البرلمان الثقافي العراقي في المهجر ورابطة الكتاب والفنانين الديموقراطيين

بيان بشأن حذف المادة 50 ووجوب تطمين أوضاع المجموعات القومية والدينية في العراق

 

 

 

لقد جاء حذف المادة 50 وتغيير قانون انتخابات مجالس المحافظات تكريسا لاتجاه يمعن في غبن حقوق المجموعات القومية والدينية ويهمّشها مبتعدا عن فهم آليات الديموقراطية وفهم ثقافتها بطريقة غير سوية. كما كان لهذا القرار دوره في تعقيد الأمور ودفعها لمزيد من حالات الاحباط لدى بنات وأبناء هذه المجموعات العراقية الأصيلة؛ وتعريضهم من جهة أخرى لمطاردة تصفوية تدفع لإفراغ البلاد من سكانها الذين شادوا تاريخها بحروف من نور وبجهود وتضحيات لا تحصى.

والقرار يظل مخالفة دستورية من حيث الجوهر، إذ يستبعد أطياف ومكونات جوهرية في تشكيل بنية الشعب العراقي التعددية الغنية بتنوعها.. وفيما ينتظر هؤلاء جميعا تغييرات دستورية وقانونية تعبر عن بنية المجتمع العراقي المعروفة، يجدون الأمور تتجه بالاتجاه المعاكس لتحقيق تطلعاتهم في العيش الآمن على أساس من العدل والإنصاف والمساواة في ظلال قوانين دستورية عادلة من جهة وأوضاع آمنة وسليمة من جهة أخرى..

وسيكون من المهم في العراق الجديد مغادرة مفاهيم من مثل "أغلبية وأقلية" بقدر تضمنها لا التهميش حسب بل وعمليات الاستلاب والإقصاء والإلغاء... وهذا يستدعي مبدئيا بشكل مباشر إعادة المادة 50 من قانون انتخابات مجالس المحافظات كمنطلق أولي لمرحلة لاحقة تتعزز فيها قيم الديموقراطية الحقة ومفردات العمل بها بدرجة من النضج الذي يمثل الواقع التعددي الثر بتنوعه..

 

إننا في رابطة الكتاب والفنانين الديموقراطيين العراقيين وفي البرلمان الثقافي العراقي في المهجر نؤكد على الآتي:

 

1.                                                                   ضرورة العودة نهائيا عن التغييرات السلبية الخاصة بحقوق المجموعات القومية والدينية في قانون انتخابات مجالس المحافظات وتثبيتها قبيل الموعد المؤمل للشروع بالانتخابات.

2.                                                                   تكليف لجان برلمانية وحكومية لدراسة مفردات التغييرات التي يتطلب تثبيتها دستوريا وقانونيا (جديا وجذريا) بما يكفل كامل حقوق المجموعات القومية والدينية العراقية بلا استثناءات أو إقصاءات...

3.                                                                   التعاطي مع ممثلي المجموعات القومية والدينية العراقية بروح مسؤول لاستقبال الرؤى والمعالجات التي تتناول المطالب الحقيقية بلا انتقاص...

4.                                                                   وضع البرامج الكفيلة بحماية هذه المجموعات العراقية الأصيلة ومؤسساتها الدينية والمجتمعية من الاعتداءات والتجاوزات وتكفل لهم العيش الحرّ الآمن وتحسم نهائيا دائرة جرائم ضد الإنسانية المرتكبة بحق هذه المجموعات الأصيلة...

5.                                                                   وضع البرامج الاستراتيجية والتكتيكية الكفيلة برفع الحيف التاريخي وسياسات التهميش والإلغاء وتعزيز الفعاليات والأنشطة التي تُعنى بتلبية المطالب الحياتية كاملة أسوة بجميع أبناء شعبنا العراقي وبروح المساواة والعدل...  

 

ونحن هنا في المنظمتين اللتين تعنيان بالمثقف العراقي وبالثقافة الوطنية الإنسانية الجوهر، نعيد التوكيد على بياناتنا السابقة بالخصوص ومشروعاتنا المقترحة ونعمل على تركيز التوجه بما يلبي النظر الفعلي بمضمون الحملات الوطنية والدولية  والمناشدات الرسمية التي قدمتها جميع القوى الفاعلة الحية الممثلة للطيف العراقي لكي لا تتشظى الجهود وتذهب سدى في مناقشات عقيمة أو تأويلات ووعود غير ذات جدوى أو تأثير عملي.. ولهذا نشدد على البدء بتثبيت نص المادة 50 في الوقت الحاضر وفورا بعد أن أعلنت أغلب القوى السياسية تبنيها لمضمون المادة...

 

ويمكن على وفق آليات العمل البرلماني أن تتبنى مجموعة أو أكثر اقتراح إلحاق المادة قبيل الإقرار النهائي وبخلافه فإننا نطالب مجلس الرئاسة ومجلس الأمن الوطني باتخاذ الإجراءات المناسبة لمعالجة مجريات الأوضاع وتطمين أمن الصابئة المندائيين والأيزيديين والمسيحيين بكل أطيافهم ومكوناتهم وبجميع أماكن وجودهم في وطنهم وبشأن الانتخابات التي تمثل واحدة من مفردات الإجراءات المؤملة العمل على استكمال  ما يتيح إنصاف المجموعات القومية والدينية وتثبيت الأمر في القانون لحين إيجاد التغييرات النهائية التي تعبر عن الوضع العراقي بطريقة صحية صائبة...

 

 

أ.د. تيسير الآلوسي

البرلمان الثقافي العراقي في المهجر

رابطة الكتاب والفنانين الديموقراطيين العراقيين في هولندا

لاهاي أوائل أكتوبر 2008