الأديب نجيب محفوظ في ذمة الخلود

 

تنعى رابطة الكتّاب والفنانين الديموقراطيين العراقيين في هولندا الأديب العربي العالمي نجيب محفوظ الذي رحل عنّا إلى عالم الأبدية بعد أن حفل سجله الإبداعي بعشرات الأعمال الروائية ومئات الكتابات والمقالات والأحاديث التي تظل رمزا وذخرا للمكتبة العربية والإنسانية التي قرأت إبداعه الثرّ الكبير عبر عشرات الترجمات وملايين النسخ التي طُبِعت لتكون بين أيدي أجيال طوال عقود القرن المنصرم  وستبقى لأجيال تالية..

إنَّ مغادرة نخلة مصرية لا يعني تنكيس الراية بقدر ما يعني استقرار النجم اللامع حيث الدراسة والتمحيص والإفادة غذاءَ َ روحيا ثقافيا غنيا يعطي ما بقيت العين البشرية متفتحة من أجل الانعتاق من ظلمة حاول يوما صبيان الحقد الفكري فرضها ففشلت وستفشل أبدا من منع ضياء شموس التنوير كما شمس الأديب المصري نجيب محفوظ الذي شرَّح مبضعه مواطن أمراض المجتمع وكشف عوراته وأشار بأصبع فلسفته النيِّرة إلى موضع العلة والعلاج...

نجيب محفوظ ليس رجلا عاديا أو أديبا عابرا وهو الشموخ الذي شكل مؤسسة كاملة قارعت كل ما تعرض له مجتمع ولادة النهضة المتعسرة فشخَّص طبيعة طبقاته وصراعاتها وانعكاسات ذلك في صراعات الفكر بين الماضوية والتفتح والحداثة وكان واحدا من أبرز علامات تصويب مسيرة كثرت فيها العلل وتقويمها وتنظيفها من تلك الأمراض.. وهو الذي كسر حواجز المحرمات في خطاب الأدب والفكر في كل الصُعُد والمستويات؛ فكتب رؤى الإنسان البسيط والمفكر والفيلسوف والعالم في شؤون الدين والجنس والسياسة.. فاخترق بإبداعه وكلمته وشعريتها وغناها أبعد التابوات حتى تعرض لمحاولات التصفية بأشكالها ولكن هيهات لغربال أن يحجب ضياء شمس وهيهات للحجر أن تسد الشبابيك والأبواب..

فلقد دخل نجيب محفوظ أفئدة المختلفين معه قبل المتفقين حيث بقي النبراس والشعلة لكلمة الحرية والانعتاق والتقدم..

فليكن عزاؤنا في نجيب محفوظ خلود كلمته وأدبه ورؤاه..

الذكر الطيب للخالد في وداعنا له وهو يرحل إلى الأبدية. والصبر والسلوان لأهله وأصدقائه وزملائه ومحبيه والمتطلعين لكلمته الأدبية الشاعرة وليبقَ بيننا محفوظا في الصدور...

 

 

أ.د. تيسير الآلوسي

رئيس الهيأة الإدارية لرابطة الكتّاب والفنانين الديموقراطيين العراقيين في هولندا

لاهاي هولندا 30 آب أغسطس 2006

  info@babil-nl.org

Tel: 0031342840208