الانتخاب المباشر والتمثيل النسبي

هو النظام الامثل لتحقيق إرادة الشعب

عبدالخالق كاظمبما ان الشعب العراقي مقبل على اختيار قانون للانتخابات يؤمن له قيام حكومة تلتزم بتطبيق قانون إدارة الدولة.. يصبح من المفيد التعرف على مختلف انظمة الانتخابات الديمقراطية وتجارب الدول في إجرائها.. لتفعيل دور شعبنا في اختيار الافضل منها.. وفقاً للظروف السياسية الملموسة..

توجد انظمة عديدة للانتخابات، فهي اما ان تكون مباشرة واما غير مباشرة حسب عدد المراحل التي يتم بها اختيار من يتولى السلطة. ويمكن ان يكون فرديا او بالقائمة حسب اختلاف سعة المناطق الانتخابية وعدد النواب لكل منطقة انتخابية.

والانتخاب بالقائمة يكون بالاغلبية او بالتمثيل النسبي. وسنبحث هذه الطرق كلاً على انفراد مع بيان مزاياها وعيوبها:

اولاً: الانتخاب المباشر والانتخاب غير المباشر: يكون الانتخاب مباشراً اذا تم من قبل الناخبين انفسهم بغير واسطة ويكون الانتخاب غير مباشر اذا اقتصرت مهمة الناخبين على انتخاب طائفة ثانية يسمون بالمندوبين الذين يتولون انتخاب من يتولى السلطة، ويقال بصدد الانتخاب غير المباشر انه يساعد على حسن اختيار النواب لان جمهور الناخبين بطبيعته عاطفي وتنقصه الخبرة في الشؤون السياسية وفي تقدير كفاءة المرشحين.

ولكن الاخذ بالانتخاب غير المباشر يؤدي الى التقليل من اهتمام الشعب بالشؤون السياسية. وعلى العكس منه هناك الانتخاب المباشر الذي يرفع من مدارك المواطنين الوطنية كونه يفسح المجال للمشاركة الفعلية في الحياة السياسية، فضلاً عما تقدم فان الانتخاب المباشر اقرب الى تحقيق الديمقراطية من الانتخاب غير المباشر، فان معظم الدول في عصرنا تأخذ بنظام الانتخاب المباشر.

ثانياً: الانتخاب الفردي والانتخاب بالقائمة، يفترض في الانتخاب الفردي تقسيم البلاد الى دوائر انتخابية صغيرة يجري تمثيلها في البرلمان بنائب واحد مثلاً (500 نائب لـ500 منطقة انتخابية).

اما الانتخابات بالقائمة فانه يفترض تقسيم البلاد الى دوائر انتخابية كبيرة تمثل كل دائرة بعدد من النواب يدرج الناخب اسماءهم في قائمة وتتركز اوجه المفاضلة بين الطريقتين في صغر او كبر الدائرة الانتخابية فصغر الدائرة الانتخابية في الانتخاب الفردي يجعل لها ميزة تسهيل مهمة الناخب والنائب على السواء فالناخب يكون على اتصال بالمرشحين فيسهل عليه انتخاب من يريد والنائب يكون على اتصال بالناخب فيسهل عليه انتخاب من يريد. والنائب يكون على اتصال بالناخبين مما يسهل عليه التعرف على احتياجاتهم ورغباتهم وحاجات دائرته الانتخابية.

للانتخاب الفردي سلبياته ومن  بينها:

1 – تأثر الناخب بالاعتبارات الشخصية.

2 – خضوع النائب للرغبات "المحلية" للناخبين، على حساب قضايا الصالح العام.

3 – سهولة التأثير على الناخبين من جانب الحكومة والمرشحين بالاغراء او التهديد.

اما الانتخاب بالقائمة فله المزايا الاتية:

ا – ان الاخذ بالانتخاب بالقائمة يزيد من اهتمام الناخبين في الشؤون السياسية ويضاعف شعورهم بالمسؤولية.

ب – ان الانتخاب بالقائمة يخفف من ضغط الناخبين على النواب وكذلك يسمح بالاخذ بالتمثيل النسبي الذي يؤدي الى تمثيل معظم الفئات السياسية على اختلاف آرائها ومبادئها بينما الاخذ بالانتخاب الفردي لا يؤدي الى تمثيل الاقليات السياسية.

ثالثا: الانتخاب بالاغلبية والانتخاب بالتمثيل النسبي

الانتخاب بالاغلبية سواء كان فرديا او بالقائمة يفترض فوز من ينال اكثرية الاصوات. القاعدة المعمول بها في معظم الدول هي الحصول على اغلبية اصوات الناخبين في الدائرة الانتخابية لصالح المرشح الفردي او للقائمة. فإذا فرضنا ان دائرة انتخابية عدد اصوات ناخبيها 10.001 صوتا وكانت نتيجة التصويت حصول احد المرشحين على النصف + واحد (5001) صوت هذا يعني خسارة الثاني وبذلك تُضيع في النتيجة ارادة 5000 ناخب. اما اذا كانت الاغلبية المطلوبة اغلبية نسبية فحسب فان النتائج تكون أسوأ.. بكثير، لنفرض تقدم ثلاثة مرشحين في المنطقة الانتخابية التي اخترناها سابقا. يحصل الاول (4501) صوت والثاني على (3500) صوت والثالث على (2000) صوت ففي هذه الحالة يفوز الاول ويخسر المرشحان الاخران بالرغم ان مجموع ما حصلا عليه من الاصوات يشكل الاغلبية الفعلية. ومثل هذه النتائج الشاذة تظهر ايضا في الانتخابات بالقائمة. بمعنى ان الحزب الفائز يحصل على جميع مقاعد الدائرة بينما الاحزاب الاخرى لا تُمثل اصلا في البرلمان. ولقد ادت هذه النتائج الشاذة الى ايجاد طرق وتضمن تمثيل الاقليات السياسية في البرلمان أهمها طريقة التمثيل النسبي تفترض هذه الطريقة الانتخاب بالقائمة وتقضي بضرورة تمثيل الاحزاب بالبرلمان بنسبة حصولها على الاصوات. فاذا فرضنا ان دائرة بها (2001) صوتا وان النتيجة كانت حصول احد الاحزاب على (1001) صوتا وحصول حزب ثانٍ على (600) صوت وحصول حزب ثالث على (400) صوت تكون حصة مقاعد كل من الاحزاب المشاركة في هذه الدائرة حسب نسبة الاصوات الحاصلة عليها... فطريقة التمثيل النسبي تقضي بان ينال الحزب الاول (10) مقاعد والحزب الثاني 3 مقاعد والحزب الثالث مقعدين.

استنتاج

بعد عرض طرق الانتخاب نرى ان الانتخاب المباشر وبالتمثيل النسبي هو خير طريقة ملائمة لظروف عراقنا فهي تؤدي الى تمثيل اكبر عدد ممكن من الناخبين وتجعل من المجالس النيابية مرآة صادقة لافكار وميول جميع الناخبين وانها تساعد على تمثيل اغلب الاحزاب السياسية بالرغم من بعض العيوب البسيطة التي يمكن التغلب عليها ومعالجتها.