دفاعا عن نزاهة ثقافتنا ومثقفينا 

وردا على مقالة "فيما يتعلق بالاتحاد والبرلمان.. حقائق للقارئ والتاريخ!"

الدكتور تيسير عبدالجبار الآلوسي

أكاديمي ومحلّل سياسي \ ناشط في حقوق الإنسان

           2004\  03 \ 21

E-MAIL:  TAYSEER1954@naseej.com

- 1 -

لم أكنْ يوما أعتقد أنني سأدخل ميدان السجالات فما كنت أتوقعه أنْ أجدني مرحِّبا بالحوارات الموضوعية. ولعلَّ هذا المدخل ليس من الحدَّة بمقدار ما يقرأ كتّاب المقال من ردود تبلغ أو بصيغة أدق تنحدر أحيانا إلى حدِّ الشتيمة أو ما يشبهها من جهة لغة الاتهام والإساءة للآخرين من دون معرفة مسبقة. على أية حال أجدني هنا أكتب بعض الملاحظات فيما ورد بمقال السيد (عادل حسين الأمارة) وأنا لا أملك معرفة شخصية بالسيد الأمارة لا صغرا بمكانته وقيمته ولكن الأمر مثله أنني لم أتشرف بمعرفة شخصية بالسادة هاشم أحمد وسمير سالم داوود وأسماء أخرى أوردها مقال  السيد الأمارة بصيغ فيها كثير من تمرير التهم وغير ذلك من المستهدفات البيِّنة...

يقول السيد الأمارة في أول ملاحظة في مقاله إنَّ دعوة السيد رياض الحسيني لم تشمل الآلوسي ومن ثمَّ فإنَّ ذلك حسب رأيه "كان كفيلا للرد على مشروع الحسيني بمشروع يحبط الأول تحت شعارات وطنية مماثلة"؟! والحقيقة التي أود أنْ يعرفها الأمارة والذين تابعوا مقالته هي أنّني كنت مدعوا لأكون في الهيأة التأسيسية للاتحاد ولدي رسالة السيد الحسيني وهو الآن شاهد وجب أنْ يدلي برأيه في هذه النقطة بالذات وإنْ كنت أعتقد أنَّه قد أرسل شيئا بالخصوص حسب مقالة الأمارة نفسها...

وتضمنت إجابتي المرسلة للسيد الحسيني بأنني يمكن أنْ أساهم بدوري بالطريقة التي يراها مناسبة ولكنني مشغول بعديد من المسؤوليات الأخرى ما يدفعني للاعتذار عن تسلّم مهمة في الإدارة المقترحة عليَّ.. ولأنّني لا أملك احتكاكا سلبيا مع السيد الحسيني ولا مع غيره ولأنّني رددت في حينها بلغة الاحترام والود والرغبة في دعم مشروع الاتحاد بنية طيبة فإنَّ كلمات السيد عادل الأمارة تكون مجرد افتعال واختلاق أرضية لتهمة قيامي مع آخرين بالتخريب!!! وأنا هنا أشدِّد على ضرورة  أنْ يكتب السيد الأمارة تراجعا عن هذه التهمة أما الاعتذار فأطلبه لصالح القراء وليس لشخصي. لأنَّ ما جرى يُعد غشا ومخادعة للقراء وتضليلا لهم بتحريف الحقيقة...

أما الحقيقة الثانية التي يوردها السيد الأمارة فيقول بأنَّ مشروع البرلمان [الآلوسي ـ سالم : هكذا يرغب بتسمية المشروع إمعانا بروح الفردنة!!] يأتي لاحباط مشروع  الاتحاد[الحسيني!] ولست أدري كيف يمكن التوصل لمثل هكذا استنتاج ومن أية أرضية أو خلفية؟ أما عبارة "تحت شعارات وطنية" فتوحي للقارئ بأنَّ المشروعين يدعيان أو يزعمان تلك الشعارات وهي مجرد أنشطة للزعامات الفردية, واعتراضي هنا يخص ما تعنيه العبارة وحسب وآمل ألا يكون ذلك مقصودا من جهة روحه الاتهامي..

وفي الملاحظة الثانية يدلل على استنتاجه الأول بأنَّ [الآلوسي  ـ  سالم] لم يهمهم "أمر الثقافة من قبل إطلاق مشروع السيد رياض الحسيني"!! ولست أدري بكون السيد الأمارة قد تابع أنشطتي أو عرفني قبل التاريخ المعني لكي يصدر هذا الحكم التاريخي؟ بحقي [وحق السيد سالم]؟ وبأية كيفية أو صلاحية تابعنا؟ مخابراتية أم نقدية أدبية؟

وللتذكير فقط أود أنْ أسجل للسيد الأمارة بأنْ يعود لموقعي الشخصي ولموقع رابطة بابل للكتاب والفنانين الديموقراطيين العراقيين ويقرأ متى نشرت أول دعوة عمليا لاتحاد الكتاب العراقيين وأكرر [عمليا] لأنني عملت فرديا على تطبيق تلك الدعوة قبل نشرها على نطاق الإنترنت... وقد أرسلت للسيد الحسيني مقترحاتي تلك للإفادة [والاستفادة] منها من دون أنْ أضع شروط الإحالة لاسمي الشخصي وما إلى ذلك...

وبخصوص [التسويق]   الذي تمَّ بمساعدة صاحب البرلمان العراقي.. لأعتذر أولا عن مثل هكذا كلمات لأنني لا أجد هذا التوصيف لائقا بالنقد الموضوعي ولا أريد توصيفه بالمقابل.. ولكنني أرغب بالقول إنَّ متابعة سياسة النشر في موقع البرلمان العراقي تؤشر معطيات إيجابية تُشعِر بالمسؤولية مثلما تُشعِر بالانشراح وعلى أية حال لا يوجد [الكامل] حتى  لا نقول إنَّ دفاعنا عن طرف مطلق لا يعتريه ثغرات تنتظر التناول والمعالجة وليس التثبيط. وبالمناسبة فقد لا يكون الموقع ممن نشروا  لي كل ما أرسلته لهم لدواعي خاصة بسياسة النشر أو لأي داعِ ِ يمتلك مسوغه أو خطأه وثقتي أنْ نتجه دائما تجاه الأحسن والإيجابي لمصلحة القارئ أولا وآخرا وأن نبدأ بحسن النية أولا لا افتقاد الثقة...

وموضوع الدعم المنتظر من وزارة الثقافة فلعل ذلك من المهمات المؤمَّلة لصالح كل المواقع العراقية التي تنتمي للوطن والشعب. في حين أودّ القول بأنَّ المواقف الشخصية ليس لها دخل مباشر في المشاريع التي يقرأها المثقف من جهة برامجها ومساراتها وأفترض في السيد الأمارة قراءته الإيجابية عبر تمنياته بالنجاح وليس توصيفه مواقف السيد سمير من السيد الحسيني كما لا يجوز أنْ يُرى في موقف شخص موقفا لآخر وتحميل طرف بجريرة آخر من منطق العدل والعدالة ياسيد عادل على افتراض وجود جريرة...

كما أنَّ المشروع يقدم نفسه من خلال قيمته ومن خلال من سينهض به وبأنشطته وهم شخصيات منتخبة لأول مرة كما يتضح من آلية العمل وهو ما لم يحصل من آخرين. آملا ومنتظرا أنْ يحصل منهم تعزيزا لعملنا النوعي الجمعي. وهنا أود أنْ أسجل للسيد الأمارة كون أي مشروع ثقافي  ـ حتى في ظل إخفاقه المسوَّغ ـ يظل عامل فخر واعتزاز لنا ونجد أنفسنا جزءا من نجاحاته وإخفاقاته أيضا؛ فالعمل الجمعي  الثقافي وغيره أمر يخصنا جميعا ولغة الإسفاف وتبادل الاتهامات ليست مما يُقبِل عليها وينتظرها لا جمهور التلقي بعامة ولا جمهور المثقفين المبدعين  بخاصة, والأمل بأنْ نغادر ذلك بيننا  إلى غير رجعة..

وفي الملاحظة السادسة للسيد الأمارة ما يقع في إطار تفريغ الرؤى المشخصنة صاحبة النفـَس الفردي أكثر منها في أي شئ آخر وعلى الرغم من لغة الاحترام المفبركة أو المصطنعة إلا أنَّها واضحة فيما تبيّته تجاه شخصية ثقافية وأكاديمية عراقية وبالمناسبة فليس لي أية علاقة شخصية بالأستاذ الدكتور الصائغ ولا تربطني به مهام التلميع والتصنيع وما إليها من تهم ولكنني بالتأكيد أعتز به شخصا أكاديميا وشخصية ثقافية عراقية معروفة ...

أما اشتراك أسماء في البرلمان الثقافي موجودة في الاتحاد كما في ملاحظة لاحقة فهو أمر سابق لأوانه إذ الترشيحات ما زالت مستمرة وما زال التصويت قائما وليس من الصحيح استباق الأمور, هذا من جهة ومن جهة أخرى فإنَّ مهمات البرلمان بوصفه هيأة استشارية تنسيقية لن تتعارض مع طبيعة الاتحاد ومهامه وإمكان انضمام مفاصل مهمة في الثقافة للبرلمان أمر أرحب من تخصصية الاتحاد ومن حدود مهماته..

هنا أود التأكيد على كون تساؤلات الفقرة السابعة بحاجة لمعالجة جديدة بخاصة تلك المتعلقة بإمكان الأهواء الحزبية والشخصية أنْ تلعب بالبرلمان ولا أدري لماذا يمكن لتلك الريح أنْ تلعب بالبرلمان المنتخب ولا يكون ذلك مع الاتحاد؟ وهو ما لا يتمناه طرف لأي عمل ثقافي وما يُنتظر منا جميعا يكمن في تجنيب أوضاعنا مثل هذه الاخفاقات وبدلا من أن نلعن الظلام فلنشعل شمعة...

أما مطلع القسم الثاني فهو في مظهره بحث عن الحقيقة, قد يشوبه سلبا تعبير بعينه؛ كون السيدين الحسيني ومحمد علي شخصيتين لا شائبة عليهما [لأن الأول يعمل في صحف قديرة والآخر في قناة فضائية!]  وأود أن أصحح هنا للسيد الأمارة مفهوم القدير والنزيه من جهة اللغة والدلالة وأقصد بالتصحيح ضرورة تدقيق  لغة الكتابة نحوا والأهم من ذلك تعبيرا لكي لا نقع في سوء فهمه. إذ لست بحاجة لسجال مع الأمارة كون عبارته تشير لشوائب تخص شخص الآلوسي وسالم؟ وعليه أنْ يعلن على الملأ ما يملكه وأنْ ينشر الغسيل الذي عنده ولو بقدر قشة فمن المعيب أنْ نطلق الكلام على عواهنه أيها السيد [عادل]...وعليك إعلان ما عندك كونك تعرف عني كما تبيت سطورك شيئا وأود إخبار جمهور القراء أنني لا أتذكر لقاء معك ولعلّ ذاكرتي وهنت مع العمر أو لأي سبب آخر. ولا عجب في تصنيع الكلام فلم يكن عليه [كمرك] زمن ضيم الطاغية لكنني أعتقد أنّه اليوم يقع تحت طائلة القانون..

أما وصف السيد الحسيني بالخلق الرفيع فهو شأن يحتمله الواصف والموصوف وكوني لا أعرف الرجل فقد خاطبته من خلال مشروعه بلغة الاحترام وما زلت. لكن أسلوب السيد [عادل] يظل على وضعه حين يضع الكرد المنسحبين في تعارض مع عقلانيةالسيد الحسيني  وتهذيبه فكأنهم [أي المنسحبون] بخلاف الوصف المعني! وعلى أية حال فإنني أرجو أن يكون الأمر مقصورا على لبس في فهم المقصود وفي خطأ أسلوبي في التعبير, وهو ما ليس مقبولا لمن يتصدى لمثل هذه الأمور الكبيرة في حياتنا العامة...

وبالمناسبة لا يحيل كلامي هذا لدفع المنسحبين لإصرار على موقف فإنشاء اتحاد يظل ضرورة في أعناق الجميع؛ ومعالجة القضايا العامة في ضوء العلاقات الخاصة أمر يحتاج لمراجعة. ولست هنا أيضا بصدد تخطئة طرف أو تناول الموضوع القديم ولكنني ما زلت بصدد قراءتي مقالة السيد الأمارة. وأود تسجيل تأكيد على ما قاله السيد الأمارة من ضرورة منع المتصيدين في الخلافات الأخوية عن لعب دور التخريب وتضخيم مشكلات بعينها ولكنني أتساءل عن مقالته ألا يصب على أقل تقدير بعض ما فهمته منها في مثل هذا الأمر؟

 

- 2-

أما الحلقة الثالثة فتبدأ بلغة هجومية ولن أقول عدائية لتهدئة [الحوار] وهي تحفل بلغة التضمين التي لا تفصح لأحد إلا عن اتهامات لا تستند إلى حق أو حقيقة! ولست أدري شخصيا مَن هي الجهات أو الأطراف التي تريد تغييب الحقيقة التي يمتلكها السيد عادل ويتعرض من أجلها السيد صاحب موقع صوت العراق لضغوط من أطراف أدعوه بكل احترام أنْ يعلمني عنها على أقل تقدير كوني طرف معني بالإشارة هنا.

 والأصح أنْ يعلن من يملك معلومة ما لديه للملأ وإلا فهو مجرد ادعاء وافتراء ولا داعي هنا للقول بأنّ القانون يحاسب على ذلك فالجمهور والناس وحكمهم أهم عندي من الموقف القانوني.. فالقضية في هذه الحلقة أصبحت أخلاقية أكثر من أي شئ آخر بخاصة في عبارة الكشف عن أطراف متعاقدة مع الآلوسي؟!! وأشدِّد على ضرورة الكشف عن تلك الأطراف أو الاعتذار من الناس والانسحاببعيدا عن نشر ما يخرب ولا يبني...

بخصوص رابطة بابل للكتاب والفنانين العراقيين في هولندا, فأنا لم أساهم في تشكيلها بمعنى التأسيس فقد جئت إلى هنا وكانت مؤسسة من زملاء قبلي في الساحة الهولندية وقد عملت منذ التحاقي بها على محاولة التفعيل وحل أية إشكالات تجابه أنشطتها ومصداقية العمل فيها..

وأول أمر ينبغي العمل به هو ألا نحاكم الرابطة وجهودها النوعية الكبيرة بموقعها على الإنترنت فحسب. إذ من فعاليات الرابطة على سبيل المثال لا الحصر مهرجان للمسرح العراقي معروف بحجمه ولها إصدار ثقافي مشهود له مجلة ألواح بابلية معاصرة ولها مهرجان عشرة أيام عراقية في لاهاي معروف بما قدمه من أنشطة نوعية وتأثيرها في الساحة الهولندية ولها أنشطة بحجم قامات أعضائها الكبار والكبيرة بهم وليس بغيره...

أما موقع الرابطة فهو موقع ما زال في نضال من أجل الارتقاء إلى حجم قامة الرابطة وأعضائها الفاعلين وبحجم دعمهم سيكون تأثيره. ولكن مشكلة السيد [عادل] كونه يرى كل شئ بأسس الكسب الفردي ومقدار الربح والخسارة الشخصية في أي نشاط وهو ما حاولت مقالته الرباعية الأجزاء أنْ تقوله أو هكذا فهمتُ بما أملك من [لغة] و [...] .. إنَّ موقع الرابطة ليس ملكا شخصيا وبالمناسبة فمن يدخل من قراء إلى الموقع أقل بكثير جدا ممن يدخل لموقعي الشخصي أو لمقالاتي وهذه المحدودية أمر أتأسف له وكافحت وأعمل من أجل تنشيطه بما أستطيع من طرفي ولكنَّ الأمر سيظل متعلقا بالمشاركة النوعية المنتظرة من الزملاء  وعلى أية حال هذا لا يقلل من حجم الموقع ودوره ..

فهو موقع مقروء عراقيا وعربيا وهولنديا [كونه يتعامل مع القارئ الهولندي والعراقي هنا في هولندا] وكنت أتمنى للسيد [عادل] أنْ يعزز من العمل فيه لا أنْ يذهب مذهبه. أنا لم أضع اسما لتزكية [صاحب الموقع] فإنْ لم تتم تزكيتي من أفعالي ومن حكم الناس فلن تصلح تزكية  مهما علا شأنها ما يفسده عمل شخص ولا أتحدى السيد الأمارة فيما أفسدت أو أخطأت فيه بل منطق الحوار الذي وضع نفسه فيه من اتهامات وافتراءات يلزمه بكشف ما لديه أو بحكم الجمهور الذي أستند إليه عملي التطوعي العام..

كما أنَّ موقع الرابطة هو صوت كل من يكتب فيه وكل الزملاء وعلى قول الأستاذ حمزة الجواهري نحن نبحث للوصول إلى الناس بعشرة قراء  من هذا الموقع وعشرين من ذاك وخمسة من غيره لأنَّ الإعلام الواسع [الفضائيات مثلا] يظل في الغالب مقصورا على نفر لا يرتبط بهموم الناس.. فما بالك أيها السيد [عادل] تنحو للتقليل من شأن جهود الناس..

أتعرف جهد كل طرف في الموقع الذي تتحدث عنه بهذه الطريقة؟ أملي أنْ يتحدث لك الموجودة أسماؤهم على صدر الموقع وأنْ تعرف الحقيقة لا لتسكت بل لتتكلم وتكتب فيه رأيك وتوصله للناس طالما كان في خدمتهم. وبالمناسبة فالموقع يبحث بمحرريه عن المقال والمواد التي يرونها مفيدة فيضعونها لخدمة القراء... وإنها لجهود يعرفها الذي يعمل كالجندي المجهول أقصد المحررين لا اسمي الشخصي... ويمكن لمن يريد الحقيقة أنْ يسأل المحررين مباشرة لتخرس ألسنة التقولات والأباطيل. وعلى أية حال فلم أطلب لا تزكية ولا توصية لأنني لست من طلاب المناصب والمواقع ولست من المحتشدين على بوابات السلاطين لأطلب تزكية ممزوجة بشهادة زور..

"ما يؤلمني أن الأستاذ الآلوسي لا زال [...] مرتبكا وغير واثقا [كذا] من نفسه كمثقف [...] يمكنه أنْ يجمع المثقفين من حوله دونما حاجة لتزكية من أحد." آسف لما أصابك من ألم ولكنني لست أعرف شخصكم إذا كنتم من المنجمين أو من المحللين النفسيين لتعرفوا ترددي وارتباكي وقلة حيلتي وعدم ثقتي بنفسي ولكنني أقترح عليك دعوةَ َ للقائي مباشرة لتعرف قلة الحيلة والخبرة والتجربة واهتزاز الثقة هكذا عندي.

أما تسويقي لمشروعي فلم يكن باتفاق مع أحد ولا بحوار مع طرف وكما ذكرت لقارئي الكريم فليس لدي معرفة شخصية بالأسماء الواردة في المشروع ... وكل ما في الأمر أنني قدمت مشروعا لجمهرة الثقافة وتقدم به خطوات نحو التنفيذ والعمل السيد سمير سالم بجهد مشكور والحكم لجمهور الثقافة وليس لشخص أو أشخاص.. أليس كذلك أيها السيد الكريم عادل الأمارة...

وحول سرقة الأفكار وكون بطاقة مشاركة الدكتور سلمان شمسة آلامه مسألة خاصة ببنات أفكار السيد الحسيني قد يكون السيد الحسيني أول من عرف الخبر المؤسف وقد يكون بادر للمشاركة الوجدانية وكل ذلك من شيمة أصحاب الخلق الكريم .. ولكنني لا أجد في مشاركة آخرين آلام السيد شمسة متاجرة تسويقية وسرقة لبنات أفكار أحد! ولكن مثل هذه الحديث فيه من الإيلام والإيذاء الشئ الكثير كونه يبحث في النيات ويقرأ في مشاعر كتّاب كلمات الأخوّة والوفاء وكونه يشكك بعلاقات الصداقة المتينة إلا ما انتسب لطرف يخصه وهذا من عجب؟!! إلا إذا كان في الأمر خلط مقصود...

أما مسائل [الدبلكيت] التي أمتعت أخي الذي لم أعرفه لا صغرا فيه فأحيله إلى تاريخ ما قدمت من مشروعات وعملت من أجل إشاعتها بين جمهور الثقافة بمقدار ما عندي من إمكانات [حيث أنَّ ظروفا خاصة ما زالت تمنعني من الحركة والسفر والاتصال وما إليها] وهو ما جعلني أكتب كلمة وفد يسافر إلى بلد أو إرسل مشروعا أعده أو بيانا أو ما شابه ولا أكون حاضرا إلا بجهدي وليس بشخصي...

ولا أقصد بأسبقية تقديمي تلك المشاريع أنْ تكتب باسمي بل تظل مشروعا عاما لا يسجَّل إلا باسم مجموع المتعاقدين بالإيجاب ولا يوجد ورائي أو قدامي متعاقد بالسلب كما أوردتم في مقالكم آملا أنْ تفيد القارئ أيها السيد الكريم بالمتعاقدين معي على أي مشروع أو جهد أو مقال... إذن فلست دبلوكيتا لأحد أيها السيد المنصف! وليس المشروع الذي يبدو أنكم لم تقرأ فيه جيدا ما جعلكم تعتقدونه كذلك..

وبخصوص معالجتكم الأخيرة لموضوع القضية الكردية ففيه من الاستهانة بالشخصية العراقية الكردية وغيرها بحيث ترون في ألاعيب المتصيدين ما انطلى عليهم وجعلهم ينسحبون وفي أحسن نية بما أردتم القول أرجو أنْ يأخذ الزملاء بالنتيجة وهي ضرورة أنْ نظل يدا بيد في كل عمل يخدم وحدتنا وفي كل جهد نوعي قويم وصحيح.. والاتحاد من تلك الأعمال التي نحتاج لتعزيز العمل فيه حيث وضع البرنامج الموضوعي له وحيث جرى اختيار لجانه ديموقراطيا وباحترام للصوت أو العمل النوعي الجماعي...

وبعد هذا الاسترسال أجدني لم أقرأ مصداقية في كلمات البحث عن الحقيقة في مقالكم.. كون المقال يقرر حقائقه الخاصة مسبقا وفي جو من العتمة والضبابية وعلى أية حال فلست هنا في مسابقة في تقديم نفسي ولكن الجمهور من حقه أنْ يعرف الحقائق منذ كتبنا بأسمائنا الحقيقية نعري النظام الفاشي ونعمل من أجل الوصول إلى يوم تحرير شعبنا من قيوده وسلطته الدموية ... فإذا لم تكن تقرأ الصحافة التي صدرت بإدارتي ولم تقرأ لي في مواقع النشر وفي الصحف العربية وغيرها فلست مسؤولا عن تلك الحقيقة..

على أية حال لم أكتب هذه الكلمات إلا لأشدِّد على أهمية عملنا الجمعي من جهة وعلى إبعاد حالات التشويش والتضليل, ولعلنا نستطيع تجاوز لغة الافتراء والاتهام وهي عملية تنجح بجهد خيرة كتابنا وأكاديميينا وبعملهم المثابر بعيدا عن مشاغلات سلبية. والشفافية والثقة والتعاضد بين مثقفينا هي الكفيلة بمهمة التقدم بنا إلى الأمام...

ولكي أختم كلماتي لابد لي من الإشادة بموقع صوت العراق وجهوده المثابرة في موضوعيتها ولابد لي من إنصاف [بكسر الهمزة] الحقيقة  بشأن نشاط الموقع ولا أفقد ثقتي الوطيدة بمحرره المسؤول لظهور هذه المقالة عنده. وأملي أنْ تكون كلماتي مجرد محاولة للدفاع المشروع بالتأكيد ليس عن شخصي ولكن قبل كل شئ عن مشاريع الثقافة والمثقفين وأنْ نبعدها عن مشكلات المشاغلة وإضاعة الوقت في محاورات وصراعات شخصية محضة... ومن ثمَّ فهذه دعوة مخلصة لينهض أوسع جمهور للتصويت الإيجابي لا السلبي مع البرلمان الثقافي العراقي في المنفى..