إلى وزارة الثقافة العراقية ومسؤولي الثقافة ومن يهمه أمر منظمات الثقافة العراقية في المهجر

 

رئاسة رابطة بابل للكتّاب والفنانين الديموقراطيين العراقيين في هولندا

 

منذ العام 2003 وتحولات عميقة تلف الأوضاع العراقية داخل الوطن حيث شعبنا العراقي يكتوي بظروف التغييرات العاصفة بين بريق تطلعاته ونيله انعتاقه من ربقة عسف الطاغية وبين نيران بقايا الدكتاتورية وقوى الإرهاب المتسللة إلى بلادنا.. وأوضاع أخرى تلف ظروف الجاليات العراقية في المهجر ومنهم علماء العراق وأكاديمييه ومثقفيه ومبدعيه، تلك الأوضاع التي تجري بتأثيرات وتقلبات الأجواء المستضيفة وطبيعة تفاعلات المحيط المهجري وسياساته العامة تجاه العراق وأوضاعه...


وفي خضم جميع تلك الأحداث كان لمثقفي العراق الديموقراطيين ومبدعيه ومتخصصيه دورهم المميز في التعاطي مع المتغيرات وفي محاولة استعادة فاعلية أنشطتهم وسط حالات من قطع أشكال الدعم والمساعدة المادية والأدبية من دول الاستضافة لجمعياتهم وروابطهم واتحاداتهم بل وأحيانا التضييق على أنشطتهم وفاعلياتهم. هذا طبعا إلى جانب المطاردة الشرسة التي تعرضت لها تلك المنظمات من النظام المهزوم وتضييقاته وأحابيل بقاياه وألاعيبهم..


لقد كان التوجه الغالب في حال وجود دعم ما لبعض الفئات المسماة عراقية هو تركيزه على دعم أمور شعائرية طائفية مرضية يستهجنها أبناء شعبنا أنفسهم كونها تشويه لتقاليدهم الإنسانية التنويرية المتفتحة أو دعم جهات ليست عراقية بمشاريع تتبرقع بخدمة مستهدفات (عراقية) مزعومة.. حيث صار من هبَّ ودب يسرق باسم مشروعات عراقية!
ومع ذلك صار مثقفو العراق يكافحون من أجل وضع أقدامهم من جديد ليعلنوا وجودهم عبر أنشطتهم الشخصية من معارض التشكيليين وفنون مسرحهم العريق وحتى مؤلفات وكتب ودراسات وبحوث وتجمعات عكست جميعها مصداقية الهوية والارتباط بعراق الحضارة والتمدن والتنوير باستمرار..


غير أننا يجب ألا ننسى حقيقة تداعيات معقدة وعويصة أحيانا في مسيرة الروابط والاتحادات الثقافية العراقية من ذلك خلل ما اعتراها أحيانا من مشكلات الفتور التنظيمي بسبب من مشكلات الدعم وعراقيل الظروف الصعبة المحيطة تلك وبسبب من أمراض تلك التنظيمات التي عكست الظرف الموضوعي المحيط..


ومن هنا وجدنا روابط ذات جماهيرية كبيرة كرابطة المثقفين العراقيين الديموقراطيين من منفاها العربي في بيروت إلى منفاها الأوروبي في إيطاليا وانتهاء بمهجرها في هولندا قد عانت من الانحسار والفتور لمدة ومن ثمَّ التوقف لتعقبها حالة ولادة جديدة في كل مرة.. فكانت ولادة رابطة بابل للكتّاب والفنانين الديموقراطيين العراقيين في هولندا استكمالا للمسار الأول وهي الرابطة التي قدمت أروع الأنشطة التي صعَّدت دور المعارضة العراقية بالتحديد دور المثقفين عندما عقدت مهرجانا لعشرة أيام عراقية مثلت فيها العراق ورفعت رايته القديمة العتيدة بعيدا عن النظام الدكتاتوري وسفارته قبيل سقوط الطاغية..


ورابطة بابل للكتّاب والفنانين الديموقراطيين العراقيين في هولندا هي المنظمة الأم لكل روابط وجماعات الثقافة والإبداع في هولندا والاتحاد الأوروبي وهي صاحبة أكبر عضوية ثقافية من مبدعينا حيث تضم بين جوانحها كبار الثقافة والإبداع العراقيين في المهجر..


لقد عانت الرابطة في الأعوام الثلاثة المنصرمة من انعدام تام مطلق للدعم المادي السنوي وغير السنوي ولكنها استطاعت أن تمضي بالتعاون مع جهات الثقافة العراقية وأن تساهم بدورها في حشد أبناء الجالية العراقية حول المسيرة السلمية للتحولات السياسية في البلاد والعمل على تبيان مسار كتابة الدستور العراقي والتحشيد لصياغته صياغة وطنية ديموقراطية صائبة تجمع كل الطيف العراقي بلا استثناء ولا إقصاء هذا فضلا عن أنشطة اجتماعية وفكرية كما في رعاية إبداعات مثقفينا وفي الاحتفاء بولادة أنشطتهم المتنوعة..


واستمر دور موقع الرابطة الألكتروني "ألواح بابلية" سليل المجلة الثقافية المعروفة بالاسم ذاته فكان للموقع اتصالاته الواسعة لجذب جمهور الثقافة في بلدان عربية عديدة نحو تأييد القضية العراقية ومصالح شعبنا ومثقفينا ومبدعينا.. وما زالت المسيرة ماضية على الرغم من كل العوائق والتعقيدات..


أما الجديد فيكمن في استنهاض الهمم للجهات المسؤولة لتقف وقفة مشرِّفة تختلف جذريا عن مواقف أجهزة النظام التي لم تكن سوى بوق لهدر أموال الشعب على عناصر النظام الرخيصة وعلى مطاردة مثقفينا ومبدعينا.. فما مسؤولية وزارة الثقافة العراقية بطاقمها الجديد؟ وما مسؤولية الملحقيات الثقافية في السفارات العراقية؟ وما مسؤولية الاتحادات والمنظمات الرسمية والشعبية تجاه الثقافة والمثقف العراقيين اليوم؟ هذه أسئلة ودعوة مباشرة صريحة لدعم لرؤانا التي سبق أن عرضناها في مشروعات محددة وهي دعوة لدعم طلبنا لعقد مؤتمرنا الجديد وأنشطتنا القابلة.. فهل من مجيب؟؟؟
أما دعوتنا اليوم لمجموع أعضاء الرابطة فتأتي لتفعيل صلاتهم بإدارتها المنتخبة في مؤتمرها الأخير من أجل:


1. وضوح العمل التنظيمي المشترك الراقي لأعضاء الرابطة كونهم الطبقة الأكثر وعيا وثقافة ووضوحا في الرؤية وفي التعرف إلى أهمية العمل الجمعي المشترك وتعاضد الجهود وتنظيمها بإعادة ترتيب البيت التنظيمي الثقافي العراقي وتوحيد الجهود في منظمة عريقة كبيرة ومهمة كرابطة المثقفين الديموقراطيين العراقيين في المهجر أو البرلمان الثقافي العراقي في المهجر..

 
2. أهمية إحياء الأنشطة الوطنية الثقافية الكبرى وإعلاء شأن اسم الثقافة العراقية وتوضيح الصورة الحقيقية لإبداعنا وثقافتنا ومكانتها عراقيا وإنسانيا.. ومن ذلك تلكؤنا في إحياء اليوم الوطني العراقي عدة مرات بسبب من ظروف الدعم وإشكالات أخرى؟


3. تشديد المطالبة الجماعية وإعلاء صوت المثقف والمبدع العراقي لجذب الدعم المؤمل لمنظمات الثقافة والإبداع بالتحديد من الجهات الدولية مثلهم مثل كل مثقفي العالم الذين يحظون بدعم ثابت لأشكال أنشطتهم ومن الحكومة العراقية المنتخبة على أساس أن تغيِّر سياسة عهود الطغيان والإلغاء المهزومة فيما ما زالت أوضاع المثقف والمبدع العراقي بعيدة عن الطموحات المنشودة.. فليس من دعم للمطالب والمشروعات الكبيرة الرئيسة للمثقفين والمبدعين ما يتطلب اتخاذ قرار واضح تجاه سياسة التجاهل والسلبية الموجهة ضد قطاع الثقافة والآداب والعلوم والفنون بكل تنوعاتها.. ويلزم أن يكون إجابة واضحة بالتحديد من وزارة الثقافة ومن مكتب رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزارء..


4. يعرف أعضاء رابطة بابل للكتّاب والفنانين الديموقراطيين العراقيين أن برلمانا ثقافيا عراقيا في هولندا قد تشكل ونهض بعدد من الأنشطة كما توجد منظمات وروابط واتحادات للصحفيين والكتاب والفنانين والمثقفين في هولندا وفي غيرها ومن ذلك مساهمة أكثر من خمسمائة صوت ثقافي في انتخاب هيأة تنفيذية للبرلمان الثقافي العراقي في المهجر.. وهم يعرفون أيضا أن تلك التجمعات قد عانت الأمرَّين من انقطاع الدعم ومن مشكلات تداخلات مرضية بوجود بعض العناصر الدخيلة على التنظيم الثقافي الراقي ما سبَّبَ عرقلة جدية لمشروعات الثقافة وصلت حدّ شللها أحيانا لأمور من نمط المصالح الفردية والشللية الأنانية أو من نمط تقاطعات غير سوية أو غير مبررة.. وبناء على هذا الواقع نجد من اللازم والواجب أن نضع مسؤولية إعادة ترتيب أوضاع البيت الثقافي اليوم بين أيدي ممثلي الثقافة العراقية ليقولوا كلمتهم...


5. إنَّ كلَّ مبدع عراقي ومثقف وطني يمتلك الحق في قول كلمته مثلما هو واجب عليه أيضا أن ينهض بمسؤولية المساهمة في معالجة الوضع الذي تمر به منظمات الثقافة وأولها رابطة بابل للكتّاب والفنانين الديموقراطيين العراقيين في هولندا والبرلمان الثقافي العراقي في المهجر..
6. يلزم هنا أن نشير إلى أن انقطاع الدعم من البلديات من جهة ومن جهات الدعم الأخرى ليس ثابتا ويمكن أن يتغير بجهود متضافرة جماعية ويمكن أن يكون وجود للمنظمة عبر الاشتراكات التي لم يدفعها الزملاء طوال مدة انتمائهم كما يمكن أن نطلب الدعم وهو حق ثابت من الجهات الثقافية العراقية بشرط لقائنا المشترك على مشروعات واضحة وثابتة ودقيقة.. فما تصورات كل زميل من هذه الأمور؟ من المشروعات المرفقة ومن حالة تلكؤ إجابة الجهات المسؤولة؟


7. ما موقف كل زميلة وزميل من مسألة عقد مؤتمر في غضون الأشهر الثلاثة القابلة في لاهاي تتجدد فيه الانتخابات وتتم معالجة السلبيات وتبني برنامج جديد يلائم المرحلة الجديدة؟ وعلى أقل تقدير نرجو من كل زميلة وزميل أن يسمعنا صوته بالقبول والاستعداد لحضور المؤتمر ومقترحاته لجدول الأعمال ومعالجته الموجزة لكل فقرة؟


8. نأمل أيضا في أقل تقدير أن يرسل الزملاء عناوينهم الجديدة في حال تغيرها للبريد الألكتروني والبريد العادي والهاتف لكي يكون ذلك إمضاء منه للاتصال به ودعوته للمؤتمر ولكي يساهم ذلك في إعادة الحيوية السابقة لمنظمتنا من جديد بعد فتور نسبي للسنوات الثلاث المنصرمة..


9. بخلاف كل ذلك تجد اللجنة الإدارية لرابطة بابل للكتّاب والفنانين الديموقراطيين العراقيين في هولندا نفسها أمام مقترحات بديلة قد تصل إلى التوجه للدعوة لمؤتمر أزمة طارئ يعالج مستقبل الرابطة واحتمال تسليم أوراقها إلى البرلمان الثقافي العراقي في المهجر وبدوره للاتصال بمنظمات الثقافة العراقية لبحث أية احتمالات لمعالجة مستقبل مسيرة الرابطة من جهة ولإعلان عن تصور محدد للتصدي للإغفال والإهمال من الجهات الرسمية لحسم الموقف باتجاه حل موضوعي يحترم إنسانية مثقفينا ومبدعينا الذين افنوا أعمارهم في خدمة الوطن والشعب..


تحية لكل زميلة ولكل زميل ولجهود الجميع في حمل لواء الثقافة العراقية وأمل بالتقدم بالمسيرة بدعم جدي مسؤول غير مبيَّت وغير مغرِض من أي طرف وبانتظار رسائلكم أيها الزملاء جميعا.. ونحن سنعرض للجميع موقف الجهات المسؤولة الأخير من مشروعاتنا التي تدارسناها في مؤتمراتنا واجتمعاتنا وعرضناها من دون استجابة جدية حتى اليوم... وتقبلوا فائق التحايا وعميق التقدير.




الأستاذ الدكتور تيسير الآلوسي

رئيس رابطة بابل للكتّاب والفنانين الديموقراطيين العراقيين في هولندا

رئيس البرلمان الثقافي العراقي في المهجر