مذكرة احتجاج على نية النقل القسري لسكان أشرف

 

مجددا تتوارد الأنباء عن احتمال إجراءات حكومية عراقية  تخترق قوانين حقوق الإنسان والحماية المُقرَّة من المنظمات الدولية على وفق اتفاقية جنيف الرابعة وعلى وفق الشرعة الأممية التي تمنع النقل القسري.. حيث تتجه حكومة السيد المالكي، وبناء على تصريحاته المباشرة، لتحويل نية النقل القسري إلى  إجراءات فعلية ستكون كارثية في نتائجها. فإذا كانت عملية اقتحام المخيم قد أوقعت كل تلك الضحايا التي شهدها العالم بعميق الاحتجاج، فإنّ عملية النقل القسري ستأتي بنتائج مأساوية بخاصة كونها تتجه لوضعهم في سجون صحراوية نائية، مَلغية بسبب من ظروفها غير الإنسانية (نقرة السلمان)؛ فذلك لا يبيِّت عزلهم حسب بل يفضي إلى احتمال تعريضهم للتصفية أو في أدنى تقدير لمصير مجهول تشير إلى طبيعته الخطيرة انعكاس مطالب نظام الملالي الإيراني في تلك الإجراءات الهمجية المعادية للقيم الإنسانية ولقوانين حقوق اللاجئين وحمايتهم..

وفي وقت يعرف العالم مدى وحشية ذاك النظام (الإيراني) وعمق أزمته التي تدفعه لمزيد من الهمجية والعدوانية تجاه المعارضين فإن المخاطر التي تطاول اللاجئين لن تقل عن احتمال تعريضهم لأقسى صنوف التعذيب وللتصفية بدم بارد من قبل جهات داخل الحكومة العراقية من تلك التي تستجيب لتنفيذ أهدافه العدائية..

إن المجتمع الدولي مطالب اليوم بالإيفاء بالتزاماته لتوفير الحماية الحقة لسكان أشرف ولتطبيق القوانين المرعية بالخصوص ومنع حصول كارثة إنسانية بحق اللاجئين الإيرانيين بسبب تلك النزعات الشريرة التي تبغي النقل القسري وبقوة السلاح وسياسة البطش والعنف الدمويين لمجموعة أعلنت باستمرار سلمية وجودها واضطرارها للبقاء في حال اللجوء بسبب من طغيان  نظام الحكم في بلادهم ودمويته في التعامل مع معارضيه في وقت يشهد العالم مجريات قمع المظاهرات الجارية يوميا في الشارع الإيراني..

وفي وقت نحتج نحن نخبة المثقفين والمفكرين والتكنوقراط العراقيين على الإجراءات غير القانونية للحكومة، نرفض تجاهل قرارات القضاء العراقي ونطالب بالعودة إلى خيمة الدستور الذي يؤمِّن حقوق الإنسان واحترام المستجير اللاجئ على وفق الروح الإنساني السليم والقيم والشرائع والقوانين الأممية والمحلية.. ونؤكد على واجبات الحكومة في توفير فرص الحماية والالتزام بمنع تعريض  سكان أشرف لضغوط  نظام طهران ومطاراداته اللاإنسانية...

ونحن نثق بالقوى والعناصر الوطنية في الحكومة العراقية وكذلك بثبات موقف الإنصاف في قضائنا المستقل العادل مثلما نأمل للمنظمات الدولية والإقليمية المعنية للتدخل بالطريقة المناسبة منعا لحدوث كارثة إنسانية خطيرة بحق هؤلاء اللاجئين..

الحياة الآمنة الكريمة لسكان أشرف وللشعوب الإيرانية الحرية والانعتاق من حكم الطغيان والدكتاتورية كيما يعود اللاجئون وعوائلهم إلى ديارهم بأمن وسلام  وطمأنينة..

 

أ.د. تيسير الآلوسي

رئيس البرلمان الثقافي العراقي في المهجر

مستشار رابطة الكتّاب والفنانين الديموقراطيين العراقيين في هولندا

لاهاي هولندا  10 ديسمبر كانون الأول 2009