا الثقة التامة بأنه في النهاية لا يصح إلا الصحيح حتى وإن ساد اليوم وجهاء الفساد وأتباع لهم هم في الغالب من المغرر بهم المضللين بسبب الجهل والتخلف وحتى إن توقف بعض المشرقين خيرا بسبب إحباط او حال يأس أو شعور بإعياء وإجهاد وبأنهم خُذلوا من أقرب المقربين.. فالحياة مستمرة متصلة تمضي باتجاه تنظيم وجودها سليما صحيا صحيحا..

وثقتي أن تفاعلاتكم حتى في خلق هذه المقالة المقترحة حوارا داخليا ستفي ببعض إصلاح وتغير وبالموفقية دوما لقوى الخير تتبادل الرأي وتتحصن باحترام الآخر وبالمساواة الإنسانية والعلاقات ممتدة الجسور مفتوحتها ومكينة متينة بوجودها...