حول لغة الحوار ومبادئ الديموقراطية وتجاوزات سلبية مقابلة

الزملاء الأعزاء في موقع البديل

تحية طيبة, وبعد

فقد قرأت ملاحظاتكم بصدد الموقف من مقالات تتضمن الشتم والسب والانحدار نحو مواضع الإسفاف وخلق أرضية الشحناء والاختلاف وحتى الاقتتال. وإنني هنا أعرب عن عميق معاضدتي لمثل هذا السبيل الموضوعي في التعاطي مع مسألة النشر. إذ أنَّ ديموقراطية تقوم على الانفلاش في قبول نشر ما يخرِّب بحجة الديموقراطية بأوسع أبوابها أمر يتقاطع مع جوهر معنى الديموقراطية وأهدافنا من اتخاذها طريقا لحيواتنا نحن العراقيين. ولعلّ موقفكم الإيجابي هذا حيثما تعمق وتوطَّد في توجهات موقعكم فسيكون ذلك جزءا من حملتنا الإعلامية من أجل عراق السلم والديموقراطية عراق الإخاء والتعاون والوحدة الوطنية وعراق الحضارة ومشاعل النور والثقافة النيِّرة..

أشدّ على أياديكم في التقدم نحو إزاحة مصادر التخريب ومحوها من لغاتنا ومقالاتنا و ومن كلِّ مفاصل عملنا الإعلامي والثقافي.. ولن يتعارض ذلك مع التزامنا مبادئ الديموقراطية بل سيعمِّقها ويرفعها نحو مستويات تليق بوعي العراقيين الحضاري الراقي.

أشدّ على أياديكم حيثما انصبت جهودنا المشتركة في طريق السمو والارتقاء بلغة إعلامنا في جميع منابرنا. وعليه فليس يضير توجهاتكم الإيجابية ما قد يأتي من سباب وشتائم رخيصة لأنَّها لا تمس الواعي المثقف بقدر ما تلطخ أصحابها بوضاعة وتخلف وبقدر ما تدفعنا بعزيمة أكبر على تنظيف حياتنا من شوائب الزمن المريض...

كما إنني أرى مهمات وواجبات أكثر أهمية حيثما أكدنا نشر الموضوعي في معالجاته وليس من مشكلة في الاختلاف بوجهات نظر ولكن المشكلة ستكون في سماحنا للإسفاف بالظهور من على شاشاتنا ووريقات عملنا. ورسالتنا تقع حيث لا تقع كلمات رخيصة ولا حتى الكلمات المتشنجة وتلك الأخيرة نحتاج فيها لتحمل اندفاعات انفعالية لأبناء بلدنا والتعامل معهم برحابة صدر وبأخوة وبروح سلمي كبير وطيد من أجل تفعيل لغة حوار هادئة بنّاءة..

مرة أخرى تحيات لكلّ جهد مخلص ولكل نشاط واعِ ِ ومثابر من أجل بناء الشخصية العراقية على وفق هويتها الوطنية الموحدة...

الدكتور تيسير عبدالجبار الآلوسي

أكاديمي ومحلّل سياسي \ ناشط في حقوق الإنسان

           2004\  03 \08

E-MAIL:  TAYSEER1954@naseej.com

 

 

1