رابطة بابل للكتّاب والفنانين الديموقراطيين العراقيين في هولندا

تنعى الفنان التشكيلي العراقي زياد حيدر

 

 

تنعى رابطة بابل للكتّاب والفنانين الديموقراطيين العراقيين في هولندا الفنان التشكيلي العراقي زياد حيدر الذي يرحل اليوم إلى الخلود والأبدية.. نشط الفنان زياد حيدر في غربته بخاصة منها هنا في هولندا من أجل جمع شمل الفنانين العراقيين ودعم مطالبهم ومحاولة معالجة أسباب معاناتهم حيث كان عضوا في الهيأة الإدارية للرابطة بدورتها الرابعة لسنوات خلت...

ونشاطه هذا في غربته هو النشاط الذي ينسجم مع تاريخه  الأصيل الذي التزم فيه هموم الناس هوية له في وجوده الإنساني والفني حيث نضاله الوطني المتفاني في صفوف اتحاد الشبيبة الديموقراطي العراقي وحركة اليسار السياسي، وهو ما كان سببا في معاناته وآلامه عبر المطاردات البوليسية للنظام الديكتاتوري وأجهزته القمعية..

يغادر زياد حيدر في غربته منتصرا على محاولات القتل والعزل التي مارستها ظروف الغربة وأعباء الزمن المعقدة وأوصابه الثقيلة، فهو المنتصر بريشته وبلوحته اللتين يتركهما أخيرا لتكونا سِفره في خلودِ ما أثاره وتركه من انطباع في أنفس عشاق معارضه الثائرة على سكون الزمن وتراخيه ومراراته.. فلقد كان للثورة مداخلها لا في السياسة حسب بل وفي استخداماته الفنية كما في معالجاته اللونية وفي حركة ضياء اللوحة وتوزيعاتها وإسقاطاتها وفي نهجها بتناول موادها وأفكارها...

لقد كان الراحل زياد حيدر المتمرد في حياته الخاصة والعامة، القلق باستمرار من الآتي مما سيصنع وما ستقدمه ريشته؛ فقدم سجلا حافلا من أول معرض تشكيلي يشارك فيه في بغداد الفن والإبداع العام 1974 وحتى آخر لوحة لم تكتمل حين خذلته ريشته ليغادرنا إلى عالم الأبدية في منفاه بمدينة أمستردام الهولندية؛ تلك المدينة التي تذكره في ساحاتها وشوارعها عندما كان يمرق باحثا عن لقمة عيشه مستخدما ريشة البورتريت مصارعا مضض الألم في بعض لحظات آلام الإهمال وبؤسه الذي تعرض له فنانينا في بلدان الشتات...

وتعرفه أكثر قاعات عرض كبرى لإبداعات مشاهير الفن وأضوائه وأعلامه فقد كان المبدع الذي كسب وجودا فنيا كبيرا في الوسط الأوروبي المحيط، لحرفية مشهده وحجم مكانة لوحته وروحها الخلاق.. فهل ستعود لوحات الفنان إلى وطنها بغداد؟ هل سيُنظر إلى مبدعينا وأعمالهم الإبداعية بعيدا عن إهمال الأمس؟ وهل سيُحتفى بالراحل هناك في وطن قدم له زياد حيدر آخر نبضة من حياته وآخر نبضة لريشته حيث غادر وهو يرسم لوحة للوطن والناس..؟؟

إنَّ رحيل زياد حيدر المبكر انعكاس لمصائب وآلام وشدائد ومعاناة فنانينا في غرباتهم السبع وفي محنهم العشر! فلا تتركوهم يُطمَسون وهم راياتنا وبيارق عزّنا...  وليس بعد غير عزاء لك في أهلك أحبوا فيك تمردك وثورتك والتزامك وإنسانيتك وشموخك وفنك الكبير يا زياد حيدر.. تغادرنا شابا في كل شئ ويلتزمك أهلك خالدا في كل معاني العطاء والإبداع وستبقى ريشتك بما حفرته في الذاكرة العراقية والإنسانية من اسم سومر الأزل حتى عراق الأبد والخلود...

فنم قرير العين.. وعزاءنا فيك خلود عطائك وفنك والشيم الإنسانية العراقية الأصيلة التي تتركها ودعوة لعراقيينا أن يضعوا هذا الاسم اليوم في سجلنا العراقي من شهداء المنافي والمهاجر وهم يودعونا ليتركوا لنا بصرخة الوداعات المبكرة سؤالا يريد إجابة؟؟؟؟؟؟؟ إلى الخلود والرحمة والذكر الطيب لك يا زياد حيدر وللأحبة والأصدقاء في الوطن والمهجر الصبر والسلوان...

 

 

الدكتور تيسير الآلوسي

رابطة بابل للكتّاب والفنانين الديموقراطيين العراقيين في هولندا

البرلمان الثقافي العراقي في المهجر

الخامس من كانون ثاني يناير 2006 هولندا