قشمريات

العلاقة بين عالِم وجاهل؟؟!

معالجات: قصَّخون عراقي

 

           2005\ 01 \ 01

E-MAIL:  tayseer54@hotmail.com

 

في مجتمعنا اليوم، كثيرا ما نجد ونعرف  عالما لا يملك ما يطبع به بحثه أو كتابه أو يحقق به اختراعه أو اكتشافه. وكثيرا ما نجد ونعرف جاهلا يحار أين وكيف يبذِّر أمواله الطائلة بعد أنْ استنفد وسائل لهوه وعبثه ومجونه.. وأكثر من ذلك نعرف بالعلاقة بين هذين النقيضين في مجتمعنا..

فالعالِم حسب [أغنية لـَركُضْ وراهم حافي وعْبيـِّتي علـَكـْتافي] يضطرللركض وراء المواصلات العامة ليحصل على موطئ قدم وليس كرسيا يجلس عليه في الحافلة التي عادة ما تتوقف في منتصف الطريق، بينما الجاهل ينتظره سائقه بعد أن استهلك كفيه تلميعا لموديل السيارة الفارهة التي يستقلها [السيد الوجيه] مارّا بالحافلة المتوقفة متأففا متذمرا من توقفها في طريقه!

والعالِم لا يمتلك مكتبا في الجامعة أو المجمع العلمي أو المعمل والمعهد إلا وهو محشور مع زملائه العلماء حشرا كما لو كان على  مقاعد الدراسة الابتدائية في ريف متخلف.. بينما الجاهل يدلف [يعني الأفندي يمشي يتـْمَخطر...] مكتبه بممرِّ ِ طويل وغرف متداخلة قبل أنْ يصل مقعده الوثير وطاولته الفارهة وحولها أرفف الملفات والكتب التي لا يفك منها حرفا ولا يعرف قراءة عنواناتها!

العالِم بلا مساعدين يدعمون جهوده العلمية المعرفية مع أنَّ المنطق يقول بحاجته لمساعدين علميين ومهنيين وإداريين وغيرهم من جيش المعرفة والبحث العلمي.. بينما الجاهل [يملك] جيشا من [العبيد] المنتقى من [الجنس] الناعم خدمة لبحثه عن الملذات والفشخرة والمسخرة!

العالِم متهم بالتقصير مطارد بالعقوبات والخصم من مرتبه البائس [ما يسلم له راتب شهر من قطع جم يوم].. ومطارد بمطالب حياته وحيوات أبنائه المتعففين وعائلته الكريمة ومحيطه النبيل.. والجاهل تزداد أرباحه بلا تعب ولا عتب، ولا يتهمه طرف في  مصيعة أبنائه وخطاياهم بقدر ما يبررون له ولهم أفعالهم المشينة [خطيه مشغول بالـ... والعالِم وينة وين جروخة]..

العالم الجليل بلا مسكن ولا مأوى [حتى ولا خيمة الزرقة..] فإن كان فــَـ بـِلا  [ما] يقدم له موئل بحث يعينه على التقدم والتطور والنجاح.. والجاهل العليل يمتلك قصورا وقلاعا وأمكنة فارهة مرفهة لكلِّ ما لذ وطاب من مخيلة ألف ليلة وليلة ليحصد الليالي الملاح والـــــ....

ولاعجب في هذا الذي وصفنا من قشمريات زمننا؛ ولكن العجب في ذاك الذي نراه في شكوى الجاهل من [تكبّر] العالِم عليه؟! كيف ولماذا؟ لا يدري إلا جاهل مثله؟! وشكوى الجاهل من العالِم أنَّه لا يسمع لحكمة (الجاهل)! ولا (لنصائحه) و (مواعظه)! وعجب الجاهل من العالِم الذي لا يرعوي احتراما له و (لفكره!! عفوا أقصد وجاهته) ولا يخضع (لسلطان ماله وسطوته)!

قشمرياتُ زمنِ ِ وضعَ العربة والحصان بالمقلوب! وقشمرياتُ زمنِ ِ يحترم وجاهة المال [إذا كان للمال وجاهة] ويهين وجاهة العلم والعلماء... أليس ذلك حقا من قشمريات الزمن؟؟!