الكتّاب والمثقفون الديموقراطيون العراقيون

يشجبون جريمة تفجير المراقد الدينية ويدعون لمجابهة الجريمة بالوعي والوحدة الوطنية

 

 

تابع الكتّاب والفنانون الديموقراطيون العراقيون في المهجر بقلق مجريات الأوضاع في الوطن بعد جريمة تفجير مرقد الإمام علي الهادي (ع).. وهم إذ يدينون بشدة ذاك الاعتداء الآثم  في سلسلة الاعتداءات التي جرت على المراقد الدينية فإنَّهم يشدِّدون على أهمية أن يأتي شجب الجريمة النكراء بمستوى لا يقف عند ردود فعل انفعالية تخضع لحسابات طائفية بحتة أو تدور في مديات قصر نظر ومحدودية بصيرة، وهو الهدف الحقيقي الذي يبتغيه من كان وراء تلك الجريمة المقترفة بحق كل العراقيين بكل أطيافهم الدينية والمذهبية والسياسية...

ومن هنا يدعو المثقفون العراقيون إلى وجوب التزام الحذر ممّا يتربص بشعبنا وينبهون على لزوم التصدي للجريمة بمزيد من الوعي والتنوّر وبعميق التعبير عن متانة وحدتنا الوطنية وتكاتفنا مع بعضنا بعضا لتفويت الفرصة على العابثين بحيوات أبناء شعبنا ومستقبلهم المنتظر..

إنَّنا نثق بأنَّ أبناء شعبنا العراقي جميعا ومنهم بالتحديد المنتمون إلى الطائفتين السنية والشيعية إنَّما يغلِّبون مواطنتهم ووحدتهم في الالتزام الديني بوصفهم جميعا من دين واحد ووحدتهم على المستوى الوطني بوصفهم جميعا من وطن واحد وينتمون لشعب واحد لا يمكن تفكيك أو تجزئة مصالح أبناء الفئات المكوِّنة له...

وستتكسر كل الأعمال الطائشة من جرائم الغدر بشعبنا على صخرة وحدته الوطنية التي ما زالت حية مشاهدها منذ عشرينات القرن الماضي عندما تمَّ ارتكاب جريمة شبيهة ومرورا بتلك الاعتداءات الجبانة المثيلة التي جرت في السنوات الثلاث المنصرمة..

ونحن هنا في الوقت الذي نرى أن الجريمة مستمرة في ظل أوضاع الانفلات، نؤكد على أهمية ظهور حكومة وحدة وطنية من أجل أفضل سياسة حازمة لحسم مجريات أوضاعنا وضبط تلك الأوضاع بما يطلق مسيرة إعادة إعمار الذات ويعالج الخراب المهول في الوطن الجريح.. وسيكون العقل العراقي المتمثل في مبدعينا من العلماء والأكاديميين والأدباء والكتّاب والفنانين في مقدمة مسيرة تطبيع الأوضاع وتفعيل مسيرة البناء...

ونحن هنا نعمل مع كل أبناء وطننا من مجموع أطيافه للتنوير بشمس عراقية ساطعة تفضح أفعال المجرمين الضلاليين الظلاميين وتعري ممارساتهم الشنيعة الشائنة وترص صفوفنا في طريق بناء وطننا الواحد الموحد بتكاتف شعبنا الواحد الموحد بكل أطيافه الدينية والقومية والمذهبية والسياسية وبمرجعياته الواعية المتنورة المتبَّعة بحق من أبناء شعبنا بعيدا عمّا يظهر من مقولات غير سوية هنا وهناك ..

لنمضي في طريق الوحدة ولتندحرْ بتعاضدنا وتكاتفنا كل الجرائم الوضيعة لقوى الإرهاب المعادية لتطلعات أبناء شعبنا وقواه المخلصة والقدسية الطاهرة لرموزنا الشامخة مقاما في التفاف أبناء شعبنا حول تجاريبها وفي استحضار معاني تلك التجاريب السامية النبيلة التي أكدت يومها وتؤكد اليوم على معاني التنوّر وسطوع شمس حرياتنا وإرادتنا في الحياة الكريمة..

 

الدكتور تيسير الآلوسي

رابطة بابل للكتّاب والفنانين الديموقراطيين العراقيين في هولندا

البرلمان الثقافي العراقي في المهجر

لاهاي 23 فبراير شباط 2006